الفصل التاسع

11.8K 567 123
                                    


"حذفت الفصل ونزلتوا تاني عشان فيه ناس مش ظاهر عندها"

وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ
وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ؟"

-منقول

***************

كاد قلبه ان يخرج من بين ضلوعه من فرط المشاعر الثائرة التي داهمته في تلك اللحظة
لم يعي لنبرة صوته التي خرجت علي هيئة صراخ غاضب في وجه الصغيرة :
يتجوز مين؟!!!!

حركت رأسها الصغير بخوف وقد هالها مظهر والدها بينما جسدها التصق لا اراديًا بباب السيارة الداخلي فتابع سليم قوله بصوت أعلي وأحد:
اتكلمي يا ريم عرفتي الكلام ده منين؟!!

كان يحدج ابنته بأعين تشتعل من شدة النيران التي تستعر بداخله وهو يسأل بصدمة غير مدرك لنظراته تِلك وتأثيرها علي طفلة بسنها

"بابي انا خايفة"
انتشله من حالة الغضب التي تحكمت به صوت ابنته الباكي وقد لاحظ ارتجاف جسدها ونظراتها الخائفة منه فاطبق جفنيه بقوة يحاول التحكم بخفقاته التي تتعالي بمعدل غير طبيعي

انامله التي تقبض علي مقود السيارة ابيضت مفاصلها من شدة الضغط ، تنفس بعنف وهو يفتح عينيه التي تنبثق منها الشرارات الغاضبة التي تنبأ بكارثة ثم ادار السيارة مرة اخري منطلقًا بها ولكن مع اختلاف الوجهة تلك المرة
استمع لصوت شهقات رقيقة تصدر من أبنته ولكنه لم يستطع الالتفات لمراضاتها او محاولة اخراجها من نوبة الخوف التي تظهر جلية علي ملامحها.

********************

توسعت بسمتها وهي تستمع لثرثرة السيدة كريمة عن ابنتها المراهقة ومواقفهم اليومية معًا

كان الحنان يطل من عينيها التي التمعت بشغف وهي تتخيل طفلتها وهي تكبر وتصل لتلك المرحلة ، تنهدت بنشوي امومية وهي تقول بعشق:
تعرفي يا مدام كريمة انا مش متخيلة اني هيجي يوم وقططي الصغيرين دول يبقوا كبار قدام عنيا كده ، هحس بأيه ساعتها وهتصرف ازاي ، الأطفال دول عاملين زي البيت اللي بتبنيه طوبة طوبة بأيدك لحد مايكتمل

ابتسمت كريمة بحنان وهي تبادلها الحديث بشغف:
يا رب يا حبيبتي تشوفيهم احسن ناس في الدنيا ، الأم هي الشخص الوحيد اللي بتتمني عيالها يبقوا احسن منها ، قلب الأم عامل زي الجنة ، يعني انا عمري ما كنت اتوقع اني هحب حد اكتر من نفسي لحد ما خلفت ، انا وجوزي اه مش مرتاحين اوي وبننحت في الصخر كل يوم عشان نأملهم مستقبلهم بس التعب كله يهون اول ما بشوفهم فرحانبن بلبس جديد او بأكلة حلوة

ارتجفت ابتسامتها وارتسم الحزن في عينيها وهي تستمع لحديث كريمة ، كم أن الحياة كانت لتكون جميلة لو كانت بتلك البساطة ، تنهدت بحرارة وصورة لأسرتها الصغيرة تداهم عقلها في احدي ليالي الشتاء الباردة وهم يشاهدون احدي العروض المسرحية الفكاهية هي وسليم واطفالهم في الوسط بينما يتدثرون جميعًا بغطاء ثقيل مع التدفئة المركزية في القصر ، حياتهم كانت جميلة ودافئة ، ترقرقت عيناها بعبرات ساخنة سرعان ما نفضتها وهي تذكر نفسها بأن السعادة الزائفة ليس لها قيمة ومهما بلغ مقدار سعادتها سابقًا مع سليم فالأن ادركت انها ما كانت سوي وهم

حكم الهوى (الجزء الثاني من رواية وليدة قلبي) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن