الجزء الحادي عشر

84 6 0
                                    

حينما أمسكت الأميرة يد الجندى شعر حينها بانتفاضة بسيطة فالتفت الى الأميرة وفى عينيه تساؤل يتمنى لو يطرحه عليها ويسمع منها اجابته فيطمئن قلبه لكن لسانه لم يطاوعه
فبخروجه من الغابة شعر أنه الان فى العالم الحقيقى وان الغابة وكل ما فيها ما هى الا خرافة حتى مشاعر الاميرة تجاهه مستحيل ان تكون حقيقة
ظلت الاميرة تنظر الى ضياء وترى فى عينيه تساؤلات كثيرة لكنها ولأول مرة شعرت بالأمان عند النظر الى عينيه لقد كانت عيون مليئة بالدفء والحنان
كم تتمنى لو تستقر فى احضانه وتلمس قلبه فتشعر بخفقانه لو ان هذه اللحظة تطول بينهما وتستمر عيونهما فى التلاقى حينها نزلت على وجه الأميرة دمعة
فوجئت الأميرة بدمعتها فسعدت كثيرا فسألها ضياء علاما السعادة فقد بكيتى ؟
فأجابته انها اول مرة تبكى من السعادة
حينها قاطع كلماتهم صوت صهيل أحصنة يقترب فأمسك ضياء بيد دلال وأوقفها بجانب الطريق ثم أسرع بالرجوع الى الطريق ثانية ليطلب من اصحاب العربة القادمة توصيلهم الى مملكة الاحلام لكن من بداخل العربة رفضوا التوقف من أجل توصيلهم لكن أحدى راكبات العربة لمحت الأميرة دلال فتوقفت العربة فأسرع ضياء بإحضار الأميرة والحقائب وركبت الأميرة بالعربة وركب الجندى بجانب السائق وسارت العربة
لمح الجندى بجانب السائق وجود طفل نائم تفيد ملامحه انه فى الخامسة من عمره
فسئل الجندى السائق : ابنك هذا يا عماه ؟
فاجابه السائق : لا بل هو ابن الملك
فسأله ضياء : ولماذا يركب ابن الملك بجانب السائق ولا يركب مع من هم مثله بداخل العربه
فأجابه السائق اجابة مقتضبة : وما دخلى أنا
فسكت الجندى ضياء وتسائل كيف يهان ابن ملك بهذه الطريقة حينها انتفضت العربة بسبب مرورها على صخرة فاستيقظ الصبى الصغير اثر هذه الانتفاضة وجلس بجانب السائق وهو يتثائب ويقول ؟ متى سنصل يا عمى ؟ فأجابه: لقد اقتربنا
وبداخل العربة نظرت السيدة التى امرت ايقاف العربة الى دلال وسألتها : كيف وصلتم الى هذا المكان واين عربتك ؟
فأخبرتها دلال انها أميرة مملكة الأنوار وانها فقدت العربة والحرس والأحصنة بسبب هجوم حدث لهم فى الطريق من بعض قطاع الطرق لكنها هى والجندى استطاعا الفرار بشق الأنفس
فرددت السيدة وقالت : اااه عزيزتى من الجيد انك وحقائبك بخير فلا يهم اى شئ اخر
شعرت دلال حينها بالشفقة على هذه السيدة فهى تعرف مشاعر اللا مبالاه هذه فهى تأكل الروح وتنسى المرء انسانيته ونظرت من شباك العربة فلمحت ضياء فشعرت بالطمأنينة لوجوده معها وايقنت بداخلها انها لن يصيبها اى مكروه مدام ضياء بجانبها
ثم نظرت للسيدة وقالت : من اين انتى يا سيدتى ؟
فأجابتها بأنها زوجة أمير مملكة الريحان وقد سبقها زوجها والملك من يوم الى حفل الزفاف بسبب الصداقة ما بين مملكتيهما .
حينها توقفت العربة فقد وصلوا جميعا الى القصر الملكى حيث يقام حفل استقبال الضيوف
فتح السائق باب العربة وامسك بيد سيدته حتى نزلت ثم التفتت المرأة الى الطفل الصغير
وقالت بلهجة يملؤها الكره والحقد : هيا إحمل الحقائب ولا تمزقها والا سأعاقبك
حمل الطفل احدى الحقائب واسرع بداخل القصر ونزل ضياء من على العربة وأمسك ايضا بيد الاميرة ليساعدها على النزول
وتلاقت الايدى وتعانقت بعد فراق شعرت الاميرة بأن روحها عادت اليها بعد ما شعرت بقبضته وشعر ضياء بانتعاشة فى جميع جسده بمجرد لمسه ليدها وتمنى لو يقبلها فلقد افتقدها منذ ان ركبت العربة
لمحت المرأه هذه النظرات ما بين دلال وضياء فقالت بصوت مرتفع هيا ايها الجندى احضر الحقائب واذهب الى مكان الخدم فهناك موقعك وضحكت ثم دخلت الى القصر
نظرت دلال الى ضياء وهى تشعر بالحرج من الطريقة التى عاملته بها المرأة ثم قالت سأذهب لأغير ملابسى وانت ايضا ولنتقابل داخل قاعة الحفل
ثم اقتربت من ضياء وقالت هامسة " فأنت الان حارسى الوحيد يجب ان تكون بجانبى طول الوقت ...
فابتسم ضياء ابتسامة شديدة فأسرعت دلال تكمل لتحرسنى"
فتابعها ضياء ببصره وهى تبتعد عنه وهو غير مصدق ان الاميرة من الممكن ان تكون عاشقة له
دخلت الأميرة الى القصر وفى اثناء دخولها صدمها الطفل الصغير فاعتذر سريعا لها وأسرع بالخروج بدون ان ينظر لكن الأميرة لم تتحرك من مكانها فهذا الطفل هو من رأته فى حديقتها كيف أتى الى هنا ؟كيف ........
ثم غاب الطفل عن عينيها فأخذت تتلفت يمينا ويسارا لعلها تجده وتسأله لكنها لم تجده فدخلت الى القاعة وصعدت الى غرفتها واحضر الخدم حقائبها فقامت بتغيير ملابسها وتجهزت للنزول الى الحفل

*****************
********************
***********************

وفى مكان الخدم كان ضياء يجهز نفسه للذهاب الى الحفل كما طلبت منه الأميرة لكنه لمح الطفل الصغير
فاقترب منه وسئله : هل تذكرنى فأجابه الطفل نعم فأنت كنت راكبا معنا على العربه
فساأله الجندى هل انت ابن الملك : فاجابه الطفل نعم لكنه لا يحبنى
فسأله ضياء : لماذا
فأجاب الطفل : لأن أمى لم تكن تحبه
ثم استأذن الطفل من ضياء ورحل فسأل ضياء احد الخدم القادمون من مملكة الريحان ان كان يعرف الطفل فأجابه نعم
فسأله ضياء ما قصته ؟
فأجاب الخادم لقد أحضر ملك مملكة الريحان امرأة منذ سنوات وقام بحبسها فى قلعة وكان يذهب اليها يوميا بطبيب ليعطيها دواءا حتى فقدت المرأة كل ذاكرتها


وعندها تزوجها الملك بدون ان يعلن فى المملكة وانجبت له هذا الطفل وظلت محبوسة فى القلعة حتى اتم الطفل الربعة وعندها توفيت
فسأله ضياء: اذا كان الملك فعل كل هذا سرا فكيف علمت به
فقال له الخادم : اننى لم ارى المرأة قط لكن الطبيب هو من حكى لى كل هذا قبل ان يقوم الملك فجأة بقطع رأسه
حينها شعر ضياء بغصة فى حلقه وانقبض قلبه
هل من الممكن ان يكون هناك اناس بمثل هذه القسوة ؟
ثم عاود سؤال الخادم ولماذا يعامل هذا الطفل معاملة كالخدم
فأجابه الخادم ان الملك لا يحبه وكذالك اخوه وزوجته فلهذا يعاملوه هذه المعاملة
انتبه ضياء انه قد تأخر على الاميرة فاستأذن من الخادم وشكره على هذ المعلومات ثم تجه ضياء الى الحفل
كانت الاميرة دلال قد ارتدت احسن ملابسها وكانت تنزل على الدرج الى الحفل نظرت لها كل العيون باعجاب من جمالها وجمال ملابسها لكن عينا انتفضت عند رؤيتها
وصلت الأميرة الى موقع الحفل فوجدت ضياء يتجه ناحيتها وهو يكاد يغمى عليه من فرط السعادة واقترب منها وقبل يدها وقال بصوت خفيض : ما أجملك يا أميرة


فاحمر وجه دلال من الخجل وشعرت بقلبها يرقص فرحا بكلماته
حينها كان صاحب العيون ذات النظرة الغريبة قد اتجه الى احد المدعوين وأخبره بشئ
فالتفت هذا الضيف سريعا ونظر باتجاه دلال وقال هل انت متأكد ؟
فأجابه نعم
حينها كان شابا يقترب من هذا الرجل وهو يقول لقد وجدت من سأتزوج يا أبى فسأله الرجل سريعا وقد كان هذا الشاب ابن امير مملكة الريحان
من هى يا بنى فأشار الشاب باتجاه دلال وقال هذه
لكنى اراها ترقص مع شخص اخر لا ادرى ان كانت ستوافق على الزواج منى
حينها رد عليهم الرجل الاخر وقد كان ملك مملكة الريحان فقال لا تقلق ان رفضت الزواج منك فسنتصرف كما تصرفنا مع أمها
وانطلق الثلاثة يضحكون ....................

الاميرة دلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن