(( لين ))
استيقظت صباحا وانا اشعر انني متعبة للغاية .. رأسي يؤلمني بشدة وحنجرتي .. قررت ان لا اذهب للمدرسة .. سمعت صوت طرق الباب قلت : ادخل .
دخلت والدتك بابتسامة قالت : صباح الخير .
- صباح النور خالتي .
- شنو مابتروحين المدرسة ؟.
- حدي تعبانة احس حرارتي مرتفعة .
اقتربت وجلست على حافي سريري مدت يدها ولامست جبيني .. قالت بقلق : حرارتج مرتفعة ... بكلم عبد الله ياخذج للمستشفى .
- ماله داعي .
- شلون لازم تروحين .
- مشكورة بكلم رفيجيتي همس بتيي تاخذني .
- اوكيه .
خرجت من الغرفة فامسكت بهاتفي واتصلت بهمس .. اجابتني : هلا حبي .
- قلبي شلونج ؟.
- بخير انتي ؟.
- تمام .
- تقدرين تيين تاخذين للمستشفى ؟.
- عسا ماشر ؟.
- حرارتي مرتفعة شوي .
- ممممم انزين انا اخلص محاضرتي الاولى ساعة عشر عادي ؟.
- اوكيه بنام لين تيين .
- اوكي قلبي .
غفوت قليلا بعدها استيقظت الساعة التاسعة والربع .. نهضت من على السرير غيرت ثيابي وبقيت انتظرها الى ان اتت .. في البداية اتجهت معها الى المشفى وصف لي الطبيب بعض الادوية .. عندما خرجنا من المشفى قالت : شرايج نطلع ؟.
- مب عندج جامعة.
- هههه انا كل يوم اسحب ع الجامعة واطلع اي مكان ابيه .. هلي يعرفون اني للساعة اربع فالجامعة .
- اوكييه .
تغيريتي كثيرا .. اثناء ثيادتك للسيارة بدأت اراقبك .. الحجاب الذي بدأتي تلفينه بأهمال كبير.. مستحضرات التجميل التي وضعتها على وجهك كانت مبالغ بها .. انتي جميلة جدا ولكن مظهرك هذا يجعلني اراك مختلفة .. لست همس القديمة ذات الوجه البرئ .. اجل اصبحتي اكثر جاذبية مع نمطك الجديد ولكنه اخفى شخصيتك الحقيقة ... حتى نوع الموسيقى التي كنتي تشغلينها في سيارتك صاخبة .. اعرفك اكثر هدوئا لستي مجنونة .. اعلم ان ما مررتي به ليس قليلا واعلم ان المرأة عندما تجرح تحاول بأي طريقة ان تثبت نفسها .. وان بسبب طيبة قلبك القديمة تغيرتي لما انتي عليه اليوم .. صدقيني لا الومك بل الوم الزمان الذي غيرنا .. فأنا ايضا تغيرت اصبحت اكثر هدوئا .. اكثر حذرا .. شئ غريب بدأ يحدث بيني وبينك ... انا معك الان ولكنني صامتة وانتي ايضا .. ونحن من كنا نلقب في يوم من الايام اننا لا نكف عن الحديث ومواضيعنا لا تنتهي ... هاقد انتهت ..
وصلنا الى فيلاجيو .. قلتي لي : شرايج ندش فيلم ؟.
- اوكيه .
طوال الوقت كنتي تعبثين بهاتفك تتحدثين معه .. هذا الشئ ايضا يضايقني .. الفرق بين الماضي واليوم هو انك في الماضي كنتي لا تملين من الحديث عنه معي .. الان لا تملين من الحديث معه وانتي معي .. خرجنا من السينما واتجهنا للمطاعم لنأكل .. مواضيعنا كانت قليلة.. اكره هذه الحياة التي تجعل صداقة كصداقتنا تبرد بهذا الشكل .. نضع نقطة النهاية هكذا .
عدت للمنزل حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهرا .. دخلت للمنزل وجدتك تهم بالخروج .. قلت لي : كل هاي !.. وين كنتي ؟.
- فالمستشفى .
- من ساعة عشر للحين ؟.
- بعدين طلعت .
قلت بغضب : تستهبلين ؟.
- ماسمحلك تكلمني بهذي الطريقة .
- مانطرج تسمحين ولا لا خذيتي راحتج وايد ونسيتي انج ..
قاطعتك : انا مب زوجتك انسى .. سحر حبيبتك وقلبك هي زوجتك روح تحكم فيها ... ااه صح بعد كم شهر بتم 18 .
امسكت بذراعي بقوة : لين لا تحاولين تستفزيني .
- لو سمحت ابي انام تعبانة .
بدأت تهدأ قلت لي : امي قالت لي ان حرارتج مرتفعة .
مددت يدك لتلامس جبيني ابتعدت وقلت : لاتفكر تلمسني .
تركتك واتجهت لغرفتي .. هه تخاف علي من الزكام والحمى وانت من قتل قلبي ..
(( همس ))
بدأت تمر ايام وانت لا تتصل .. تهملني بشكل كبير .. حل شتاء الحب علينا .. اخر مشاجرة حدثت بيننا عندما سمعت صوت امراة بجانبك ..
سألتك : من هذي ؟.
- هذي كارلا .
- لاوالله ؟.. من هاي؟.
- زميلتنا فالسكن .
- بنت بتسكن معاكم فالشقة ؟.
- ايوة .
- خير ؟.. مب لهذي الدرجة تراك مصختها .
- هي هي شفيج ؟.. لمتى بتمين متخلفة .
- هههه متخلفة ؟.
- ايوة تطوري شوي زميلة .. ولو انتي معذورة مابتفهمين هالشي جامعتج كلها بنات .
- خلاص انا متخلفة لا تكلمني بعد .
انهيت المكالمة ... اكتفيت منك .. اكتفيت من جروحك وغرورك ..
(( لين ))
اليوم هو اجمل يوم مر علي .. لأنني ببساطة نجحت اخيرا !.. رأيت نتيجتي على الانترنيت انا والعنود .. نسبتي كانت 80% ... تعتبر جيدة بكل ما مررت به هذه السنة .. احتضنتها بفرح : ااااااااااااه اخيرا .
دخلت والدتك واحتضنتني قائلة : مبروك حبيبتي .
- الله يبارك فيج خالتي فديتج .
بعدها دخلت انت للغرفة وقلت : مبروك تستاهلين .
قلت بجفاء : الله يبارك فيك .
سألتني العنود : متى حفل التخرج الي بتسويها المدرسة ؟.
- الخميس .
- عيل بنطلع اليوم نشتري فساتين حق الحفلة .
قالت والدتك : بنسوي لج حفلة فالبيت بعد عزمي رفيجاتج .
- ان شاء الله خالتي ومشكورة .
خرجت انا والعنود لشراء فستان للتخرج وحذاء .. كانت لدي بطاقة واحدة لحضور الام او الاخت .. وبما انني يتيمة فلحسن حظي انك اختي لستي فقط صديقتي ... اتفقت معك على الذهاب الى الحفل .. في صباح يوم حفل التخرج نهضت بحماس .. هذا اليوم الذي كنت انتظره طوال هذا العام الشاق ... خرجت من الحمام وهممت بالخروج من غرفتي فتحت الباب وجدت صندوق امام الباب كبير .. سحبته وادخلته للغرفة .. فتحت الشريط الابيض وازلت الغطاء .. كان به دب كبير لونه زهري يصل لطولي يرتدي زي التخرج .. احتضنته للغاية على بطنه كتب ( hug me ) .. انها منك ولكنني قبلتها احتاج ان احتضن احد بدلا منك .. ففي كل ليلة احتضن نفسي وانام .. عودتني على حضنك وفجأة حرمتني منه ومن كل شئ...
في المساء تأنقت كثيرا .. دخلت والدتك لغرفتي وهي تحمل البخور .. قالت : ماشاء الله حبيبتي تبينين ربي يحفظج .
- ويحفظج خالتي مشكورة .
- متى تيي رفيجتج ؟.
- بعد شوي .
- الله يوفقكم .
- مشكورة .
خرجت من غرفتي امسكت بهاتفي كي اتصل بهمس .. اجابتني : هلا حياتي .
- يلا وينج ؟.
- سوري حبيبتي رادة من الجامعة وتعبانة .
- لا عادي مب مشكلة .
- بس بيي الحفلة الي تسويها فالبيت .
- ان شاء الله .
انهيت المكالمة هه .. مهلا حتى وان كانت متعبة او اي شئ بها فهذا لا يعني ان لا تحضر معي في اهم يوم في حياتي .. ولكن المسألة بسيطة جدا .. كل شخص لديه اولويات في حياته وانا مع الاسف لست من اولوياتها ...
لا معنى للحب دون اهتمام .. من يحبك سيترك كلشئ جانبا كي يحادثك او يتواجد معك لأنك تعتبر اهم شخص بالنسبة له .. اسمك اول القائمة في قائمة اولوياته .. بينما متعب .. مشغول .. هذه كلها عبارة عن حجج ..
امسكت بالمناديل المبللة وبدأت امسح وجهي بها .. ازلت الـ( مكياج ) واسدلت شعري .. خلعت فستاني وارتديت ثياب النوم .. نظرت للدب الذي على سريري استلقيت على السرير واحتضنته .. من الاساس لايجب ان اذهب لذاك الحفل .. سارى جميع الفتيات مع امهاتهم اخواتهم وانا وحيدة .. اشتقت لحضنك يا امي ..
(( همس ))
اليوم الحفل الذي ستقيمه لين في منزلها .. تأنقت كثيرا وهممت بالخروج من غرفتي ولكن هاتفي رن .. نظرت للمتصل كنت انت .. زفرت واجبتك : هلا .
- صارلج كم يوم ماتردين علي !.
- تعرف ليش مارد .
- شسويت ؟.
- ههههه لاوالله !.
- خلاص انسي الي قلته .
- تراك تغيريت وايد من لما سافرت .
- ماتغيريت .
- فارس تعبت من هذي العلاقة .
قلت لي بانفعال : تبين تهديني !.
بقيت صامتة .. اجبتك : ايوة تعبني هالحب .
- همس انا بموت .
- شنو !!. قلتها بصدمة .
- في مرض فقلبي بموت بسببه .
- هه فارس بدون غشمرة الله يخليك .
- مب قاعد اتغشمر .
بدأت ابكي : فارس بدون هالكلام !.
- امبلى في مرض فقلبي .. حبج مرض واذا هديتيني بموت .
وبدأ يبكي .. قلت : خلاص ..اشششششششش اهدى .
- يعني ماتهديني ؟.
- لا .
بقيت اثرثر معه بعد ساعة انهيت المكالمة ... واتجهت لمنزل لين ..
(( لين ))
قمت بدعوة زميلاتي في المدرسة وخالاتي طبعا وصديقات العنود ايضا حضرن .. كانت الحفلة رائعة للغاية .. مهلا لنعد قليلا قبل نصف ساعة عن بدء الحفلة .. ارتديت فستان لونه اسود قصير رفعت شعري ووضعت الكحل فقط واحمر شفاه احمر فاقع .. كان الفستان يصل لفخذي.. خرجت من غرفتي كي انزل للاسفل التقيت بك كنت للتو خرجت من جناحك .. تصنعت الفزع وركضت كي ادخل غرفتي واغلقت الباب .. سمعت صوت طرق باب غرفتي فتحتها واخرجت رأسي قليلا ..
نظرت لي باستنكار وقلت : شفيج اخترعتي شايفة جني ؟.
- لا بس الفستان الي لابسته مفصخ وايد مايصير تشوفني فيه جذي .
- ههه حلفي .
- انت ولد عمي مايصير .
زفرت قائلا : استغفر الله .
اغلقت الباب قليلا وارتديت عبائتي .. خرجت وجدتك تقف بالقرب من غرفتي .. قلت لي : لهذي الدرجة !.
- عيب ياحبيبي عيب .
تجاهلته ونزلت للطابق السفلي وبدأ الحفل .. بدأت ارقص واضحك مع صديقاتي .. كل دقيقة مرت كنت انظر للساعة تأخرت .. بعد ساعة ونصف اتت .. استقبلتها .. قبلتني وقالت : مبروك حبيبتي .
- الله يبارك فيج .
هه اصبحنا نتحدث برسمية .. سبحان مغير الاحوال ..
قالت : وين الحمام بدش افصخ واعدل روحي .
- مناك حبيبتي .
سارت هي باتجاه الحمام ...
(( همس ))
دخلت للحمام وخلعت عبائتي .. بدأت انظر نفسي للمراة .. رن هاتفي فاخرجته من الحقيبة .. كنت انت المتصل ضحكت واجبتك : هههه مامداني توني واصلة الحفلة .
- قلتي ساعة واكلمك .
- هههههه بس صارت نص ساعة للحين .
- وحشتيني .
- وانت بعد .
- اكيد كل الي فالحفلة عيونهم عليج .
- للحين فالحمام اعدل روحي .
- صوريلي روحج .
- ههه اوكيه .
وبقيت اتحدث معك لمدة نصف ساعة .. قلت لك : حبيبي خلاص بروح .
- لاتسكرين .
- ههههههه مجنون .
- اغار عليج حتى من رفيجاتج .
(( لين ))
بعد نصف ساعة خرجت همس من الحمام وهي متأنقة تمسك بهاتفها .. قالت لي : حبي وين المطبخ بروح اشرب ماي.
- بخلي الخدامة تييب لج .
- لا لا انا بروح .
وذهبت للمطبخ وغابت ايضا نصف ساعة ... طلبت من الفتيات ان يتجهن لغرفة السفرة لتناول العشاء كان عبارة عن ( بوفيه ) الجميع يأخذ ما يشاء لنعود لغرفة الضيوف مجددا ونثرثر .. كانت همس تجلس على احد الكراسي في غرفة السفرة تعبث في هاتفها .. قلت لها : حياتي تعالي كلي معانا .
- لا هني احسن .
تركتها كي اذهب لمرافقة زميلاتي ... اشعر انني وحيدة وسط الجميع .. بدأت بعض الفتيات بالرحيل .. اتت همس من غرفة السفرة وجلست بجواري قائلة : وينج ماشفتج .. كله مشغولة مع رفيجاتج .
- ههه اكاني .
- شفيها عيونج حمرة تصيحين ؟.
- أأ.. هه لا هاي عيوني تتحسس من الكحل .
- انزين روحي امسحيه .
- بعد شوي .
رن هاتفها نظرت لي وقالت : امي تدق لي بروح تأخرت .
- اوكيه .
قبلتني ورحلت ... هذه اخر مرة رأيتها بها ...
كذبت على نفسي وقلت ان ماحدث ( عادي ) ولكنه لم يكن كذلك .. اتعرفين ماهي مشكلتك ؟.. انك تركتي الجميع من اجله .. جعلته هو عالمك فتخليتي عن الجميع .. تغيريتي كثيرا .. وانا تغيرت ..
مرت الايام .. وانا وحيدة قد لا اكتب شئ عن همس او لا اخصص لها فصل في الرواية لان هذه الايام مرت عليها مضطربة .. مذبذبة بين مشاكلها معه لا جديد سوى ان هذا الحب قد غيرها للأسوء وانهى على مابيننا ..
في اول ايام للجامعة كنت حزينة للغاية .. كم كنتي متحمسة لوجودي في ذات جامعتك ولكن مانفع وجودي الان !... نزلت للطابق السفلي فاستقبلتني والدتك بقبلة : صباح الناس الي كبروا .
- هههههه فديتج خالتي صباح الورد .
- يلا عشان تتريقين .
جلست على احد الكراسي دخلت انت وقلت : صباح الخير .
اجابتك والدتك : صباح النور .
نظرت لي وقلت : شخبار اول يوم جامعة لج ؟.
- تمام .
- تبين اوصلج ؟.
- مشكور .
سمعنا صوت طرق الباب .. اتجهت الخادمة لفتحه سمعنا صوت اعرفه .. نهضت والدتك وقالت : هذي ام سحر .
دخلت ام سحر لغرفة السفرة قالت : السلام عليكم .
نهضت انت وقلت : عليكم السلام هلا خالتي .
قبلتها والدتك وقالت : شلونج حبيبتي .
ام سحر : الحمد الله .. اسفة ياية من الصبح بس ساعة عشر قالوا محل الاثاث بييبونه .
والدتك : ايوة كلمونا زين ا نج ييتي نتريق مع بعض .
نهضت انا وامسكت بحقيبتي قائلة : شرفتي ... خالتي انا بطلع .
اوصلني السائق للجامعة .. التقيت بصديقاتي اللاتي كانوا معي في الجامعة .. لم اتصل بهمس وهي ايضا لم تفعل ... ولم ارها ..
انهيت اليوم الاول في الجامعة وعدت للمنزل ... استقبلتني العنود قائلة : شخبار اول يوم جامعة ؟.
- ممم متعب .
- هههههه للحين ماشفتي شي ... يلا تتغدين ؟.
- لا مشكورة تعبانة وايد وابي انام .
اتجهت للطابق العلوي رأيت باب جناحه مفتوحة .. شئ جعلني اسير باتجاه جناحه دخلت للداخل .. كان الاثاث جديدا نظرت للسرير .. جديد ليس ذاك الذي كنت اغفو عليه في حضنه .. ستنام عليه بجوارها تداعب يده خصلات شعرها .. مسحت دمعتي التي خانتني واتجهت للخارج كي اخرج .. رأيته امامي قلت بكذب : حسبت امك نادتني فغرفتك .
بقيت صامتا تنظر لي بحزن .. قلت لك : ايوة صج متى عرسك ؟.
- بعد اسبوع .
- مبروك .. انا ابي اروح بيت خالتي .
- اوكيه وتردين صح!.
- ايوة .
هممت بالرحيل ولكنك استوقفتني قائلا : لين انا ..
قاطعتك : خلاص لو سمحت .
حزمت حقيبتي كي اذهب لمنزل خالتي جواهر لا استطيع البقاء اكثر وانا اراهم يجهزون لزفافك .. هربت خلال ذاك الاسبوع من خلال النوم .. فقدت الامل في كل شئ .. كنت اظن ان الله سيعوضني من اجل كل ماحدث معي وانني حقا سأفرح ولكن يوم بعد يوم افقد املي .. اكثر الخرافات التي اؤمن بها هي قصة ساندريلا عانت كثيرا ولكن الله عوضها .. اجل انا كساندريلا ولكن لم يعوضني احد .. انا التي يقال عنها ليس لديها شئ لتفقده .. فقدت الجميع والمشكلة الكبرى هي انك ياهمس لستي معي ايا ماكنتي تعانيه فلا يوجد معاناة كمعاناتي انا !!..
في يوم زفافك كنت مستلقية على الاريكة في غرفتي في منزل خالتي ... دخلت جواهر الغرفة وجلست على حافة الاريكة .. امسكت بيدي وقالت : حبيبتي مابي اشوفج جذي خلاص بالطقاق .
مسحت دموعي واعدلت قائلة : ابي اروح .
- لين شتقولين ؟!.
- ابي اروح الله يخليج .
- بتتعبين اكثر .
- لا ابي اشوفه .
- هففففففف انزين بيي معاج .
- اوكيه بقوم البس .
غيرت ثيابي وارتديت فستان بسيط .. اتجهت مع جواهر لفندق الانتركونتننتال .. دخلنا للقاعة للداخل كانت القاعة جميلة للغاية صادفت والدته صدمت عندما رأتني ..
ابتسمت لها وقلت : مبروك خالتي .
احتضنتني وقالت : حبيبتي لين .
امسكت بيدي وقالت : شحقه ييتي تعورين قلبج .
- لا عادي لا تخافين .
جلست انا وجواهر على احدى الطاولات .. امسكت بيد جواهر وانا اعتصرها كقلبي الذي يعتصر .. دخلت سحر للقاعة زفتها كانت جميلة للغاية فستانها الابيض .. سالت دمعة من عيني وانا اراها .. لم ارتدي هذا الفستان كباقي الفتيات .. لم يحدث لي كل هذا ؟.. مالذي ينقصني ؟.. كانت جميع الاضواء تتسلط عليها تخيلت نفسي مكانها .. حتى الخيال اصبح يؤلمني .. هل سبق وان شعرتي انك مختلفة عن باقي الفتيات ؟.. ليست بالطريقة المميزة كلا بل الاتعس بينهم !.. هذا هو شعوري في الوقت الحالي .. كانت اصوات الموسيقى تقرع في قلبي .. انظر للذين حولي كيف يمكنهم ان يبتسموا !.. نهضت من مكاني قبل دخوله للقاعة .. نظرت لي جواهر قلت لها : بروح الحمام .
- بيي معاج .
رافقتني للحمام .. كان به فتاتان ولكنهما انصرفتا .. هنا انفجرت باكية .. احتضنتني جواهر : حبيبتي خلاص .
- ليش قاعد يصير معاي كل هاي ؟.. ليه كل الي ابيه مايصير .. ليه الدنيا دايما تكسر خاطري .
قبلتني وقالت : خلاص يابعد قلبي اشششششش مايستاهل .
- قلبي يعورني اه .
- اششششششش تعالي نروح مني .
مسحت دموعي وقلت : اوكيه .
- تمي هني بييب اغراضنا واييج .. امسحي دموعج .
- اوكي .
بدأت امسح دموعي ورتبت نفسي وخرجت من الحمام .. كان الحمام قريب من المصعد .. كان عبد الله للتو خارجا من القاعة متجه للمصعد .. لسوء حظي التقيته .. بقيت اقف امامه مصدومة وهو ايضا صدم عندما راني ...
نظرت للاسفل واكملت السير باتجاه القاعة ولكنني فوجئت بيده تمسك بذراعي ويشدني للحمام .. ادخلني واغلق الباب خلفه ..
قلت بعصبية : مجنون انت !!.
- بكلمج .
- ههه تبيني ابارك لك ؟.
امسك بيداي وقال : لين احبج .
- ههه يامعرس شتقول توك طالع من قاعة عرسك .
- فترة وارد لج .
- انت مجنون شفيك ؟.
- كنت مضطر اتزوجها .
- ليه ههه .
بلع ريقه وقال : لأني .. لأني .. غلطت معاها .
فتحت عيني بصدمة !!.. سألته : متى ؟.
بقي صامتا قليلا وانا متشوقة لأجابته .. قال : من شهر وشوي .
- ههه .. لما كنت انا معاك .. اونة جاي تبررلي ؟.. عذر اقبح من ذنب .
اقترب مني وقال : لين انا احبج بس هالشي مادريشلون صار انا غبي والله غبي .
دفعته : ايوة غبي وخاين ... اكرهك .
شدني اليه : لين بعد كم شهر اطلقها .
ضربت صدره : هييي الناس لعبة عندك !... ان كنت اكرهك الحين استحرقك .
بقيت بهستيرية اضرب على صدره وابكي الى ان سقطت على الارض وغبت عن الوعي ...
(( عبد الله ))
سقطت لين على الارض انحنيت ورفعت رأسها : لين !.. لين حبيبتي.. لين .
حملتها وخرجت معها من الحمام التقيت بخالتها جواهر وهي تحمل عبائتها نظرت لي بصدمة وانا احمل لين .. قالت : شفيها ؟.
قلت بقلق : باخذها المستشفى .
غطتها خالتها بالعباءة وخرجت وانا احمل لين وخالتها معنا .. وضعتها في سيارتي .. كدت ان اركب انا ايضا قالت خالتها : رد انت انا باخذها .
قلت بعناد : مستحيل .
صرخت : لاتسوي لنا فضيحة .
تجاهلتها وركبت في السيارة قائلا : مافي فضايح هذي بنت عمي .
ركبت في الخلف بجانب لين .. اتجهنا للمشفى تحديدا الى الطوارئ .. انزلتها وادخلتها للداخل .. ادخلوها غرفة الطبيب العام ليفصحها .. اما انا وخالتها بقينا في الخارج ننتظر .. قالت خالتها : الحين رد يلا .
- مستحيل .
رن هاتفي كانت المتصلة امي .. اجبتها : هلا يمة .
- عبد الله وينك ؟.. سحر طلعت الجناح مالقتك ؟.
- يمة لين تعبت وانا معاها فالمستشفى .
قالت بقلق : عسا ماشر شفيها ؟.
- للحين مادري .
- انزين طمنا .
- ان شاء الله .
انهيت المكالمة ونظرت لخالتها التي تمرقني بنظرات كره .. خرج الطبيب من الغرفة نهضت خالتها وانا سرت باتجاهه .. سألته : خير دكتور ؟.
- متقلقش .. المدام حامل .. بس محتاجة راحة شوية .
لين حامل !!..
قالت خالتها بصدمة : شنوو !.
الدكتور: ايه انتوا مش عارفين انها حامل فالشهر التالت .
قلت : الثالث !.
الدكتور : ايوة ... تقدروا تشوفوها دلوقت .
هممت بالدخول غرفتها اوقفتني خالتها قائلة : وين ؟.
- بدش اشوفها .
- لا كل الي صار لها بسبتك .
قلت بعناد : بدش اشوفها .
دخلت للغرفة وانا اشعر بسعادة كبيرة حبيبتي تحمل ابني !.. كانت تبكي نظرت لي بغضب وقالت : اطلع برة .
اقتربت من سريرها وقلت : لين حبيبتي .
صرخت : اطلــــــــــــــــــــــع برة .
جواهر : لو سمحت خلاص هدها بروحها .
خرجت من الغرفة واتجهت للفندق وانا اشعر بفرح شديد ربما هذا الطفل سيقربنا ... عدت للفندق واتجهت لجناحي انا وسحر .. نسيتها تماما من شدة فرحتي .. دخلت للجناح كانت سحر تجلس على حافة السرير قالت بغضب : هديتني عشانها .
قلت ببرود : لين كانت تعبانة .
- بالطقاق انا شدخلني فيها ؟.
- اشششش ماسمحلج .. بعدين هي ام ولدي .
قالت بصدمة : شتقول !.
- لين حامل .
- مستحيل تلاقيها تقص عليك .
- الدكتور قال .
- هففففففففففف .. خربت علي عرسي .
بدأت اخلع ثوبي .. قالت بغنج : انزين حبيبي شرايك ..
قاطعتها : ابي انام تعبان .
- انت شفيك علي جذي شسويت لك ؟.
- سحر انتي تعرفين عدل وانا اعرف زواجنا عشان الي صار بينا ولاحبنا وعلاقتنا انتهت من زمان .
- بس انا يهمني منظري جدام الناس .
- وانا حافظت عليه عدل .
- وبكرة بنروح شهر عسل .
- ههه عشان تصورين وتقولين اكانا رحنا .
- ايوة .
- اوكيه بس اسبوعين .
- اوكيه .
....
(( لين ))
قبلت رأسي خالتي جواهر وقالت : حبيبتي كبرتي وبتصيرين ام .
ابتسمت بحزن وقلت : حتى ولدي بيصير نفسي وحيدة ماله عيلة.
- اششششش لاتقولين جي .
- تخيلي فيوم عرسه يقولي لازم اتزوجها لاني غلطت معاها ههه .
- حبيبتي اهدي امانة من اليوم ورايح مايصير تعصبين .
سمعنا صوت طرق الباب .. قالت جواهر : ادخل .
دخلت والدتك واختك .. سارت باتجاهي وهي سعيدة للغاية مع العنود قبلتني وقالت : مبروك حبيبتي .
ابتسمت بحزن .. قبلتني العنود قائلة بمزاح : هيي يالبزر بتصيرين ام .
- هههه .
قالت والدتك : الدكتور شقال ؟.
جواهر : قال انها بخير عطاها فيتامينات وبس الحين بنرد البيت .
والدتك : لا ترد البيت معانا نرعاها .
قلت : خالتي مابي اشوفهم .
العنود : بيسافرون بكرة والحين هم فالفندق .
قلت : اوكيه .
خرجت برفقتهم واتجهنا الى المنزل .. دخلت لغرفتي توقفت امام المراة مباشرتا لامست بطني .. لا اصدق ان هناك انسان في احشائي قد يراه الناس شئ طبيعي ولكن مجرد التفكير بان شخص بداخلك سيولد بعد ان تكون من دمك ودم زوجك شئ لا يصدق سبحانك يا الله .. سرت باتجاه السرير واستلقيت عليه احتضنت دبدوبي ريو .. قلت له : تصدق بصير ام !!.
تذكرتك الان انت معها !.. وغدا ستسافران !...