«أمتلأك قلوب الجبابره»
«إسراء محمود وسارة عفيفي»
«الفصل الخامس عشر»
*********
تبدأ بعض القلوب بالارتباط دون أن نشعر..
كانت تقف أمام طاولة الزينة تمشط شعرها وتفكر في أمر زواجها من يامن ومن فرط توترها تتسارع دقات قلبها،هتفت بحنق: اوف بقا أنا مالي متوترة ليه هو مش هياكلني أكيد هو بيحبني وانا كمان أكيد هحبه ايوة هو كمان من عيلة كويسة ومحترم وتفكيره كويس وبيحبني وانا بعد وقت هحبه أكيد ..
طرقت ليلى باب الغرفة لتدخل فتنظر لها ياسمين بسخط: يعني انتي كده بتستاذني عشان تدخلي ..
نفخت ليلى وجنتيها بتذمر مردفة: اوف بقا بقولك ركزي معايا كده احنا لازم نروح محاضرة انهاردة عشان دي آخر محاضرة هنحضرها وبعدها هنبدأ الامتحانات
ياسمين: اوكاي يلا وكمان كده كده لازم نروح عشان نجيب الملازم الناقصة
********
كان يمسك بيديه السلسال الذي أعطته إياه منذ سنوات، كانت حقا فتاة صغيرة مرحة كما هي الآن، تحمس عندما أعلن يامن عن قرار خطبته بياسمين فقرر أن يخبر الشيخ عزام هو الآخر ولكن يريد أن يخبرها هي أولا ويذكرها بذكرياتهم التي تتحدد في ما يقرب من ثلاثة او أربعة مقابلات..
قبل السلسال ووضعه بجيبه واتجه إلى فيلا الشامي..
*****
كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها التي تدرس معها في أمريكا لتزفر بضيق عندما علمت بان الدكتور يطلب منها الكثير من الرسومات وعليها أن تسلمها في أقرب وقت..
لتقفز فكرة في ذهنها وهي أن تطلب مساعدة سيف وهو بالتأكيد لن يبخل بمساعدتها
كان يجلس يتابع عمله على حاسوبه الخاص ليشعر بوجودها من رائحتها التف إليها مردفاً بابتسامة: ليالي تعالي في حاجة؟
حمحمت بخجل قائلة بابتسامة: احم لا أبداً أنا كنت عاوزة منك طلب صغير، تابعها باهتمام لتكمل هي كنت يعني عاوزة اطلب منك تساعدني في رسومات مطلوبة مني فـبليز يعني ممكن تساعدني ؟
سيف بنبرة مازحة: وتعزميني على عصير ليمون بنعناع اللي بتعمليه..
اومأت عدة مرات بالموافقة فأكمل طب يلا ننزل نجيب الورق والحاجات ونرجع نبتدي على طول
ليأخذها إلى المتجر لشراء مستلزمات الرسم..
* أجمل ما في الحب أن تجد من تحبه في كل اتجاهاتك دائماً يُدركك قبل أن تسقط يخبرك دوماً أنه "بجانبك"* هذا ما سلكه سيف مع ليالي برغم توترها من زواجهما إلا أنه يعشقها منذ نعومة أظافرها
********
بعد وقت طويل وصل فيروز وياسين إلى فيلا الشامي نزلوا من السيارة أمسك ياسين يدها متجهين للداخل ليجد أمير متجهاً ناحيته وعلى وجهه ملامح ترتسم الغيرة القاتلة لتشق شفتيه ابتسامة ماكرة..
هتف أمير: أهلاً حبايب يابا إي كنتوا فين كل ده
ياسين بنبرة ماكرة: كنا في يخت أجرته بس إي كانت ليلة حلوة أوي يا أمير مقولكش اكيد انت عارف ..
تلون وجه فيروز للأحمر اثر فهمها مغزى كلامه
اقترب أمير ليحتضن ياسين مردفاً: لم الدور يابن الشافعي وبلاش أنا عشان فيروز بنتي وممكن اطربق الليلة فوق دماغك وبلاها جواز وطز فيك وفي توفيق الكلب
ياسين ببرود: عادي جداً على فكرة، بس خلي بالك توفيق حاطط جواسيس هنا ولازم نبين أن كل حاجة حقيقة وتمام
وابتعد ياسين عن أمير ممسكاً بيد فيروز واتحه للأعلى لتتحدث فيروز بصوت خفيض: هو انت واخدني على فين؟
ياسين بحدة: هنروح أوضتنا ومش عاوز كلام كتير هتف بها ياسين بصوت رخيم جعلها تصمت دون إطالة...
*******
كانوا يجلسون في القاعة ينتظرون الدكتور لتبدأ المحاضرة
ليلى بضجر: اوف بقا أنا زهقت وعاوزة اخلص عشان اروح..
لترد ياسمين وهي تنظر للورق أمامها: خلاص زمان الدكتور جاي اهدي كده..
وبعد وقت دخل الدكتور وكان سامح الذي تقدم لخطبة ياسمين وبدأ في الشرح بلباقة لا تتناسب مع طريقته في التعامل..
وكان يلقي بنظرات حانقة لياسمين وهتف: انتي يا آنسة ام شعر منكوش
لتشير ياسمين بإصبعها على نفسها: أنا يا دكتور
سامح بحدة: ايوة انتي انا كنت بقول إي المحاضرة اللي فاتت؟
نظرت له ياسمين بأعين مفتوحه بصدمة: نعم حضرتك هو انا مفروض اقول انت كنت بتقول اي المرة اللي فاتت ليه أنا أصلاً محضرتهاش اكيد انت بتهزر مش كده
صرخ بها بحدة: انت باين عليكي بنت متدلعة ومش مظبوطة اتفضلي اتطلعي برا
قامت ليلى بغضب مردفة: أولا يا دكتور اختي معملتش حاجة عشان تقولها كده، لو هي مش محترمة مكنتش هتيجي من يومين عشان تطلب ايديها وهي ترفضك..
بدأ الطلاب في التهامس ليصرخ بهم سامح بحده مردفاً: بس سكوت وانتو الاتنين برا ومتحضروليش تاني..
خرجتا بالفعل خارج القاعة وعلى ملامح كلاهما الضيق وركبوا السياره متجهين الي الفيلا...
******
كان يقف في إحدى المحلات المخصصة للهدايا مرت دقائق معدودة، جاء صاحب المحل وبيديه صندوق متوسط الحجم ليقدمه لعز مبتسماً: أنا والله عمري ما عملت هديه بالشكل ده من حيث الوقت والشكل ذوق حضرتك جميل
لتشق شفتيه ابتسامة وسيمة: لو دي حلوة فهي تستاهل الأحلي مليون مرة ..!
اخرج من جيب سرواله بعض النقود ثم أعطاها لصاحب المحل وخرج وهو يشعر ببعض السعادة ...
******
ظلت تزفر بحنق على حبسه لها هكذا، وتنظر له بحنق بسبب بروده ..
اتجهت ناحيته بضيق مردفة: أنا مش فاهمة انت حابسني كده ليه!!! أنا عاوزة أنزل أقعد مع العيلة تحت ..
ياسين ببرود: انتي عروسة ولازم تفضلي معايا ولما انزل تنزلي معايا غير كده لا ..
احتقن وجهها غيظاً: طب هو أنا هنزل امتي..؟
ياسين: هخلص شغل وننزل قالها وهو ينظر لشاشة الحاسوب
زفرت بضيق وظلت تهز ساقيها وتقضم اظافرها..
******
كانت تنام بعمق ولكن أشعة الشمس أزعجتها وجعلتها تتململ في نومتها وتفرك بعينيها، فزعت عندما رأته يجلس علة المقعد المقابل لفراشها..
هتفت بتلعثم: ااا انت انت بتعمل إي هنا وازاي تدخل هنا ؟؟
فارس بُحب: عادي يا روحي أنا مع مراتي في أوضتها ودخلت من الباب عادي
قامت وضمت الغطاء وهتفت بغضب جلي: انت تبعد عني خالص وملكش دعوه بيا اعتبرني مش موجودة خالص وطلقني
اقترب منها هامساً بفحيح الأفاعي: مش فارس العمري اللي يسيب حاجة ملكه وانتي الوحيدة اللي مقدرش أفرط فيها
ميرا باشمئزاز: بطل شغل التملك والقرف ده لأني مش هكمل مع واحد زيك مليان عيوب معندوش أهل لا وكمان سادي !!
حقاً ميرا أخطأتي أكبر خطأ في حياتك فعند هذه النقطة يتحول فارس لوحش...
أغمض عينيه بقوة مانعاً تسرب بركان غضبه عليها ليهتف بصوت جعلها تنتفض: احمدي ربك اني بصلح اللي ما بنا وبحبك وإلا كنتي في خبر كان دلوقتي..أنا ماشي
عاوز أقولك انك لو مسامحتنيش هموت وانتي مش معايا لأني رايح مهمة ويا عالم هرجع ولا لا...
طبع قبلة هادئة عكس ما يعصف بداخله علي جبينها وذهب إلى الخارج وتركها تبكي بمرارة فهي لم تستطع مسامحته...
******
دخلوا وعلى ملامحهم الضيق هتفت ليلى بغضب: بقا بسيوني المعفن يطردنا من المحاضرة وكمان يشيلنا مادة ابن ال@$^%$%%#$%.. وأكملت بحرقة: كله منك يا بني آدم براس بخاخة انتي كان لازم ترفضيه يعني كنتي قولي سبني وقت افكر وبعد ما نخلص جامعة ابقي قولي لا..
ياسمين بحدة: أولاً أنا معملتش حاجة، ثانياً أنا استحالة العب بمشاعر واحد بيحبني عشان مصلحتي يا ليلى ومش هنشيل مادة هنخلي فارس يكلمه خلاص ...
اتجهوا بعد ذلك للصالون وجلسوا بتعب وانضمت لهم فيروز اخيرا بعد أن نزلت مع ياسين لتدخل الخادمة قائلة باحترام: آنسة ليلى العلبة دي جت لحضرتك
اعتلت الدهشة وجهها وأخذت الصندوق بعد أن شكرتها وقالت: يا ترى مين اللي جايب ال Boxده اكيد حد من معجبيني ايوة بقا اكيد من فرح سليم هيهيهيهيي(ضحكة لطيفة مضحكة)..
ليردف فارس بسخط وهو يدخل ويجلس على المقعد: مش يمكن قنبلة وتنفجر فيكي وتخلصنا..
ابتعدوا جميعا عن ليلى لتردف بتذمر: انتو اخوات انتو اسفوخس عليكم
فتحتها لتجد ما جعلها في أشد صدمة !!!!
***
كانوا يتنقلون من متجر لآخر بفرحة لتقفز ليالي في مكانها مردفة: سيف بص يا سيف جمل أنا عاوزة اركب جمل بليز...
سيف بضحك: اهدي طب اهدي حاضر يلا
ذهبا وحجزا دورا وانتظرا قليلا حتى جاء دورهم ركبت ليالي أولاً و ورائها سيف وما أن بدأ الجمل بالوقوف حتى بدأت ليالي بالصراخ ظلت تصرخ صرخات متتالية وسيف يضحك عليها حتى أدمعت عيناه وبعد وقت نزلا لتهتف بمرح: ياه يا جدع كانت تجربة جميلة ياريت متتكررش تاني
سيف بضحك: طبعا طبعا يا ليلو...يلا نرجع عشان نلحق نخلص اللي ورانا...
*******
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بالنجمة وكومنت برأيكم
دمتم في حفظ الرحمن 🤍
#عائلتنا_الصغيرة
أنت تقرأ
أمتلاك قلوب الجبابرة
Mystery / Thrillerعندما نحب نسعى دائماً لنكون أفضل مما نحن عليه، وعندها كل شئ حولنا يتحول للأفضل. عندما يكون هناك حب، هناك حياة. هناك بعض الطرق التي يجب علينا من خلالها الانحناء وتقديم التنازلات من أجل الحصول على شيئ أكبر، فالحب أكبر من هذه الاختلافات الصغيرة. ... كل...