الفصل الثالث عشر

779 64 17
                                    


« أمتلأك قلوب الجبابره»
    «إسراء محمود وسارة عفيفي»
«البارت الرابع عشر»

****
بعد أن انتهوا من العُرس وودعوا الجميع قام بحملها إلى سيارته متجهين للفندق الذي سوف يقضون به شهر العسل..
*"***
كانت تجلس بجانبه بتوتر هو ليس مجبور أن يفرحني..
ولكن ما يشغل بالها هو إلى اين هم متجهين الان؟
بعد وقت ليس بكثير أوقف سيارته أمام شاطئ البحر حيث كان هناك نور خافت قادم من اليخت الذي كان يتوسط المياه ساعدها على النزول من السيارة متجهين إلى اليخت
وقفت فيروز في منتصف الطريق مطلقة ضحكة رقيقة عالية جعلته يستغرب منها ..
لتقول فيروز وهي مستمرة في الضحك: تعرف أنا كُنت دايماً بقرأ بطل لما يتجوز بطلة غصب عنها مش بيعمل معاها زي ما انت بتعمل، وتكمل حديثها وهي تنظر له: يعني جايب ليا فستان واتصورنا كتير في الفرح ورقصنا وجايبنا دلوقتي يخت مبقاش فاضل غير أنك تشلني وتلف بيا وتقول نورتي يختك يا عروسة
انهت كلامها بضحكة ساخرة على ذاتها..
رد عليها بهدوء وهو ينظر لمياه البحر: اولاً لو معملتش كده الناس اللي توفيق زرعهم حوالينا هيعرفوا أننا بنمثل وكده هو هيتحرك بأريحية ومش هيتحرك غلط وقتها عمره ما هيقع..
فيروز بحنق: اه يعني كل ده تمويه مش اكتر
أردف ياسين ببرود: بالظبط مش يلا ولا هنفضل واقفين كتير هنا..
اتجهت معه نحو اليخت ليدلف هو أولاً ثم وقف ومد راحة يديه لكي تتمسك به
امسكت يديه بخجل ودخلت تنظر حولها بانبهار فكان اليخت مُزين بطريقة هادئة..
باغتها ياسين بنبرة مليئة بالحماس: كنتي عاوزة نعمل diving (غوص تحت الماء) قبل كده ادخلي الأوضة هتلاقي لبس البسي وتعالي عشان هننزل
تملكتها الصدمة من قراره، ولكنها أسرعت ولملمت صدمتها واتجهت نحو الغرفة التي أشار عليها..
دلفت وحدت الملابس ارتدتها وما إن نظر للمرآة حتى قالت: احيه اي ده هو انا هطلع كده قدامه نهار احوس فقد كانت ترتدي رداء أحمر به فتحة من الظهر مغلق من ناحية الامامية يصل الي منتصف فخديها نظرت لنفسها بخجل ثم زفرت بضيق وأخذت نفس على مراحل محاولة لملمة شتات نفسها ثم قامت بوضع شال شفاف من اللون الاسود على كتفيها وخرجت من الغرفة متوجهة للأعلى..
في نفس الوقت كان ياسين يقوم بتحضير أنابيب الأكسجين ليشعر بها خلفه التفت ونظر لها نظرة متفحصة قائلا: احم تعالي البسي يلا انبوبة الأكسجين وحطي خرطوم التنفس في بوقك
اقتربت منه ببعض من الخجل والتوتر أيضا.. اقترب منها ليساعدها في ارتداء الأنبوبة لفحت أنفاسه الساخنة وجهها سرت قشعريرة في كامل جسدها شعر بها هو فقال بصوت رجولي أجش: متخافيش أنا جنبك..
وابتعد عنها ليقوم بارتداء أنبوبته هو الآخر ثم أمسك يدها وقفزا وظلوا يسبحون في البحر يشاهدان الأسماك انبهرت فيروز بإبداع الخالق بصورة الحياة تحت الماء..
امضوا وقتاً ممتع سوياً شعرت فيه فيروز بسعادة كبيرة ثم صعدت لسطح الماء هاتفة بسعادة: أنا أول مرة أمر بتجربة من النوع ده
ياسين بابتسامة هادئة: اعتبري أن حياتك معايا مغامرة من نوع تاني خالـــص
حملها من خصرها يرفعها لأعلي لتستطيع الوصول لسلالم اليخت، فيروز بمرح: طول عمري اسمع أن البحر بيجوع بس دلوقتي أنا عرفت أنه بيموت من الجوع مش هناكل حاجة بقا..
رد عليها أثناء صعوده لليخت قائلاً: ادخلي غيري هدومك ويلا عشان تاكلي أحلى أكلة سمك
اتجهت فيروز سريعاً للغرفة واستحمت خرجت وهي ترتدي (البورنس) ثم اتجهت إلى خزانة الملابس أخرجت بنطال أزرق وقميص ابيض تركت شعرها منسدل وارتدت حذاء يساعدها على احركة براحة في اليخت خرجت متجهة إلى أعلى اليخت كانت تبتسم ولكن تلاشت ابتسامتها فور أن رأت ابن عمها توفيق يجلس وهو يضع رجل فوق الأخرى ويجلس أمامه ياسين ليتملكها الخوف وكل ما يجوب بذهنها أتخلى عني ياسين بهذه السرعة!!؟
فيروز بصوت خفيض مهزوز: توفيق
ليهتف ياسين بثقة: إي يا حبيبتي واقفة عندك ليه؟؟ تعالي ده مش حد غريب ده توفيق ابن عمك
لتقول فيروز بخوف: ياسين هو توفيق بيعمل إي هنا؟
ياسين بابتسامة واثقه: توفيق شكله جاي يبارك لينا بس انا أول مره اشوف أن حد يروح لعريس وعروسة ليله فرحهم عشان يبارك ليكمل وهو ينظر لتوفيق بمكر: مش من الذوق أننا نسيب العرسان لوحدهم ولا إي يا تيفا
توفيق بغضب: اسمع يا ياسين يا شافعي أنا جاي اخد فيروز حبيبتي من هنا عشان نتجوز وانت جوازك منها باطل لأن فيروز ملكي سامع
قهقه ياسين بسخرية مردفاً: عجباني حالة الثقة اللي متملكاك دي ليكمل بحدة: اسمع يا توفيق مرات ياسين الشافعي خط أحمر اوعى تفكر مجرد التفكير تقرب من فيروز لأنها مراتي وقريب اوي هتكون ام عيالي خد بعضك وامشي قبل ما اخفيك من على وش الأرض
لم يستمع توفيق إلا ل "هتكون ام عيالي" صاح توفيق موجهاً كلامه لفيروز بغيرة: فيري اوعي يقربلك سامعة أنا هرجع تاني ..
وقف ياسين حاجباً عن توفيق رؤية فيروز ويقول ببرود: اللانش بتاعك عارف سكته ولا اوصلك
نظر له توفيق بتحدي وذهب تاركاً فيروز ترتعش خوفاً..
التف ياسين إليها لينظر لتوفيق الذي كان ينظر لهم يترقب ليقترب منها ضاماً إياها ونظرات التحدي تملؤ عيناه بينما اجتاحها التوتر والخجل نطقت عينا توفيق بالشرار فورما رآهم وغادر..
ابتعد ياسين عن فيروز بهدوء وهو ينظر لها بينما هي تشعر بارتفاع درجة حرارتها من الخجل ماذا فعل الوقح الان؟؟
لتقول بخجل وهي محمرة الوجه: أن انت عملت اي أنت ازاي تقرب مني كده
ياسين بنبره عابثة غامزاً إياها: عملت إي بس أنتِ مراتي يا فيروز
فيروز بصوت خفيض وغاضب: أنت بتقول إي احنا جوازنا على الورق وبس!! وبعدين إي اللي جاب توفيق هنا أصلا؟؟
ياسين ببرود: توفيق كان عاوز يتأكد إنك اتجوزتي بجد مش أي كلام عشان كده كان لازم أعمل اللي عملته
حمحمت بخجل: طيب حصل خير ثم أردفت وهي توجه نظرات حانقة له بس يا ريت اللي حصل ده ميحصلش تاني مفهوم..
ابتسم بسخط على ما تفوهت به تلك البلهاء وتركها متجهاً لطاولة الطعام، نظرت له بتذمر فهو لم يكلف نفسه عناء اخباره لها بأن تشاركه الطعام تقدمت للطاولة وجلست جواره قائلةً بتذمر: اتعتع كده يعم انت وهات الطبق ده نشوف بيقول إي ..
بدأت بتناول الطعام بعصبية شديدة نظر لها بطرف عينيه الزرقاء ويبتسم ابتسامة وسيمة..
وأكمل طعامه..
******
في إحدى الفنادق الراقية كان سليم يحمل علياء بين يديه في الرواق يهمس لها ببعض الكلمات العاشقة وما كان منها إلا الابتسامة الخجولة حتى وصلا أمام باب الغرفة ليقول لها: ممكن بس من جيب الجاكت تطلعي كارت الأوضة..
مالت عليه واخرجت الكارت وفتحت الباب دخل سليم حاملاً علياء وأغلق الباب بقدميه قائلاً بمرح: نورتي بيتك يا شابه اخيراً وقعتي يا قطة
علياء ببعض الخوف: سليم بص نزلني ونتكلم عشان انت مخوفني منك والله
أنزلها أرضاً وأمسك وجهها بين راحة يده محدثاً إياها بعشق: اوعي تخافي مني يا علياء انتِ مراتي وحبيبتي وبنتي اللي مربيها وام عيالي باعتبار ما سيكون مش عاوزك تفكري تخافي مني سامعة يا لوليتا ..
لتحتضنه علياء بحب قائلة: بحبك يا سليم أنا مليش غيرك ومش عاوزة ابعد عنك ابدا سامع ..
ليهتف سليم بعبث: بقولك إي سمعتي حكاية الدكتور الغلبان بتاع زمان؟؟
نظرت بعدم فهم فأكمل دون أن يترك لها فرصة للتفكير نصلي بس واحكيلك القصة بالتفصيل الممل يلا ..
بعد أدائهم الفريضة والأدعية اقترب منها هامساً: مش يلا احكيلك القصة بقا ولا إي
وسكتت شهرزاد عن غير المباح
*****
في فيلا الشامي دخل الجميع من الباب الرئيسي للفيلا لتقوم ليلى بخلع حذاءها ذا الكعب العالي قائلة بتعب: انهارده كان يوم متعب اوي ورجلي مبقتش أحس بيها خالص بسبب الكعب ده
ياسمين بسعادة: الواحد على قد ما هو زعلان عشان هيبعد عننا شهر على قد ما كنت طايرة من الفرحة كان يوم جميل اوي اوي
يارا بمرح: طبعا كان يوم جامد ده أنتِ كنتي مولعاها يا مزة غنى ورقص ولعة وآخر جمال
لتقهقه ياسمين مردفة: طبعا ده فرح سليم عارفة يعني إي سليم وكمان فيروز يعني الشق والتوأم عقبال عندكم كده
لتردف أريج برقة: ربنا يسعدهم يارب
ليحمحم يامن بخشونة مردفاً بحدة: شيخ عزام أنا أخدت رأي ياسمين وهي وافقت أنا عاوز أعمل خطوبة وكتب كتاب آخر الأسبوع الجاي
ماذا هل يمزح ام ما هل يريد أن يتزوجها بهذه السرعة
أما نادية كانت تنظر له بحزن وصدمة ايضاً هل ابنها سيتزوج بدون أن تعلم بدون أن يخبرها بكل هذه البساطة لم تردف بحرف واحد وظلت كما هي
ليكمل يامن بعد أن لاحظ تسرعه وملامح الصدمة المرسومة على وجوه الجميع: انا قصدي يعني انها تكون حلالي عشان احنا بعيد في المسافة وكده فلما اجي عشان اشوفها اقعد معاها براحتي ولا أنا غلطان في حاجة
الشيخ عزام بابتسامة وقد اقتنع بكلامه: لا مش غلطان بس ينفع تستنى لغاية ما اخوها يرجع ونعزم قرايبنا وكده..
أشار له يامن بموافقته ثم استأذن ومعه عز متجهين إلى البيت الذي يمكث فيه بعد أن رحل الفريق بينما كانت سرين تستمع لما قاله يامن من الأعلى فهي فضلت البقاء لمعرفة جميع الأخبار ونقلها لمهاب..
بينما ليلى همست لفارس الذي كان شارداً في ميرا التي فضلت المكوث مع والدة علياء: بكرة عاوزاك تخلص حوار البت سردين اشطا
ليهتف فارس بخبث وغموض: من عيني بس في مقابل قدام ده..
*****
في الصباح الباكر ومع انطلاق أشعة الشمس القوية بجوها الحار كانت تنام براحة بأحضانه ليقطع نومهم صوت هاتفه المزعج لتتململ قائلة بضيق: سليم شوف تليفونك أو اقفله أنا عاوزة أنام..
ليردف سليم بضيق: أكيد إياد الحيوان وربي لما ارجع ويرد بضيق: نعم يا زفت
ليهتف إياد بمرح: إي يا عريس صباحية مباركة سبع ولا قطة
سليم بحدة: اتلم يا حيوان عاوز إي على الصبح
إياد بمرح: بتطمن عليك مش اكتر
أغلق سليم الهاتف في وجهه وأغلق الهاتف نهائياً والتف إلى التي تنام بجواره تذكر خجلها منه وكيف كانت تحتضنه بقوة خجلاً من أن ينظر لها ليقترب منها ويلمس ذراعها ويقول بصوت عاشق: لوليتا حبيبتي اصحي بقا كل ده نوم الساعة تسعة اصحي ..
علياء بنعاس: سليم سيني عاوزة انام كمان شوية أنا مجهدة اوي وملكش دعوة بيا وبطل بقا قلة أدب ..
رفع حاجبيه بصدمة اقترب منها قائلاً بعبث: أنا بقا هوريكي قلة الادب اللي على أصلها ...
ونبتعد عنهم في الحال ...
****
صوت الأمواج والمراكب كانوا سبباً في استيقاظه من نومه ليجدها نائمة على ذراعه ابتسم عندما تذكر بأنها غفت بعد أن انتهت من طعامها فحملها ليدخلها غرفة النوم همهمت بصوت ناعس ببعض الكلمات غير المفهومة، فاق من ذكرياته عندما وجدها تتحرك بجانبه واستيقظت لتجده ينظر له فتقول بنعاس: إي يا ربي الجمال اللي على الصبح ده هو الأحلام القمر دي مش هتخلص
هتف ياسين بابتسامة: وإي بقا الأحلام دي
اعتدلت بجلستها بلا وعي قائلة بابتسامة: هقولك
ليرد ياسين بابتسامة: قولي
فاقت فيروز فجأة وابتعدت سريعاً فتعركلت في الفرش حتى كادت أن تقع أمسك بيدها فقالت بذعر: اوعي تسيب ايدي عشان ممكن أقع ولو وقعت دماغي اكيد هتتكسر
ياسين بضحك: ياريت لسانك هو اللي يتقطع، وبعدين بقيتي عاملة زي الفار دلوقتي
لتردف بذعر: متسبنيش
قربها إليه لينظر بتمعن داخل عيونها وقد بدأت حصون قلبه تنهار.. بينما كانت تنظر بخجل لزرقة عينيه وتشعر بأن قلبها يدق كالطبول
قاطع هاتف ياسين انفجار المشاعر الذي احتلهم فابتعدت فيروز مسرعة للمرحاض..
بينما زفر بضيق من المتصل ليرد بحدة: نعم
أمير بغيرة جلية: انتو فين وفين بنتي..
ياسين بمكر: فيروز بنتك اللي هي مراتي مش كده..
أمير بغيرة أكبر وضيق: اتلم يا حيوان انتو فين
ياسين ببرود: شوية وجايين سلام..

****
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلانجمه وكومنت برأيكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 🤍
#عائلتنا_الصغيره

أمتلاك قلوب الجبابرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن