الفصل الخامس عشر والاخير (١)

15.4K 577 93
                                    

الفصل الخامس والعشرون والاخير (١)

حبي لكِ كالأرقام الطبيعية ليس له حد ولا نهاية ، ستظل عيناكِ عزيزتاي و حكم الهوي وإن ابتعدت مجبرًا سيأتي بي اليكِ مرغمًا مجرورًا من شوق قلبي الي عقر دارك..

********************

"البقاء لله ، الوالدة تعيشي انتِ"

البقاء لله

البقاء لله

البقاء لله

دوت العبارة في اذنيها بقسوة كادت ان تطنان علي اثرها
تتردد الكلمات وتتردد في عقلها
تقف شاخصة العينين بوهن غريب علي شخصيتها وجسدها يخونها هو الاخر و يتداعى للخلف من هول الصدمة..

ماتت!!!... الشخص الوحيد الذي ظل لها في هذه الحياة لم يعد هتا ، باتت وحيدة !!

ترقرقت الدموع في مقلتيها الجامدتين وهي تشعر وكأن الدنيا تميد  من حولها وغصة حارقة تكاد ان تخنق حلقها
الألم يتسرب الي قلبها يشكل قبضة جليد باردة تعتصر روحها بلا رحمة

جبينها ينكمش بألم طغي علي ملامحها واقدامها تتهاوي ارضًا  بدون سابقة انذار لتضم نفسها وهي تتراجع زاحفة للخلف تستند علي الجدار بجسدها المرتجف الخائر..

وكان هو يقف هناك يشهد انهيارها بأعين جاحظة ونفسه الطيبة ترمي بسهام الاتهامات في منتصف قلبه
حادت عيناه عنها اخيرًا لتشرد في الفراغ... لقد اصبح مدنسًا بنيران الانتقام ، الانتقام الذي حصده من انسانة بريئة !

رفع كفيه امام حدقتيه يطالعهما بأعين مهتزة يري دماءٍ وهمية تغزوهما ، هل انتصرت الان يا جواد هل ظفرت بما تريد؟!!
والاجابة كانت لا لم ينتصر.. المنتصر الوحيد هنا هو شيطانه!

*********************
دمدم وهو يتحسس وجنتها براحة يده ينتقل الي جبينها وهو يدقق النظر اليها بحاجبين معقودين :
مش سخنة يعني ولا حاجة

"تقصد ايه بكلامك ده؟"
قالت بتذمر وهي تحاول ابعاد وجهها عن مرمي يديه فتعالت قهقهته يحكم الحصار من حولها مانعًا ابتعادها ويقول برفق:
مش عيب يبقي عندنا ٣ عيال والرابع جاي في الطريق ونعمل فرح يا حبيبتي شكلنا هيبقي ايه قدام الناس؟

عبست بدلال مقصود وهي تمط شفتيها للأمام بطريقة مهلكة  تترجاه بنظراتها وهي تقول:
ماله شكلنا يعني ، شكلنا هيبقي لطيف وظريف ومش بعيد الناس تقلدنا كمان

ثم لكزته في صدره بخفة واستطردت متذمرة:
وبعدين يعني ايه شكلنا قدام الناس دي؟

تقصد اننا كبرنا ، ابقي اتكلم علي نفسك يا حبيبي انا اللي في سني لسه ماتجوزوش ، انت اخدتني وانا في ريعان شبابي
ثم التصقت به وهي تستطرد بشقاوة تلامع في اعينها:
سيبك من الشخص العاقل اللي جواك ليوم واحد واتجنن ، عيزاك تتنطط وترقص وتجري و..

حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن