Chapter 2

7.3K 431 124
                                    


•~•~•~•~•

رواق اسود طويل شديد الظلمة في ثناياه بحيث لا يظهر الطريق الذي تسير فيه ان لم تقم بحصر الحائطين بين يديك ملتمسا الجدار الذي سيجعلك تدرك وجهتك وسط ذلك الظلام الدامس

توقفت للحظات تلتقط انفاسها المسلوبة اثر ركضها لفترة طويلة في مكان مجهول لا تفقه عنه شيئ سوى انه من اسوء الاماكن التي قد تراها عيناك او يتخيلها عقلك فقط الموت والتعذيب مع الاخافة اللامتناهية

ارتعش بدنها بالعة ريقها ممرة لسانها لتبلل شفتاها المتشققتان لتشعر للحظات قليلة وكأن قدماها لم تعودا تستطيعان حملها لينتهى نحو الاسفل بدون حول او قوة فقط مسلمة امرها لأي شيئ سيأتيها "هششش "

اتاها ذاك الصوت من جهة معينة من احد طرفي الرواق لكنها لم تستطع تمييز اي واحد منهما فقط قامت بوضع يداها مغلفة اذنيها جيدا ترجو انها لن تسمع هذا الصوت مجددا لكن ذاك الضوء الاتي من نهاية الخط المظلم كان يقترب شيئا فشيئا جعلها تفتح عيناها برعب

ارتعش بدنها وهي تعود نحو الوراء مستندة بيداها المتشققتان لتتأوه بألم حالما لامست يداها ذلك الحصى الصغير ليدخل البعض منه في تلك التشققات مسببا لها نزيفا صغيرا كان جليا بجعلها تتوقف عن الهروب الذي لا توجد منه اي فائدة

امالت برأسها وهي تقرب يدها من ثغرها لتقوم بالنفخ عدة مرات غير عالمة بذلك الذي انحنى بجثعه واقفا امامها حتى شعرت بأنفاسه الحارة تلافح بشرة وجهها الحليبي

انتفضت تحاول الوقوف لولا يده التي سحبتها من رسغها لتشعر بعظام يدها تتحطم اكثر من ما هي نتيحة لإطباقه عضلات يده الصلبة على معصمها النحيل

قربها نحوه اشد قرب ممكنا لتضع رأسها اجبارا فوق صدره نتيجا لطوله الفارع الذي تعرف جيدا انها لن تصل له ابدا لكن ما يزعجها حاليا هو بقائها حبيسة لديه وبين اسوار احضانه او بالاحرى اسواره اينما تواجد فهو لن يتركها تهرب من بين يده بهذه السهولة

اخذت تتخبط بين ذراعيه مثل السمكة التي خرجت لتوها من بحيرة مياه نقية ليستوقفها سحبه لها نحو الحائط خلفه مبارزا نافذة صغيرة في نهاية الرواق حيث وقع الضوء على شفتيهما لا غير

مرر اصابع يده الموشومة المزينة بخواتم الماسية تتوسطها احجار كريمة نادرة زينت خمسة اصابع يده وهو ينظر لشفتاها المرتعشتان :"دراغومير...توقف !"

خاطبته وهي تشعر بأنفاسها تسلب منها تدريجيا اختناقا وحنقا من هذا الرجل الذي لم تعد تحتمل تملكه هذا ليردف وهو يلافح ارنبة انفه بالقرب من اذنها وبالتحديد فوق خدها الحليبي :"الم اخبرك ان تصمتي يا قمري..."

Dragomir Phoenix حيث تعيش القصص. اكتشف الآن