Dragomir Phoenix

Chapter 22

-إما الأولوية...أو العدم التآم-

خيانتك كسرت لي عمودي الفقري ولكنني عدت لجمعه مجددا بكلماتك

لكن عندما كسرتني كلماتك زحفت جامعا عظامي بعيدا الى مكان لن أكون مجبرا على الوقوف فيه

_________

الضرورة الذاتية في تثبيت الواقع وتكذيب الوهم تأتي في حالتين..إما العشق او الانتقام

فكلاهما يحدثان فرط مشاعر يجعلونك غير قادر على التحكم في تصرفاتك..لذلك ضرورة ضبط الذات اهم شيئ تقوم عليه شخصية الشخص

صداع..لم يكن صداعا كان الشعور يجعلك تتخيل ان شخصا ما يقوم بطرق مسمسار في اعمق نقطة من جمجمتك بواسطة مطرقة حديدية عملاقة

هذا ما كان يشعر به دراغومير الذي كان يستلقي وسط سريره الفارغ ليفتح عينيه تدريجيا متفحصا المكان الذي وقبل ان يفتح عينيه شعر انه ليس بالمكان المعتاد فالرياح كانت تصدر صدى صوت يجعلك تتأكد من ان المكان الذي انت فيه خال تماما !

الجدران..الاثاث...كل شيئ كان خاليا مثل تفكيره تلك اللحظة كل شيئ باهت وخالي من الحياة رغم ان اللون الابيض كان يصبغ المكان

استقام من سريره يدفع جسده بصعوبة نحو المجهول فهو الان ليس بغرفته او اي مكان مألوف بالنسبة له

لكن هذا ليس الامر الذي يثير قلقه وإنما كونه حرا طليقا..حر طليق يعني انه ليس على مقدرة لفعل اي شيئ !

واصل التمعن في كل تفصيلة صغيرة يأبى الخروج من الغرفة يواصل التدقيق وكأنه يعلم أن الاجابة عن فضوله تكمن بين اسوار هذه الغرفة لكن ما حدث بعد تلك الثواني القليلة جعلت من عداد قلبه يتسارع

يرى المياه..مياه غزيرة تخرج من السقف تسير عبر الجدار لتستسقر في الارض وهاهو الان منسوب الماء يرتفع..يرتفع بشكل مخيف وكأن الغرفة لوحدها مبنية على سد ضخم وهاهو الان يغرق شيئا فشيئا !

حتى الطلاء بدأ في التقشر لتتبعثر الحشرات التي كانت خلفه بعوض صراصير..دود وأي نوع قد تجعلك رؤيته تتقيأ قرفا !

كان الحل الوحيد بالنسبة له هي الباب خلفه..تراجع راكضا نحوها ليصطدم محاولا كسرها دون حتى ان يرى اذا ما كانت مفتوحة ام لا لينجح من المحاولة الاولى في دفعها

نظر لما كان يحاوطه لكنه حرفيا لم يستطع تمييز شيئ !

لأنه كان يحوم في فضاء ابيض خالي من الاسوار والاشخاص او اي شيئ على قيد الحياة..فقط منسوب من المياه اقل من الذي كان داخل الغرفة يصل الى ركبتيه