مساء الجحيم

1.2K 52 6
                                    

كانت الساعة تشارف الثالثةُ عصراً وقد كنت هُنا في المطبخِ لوحدي امتثل سكب الماء لنفسي والتوتر يكاد يقضي علي ، لكن غيم بعد ان استيقظت اتت لنا في المجلس كالموتى تفركُ عيناً عريضةُ الابتسامة دون ان تغتسل او تنظر لنفسها في المرآة حتى لتصرخ بإسمي سعيدة ثم تركض نحوي لتحتضنني وانا لم اكمل كوبي او انزاله او حتى الوقوف مستقيمةٍ الظهرِ حتى .. هكذا فاجأتني !

هي الان مشغولةً بأحضار الاغطية والمفارش لنا من الطابق الثاني تتركني لوحدي وتلك لا تكفُ عن ثقبي بعيناها بنظراتٍ يقشعِرُ لها جسدي حتى خرجتُ من المكان احاول جمع شتاتي دون إلتفات.


انزلت كأس الماء قلت بيني وبين نفسي "ما الذي يحدث لي؟ لماذا هي هكذا؟" لم يكن لي ادنى فكرة

التفتُ لأخرج لأسمع صوت غيم تنده علي "سهر" واسرع بالخروج لتقول بتعجب "ماذا! اعتقدت انك مع الجماعة هناك" تشير للمجلس بحاجبيها الظريفان وأقول "اردت القليل من الماء، دعيني اساعدك" لأحمل معها ونتجه لغرفة نجم وورد نضع المفارش فوق بعضها حتى لا نجعلها فوضوية ،

"هيا لنجلس هنا لا اريد الجلوس مع النساء الكبار" قلت وانا اتربع في مكاني وجهي يقابل الباب فوقي النافذة من خلفي مكتبة دراسية صغيرة لتقول غيم "حسنا! اذا انتي اجلسي هنا وانا سوف احضر المكسرات وبعضاً من المشروبات" "البعض؟ احضريها جميعها" قلت لنضحك وتدخل نجم مع اختي الصغرى التي بنفس عمرها تردد "سهر سهر! استمعي الى ما قالته الريم" تقصد اختي الصغرى، لتمد وتهمس بأذني بـ"تقول بأن الحيض اتاها الاسبوع الفائت! أحقاً ما تقول؟" "نعم" قلت بابتسامة محرجة قليلاً ، في الحقيقة لم احادث احداً بأمرُ حيضي قط ولم يكن لدي اصدقاء فتيات لأشاركهم هذا الحوار فقد كانو اخواتي يسخراً مني وكأنه امراً مخجل على المرء ان يحدث له؟ لكن اختي تلك محظوظةً لتواجدي معها في عمرها هذا !

ثم سرعان ما اتت غيم وورد بالمكسرات والمشروبات لنتخاطفها حالما انزلتها والبعض اخذ منها وهي لا تزال بيدها ، تشاركنا الطعام والضحِكات قليلاً لتبدأ غيم كالمعتاد بقصصها المرعبة "اتعلمون قبل مجيئكم بيومين كنت ارتب هذا الدرج من خلفك!" تشير خلفي والصمت ساد المكان للتغير تعابير وجهي من ضحكة لمرتكبة وتكمل "سمعت خربشةً خلفي فألتفت" تمتثل الموقف ووجهها يعبر عن الكثير .. لتلتفت مجدداً تجاهي "وشيئاً كالسراب انسحب لاسفل السرير بجانبكم" ليصرخ الجميع من ناحيته يتقافزون على بعضهم البعض والصغار كانوا اكثر صخباً لتدخل علينا وانا في حضن غيم وكلاً فوق الاخر ، هي تلك الغريبة !

فقالت غيم "رويت لهم موقفاً مرعباً حصل معي" والضحك يملئ جملتها لانظر لها وهي تقف تبتسم ثم تقدمت ببطء تقول "سمعت صراخكم واردت المشاركة لابد ان لديكم ما يثيرني" تنهي وهي تجلس بجانب غيم وارجع انا في مكاني لتقول الريم اختي "ان سهر كثيرة الذعر بعض الاحيان لا تذهب للحمام الا وتأخذني معها" تنهي تضحك بغباء لتتركني مع نظراتهم الساخرة وضحكاتهم علي فأخجل من الموقف لتقول هي "انظرو لها خجلت" فتبدأ عيناي بنظر لها والنظر بعيداً النظر لغيم ثم للاسفل ثم للجميع ولها ثم للاسفل وهكذا كأنني انطوائيةً غريبة الاطوار .. اه كم اكره تصرفاتي تلك.

ملاك شيطان devil angle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن