الخضوع

1.8K 44 3
                                    

كان في مُنتصف الفيلم وشعرت غيم بالحاجة للذهابِ لدورة المياة فخرجت من بيننا تضع الفشار بمقعدها وانا انظرُ لمكانها ثم للين التي كانت مندمجة مع الفيلم أو هذا ما ضننته .. فحين ارخيتُ ظهري واخذتُ بعض الفشار مُلئ يدي ثم نظرت لها بخلسة وهي لا تعيرني أيُّ اهتمام ، اتسائل اين ذهبت تلك التي كانت تلتصقُ بي ؟ اين كلامها الذي ترميهُ علي ؟ احترتُ لماذا الصمت هذا فجأةً ؟! مهلاً ليس فجأةً بل لأجل تلك الصفعة.

فبقيتُ انظرُ لها بطرفِ عين والحزنُ والندم يعُجانِ بداخلي ثم ألتفتت لتأخذ الفشار فتلتقي عيناها بعيناي وهما هكذا لأسرع في النظر بعيداً ثم ملئتُ فمي بالفشار ارخي نفسي اكثر امتثل الاندماج مع احداث الفيلم وهي بقيت تنظر لي بسخرية لترمي علي المزيد من الفشار !! ثم تُعاود المُتابعة لأعاود أنا سرقة النظرِ وهي تبتسِم وكأنها راضية عن شيئاً ما.

مرة دقائق عدة ولم تعد غيم فقلت "اريد الاطمئنان على غيم" وانا اقف بإنحناء ثم تحركت لجهتها احاول المرور من امامها رفعت لي كوبها وقالت "املئيه بطريقك" فقلت بسخرية "لم اشرب تلك الكمية من السوائل بعد" والمكر بِوجهي ، فتبسمت هيّ بقليلٍ من الدهشة وأنا أدركتُ ما قد تفوهتُ بهِ لتوّي .... "ااهءء ، سـ.. سـ" ثم مررتُ بسرعة وانا اصرخ بداخلي لعنة عليكَ يا لساني كيف امكنك؟

خرجت ! ونظرتُ في الارجاء ، وجدت احد العاملين لأسأله عن دورات المياة وادلني فذهبتُ مسرعة لها لكنني تذكرتُ عبلة المشروب الغازي بيدي ثم عدت لاملئها فوجدت غيم هناك تدردش مع البائعة ..

"ايتها ..." قلت وانا اقترب منها وهي بدأت تضحك مرتعبة "متى خرجتي؟! هل انتهى الفيلم؟!" "لا لكنك اطلتي المدة وجئتُ للاطمئنانُ عليك" "لك هذا؟" قالت تشير على ما بيدي وكأنها لم تسمع حرفاً مما قلته فقلت "انه لها" اقصد لين فأخذته مني قائلة "حسناً انا سوف املئه انتي عودي" "عزيزتي لن ننتظر حتى انتهاء مواسم الفيلم كاملة تعالي معي الان" وهي تضحك ثم قلت فجأةً "مهلاً سأذهب لدورة المياة ! عودي انتي لا تتركيها وحدها" "حسناً!" قالت وانا ذاهبة، وبعد ان انتهيت من حاجتي خرجت اغسل يداي ودخلت لين من خلفي تنظر لي بالانعكاس بعينانٍ ثاقبتان .. وشيئاً بداخلي احسّ بما يدور بعقلها لكنني لم استوعب بشكلٍ كامل فأغلقتُ المياة بتوتر لا أشعر بالطمئنينة ونحنُ وحدنا بقيت انظر للمياه وهي تختفي ولين تقترب إلي أكثر فأكثر ثم حضنتني من الخلف بكل دفء رغم برودة يدَيها وانا في دهشة لأنظر ليداها ثم لنفسي بالانعكاس وقلبي تضخمّ صوته وتباطئ نبضه بدأت اسمع انفاسي بوضوح واشعر بها على جسدي بالكامل وهي تُحكم احتضاني وتحضِنُني بقوة وجسدي النحيل تجمدَ.

حاولت البقاء هادئة قدر الأمكان لكنها تشعرُ بصرخات قلبي الذي يُنافس محركات أحدثُ أسرع السيارات في العالم ، نظرت للباب خفت ان يدخل احداً الأسوأ ان تكون غيم !

ملاك شيطان devil angle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن