"مالك يا حبيبي شكلك مش مبسوط او تعبان"
هتفت كوثر باهتمام وقد لاحظت تجهم سليم الدائم وعدم راحته منذ ان عادت من عند شقيقتها ، اجابها الاخير بهدوء وملامح وجهه لا تنبيئ بشيء كالعادة:
مفيش حاجة يا حبيبتي ، ماتقلقيشقالت كوثر بحنان وهي تنهض من مقعدها من علي مائدة الطعام وتقترب من موقع جلوسه وتربت فوق كتفه الصلب:
عارفة انك شايل حمل كبير اوي يا حبيبي ، وكل شوية اشغالك تكبر ما شاء الله ومسؤوليتها بتزيد وبيزيد معاها فكرك وقلقكثم تنهدت تستطرد:
وكمان الساعات اللي بتفضاهم مش بتلاقي الاهتمام الكافي من ريم وده غصب عنها هي كمان بس بيضايقك ، وانا فهماكنظر اليها سليم بابتسامه وهو يقول بتنهد:
بتفهميني دايمًا يا ماما ربنا مايحرمني منكبادلته الابتسامة بتأثر وهي تجذب رأسه الي صدرها تحتضنه باحتواء بينما تردد:
ولا يحرمنا منك كلنا يا حبيبي"تيتاااا"
اغمض سليم اعينه بضيق من صوت المزعج محمود بينما التفتت كوثر بلهفة تفتح ذراعيها اليه وتقول باشتياق:
حبيب تيتا وحشتني اوياحتضنها الطفل وهو يقزل بمكر طفولي:
مش هتروحي عند اختك دي تاني محدش بيدلعني في غيابك كلهم بيقهرونيفغرت كوثر شفتيها مرددة:
بيقهروك!!ولكن قبل ان يجيب الصغير اجاب سليم بصوت صارم:
انت لسه شوفت قهر ، ده انا هعاملك معاملة تخليك تكره اليوم اللي تقعد فيه في البيت من غير مدرسة"ايوه صحيح انت مش في المدرسة ليه يا حبيبي؟"
تساءلت كوثر ليجيبها سليم عوضًا عن صغيره الذي يتلاعب بأصابعه بتوتر وخوف منه:
البيه المحترم ابن سليم الحداد اترفد لمدة اسبوع بسبب قلة ادبه وعدم احترامه لزمايله ولا لمدرسينهثم التفت الي ولده يقول بتحذير:
بس قسمًا عظمًا اي شكوي تجيني منك تاني يا محمود لاوريك النجوم في عز الضهراستشعرت كوثر ارتجاف الصغير في احضانها خوفًا من والده لتقول بمهاودة لولدها بينما تشدد علي احتضان الصغير :
خلاص يا حبيبي ماتعصبش نفسك ، اخر مره يعمل مشكلة صح يا محمود قول لبابا اخر مرهقال الصغير بخفوت وهو مطرق الرأس:
اخر مره يا بابي ومش هعمل كده تانيلم يتغير العبوس الذي احتل وجه سليم رغم تأثره بملامح ولده الحزينة وقال بحزم وهو ينهض:
هنشوف"سليم انت رايح فين ، انا كنت بغير لرورو وجيت افطر معاك"
هتفت ريم باعتراض وهي تقترب منه ليجيبها الاخر بوجوم قبل ان يخرج من القصر نهائيًا:
ماتغلبيش نفسك ، فطرتولم يلتفت لحزنها ولا لمناداة صغيرته اليه فالتفتت ريم الي كوثر وهي عابسة الوجه لتقول لها الاخيرة بحزم:
عيذاكِ يا ريم
أنت تقرأ
حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة"
Romanceهل انعدام الثقة بالنفس قد يوصل امرأة للسذاجة التي تخولها ان تقحم صديقتها في حياة زوجها وتمهد لها الطريق لاصطياده ؟ وهل يمكن لرجلًا عاشق حد النخاع لزوجته ان يميل لأنثى غيرها ، انثي فاتنة قد تفعل اي شيء للحصول عليه؟ "هل ما زلت انا اول اُمنياتكَ؟.. هل...