الجزء الثامن

66 6 0
                                    

ظلت الاميرة دلال تستمع الى صفاء ونماء وهم يسردون عليها قصة الجندى ومع الوقت بدأت ملامحها تتغير ومع حلول نهاية القصة كانت دلال عيونها ممتلئة بالدموع لكنها حبستها فلم تعتاد البكاء على احد هذا ما علمه اياها الزمان ثم سئلت الفتاتين لكن صوتها خرج مبحوحا مخنوفا بسبب كتمها لعبراتها وقالت : لكن كيف عرفتم انتم قصة هذا الجندى ؟
حينها وقفت الفتاتان وابتسمتا ثم اختفيا تماما مثل الرجل العجوز ثم ظهرتا ثانية فى نفس الوقت لكن فى مكان اخر .
ووقفت دلال مشدوهة امام ما يحدث والكثير من الاسئلة تقفز فى عقلها لكن لسانها لم يخرج من صدمته بعد ثم لملمت شتات نفسها وقالت : كيف هذا ومن أنتم ؟
فاقتربت منها نماء وهى تقول لتهدأى فالان نحن سنخبرك فانتبهى لما سنقول . هذه الغابة التى دخلتها ليست كأى غابة فمن يدخلها لا يخرج فهى غابة جميلة ورائعة وتأسر كل يراها من جمالها لكنها تكره البشر ففى نظر الغابة ما البشر الا مدمرون من اجل مصالحهم الخاصة فيقطعوا الشجر من اجل البناء ويقطعوا الزرع من اجل الطعام ويقطعوا الزهور من اجل الرفاهية بل وان تركوا المكان على حاله بدون قطع جعلوه مزبلة ودمروا جماله وتسببوا فى موت ثماره "
تأثرت الاميرة من الكلمات وصارت لا تدرى ما الذى حل بها وكيف صارت تتأثر بمن حولها فهذا ليس من طبعها
ثم انتبهت لكلام صفاء وهى تكمل " فلهذا تكرهكم الغابة "
فعلقت دلال متعجبة تكرهكم أولستم مننا
عندها قامت الفتاتان ووقفتا وهما مبتسمتان وقالتا لدلال : تعالى معنا
فمشيت معهم دلال مسافة قريبة ثم وقفوا جميعا واشارت نماء الى خيمة بالية مغطاة بورق الاشجار فذهبت دلال اليها ورفعت جزء منها ولكنها شهقت من المفاجأة فقد وجدت هيكلين عظميين والهيكلان مغطيان بنفس ملابس الفتاتان فالتفتت دلال اليهما وهى تصرخ
فقالتا فالتهدأى فليس هناك جدوى من الصراخ فبمجرد ان يمر عليك يوم هنا يرتبط جسدك بارض الغابة وتغادر روحك لكنها تبقى ايضا فى الغابة لكنك على الاقل تستطيعبن التجول بعكس جسدك وابتسمت نماء وهى تقول مرحبا بك بيننا يا أميرة
عندها اسرعت الاميرة تجرى وهى تصرخ : ابتعدوا عنى ابتعدو عنى وهى تسرع باتجاه العربة والجندىوتقول لا يمكن ان اموت هنا لا يمكن ليس بعد ان بدأت اشعر من جديد لا لا يمكن لاااااا................

ثم وقعت على الارض واغمى عليها , مرت السنون وبدأت دلال تتأقلم مع وضعها الجديد بان صارت روح من ضمن اروح غابة الاهوال فكانت تستيقظ فى الصباح من على الزهر حيث كان هو سريرها


وتلعب وتلهو فى الغابة كلها .............
" لا لا تفعلى هذا " سمعت دلال هذه الكلمات وهى تلعب فى الأزهار وأخذت تتلفت فلم تجد أحد لكن الصوت جاء ثانية فتلفتت فلم تجد احد لكنها فجأة وجدت نفسها تهتز هناك من يهزها لكن من فهى لا ترى احدا .
ثم فتحت عينيها نعم ففى اثناء جريها باتجاه العربه اغمى عليها وحلمت هذا الحلم الذى من المؤكد تحققه ان لم تخرج من الغابة , فتحت دلال عينيها فرأت الرجل العجوز ثانية
فقالت هل انت من كان يوقظنى ؟
فقال الرجل " نعم فهذه البداية تستغرقى فى النوم ويرفض جسدك الاستيقاظ ثم تغادره روحك وترتبط روحك بالمكان للأبد "
ثم اسند الرجل ظهره على شجرة وقال : " يا بنتى اسمعى منى فانا لك ناصح , يجب ان تغادرى المكان "فردت عليه الاميرة وقالت : لكن صفاء ونماء قالتا ان لا يمكن مغادرة المكان
فاجابها الرجل العجوز " وقال بل ممكن بان تظهرى للغابة طيبتك ورقتك فتقتنع الغابة بان الانسان ما زال حنونا عطوفا "
فاستغربت الاميرة وقالت : لكن كيف افعل هذا ؟
لكن العجوز اوقفها وقال " الان حان وقت ذهابى فنظرت له الاميرة باستغراب " فأكمل قائلا هل ظننت اننا مسموح لنا التجول طوال الوقت !!!" ههههههههههههه "وبدأ الرجل يبتعد
لكن الاميرة دلال نادته وقالت : ارجوك لقد عرفت انك من هنا والفتاتان ايضا ولا تستطيعوا مغادرة المكان فكيف غادره إذا الصبى الصغير ولماذا نادانى أمى ؟
فرد عليها الرجل العجوز "يا بنتى ان الغابة لا تحبس الا البالغين فهذا الصبى ليس منا "
فتعجبت الاميرة وقالت :فى نفسها بعد ما بدأت اظن ان الامور اتضحت ظهرت الألغاز من جديد , وبدأت تمشى ثانية باتجاه العربة لتخبر الجندى ان وقتهم محدود وانهم يجب ان يجدوا طريقة لمغادرة الغابة


******************************************
*********************************************
************************************************

بدأ الجندى يسير باتجاه الضوء وهو سعيد القلب بالراحة بعد العناء والمشقة وادخل قدمه اليسرى فى الضوء ثم اتبعها باليمنى لكن عقله رااها فقد كانت ذات مكانة عنده يخاف عليها ويتقرب منها لكنها لم ولن تشعر به فلا فائدة من الانتظار فلأبدأ حياتى الجديدة لكنه وجد عقله يجاوب على اسئلته " لقد طلبت ان تخرج معها مخصوص فى رحلتها لتكون حارسا لها فهل ستتركها الان " فتقهقر الجندى عائدا لمكانه وهو يردد لا لن أترك دلال .
ثم اردف مكملا لصاحب الوجه لقد اقسمت ان احميها ولن اتراجع عن قسمى
فتعجب صاحب الوجه "فسأله حتى ولو كلفك هذا حياتك "
فأجاب الجندى نعم ثم قال فى نفسه : ولا يهمنى ان كانت لا تشعر بى فيكفينى ان أؤمنها لا ادرى ان كنت افعل هذا بواجبى تجاه الملك ام من واجبى تجاهها لكن فى جميع الاحوال لن اتخلى عنها
فرد عليه صاحب الوجه " لقد كان هذا هو المتوقع منك فقد كان هذا اختبارا لك فان كنت صادقا فى قصصك التى قصصتها لم تكن لتغادر وان كنت كاذبا لغادرت لكن هذه الارض لم تكن لتصل لها ابدا "
فاستغرب الجندى وسأل صاحب الوجه ولماذا كل هذا ؟.
فأجابه صاحب الوجه " لكى نرى ان كنت تستحق مغادرة المكان ام لا فهذا المكان لم يغادره انسان منذ سنوات فكلكم تعميكم الصفات السيئة كالأنانية والطمع والغفلة عن مشاعر الاخرين , ان لكم من الصفات السيئة ما لا يعد ولا يحصى لكنك اول انسان نرى فيه صفاتا تشبه صفاتنا من الولاء والحب وتفضيل الاخرين على نفسك لقد رأينا فيك حكمة من هم فى مكاننا ; ولهذا ايها الانسان فإن هديتك عندنا هى المخرج من هذا المكان فلقد احيطت الغابة بحاجز يسمح بالدخول ولا يسمح بالخروج لكن لا يخترقه الا القرن
فاستغرب الجندى وقال : أى قرن
فأجابه صاحب الوجه قرن أحادى القرن .

ورأى الجندى حيوانا لم يشهد له مثال من قبل فى جماله وبياضه فقد انشقت الشجرة وظهر الحصان وهو يقف على تلة عالية شامخا يلامس قرنه السحاب من علوه وافتخاره , ثم بدأ الحصان يسير باتجاه فتحة الشجرة وعبرها باتجاه الجندى ووقف بجانبه
" م . م .... ما هذا " سمع الجندى هذه الكلمات تتردد من خلفه فإذا هو بالأميرة دلال تقف وهى خائفة وتنقل عينيها بين الشجرة ذات الوجه المخيف والحيوان الذى لم ترى مثله من قبل والجندى الذى لا تدرى كيف انه ما زال على قيد الحياة حتى الان ...............

الاميرة دلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن