صباح الجحيم

3.3K 61 4
                                    

التاسع عشر من يوليو ...
الساعة ٤:٣٠ صباحاً ، في أوائل أجازة الصيف






في بيت كبير وشعبي يبدو مهجوراً من الخارج لكنه يمتلئ بالضجيج والخراب يلتف حوله الشجر على رأس الشارع كان الوضع فوضوي للغاية فإن الكل يركض في ارجاء المنزل منهم من يبحث عن جواربه ومن يبحث عن فردة حذائه والأخر عن سلك شاحنه وهكذا تترامى أصواتهم على مسمعي ليزرعوا الازعاج في صفاء ذهني وذروة راحتي واستفيق منزعجة غير قادرة على فتح عيناي من شدة النعاس والتعب لكن لا احد يبالي !

ويخرج صوتاً من خلفي كان "استفيقي ايتها الحمقاء .. لم يتبقى على وقت انطلاقنا سوى خمس دقائق" وكانت امي تذهب ثم تعود غير متأكدة قائلة "بل ثلاثة" وتذهب وتعود مجدداً "مهلاً لقد مر بالفعل خمس دقائق؟!" وتسرع تنبه الجميع بأن الوقت قد نفذ ويجب ان نركب السيارة حالاً , حتى نلحق بأصدقائنا الذين سوف يسيرون معنا في طريق السفر , ويأتي اتصالاً على هاتف امي يجعلنا نصمت جميعاً بعد ان كان المكان وكأنه حانةً للقراصنة وتجيب امي "اهلا...نعم.. حسناً ! اوه بالطبع نحن بالطريق سوف نصل خلال دقائق انتظرونا قليلاً ... نعم نعم من فضلك .. حسناً" وتغلق ثم يعود الامر اكثر جنوناً مما كان عليه ..

لاقفز انا من سريري اتخبط هنا وهناك بعينٍ مغلقة والاخرى بالكاد ارى بها بوجهي المنتفخ اخذ اياً اراه امامي وأضعه في حقيبة ظهرٍ قد رميت ما بها دون اكتراث وبسرعةٍ مهولة خرجت من غرفتي التي اتشاركها مع اخواتي اللواتي لا ينقصهم ايّ فوضى اخرى يترامون الاشياء وكلٌ من يجهز شيئاً من عنده من تضع مساحيقها مع انه الوقت طويلاً للغايه لنصل لوجهتنا والاخرى لا يزال قناعها على وجهها وهي تبحث عنه واين وضعته ؟ واخي يسقط امامي يحاول ارتداء بنطالهُ لأتوجه دون التفاف للحمام وحقيبتي على ظهري لاضع وجهي اسفل الماء وادعكه بسرعه وانا ابحث عن المعجون لاضعه على فرشاتي فتأتي امي تمسكني من شعري تجرني خلفها الى السياره لتلتقط اخي بيدها الاخرى وهو لا يزال بنصف بنطال والصدمة هي........

ان اخواتي يجلسن في مقاعد السياره مثاليات وكأنهم لم يكونوا في اي توتراً سبق !

لنبقى انا واخي الاصغر في الخلف مع الحقائب والاشياء الاخرى لا نجد اماكن لرؤوسنا ، فرشاتي بفمي وهو يجلس ببنطالٍ ممزق ..

ثم قالت امي "حسناً يا اطفال! لدينا رحلة مدتها ٤ ساعات لنبقى هادئين" لترميني بإرهاقٍ شديد.

لتمر مجرد دقائق حتى وقفت بنا السيارة لينزل خالي من يتفقدها بينما امي تتصل على اصدقائنا في السفر ليعودوا ويقلونا معهم ونحن عابسين نتجول في الارجاء دون جدوى ، ثم بعد ان اقلونا نتوقف عند محطه وامي ليست راضيه بذلك تريد ان نواصل المسير دون توقف لكن صديقنا اصر على التوقف مشيراً لنا بأننا كالخنافس المتراصة لتنظر لنا امي وترى اخواتي فوق بعضهم وانا اجلس مع الامتعه لا يكاد يبان مني سوى وجه وساق اخي تظهر من خلفي لا اعلم اين بقيته لتقتنع اخيراً ونقف نترجل !

ملاك شيطان devil angle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن