نامَت مثل رضيعَة

1.6K 43 18
                                    

"ما الذي تفعله؟" "لقد جُنت!!" "ماذا حصل؟" "ما الذي حصل؟!" "ماذا حصل سهر؟" "ما بِها؟" "هل تأذيتي؟!" "ماذا حصل بينهُما" "ما بِها تلك؟"

الكثير والكثير من التساؤلات أنصَبَت على مَسمَعي، سمِعتُها جميعاً..جميعاً برُغم الصُّراخ الذي بِداخِلي ورُغم ضجيج روحي سمِعتُها كُلها !

ساندتني أختي الكبرى على الاعتدال بالجلوس وخرجت غيم تُبعِدهُم عني فأجهشت البُكاء في حُضنها "سأريها" ذهبَت الريم مُتعصِبة للتتعارك مع لين لكن نجم أوقفتها ، "لماذا ضربتكِ؟" سألتني أختي الكبرى لكنني لم أُجيب .

في المساء كُنتُ لا أزالُ في الخارج أجلسُ بدورة مياة العامل بعد ان اغتسلت وغيم تجلِس بجانِبي والنجم والريم وورد كانوا يمشون بالقرب منّي وكأنهُم يحرسونني ، فقالت غيم تُريد كسر صمتي "هل تُريدين أن نخرُج؟!" وأنا لا أُجيب احتضِنُ ساقيْ بيداي وأخفي وجهي بهما فتقول مجدداً "سهر.. هل أنتي جائعة؟" تمسحُ على شعري.

وبعدَ ساعاتٍ أُخرى لا أزال باقيةً أمام المِرحاض ، قد تسرَب الأمرُ للأُمهات فخرجَت أمي لتراني وعندما أتت دخلت بهدوء وخلفها خالتي ثم ندهتني لكنني لم أتحرك وغيم لا تزالُ بجانِبي ، "تُريدين أن نذهب لبيت عمَتِك؟" قالت أمي تُريد أن تُبعدني عن المشاكِل فقالت غيم "خالتي، عزيزتي لا عليك انا هُنا معها .. انه سوء تفاهم سوف نحُلهُ لا داعي لأن تذهبوا" "لا، فقط حتى تهدأ أو تبقى هي هُناك" أجابتها أمي تقصِدُني، "قد وبختها أمِها وعاقبتها، للتوِ خرجوا مِن المنزل" قالت خالتي من خلف أمي لأنتبه لها أرفعُ رأسي فإذا بأُمي ترى عيناي المُحمرتان وأنفي وشفتي المجروحةِ والخربشات فقالت تنحني علي بتمتمةٍ وكأنني طِفلةً صغيرة لكن لم يرى أحداً كدماتُ روحي.

بعد عِدة أيام ....

كُنت في سرير غيم يملئُ الدمع عيناي والوِسادة لا يزال يتكرر كُل شيء في عقلي مراراً وتكراراً في كُل ليلَة ولا يزال الحُزنِ مُشيَدةٌ أحصانه ، ثم سمِعت صوت احدٍ قادِم لدخول الغرفة فغطيتُ رأسي باللحاف ودخلت نجم تقول "سهر، لقد جهز العشاء.. غيم تقول لكِ تعالي وإلا خرجت لك من بنطالُك" لتقهقهني بقولِها فقلت "حسناً" وانصرفت.

دخلتُ عليهم في المطبخ والصخب يعجُ المكان وصوت الأواني والملاعق والاكواب يشارك صخبَهُم.

"أخيراً ... هيه تعالي هنا" طبطبت غيم على كرسي بجوارها وجلست بينما تقرب صحني لي "تفضلي" قالت ، ابستمت لها ثم بدأت بالاكل لا انظر لأحد وأكل بصمت حتى انتهيت من الاكل وهم لا يزالون يأكلون ويثرثرون فتقول غيم بصوت خفيف "كُلي المزيد وإلا وضعتُها بعينك" ترفع شوكتها لي لأضحك بخوف وهي تسكب لي المزيد من الحساء وتقدم لي المزيد من قطع الخبز المنتفخ الشهي.

بعد الأكلِ بقيت أجلس بمكاني ممتلئة المعدة وغيم تثرثر علي وانا اسند رأسي بثقل والنعاس بعيناي ، "حسناً الان وقت القهوة" تقول فجأة وتقوم تحضرها لتمتثلني نجم وهي تقول "ساعدوني .. ساعدوني" تقصد ان لا مفر لي من البقاء مستيقظة بسبب غيم لتردد الريم خلفها "النوم! النوم!" "اصمتا انتما الاثنتان ، لم يتبقى شي وترحلوا" لتقول نجم "ما يقارب الاسبوعين.. اعتقد؟!" "اجل" تأكد لها الريم.

ملاك شيطان devil angle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن