الفصل الثالث عشر

13.2K 506 151
                                    

أحبك جدًا
‏وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل
‏وأعرف أنك ست النساء
‏وليس لدي بديل
‏وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
‏ومات الكلام الجميل
أحبك جدًا وأعرف أني أعيش بمنفى
‏وأنت بمنفى
‏وبيني وبينك
‏ريحٌ
‏وغيمٌ
‏وبرقٌ
‏ورعدٌ
‏وثلجٌ ونار
‏وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
‏وأعرف أن الوصول إليك
‏انتحار.
-نزار قباني

*******************

مر اكثر من شهر ونصف علي اخر مرة جمعتها به لا تدري كيف دفعت بها الصدمة الي الهروب منه ، لم تدرك انها هربت من الاساس إلا عندما وجدت نفسها داخل غرفتها والجدران تضيق بها ، تحكم الخناق حولها وهي تجلس كالجسد الذي فقد روحه تلتف بملاءة السرير ، تفترش الأرض بحالة مزرية ونبرته المترجية تستجديها لتفتح الباب مهددًا اياها بكسره فلم تجد بدًا من الصراخ بأعلى نبرة تمتلكها بأن يتركها وشأنها.. يتركها لتلملم شتاتها وكرامتها التي اهدرت علي يديه..

"انا مش مصدقة إنه عمل ده كله ، انا قولت واحد بيحب  زي حب سليم مستحيل يخون.. مستحيل يجرح"
انتشلها صوت اميرة من خضم افكارها لتتشبث بجسد طفلها الذي يجذب مئزرها محاولًا لفت انتباهها وقالت بسخرية مريرة:
مستخيل يجرح؟!!.. امال اللي عمله فيا ده ايه يا اميرة كان بيلعب معايا؟!!!

"عارفة انتِ الجملة بتاعة تموت في المعاناة تعشق ضيق التنفس ، لايقة علي حالتك اوي ، ايه البؤس ده كله يا شيخة مش لاقية سبب تعيطي عشانه ف بتجودي من عندك ما قولنا اشوية علي نار هادية واحرقي دمه وارجعيله بعد طلوع الروح بس في نفس الوقت فرفشي نفسك بلاش الافكار السوداوية دي "

زفرت ريم وهي تتأمل صديقة عمرها بنزق ف حتي هي لا تفهم ما يدور بخلدها ، لا تستوعب الجرح الغائر الذي سببه لها سليم ، فقط تعطي الحكم والمواعظ

"يا روح قلب خالتو انت بموت فيه ، اي الهدوء والجمال ده ، ليه اسامة ويوسف مش شبة حتة السكر ده"
كانت اميرة تداعب محمود بتلك الكلمات وهي تمطره بوابل من القبل بينما الاخر تتعالي قهقهته الطفولية صادحة في المكان

توقفت عن هزه فتمسك بها محمود بدلال بالمقابل لتتنهد اميرة بهيام وتدمدم:
ابنك ده انا مش هسيبه هيتجوز بنتي حتي لو غصب عن عين ابوه ، اي القمر ده بس

تعالت ضحكات ريم وهي تشهر كفها المفرودة بوجهها مخمسة بمزاح:
قل اعوذ برب الفلق في عنيكِ

لوت اميرة شدقيها تشاطرها المزاح:
علي اساس اني هحسده ولا هحسده ولا عشان مسمسم وعنيه خضرا يعني

برزت شفتي ريم وهي تتأمل اسامة الذي يأكل ما تقدمه له بصمت وقالت بتذمر:
علي اساس ان اسامة مش مسمسم وعنيه ملونة بردوا ولا ايه انا اللي يحب ولادي يحبهم كلهم زي بعض

قالت بسخرية:
هو سامح لحد يقرب منه سي اسامة انا حاسة انه شايفك ملاك وشايفنا كلنا شياطين بقرون
تأملته بحنان وهي تحرك رأسها مداعبة للطفل المنشغل بتناول طعامه التي تقدمه له وقالت بمرح:
ده روح قلب ماما ده

حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن