غير مفهوم

916 42 2
                                    

انا الان في المطبخ اجلس كرسي المنضدة المليئة بالافطارُ الشهي غير باغيةٌ الأكلِ او النظر إليه ولكن لا اريد البقاء وحدي والتفكير فيما حدث ، "سهر ضعي شيئاً في فمك وإلا انا اضع شيئاً في مؤخرتك" قالت غيم غضبة كونها تعبت بكل هذا ولا اريد تناول شيئاً منه لتقول اختي الكبرى التي استيقظت لتوها ضاحكة "هي هكذا عندما تكون حزينة، ماذا حدث" قالت تنظر إلي "لا شيء" قلت بهمس فتدخل نجم وريم يتبادلان الحديث عن مدى روعة جمال لين ! ياله من توقيتٌ رائع للغاية.

وورد كانت تجلس بجانبها اخي لا تزال غاضبةً منهُ وغيم تنظر لي بريبة مما جعلني اظن انها سمعت شيئاً ما "مابك؟!" قلت لها لتجيب "لم ارك هكذا من قبل" كانت نبرتها هادئة للغاية في وسط زحمةُ الثرثرة التي تحيط بنا لينصرف ريقي بثقل اقول "ما الذي تقصدينه؟" "هذه الأعيُّن وهذه النظرات ليست لك، لطالما كُنتي ضاحكة ولا ارى بعيناكِ سوى الدفء والمرح! أما الان لا ارى سِوى الخوف والحزن" انهت هي وابتديتُ انا بداخلي التوتر "ليس هناك شيئاً" قلت امد يدي لتناول الطعام ادعي عدم صحة ما قالتهُ رغمّ معرفتي ومعرفتها أنها مُحقة.

بعد ساعة وبضع دقائق استيقظ الجميع وبدئوا باللعب والتجول في المنزل والضجيج يعلو ويعلو..

بينما انا اجلس في المجلس الداخلي للغرف بجانبي غيم لا نتحدث لكننا متواجدون دوماً بجانب بعضنا البعض هكذا لا نمانع عدم الحديث طالما اننا نشعرُ بقربنا من بعضنا ، اتكئتُ برأسي على كتِفها اتنهد وهي تلاحظ تصرفاتي التي بدأت تستغربَها كوني لستُ على طبيعتي التي كانت بهجة ومرحة ولا اكف عن الضحك واللعب لكني الان العكسُ تماماً !

"سهر" هممتُ مجيبتها لتكمل "ماذا حدث هناك؟" علمت ما تقصد لكني صمَت "هل تشاجرتما؟!" لابقى بصمتي مغلقه عيناي "غريب منذ وصولك وانتي لا تتصرفين على طبيعتك؟ هناك خطباً ما بينكما انني اعلم بذلك" لافتح عيناي وبدأ الخوف يسيطر علي ارفع رأسي لانظر لها فتكمل "اخبريني ، ما الذي حدث؟" ظننتُ حينها انها تعلم بما يحصل لذا قلت اتأكد اكثر "هل تعلمين؟" "اعلم ماذا؟" "قولي لي ماذا تعلمين؟" "لا اعلم شيء لكن اعلم بأن هناك شيئاً خاطئ يحدث هنا" لاتحسن قليلاً اتراخي في جلوسي ثم استلقيتُ اضع رأسي بحضنها "ارجوك احكي لي شيئاً مُضحكاً او ضعي فلماً لنشاهده" "لنضع فلم رعب الليلة ، لكن الان سوف تخبريني ماذا يحدثُ معك؟" لتخرج تنهيدة طويلة من صدري المكتئب "إني تعبة" قلت انظر ليدي التي لا ازال اشعر بوجنة لين عليها واضعها على وجهي لا اريدها ان تلاحظ شيء اخر ، لتأتي ورد واخي معها لا يزالان متخاصمان لكنهم يريدون لعب الورق واقحامنا معهم !

مرّ يوماً ويوماً ويوماً لم ارها بأيٍّ منهُم .. فبدئت اقلق وارتبك أكثر فأكثر في الحقيقة اريد الاعتذار منها رغم وقاحتها فقد كانت مُتألمة من صفعتي.

وكُنت في الحديقة الامامية للمنزل نلعب في دراجات الاطفال الهوائية انا وغيم وورد والبقية كانوا يضحكون علينا ونحنُ نلاحق بعضنا منهكين من شدة الضحك والاطفال يركضون ورائنا والبعض يدفعنا لتزدادنا السرعة وننصدم ببعضنا، كان وقتاً مرِحاً للغاية وكُنت اضحك بلا توترٍ او خوف او قلق ونسيتُ كل شيء ولم اشعر بشيء سوى المرح !

ملاك شيطان devil angle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن