مشهد ٤

6.7K 184 22
                                    

"مالك يا حبيبي شكلك مش مبسوط او تعبان"
هتفت كوثر باهتمام وقد لاحظت تجهم سليم الدائم وعدم راحته منذ ان عادت من عند شقيقتها ، اجابها الاخير بهدوء وملامح وجهه لا تنبيئ بشيء كالعادة:
مفيش حاجة يا حبيبتي ، ماتقلقيش

قالت كوثر بحنان وهي تنهض من مقعدها من علي مائدة الطعام وتقترب من موقع جلوسه وتربت فوق كتفه الصلب:
عارفة انك شايل حمل كبير اوي يا حبيبي ، وكل شوية اشغالك تكبر ما شاء الله ومسؤوليتها بتزيد وبيزيد معاها فكرك وقلقك

ثم تنهدت تستطرد:
وكمان الساعات اللي بتفضاهم مش بتلاقي الاهتمام الكافي من ريم وده غصب عنها هي كمان بس بيضايقك ، وانا فهماك

نظر اليها سليم بابتسامه وهو يقول بتنهد:
بتفهميني دايمًا يا ماما ربنا مايحرمني منك

بادلته الابتسامة بتأثر وهي تجذب رأسه الي صدرها تحتضنه باحتواء بينما تردد:
ولا يحرمنا منك كلنا يا حبيبي

"تيتاااا"
اغمض سليم اعينه بضيق من صوت المزعج محمود بينما التفتت كوثر بلهفة تفتح ذراعيها اليه وتقول باشتياق:
حبيب تيتا وحشتني اوي

احتضنها الطفل وهو يقزل بمكر طفولي:
مش هتروحي عند اختك دي تاني محدش بيدلعني في غيابك كلهم بيقهروني

فغرت كوثر شفتيها مرددة:
بيقهروك!!

ولكن قبل ان يجيب الصغير اجاب سليم بصوت صارم:
انت لسه شوفت قهر ، ده انا هعاملك معاملة تخليك تكره اليوم اللي تقعد فيه في البيت من غير مدرسة

"ايوه صحيح انت مش في المدرسة ليه يا حبيبي؟"
تساءلت كوثر ليجيبها سليم عوضًا عن صغيره الذي يتلاعب بأصابعه بتوتر وخوف منه:
البيه المحترم ابن سليم الحداد اترفد لمدة اسبوع بسبب قلة ادبه وعدم احترامه لزمايله ولا لمدرسينه

ثم التفت الي ولده يقول بتحذير:
بس قسمًا عظمًا اي شكوي تجيني منك تاني يا محمود لاوريك النجوم في عز الضهر

استشعرت كوثر ارتجاف الصغير في احضانها خوفًا من والده لتقول بمهاودة لولدها بينما تشدد علي احتضان الصغير :
خلاص يا حبيبي ماتعصبش نفسك ، اخر مره يعمل مشكلة صح يا محمود قول لبابا اخر مره

قال الصغير بخفوت وهو مطرق الرأس:
اخر مره يا بابي ومش هعمل كده تاني

لم يتغير العبوس الذي احتل وجه سليم رغم تأثره بملامح ولده الحزينة وقال بحزم وهو ينهض:
هنشوف

"سليم انت رايح فين ، انا كنت بغير لرورو وجيت افطر معاك"
هتفت ريم باعتراض وهي تقترب منه ليجيبها الاخر بوجوم قبل ان يخرج من القصر نهائيًا:
ماتغلبيش نفسك ، فطرت

ولم يلتفت لحزنها ولا لمناداة صغيرته اليه فالتفتت ريم الي كوثر وهي عابسة الوجه لتقول لها الاخيرة بحزم:
عيذاكِ يا ريم

🎉 لقد انتهيت من قراءة حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة" 🎉
حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن