الجزء السادس

87 8 2
                                    

تابعت الاميرة ببصرها الجندى وهو يبتعد عنها متجها لمكان العربة لاحضار حاجياتها وعندما غاب عن انظارها تماما وتأكدت ان من المستحيل ان يسمعها من هذا البعد بينهما شرعت الاميرة فى البكاء وهى تذكر نفسها بمقولة الجندى التى قالها فى نفسه ونسى انها ستستطيع سماعها ( يا لها من قسوة قلب لم اشهدها فى احد من قبل )
وتألمت كثيرا من معرفتها ان هذا هو ما يفكر به الناس من حولها هو قسوتها حتى وان اظهروا لها الحب والتفانى وظلت تبكى

واخذت تتسائل ما هو سبب هذه القسوة بداخلها لماذا تقسوا على الجميع حتى ابيها ," وبالطبع اباك لا يستحق هذا " سمعت الاميرة هذه الكلمات من خلفها فوجدت رجلا عجوزا محنى الظهر يتكئ على عصا خشبية ينظر لها نظرة حانية رقيقة ,
ثم تابع " ولا الجندى ايضا يستحق هذا , كل ما اراده هو حمايتك وايصالك مقر الحفل فتكون مهمته انتهت , لكنك بالفعل تتعمدى ان تصعبى عله مهمته "
تفاجئت الاميرة من هذه الكلمات الصريحة الصادرة من الرجل ثم رددت عليه قائلة : ألا تعلم من أنا اننى ....
فاوقفها الرجل وقال " الاميرة دلال اعلم فلقد سمعت عقلك يرددها قبل لسانك واشار الى عقله قائلا هل نسيتى "فردت الفتاة قائلة: لكنى لم اسمع اى من افكارك
فاجابها الرجل " لانى لا افكر بل انطق مباشرة فمن وصل لسنى عرف انه لا يوجد وقت للتفكير فما اردت قوله لن اؤجله لكنك يا بنتى تحتاجين للتفكير فى كلماتك فأنت لا تخشين احد ودائما تجرحين من حولك "
فصدمت الاميرة للمرة الثانية ثم تبادر الى ذهنها سؤالا فقالت : اخبرنى يا عم من اين اتيت وما هو طريق الخروج من هنا ؟
فاجابها الرجل" لقد أتيت من هنا وسأخرج من هنا "
فتعجبت الاميرة من اجابة الرجل خاصة ان الرجل لم يشير الى اى مكان بل اجاب ان مكان وقفته هو مكان دخوله وخروجه
ثم همت بسؤاله ماذا تقصد لكن الرجل كان قد اختفى من امام اعينها تماما مثل الطفل الصغير الذى رأته فى الحديقة .......

**********************************

************************************

****************************************

فى نفس التوقيت كان الجندى يرتعد خوفا فهو لا يدرى ما ستكون اسئلة الشجرة ذات الوجه المخيف " اخبرنا من اين اتيت وكيف وصلت الى هنا "
سمع الجندى كلمات صاحب الوجه فابتلع لعابه من الخوف واجاب قائلا : اننى جندى من مجموعة الحرس الخاص بسلامة الاميرة وقد خرجت معها انا وخمس جنود اخرون لحمايتها حتى تصل بسلام الى مملكة الاحلام حيث سيقام الحفل بعد يومين .....
فاستوقفه صوت صاحب الوجه ثانية وقال " ما فى هذا الكلام اهتمامنا ولا عنها كانت اسئلتنا "
ففهم الجندى انهم يسئلون عن قصته هو ففكر قليلا
ثم قال : <<<<<<<<<<< لقد كنت فى السابعة عندما توفيت والدتى وقد كنت وحيد ابى وفى سفرة لنا خرج علينا بعض اللصوص فهاجمونا وأخذونى وأبى اسيرين وعندما ذهبوا بنا الى مقر زعيمهم
سألنى الزعيم :أهذا أبوك ؟ فأجبته بنعم فقال هل تفديه بكل ما تملك ؟ فقلت نعم
فقال الزعيم : حسنا اقتلوا والده فانقضضت على الزعيم وانا امسك برقبته واصرخ لا لا اترك والدى
لكن الزعيم رفعنى بكل خفة من على رقبته ورمانى على الارض وقال وهو يلعب فى ذقنه حسنا هل تفديه بنفسك ؟ فأجبته بدون تفكير نعم
فنظر الى نظر باردة وقال اقطعوا رقبته مقابل حياة ابيه
فصرخ ابى ( لا هل جننتم انه طفل انه فى السابعة ولدى ولدى توقفوا ارجوكم )
لكن الزعيم شدنى باتجاه والدى واجلسنى بجانبه وقال : لقد طلب مننا ابنك ان نفديك بروحه ...ورفع السيف عاليا لكى ينزل به على رقبتى ونزل السيف وتطايرت الدماء لكنها كانت دماء ابى فلقد خدعنى الزعيم وحينهااكمل الزعيم قائلا .....لكننا رفضنا طلب فداءك بوالدك
وضحك ضحكة مقيتة مميتة وتركنى بجانب جسد والدى ابكى على فراقه ومشهد قتله لا يغيب عن عينى .
ثم رأيته نعم رأيت هذا السائل الذى علمنى والدى الا أشربه وانه يستخدم فى اشعال المدفأة نعم وحينها قررت الانتقام فانتظرت حتى نام جميع اللصوص وتركونى فى مكانى فقمت بهدوء وكنت قد عقدت العزم على تكملة خطتى والانتقام لقتلهم أبى بكل وحشية وأخذت شمعة كانت مضيئة بجانب احد اللصوص وجهزت زجاجة السائل وقطعت قطعة من ملابسى واحرقت طرفها ووضعتها فى الزجاجة تجهيزا لينفجر المكان ثم اسرعت بالخروج لكى اقذفها وانا على مسافة كافية من الخيمة
لكنى استوقفنى ابى نعم أبى لقد رأيته يقف بجانب الخيمة ويقول : " يا بنى أهذا ما تريد أن تصير ... قاتل "
فقلت والدموع تملأ عينى لقد قتلوك يا ابى لقد أخذوك منى لقد أبعدوك عنى .
فرد على أبى " يا بنى انى سأظل دائما معك "
حينها افقت لنفسى وعلمت انى سأدمر روحى ونفسى ان فعلت هذا لكنى لن اتنازل عن الانتقام لأبى وبالفعل امسكت الزجاجة لكى أقذفها على المخيم الذى ينام فيه اللصوص وجميع مسروقاتهم الثمينة وقبل أن ألقيه ناديت بأعلى صوتى " حريييييييييق " فاستيقظ اللصوص جميعهم وبدأوا بالخروج من الخيمة فألقيت حينها الزجاجة ودمرت كل ما نهبوه وسرقوه وهربت من المكان .......>>>>>>>>>>>
ثم توقف الجندى عن سرد حكايته فقد غلبته عبرته واخذ يبكى قليلا
فناداه صاحب الوجه المخيف " لقد فاجئتنا ايها الانسان بشجاعتك ولم نكن نعرف ان هناك من به مثل هذه الشجاعة فقبل ان تكمل قصتك لك عندنا هدية "
وانشقت الارض عن صندوق حديدى ورأه الجندى وهو يفتح ورأى سيفه بداخله لكنه راه يلف عليه شريط غريب ونور مبهر يخرج من السيف ثم يزاح الشريط ويرى الجندى سيفا لم يرى له مثيل من قبل فى جماله وحددته ودقة صنعته


ثم أكمل صاحب الوجه " ولاستخدام هذا السيف يوجد شرط فاعلم انه بمجرد امساكك بهذا السيف ستكون لك قوة كبيرة ولن تغلب فى معركة لكنك ان ارقت به دما فستموت حينها فالسيف سوف يرتبط بروحك .........."

الاميرة دلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن