Part 2

22.1K 404 23
                                    

( همس )
احاديثنا سارت وكأننا عاشقان ... اشعر انني بكامل حيويتي وان العالم من حولي ملئ بألوان الطيف ... وكأنني ساندريلا والامير عشقها .. وانت فعلا كالامير كيف ولا وانت كابتن فريق كرة القدم والجميع يتمنى ان يتحدث معك او يصل اليك ...
كم انا محظوظة بك !..
ارتديت فستان فخم للغاية ووضعت مساحيق التجميل وقبل خروجي من غرفتي اتصلت انت ..
اجبتك : الو .
- هلا والله بهالصوت .
- شلونك ؟.
- بخير دامج بخير .
- شتسوي ؟.
- توني مخلص تمرين بتسبح وانام حدي نعسان .
- عساك عالقوة .
- الله يقويج ... انتي ؟.
- انا بروح عرس مع امي ومريوم اختي .
- عرس من ؟.
- مادري ربع امي .
- انزين صويلي فستانج .
- مممممممم .
- ههههه يلا .
- اوكيه بتصور وبتصلك .
- فديتج ناطرج .
انهيت المكالمة ووقفت امام المراة الطويلة الملصقة في خزانة ثيابي ... وضعت يدي على خصري وصورت نفسي ... التقطت صور عديدة وارسلتها له ..
بعد قليل اتصل وهو يصفر : ياووووووووووووويلي .
- هههههه .
- انتي جميلة جميلة حدج جميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلة .
- انزين خلاص ترا ماعرف شقول .
- جميلة .
- ههههههههههه وانت بعد وايد مزيون .
- فديت ويهج والله .
سمعت صوت امي تناديني ... قلت له : انا بروح امي تناديني .
- لما ترديني كلميني .
- اوكيه .
امسكت بحقيبتي الصغيرة وعبائتي وخرجت من الغرفة ... نزلت للطابق السفلي كانت امي واختي في انتظاري .. نظرت امي الي باعجاب كعادتها وهي تقول : اقري المعوذات بنتي بيصيدونج بعين .
- اوكيه .
ارتديت عبائتي وخرجنا حيث اوصلنا السائق لأحد الفنادق التي يقام بها الزفاف ...
كعادتي وانا ادخل اي حفل زفاف جميع الانظار تتوجه نحوي ... ارى نظرات الاعجاب في اعين النساء الكبار والغيرة في اعين الفتيات اللاتي في عمري ... كانت امي تسير بجانبي كعادتها مفتخرة بجمال ابنتها ... حسنا دعوني احدثكم عن مظهري .. فلانني طويلة يصل طولي 168 فالبعض يقدر انني اكبر من سني .. منذ ان كنت 14 عشر سنة كانوا يريدون خطبتي ...
جلست بجانب امي ومريم على احدى الطاولات ... ابتسمت وانا ارى والدته قادمة من بعيد وهي متأنقة كعادتها كفتاة عشرينية ... وصلت للطاولة التي نجلس عليها ورحبت بأمي ...
نظرت الي باعجاب وقال : حياااتي همس يحليلج تيننين .
قلت بخجل : مشكورة خالتي فديتج .
- ماشاء الله عليج حبيبتي .
بدأوا يشغلون اغاني للرقص والعديد من الفتيات نهضن ليرقصن وكأنها مناسبة لأصطياد والدة احد العرسان .. همست لي امي قائلة : همس قومي ارقصي .
قلت : يمة استحي .
- عاد يلا قومي .
تذكرت ان والدته توجه انظارها لحلبة الرقص ... لذا قررت ان انهض انا ايضا .. اعتليت منصة المسرح وبدأت ارقص ولكنني تخيلته هو من يراني لا احد ... عندما انتهيت من الرقص نزلت من على المسرح واتجهت للطاولة التي امي تجلس عليها ... كانت هناك نساء عديدات يتحدثن مع امي وعرفت عن ماذا يتحدثون !...
( لين )
وصلت الى الدوحة منذ ثلاث ايام واول شئ فعلته هو الذهاب لمنزل همس طبعا ... حسنا ساخبركم عن بداية صداقتي .. عفوا فما بيننا ليس صداقة بل شئ اكبر من اي كلمة تصف علاقتي بها ... تعرفت عليها لأن والدتها صديقة والدتي منذ عشر سنوات كان عمري سبع سنوات .. لذا هي مثلي الاعلى في كل شئ .. في المدرسة الابتدائية كانت معي لانني اصريت ان انتقل لمدرستها ... الجميع كان يظننا باننا اخوات لأنها كانت دائما معي تترك صديقاتها اللاتي في عمرها حيث هي اكبر مني بسنتان ... كانت ومالزلت تدافع عني دائما .. رغم اننا مختلفتان في كل شئ الا اننا نكمل بعضنا ...
اجمل مافي كل علاقة هو الاختلاف ... لأن هذا الاختلاف يكمل الجزء الناقص الذي بك ..
هي طويلة وانا قصيرة .. هي هادئة وانا مجنونة .. هي مرتبة وانا فوضوية .. ورغم ذلك كملنا بعضنا ولكن مع الوقت اخذنا من طبائع بعض ... تغيرت هي وتغيرت انا الى ان اصبحنا واحد .. لا احد يفهمني كما تفعل هي .. ولا احد يفهمها كما افعل انا .. حتى اننا نفهم بعضنا من نظرة .. من تنهيدة او صمت يدوم لدقائق ... حديثنا انا وهي حديث خاص لنا مصطلحات ومفردات لا احد يعرفها غيرنا .. مشاهد من افلام نحفظها ونرددها معا ونضحك .. احببت اغاني اصالة لأجلها واحبت هي اغاني تامر حسني من اجلي .. عندما كان يطرح البوم في الاسواق كنت اسارع لشرائه واجعلها تحفظ الاغاني معي .. وهي عندما تتابع فيلم او مسلسل رغما عني تجعلني اتابعها معها .... هذه هي الصداقة .. الصداقة ليست فترة معينة من حياتك ... الصداقة عمر بأكمله ... الصداقة حياة اخرى .
جلست معها على السرير نأكل مثلجات ونثرثر اخبرتها بكل شئ واخبرتني بكل شئ... رن هاتفها وارتبكت كثيرا عندما رات اسمه ...
كانت ابتسامتها مختلفة عندما تتحدث معه وكأنها تدخل لعالم ثاني ... تمسك بأحدى خصلات شعرها وتسير في ارجاء الغرفة حتى ان مشيتها مختلفة ... تقف امام المراة وتنظر لنفسها وتبتسم ... نبرة صوتها مختلفة وناعمة للغاية ...
باختصار لا احد يلاحظ بمدى تغيرك عندما تحب الا اعز اصدقائك ...
مهلا ... اتعلمين شيئا !.. اثناء كتابتي لهذه السطور الان اشتقت اليك ... وكأنني مازلت استطيع سماع صوتك ...
اعتذر عن المقاطعة ولنكمل ...
عندما عدت للمنزل رن هاتفي برقم غريب !!.. راودتني الشكوك عن عبد الله ولكنني خفت ان يكون شخص اخر .. حفظت رقمه في هاتفي وفتحت برنامج ( واتس اب ) ... رايت صورته وابتسمت ... كتبت له : السلام عليكم .
رد علي بعد قليل : عليكم السلام ... لين انا عبد الله تذكريني ؟.
- بصراحة لما شفت رقمك خفت تكون حد ثاني بس شفت صورة الواتس .
- ohh smart girl .
- مشكور .
- so tell me how are you ? .
- تمام بس ليش تكتب كله انجليزي ؟.
- ههه سوري .. عشان اسرع .
- ليش ؟.
- كنت ادرس in California
- حلو .
- بكرة بتداومين ؟.
- ايوة .. للاسف .
- هههه انزين ماقلتي لي انتي اي مسار ؟.
- طب ... ابي اصير دكتورة .
- اوووه شاطرة .
- احم احم .
- هههههههه .
( همس )
اول موعد بين اي عاشقان لا يمكن ان يمحى من الذاكرة له طعم مميز ... يكون عفوي للغاية .. اتذكر تلك الحديقة التي شهدت على لقائاتنا وشهدت حينها على حبنا العفوي انذاك ...
قررت امي ان تخرج بنزهة مع صديقاتها في حديقة البدع ... اتعلم شئ !انني احفظ كل ركن في هذه الحديقة ... يوجد بها مدرج دائي الشكل في نهايته يوجد محل صغير به مأكولات خفيفة ... وايضا من هذا المدرج يبدأ الممر المائي كان طويل في المنتصف على الجهتين محلات للصناعة اليدوية وفي اخر المجرى المائي الصغير يوجد مدرج ايضا وايضا سلم اذا صعدته ستجد الحدائق والاشجار حيث بها البعض مرتفعات والبعض الاخر منخفض ... وان كنت في الحديقة يمكنك ان ترى سور صغير ان نظرت للاسفل ستجد المجرى المائي الذي اخبرتك عنه في السابق .... هذه الحديقة لها عدة اطلالات .. احداهما على الكورنيش .. واخرى تطل على مسرح قطر الوطني ... والاطلالة الخلفية هو طريق طويل به اشجار كثيفة ... يوجد بها ايضا زلاجات للاطفال والعاب ... مع انك لا تحب هذه الاماكن ولكنك اتيت لأراك .. جلست عائلتي مع عائلة صديقات امي وبدأن يثرثرن ويأكلن ... نهضت انا بحجة السير قليلا في الحديقة ... اتجهت للاطلالة الخلفية للحديقة حيث وصلت للطريق الذي يوجد به اشجار كثيفة واجمل مافي هذا الطريق ان اضائته ضئيلة ... وقفت هناك بمفردي اشعر بالتوتر واخاف ان يرانا احد مع انني موقنة ان لا احد يمكنه معرفة مكاني ... سمعت صوتك همسك من خلفي بكلمة : احبك .
التفت لأراك قريب مني تبتسم بحب .... شعرت ان حرارة جسدي ترتفع وان الهواء قد نفذ ... سالتني قائلا : فديت الخجول .
غيرت الموضوع وقلت : شلونك ؟.
- انا بخير دامني شفتج .
​​- مشكور .
وقفت بجانبي وقلت : خلنا نمشي شوي .
- بس يمكن حد يشوفنا .
- لا تخافين محد بيشوفنا هني .
- اوكيه .
سرت بجانبك .. سألتني : شخبار الجامعة ؟.
- بخير .
- انزين احبج .
ابتسمت بخجل واخفضت رأسي للارض ... قلت : فالفون تقولين احبك بس شفيج الحين ماتقولين حتى نص كلمة !.
- عشان هني غير .
- ليش ؟.
- جي .
- قولي .
- ههههههه خلاص مابي.
وقفت امامي ورفعت حاجبك قائلا : قولي ترا اروح .
رفعت رأسي وقلت : خلاص احبك .
- بدون نفس .
- ههههههه لا صج .
- والله يلا .
- ممممم احبك .
- مافيها مشاعر .
- ههههههههههههههه امبلى ويلا ابي ارد امي بينشغل بالها علي .
- اوكيه بس شي ثاني .
سالتك متسائلة : شنو ؟.
امسك بكفي الايمن وفعتها لشفتك ... قبلتها بلطف وانت تركز عينك في عيني ...
قلت لي بنبرتك الحنونة : احبج .
ابتسمت وقلت : وانا بعد احبك .
سحبت يدي من بين يديك وانا اقاوم نفسي ... سرت مبتعدتا عنك وانا اتمنى ان يتوقف الزمن ..
عندما عدت لمكان جلوس امي .. كنت اشعر بأحساس غريب شئ يفوق الفرح .. شئ اكبر من ذلك .. رفعت كفي لأنفي استنشقت رائحة عطره التي علقت بيدي ...
( لين )
كنت ادرس في غرفتي تقريبا الساعة التاسعة والنصف بدأت اشعر بالنعاس كلما نظرت للكتاب ... اهتز هاتفي بجانب كتبي نظرت لأسم المتصل فأجبت بتلقائية ...
امسكت به واجبت : الو .
- مساء الخير.
- مساء النور .
- what are you doing ?.
- ادرس .. تعبت خلاص مخي تعب خلاااااااااص .
- خذي rest شوي .
- هففففففف بكرةعندي كوز .
- عندي فكرة .
- شنو ؟.
- طرشي لي عنوانج .
قلت بدهشة : شنوووو !.
- بجيبلج Baskin robins
قلت بفرح : صج !!.
- Of course.
- انزين ليش ؟.
- شنو ليش ؟.
- ليش بتجيب لي ايس كريم ؟.
- لان الايس كريم بيخليج سعيدة .
- مشكوووووووووووووووووووووور .
بعثت له موقع منزلي عبر برنامج ( whatsapp ) بعد ساعة اتصل بي .. اجبت بحماس : الو !.
- هههه مشتطة .
- اكيد عشان الايس كريم .
- طرشي الخدامة عشان تيي تاخذ الايس كريم .
- انا بنزل .
- مايصير .
- ليش !.
- اخاف حد يشوفج .
- اوكي .
انهيت المكالمة وناديت على الخادمة ... فتحت الخادمة باب غرفتي قائلة : yes ماما .
- طلعي برا في سيارة فيها نفر جيبي منه ايس كريم .
- اوكي ماما .
اتجهت بسرعة ناحية النافذة .. امسكت بطرف الستارة وازحته قليلا كي اتمكن من رؤيته .. ابتسمت وانا اراه يترجل من سيارته السوداء ( بنتلي ) .. ناول الخادمة كيس كبير ( يم يم )...
بعد قليل دخلت الخادمة وهي تحمل الكيس .. اخذته منها وفتحته كان به علبتان كبيرتان من المثلجات ( ياااااااااااا ويل حالي انا )...
اتصلت به اثناء فتحي لعلبة المثلجات اجابني هو : الو .
- شدراك احب الفراولة والمكسرات !.
- احساس .
- هههههههه لاصج شدراك ؟.
- من الانستجرام .
- محقق وانا مادري .
- ههههههه اعجبج ... يلا كلي وردي درسي .
- ماشي ومشكووووووووووووووووور .
- any time .
كان شعوري في تلك اللحظة شعور مختلف .. سعيدة لغاية لا يمكن ان توصف .. احد يفعل شئ من اجلك .. انا لا اؤمن كثيرا بالابراج ولكنني قرأت عن صفات الابراج وحقا صفات برج الدلو تنطبق مع شخصيتي .. ومن ابرز مميزات هذا البرج هو انه يقدر الهدايا كثيرا مهما كانت بسيطة ... وانا كذلك فالهدية تعني لي شيئا معنوياً اكثر من ان يكون مادياً ... بمجرد ان افكر ان عبد الله ذهب لمتجر المثلجات واشترى لي واتى الى منزلي السعادة تغمرني ... قد يراها اي شئ انه شئ بسيط ولكنني لا اراها هكذا ...
(( همس ))
بداية علاقتنا كانت متوترة كثيرا لأنني لم اكن مستعدة لأن اصبح حبيبة احد مشهور ... او ارى الفتيات يحطن بك من كل جهة .. مازلت اتذكر احد خلافاتنا التي كانت بسبب معجابتك...
لم اكن املك حساب في الـ ( فيس بوك ) ولكن كانت لين في منزلي ولانها مدمنة لمواقع التواصل الاجتماعية كانت تفتح حسابها حتى اثناء وجودها معي ...
سألتني قائلة : ليش ماتسوين لج اكاونت ع الفيس ؟
- ماحب هالخرابيط .
- عاد حبي سوي لج .
- اوكيه يلا علميني شلون يسوون .
وفعلا اصبح لي حساب على الفيس بوك ... ولكنني كعادتي احب الخصوصية استخدمت اسماً مستعار على عكس لين التي تضع اسمها واسم عائلتها ...
قلت للين : ابي اشوف اكاونت فارس .
- كأني شفت اكاونته بالsuggestion .
وجدت حسابه .. ابتسمت وانا ارى صورته تلقائيا ... قالت لين بحماس : وايد عنده فريندز .. ووايد يعلقوله .
- ابي اشوف التعليقات .
كانت كالاتي واغلبها من فتيات : ياييي شو بتجنن ... ياليبه تينن ... خق .. خقيييت ... ماشاء الله ... انت حقيقي !.
بقيت صامتة ولكن داخلي بركان ثائر .. قالت لين محاولة ان تلطف الجو : هههه سخيفات .
- اكيد يكلمهم .
- من قال ؟.
- عيل شحقه ضايفهم ؟.
- يمكن جي بعدين لاتنسين انه لاعب يعني بيكون عنده معجبات .
- سخافة ومليغات وايد اكرههم .
- طقعي .
- مستحيل .
- شبتسوين .
- مابرتاح لين يعطيني الباسورد مال اكاونته واشوف ان كان كلمهم ولا لا .
- مستحيل يعطيج .
قلت بثقة : ههه لا فارس غير .
قالت لين بعدم اقتناع : ان شاء الله .
بقيت اثرثر معها ولكنني لأول مرة اتمنى ان تخرج بسرعة كي اتمكن من الحديث معه ... بعد ان خرجت سارت على اقفال غرفتي بإحكام .. امسكت هاتفي واتصلت به ..
اجابني بصوته الذي به قدرة عجيبة على جعل ضربات قلبي تتسارع : حبيبتي .
- حبيبي شلونك ؟.
- تمام دامج بخير.
- انا بخير ... ممم ... اأ.
قال مداعبا بصوته : مممم تبين تقولين شي صح ؟.
- هههه شدراك ؟.
- من ال ممم.. اأأ .
- ايوة صح .
- امري .
- مايامر عليك عدو ... ابي الباسورد حق الفيس بوك مالك .
وكأنك لم تسمعني قلت : شنو ؟.
بقيت انا صامتة احاول ان ارتب مافي جوفي .. اردفت قائلا : ويت اول شي من وين لج اكاونت ع الفيس بوك ؟.
اجبتك : سويت لي من شوي كانت عندي لين وقالت لي سوي وسويت .
قلت بغضب : وانتي شحقه تسمعين كلامها ؟.
قلت وقد بدأت اشعر بالخوف من صوتك الغاضب : يعني عادي شفيها ؟... بعدين انا بس بضيف رفيجاتي .
قلت بصرامة : الغيه .
- شحقه ؟.
وكعادتك دكتاتوريا لا تبرر لأي شئ تأمرني به قلت : لأني انا ابي جي .
حاولت ان اهدئك وقلت : انزين هدنا من ذي الموضوع كنت ابيك بموضوع ثاني .
- مابتكلم فأي موضوع ثاني لين ما تغلين اكاونتج .
- اوكي .
- بسكر اتصليلي لما تكنسليه .
- طيب .
وانهيت المكالمة وسارعت لفتح جهازي ( اللاب توب ) وقمت بإلغاء حسابي وبهذه الطريقة وبهذه الخطوة سرت خلفك بكل طواعية وجعلتك تتمادى في ظلمك لي ...
بعد ان انتهيت اتصلت بك لكنك لم تجبني ... بعثت برسالة لي كتبت بها : حبيبي عندي دوام بكرة من وهل اكلمج بكرة تصبحين على صوتي .
ابتسمت وكتبت : تصبح على صوتي حبيبي .
وضعت هاتفي جانبا ونظرت للاشئ .. تذكرت انني نسيت ان اعاتبك من اجل تعليقات تلك الفتيات ...
(( لين ))
محزن ان اكتب رواية الان وانت كنت اول من شجعني ووضعني على طريق الكتابة ... اخاف ان تنشر رواياتي وانت لا تكون موجوداً معي .. اخاف من ان انجح في شئ وانت غائب عني فلا اهنئ بهذا النجاح !...
اتذكر عندما كنت في الصف اثناء حصة الرياضيات المملة .. دائما ما تكون حصة الرياضيات هي اطول الحصص التي تمر علي .. وكأن الخمسة والخمسون دقيقة خمسة وخمسون سنة ... اهز رأسي كعادتي متظاهرتاً بفهم ماتقوله المعلمة .. واكبر مشكلة تقابلني عندما تنظر لي وتطلب من ان احل مسئلة على السبورة ابدأ بالسير بالحركة البطيئة والرعب الحقيقي عندما تقول المعلمة انها ستدع احدى الطالبات اللاتي لا يتفاعلن في الحل تشارك في حل المسئلة فأرفع يدي مع اللاتي يردن ان يشاركن في الحل ولسوء حظي يقع الاختيار علي ....
كنت حقا في مأزق امسك بالقلم وانا بالقرب من السبورة اتظاهر بالتفكير مع انني موقنة انني لن احلها لأنني لم استوعب بعد ... ُطرقت باب الصف فتحتها مدرسة اللغة العربية من الخارج قائلة : السلام عليكم .
اجابتها معلمة الرياضيات : عليكم السلام .
معلمة اللغة العربية : ممكن اخذ لين شوي ابيها فموضوع .
كنت اود ان اقبلها فرحاً ... لطالما احببت معلمة اللغة العربية ( مس اشجان ) لا ليس لأنها انقذتني في هذا الموقف .. بل دائما احببتها لأنها بمثابة قدوة لي .. وضعت العلم على السبورة وانا ابتسم ابتسامة عريضة .. سرت متوجهتاً لخارج الصف .. عندما مررت بجانب معلمة الرياضيات التي كانت تقف بجانب السبورة مدت يدها وقرصتني قائلة : فلتي هاي المرة لين المرة الجاية مرح خليكي تروحي .
- هههههه سوري يامس .
خرجت برفقة مس اشجان لا اعلم الى اين تسير ولكنني تبعتها .. نزلنا للطابق السفلي عبرنا ساحة المدرسة ودخلنا احد الفروع .. كان بنهايته المكتبة .. دخلناها حيث كانت خالية كالعادة ..
سحبت كرسي وجلست قائلة : اقعدي لين .
بلعت ريقي خائفة .. بالرغم من حبي لها الا انها صارمة عندما يخطئ احد وحنونة عندما ينجح احد .. وقت الجد جد ووقت الضحك ​ضحك .. هذه هي سياستها ... جلست وقلت : خير يامس .
- في مسابقة على مستوى المدارس فتأليف قصة قصيرة .
- انزين ؟.
- سجلت اسمج .
نظرت لها بدهشة .. قالت : بتمثلين المدرسة فهالمسابقة .
- بس يامس انا ...
قاطعتني : انتي اكثر وحدة واثقة فيها واعرف انج بتنجحين .
- شدراج ؟.
- قريت كتاباتج فالانشاء .. تعرفين فأي اختبار عربي نتحمس كلنا الي فاللجنة عشان نقرا الانشاء مالج .
ابتسمت بدهشة .. نعم انا احب الكتابة ومنذ صغري ايضا ولكنني لم اسمع هذا الكلام من قبل ... سالتني قائلة : تعرفين طبعا شلون تكتبين قصة قصيرة ؟.
- ايوة مس دخلت دورة .
- حلو هذي ورقة المسابقة وفيها الشروط المفروض تسلمينها بعد ثلاث ايام .
صدمت .. بعد ثلاث ايام !!... قلت : مس ماظن بقدر .
- مدرستنا اخر من تعلم كالعادة فأي شي وانا توني واصلتني هالاخبار ... بس اعرفج قدها .
كلامها ربما يرفع المعنويات ولكنه كان عبئاً علي لأنها وثقت بي وبقدرتي واخاف ان لا استطيع ... خصوصا انها مثلي الاعلى ...
(( همس ))
في اليوم التالي استيقظت صباحا دخلت الحمام لأستحم ... خرجت ارتديت ثيابي وعبائتي وضعت القليل جدا من مساحيق التجميل كي لا يوبخني ابي صباحاً ... ركبت مع الخادمة والسائق السيارة وذهبت للجامعة .. فور ترجلي من السيارة اخرجت هاتفي من حقيبتي واتصلت بك ...
اجبتني : صباح العسل .
- صباح ورد وجوري .
- شخبارج حبيبتي ؟.
- بخير قلبي .. توني واصلة الجامعة .
- حلو ... انا في الطريق .
- ممممم بخصوص امس نسيت اقولك شي لأنك سندرتني فسالفة الفيس بوك .
- قولي .
- ممم انا امس لما فتحت الفيس دشيت على اكاونتك ... شفت ال..
قاطعتني بصرامة : من سمحلج تدشين وتشوفين اكاونتي اصلا !.
- وشفيها !... انت حبيبي .
زفرت وقلت : اسمعي الفيس وهالخرابيط مابيج كلش تدشينها .
- عشان ماشوف الي تسويه هناك ؟.
- ماسوي شي .
- عيل شحقه تمنعني ؟.
- اخاف عليج .
- من وشو ؟.
- من الناس .
- انا بضيف رفيجاتي قلت وبس .
- مافي يعني مافي .
- خلص مابي .. المهم انه البنات الي يعلقون لك .
- شفيهم ؟.
- تكلمهم ؟.
قلت نافياً : لا .
- اكيد ؟.
- ماقص عليج لاتخافين .
- انا واثقة فيك .
- وابيج دوم تتمين جي .
- ان ماخيبت ثقتي اكيد بتم .
- لا تحاتين .
- احبك وايد .
- ونا اعشقج .
كل شئ يمكن تعوضيه وخلقه من جديد الا الثقة لا يمكن ان تعود ... يستهين بها الكثيرين عندما نقوم بتسلميها لهم لا يعلمون انها ان رحلت لن تعود ولا يقدرون قيمتها الا بعد ان نفقد ثقتنا بهم ...
(( لين ))
كنت مستائة لأنني وضعت في موقف كهذا .. ليست لدي ادنى فكرة عن ماذا ستكون قصتي .. اشعر ان عقلي فارغ تماما .. احببت ان اتخذ هذا الموضوع حجة كي اتصل بك ...
اجبتني بصوتك ( الرايق ) : الو .
- السلام عليكم .
- عليكم السلام هلا لين .
بقيت صامتة وانا مبتسمة كالبلهاء انتظرك ان تقول شيئا ...
قلت : شلونج ؟.
- بخير انت ؟.
- تمام .. راد الحين البيت .
- اها .
- احسج تبين تقولين شي .
- كنت ابي اخذ رايك فموضوع .
- قولي .
- اليوم المس سجلت اسمي فمسابقة اجمل قصة قصيرة على مستوى المدارس .
- حلو .
- بس التسليم لازم بعد ثلاث ايام وانا كلش ماعندي فكرة .
- Ok calm dawn.
- ممممم .. عندك اي فكرة ؟.
- انتي مؤلفة المفروض انتي تفكرين .
- على طولي خليتني مؤلفة !.
- هههههه ايوة .. فكري وانا متأكد انج بتسوين شي Awesome
- طيب اكلمك بعدين .
- لو لقيتي فكرة قوليلي .
- اوكي .
انهيت المكالمة ووضعت هاتفي جانبها .. نهضت ودخلت للحمام .. فتحت صنبور المياة وملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ ... خلعت ثيابي وجلست بداخل الحوض واغمضت عيني وانا احاول ان افكر ...
افكاري التي اكتبها في الروايات او القصص تأتيني اثناء الاستحمام .. قد لا اكون كمثل باقي الكتاب الذي يصنعون جواً خاصاً بهم عندما يبداون بالكتابة .. مثل ان يحضروا كوب قهوة او يشغلوا موسيقى هادئة .. اما انا فلا .. استطيع ان اكتب في جميع الاوقات ...
اتتني الفكرة الاخيرة بعد ان انتهيت من الاستحمام فتحت جهازي ( اللاب توب ) وبدأت اكتب .. مسألة القصة القصيرة اعاقتني من خلق احداث اكثر او حوار لأنني يجب ان اكتب القصة بصفحتان ونصف او ثلاثة فقط ....
انتهيت من كتابتها واتصلت بك ... اجبتني : هلا والله .
قلت بحماس : خلصت خلصت خلصت .
- هههههه بال بهالسرعة توني الظهر هادج متلعوزة وماتعرفين شتكتبين .
- انا مؤلفة فديتني .
- انزين ابي اقرا واقولج رايي .
- طرشلي ايميلك .
- اوكي بس ترا من الحين اقولج لو ماعجبتني بقول وبنتقد .
- اوكيه .
وفعلا بعثتها لك عبر البريد اللاكتروني .... بعد تقريبا نصف ساعة اتصلت بي قائلا : اقولج بس ماتزعلين ؟.
قلت بخيبة امل : قول .
- روووووووووووووووووعة القصة .
بقيت مصدومة !... قلت ضاحكا : هههههههههه شفيج انصدمتني .
- طيحت قلبي .
- ههههههه احب الاكشن .
- صج حلوة ؟.
- وايد وايد واسمها شدني قسوة قلب حسيتها فالبداية رومانسية بس لما قريتها تفاجأت .
- يعني بتعجبهم ؟.
- ايوة وبتفوزين المركز الاول .
- عاد مب لهدرجة الثاني الثالث انا راضية .
- لا تنافسين فرواياتج مستقبلاً الا ع المركز الاول .
- تهقى بصير روائية ؟.
- وروائية ناجحة بعد ... بس عندي شرط .
- شنو ؟.
- لما توقفين توقعين رواياتج بوقف معاج .
- ههههههههههه لا بصير مغرور وماعرفك وبطقعلك .
- هههههههههه مب ع كيفج .
اليوم ان حلمت ان اصبح روائية عظيمة فسيكون حلمي هذا ناقص لأنك لن تكون بجانبي وانا اوقع لمحبي رواياتي ... لن تمسك يدي وتقول هامسا انك معي تساندني ... لأنك خذلتني ورحلت ... ورغم هذا الا انك ( بعدك على بالي )..
(( همس ))
لقائنا الثاني كان ايضا في ذات المكان ... في حديقة البدع .. هل تعلم شيئا انت ايضا كالبدعة .. كيوم الام او كيوم الحب ... نعلم اننا كمسلمون لا يجب ان نحتفل في هذا اليوم وقد نرى احاديث عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ونستمر بالاحتفال به ... انت كذلك اعلم اننا لن نصلح لبعض .. وان نهياتنا معروفة .. وان الاستمرار معك محرم ومضر الا انني اكمل متجاهلتاً كل ماسمعت او قد اسمعه عنك ...
كعادتنا في يوم الجمعة تجتمع امي مع صديقاتها في هذه الحديقة نأكل ونثرثر وطبعا انا دائما لي جوي الخاص ... ولكن هذه المرة كانت والدتك موجودة طبعا بعد ان اقنعتها انت بأن تأتي وان الحدائق مفيدة للصحة ... ساعدت الخادمات في فرش السجاد على الارض .. بدأنا بتوزيع صحون الطعام واعداد السفرة ... سمعت صوت امي الجهور وهي ترحب بوالدتك قائلة : هلا هلا ام فارس .
قبلتها والدتك : هلا حبيبتي شلونج ؟.
وسارت لتقبل بقية الصديقات .. ابتسمت انت لأمي وقلت : شلونج خالتي .
قالت امي بترحيب : هلا فارس شلونك ؟.
فارس : الحمد الله خالتي .
وضعت الكيس الذي كنت تحمله على الارض وقلت لوالدتك وانت تنظر لي بابتسامة : يمة انا بروح .
قالت امي ( فديتها والله ) : وين خلك معانا الحين بنحط الغدا .
فارس : مابي ازعجكم .
امي : مافي ازعاج اقعد يمة .
جلست للجهة التي تقابلني في الدائرة التي انشأناها بجلوسنا حول السفرة ... كانت يداي ترتجفان بمجرد جلوسك معنا ... لست على طبيعتي واشعر انني مفضوحة وان الجميع يعلم بما يدور بيننا ...
بدأت انت تأكل وتنظر لي ... اما انا فلم اتناول شئ .. شارفت انت على انهاء طعامك فنهضت انا قائلة : يمة بروح اتمشى شوي .
امي : ماكليتي شي !.
- مابي مشكورة ... اذا بغيتي شي دقي علي .
امي : اوكي .
سرت مبتعداً عن الجميع ... الى ان وصلت لطريق العشاق كما اسميه انا الذي التقينا به المرة الماضية ...
بقيت متوترة وانا انتظرك ان تأتي ... الى ان سمعت صوتك من خلفي : احم احم .
ابتسمت واغمضت عيني ... شعرت بسعادة كبير ولكن دائما ماكنت مرتبكة بسبب هذه اللقائات الخفية ...
التفت ووجدتك تبتسم تلك الابتسامة الجذابة التي اعشقها ... بابتسامتك تبتسم الحياة لي ...
قلت : سوري تأخرت عليج بس عشان مايشكون فشي .
- لا عادي .
اشرت برأسك : نتمشى !.
- اوكيه .
بدأت اسير بجانبك .. قلت : ماكليتي شي ؟.
- مالي نفس .
- ماحبيتي الاكل ؟.
- لا .
- مممم انزين شرايج اييب لج اكل من اي مطعم تبيه ؟.
- لا لا مشكور .
شعرت بيدك تمسك بيدي اثناء سيرنا .. في بداية الامر لامستها بعد ذلك ضمت راحة يدك راحة يدي ... تغللت اصابعك بين اصابعي .. شعرت بدفء يتسرب الى داخل جسدي .. اجمل مايمكن للعاشق ان يشعر به هو ان تحتضن يده يد من يحب ....
قلت لي : احلى شي ان امج وايد تحبني سهلت علي طريق طويل .
قلت بعدم فهم : اي طريق ؟.
- طريق مستقبلنا .
اتسعت ابتسامتي وانا اسمع منك اعترافاً انك تريد ان اصبح زوجتك ومستقبلك ...
سالتني مداعباً : ولا لج راي ثاني ؟.
- هههه لا طبعا .
- امي بعد تحب امج وتحبج وايد .
ابتسمت بخجل ... وبعدها رن هاتفي تأففت انت .. اجبت امي : الو .. هلا يمة .
امي : وينج تعالي .
- اوكيه ياية .
انهيت المكالمة ونظرت لك ... قلت لك : بروح .
- عمرنا ماقعدنا وقت طويل مع بعض .
- نعوضها حبيبي .
- ان شاء الله المهم شفتج .
ابتسمت وهممت بالرحيل ولكنك استوقفتني قائلاً : ويت .
- شنو؟.
مددت يدك لتلتقط يدي .. رفعتها الى شفتيك وقبلتها .. رفعت يدي اليسار الى فمي وكتمت صرختي وفرحتي .. او شئ اكبر من كل ذلك ...
(( لين ))
في قاعة احدى المدارس اقيم الاحتفال لاعلان نتيجة المسابقة حيث كانت في البداية محاضرة عن الكتابة وعن الكتاب في الواقع افادتني كثيراً .. عرفت من خلالها ان الكاتب يحمل مسؤولية كبيرة وانه ان ازداد شهرة وازداد معجبيه ازدادت مسؤولياته .. عليه ان يقدم شئ يفيد مجتمعه وكل كلمة يكتبها يجب ان يحرص عليها لأنها تؤثر بتفكير قرائه ...
وقف المسؤول الذي سيعلن النتيجة ... كنت جالسة بجانب مس اشجان ومنسقة اللغة العربية من مدرستنا ... في الواقع لم افكر بفوز قصتي كان هدفي ان تنال اعجاب مس اشجان فقط ...
قال المسؤول : الان سألعن عن اسماء الكتاب تدريجياً ... لين محمد خالد ... سعاد الحمد ... مريم عبد الله .
نهضت وسرت انا وتلك الفتيات باتجاه منصة المسرح ... نظر لي المسؤول وقال : طبعا قلت الاسامي تدريجيا من المركز الاول لين لثالث ... والفائزة طبعا بتأليف اجمل قصة قصيرة هي لين محمد خالد .
فتحت عيني على وسعها وانا مصدومة !!.. انا ربحت في هذه المسابقة ؟.. قصتي اجمل القصص بين المدراس على مستوى الدولة ؟....
صفق الجميع لي .. نظرت لمس اشجان كانت فخورة بي للغاية .. شعرت وكأنني فعلت انجازاً ... قال المسؤول : ستبدأ المشاركات بقراءة قصصهن واولهن الفائزة لين .. نظر لي وقال : تفضلي .
بدأت اقرأ القصة والجيد انني جيدة جدا في الالقاء ... باختصار كانت القصة تتحدث عن رجل عانى في حياته كثيراً منذ صغره حيث لم يجد الحنان طوال حياته فأصبح قاسيا يحقد على الجميع ... بالمصادفة جبرت الظروف على ان يعيش لفترة مع طفل صغير من خلال هذه الفترة اصبح حنونا وعوض هذا الطفل عن الحنان الذي ُحرم منه طوال حياته .... لذا اسميتها قسوة قلب والنهاية كانت رائعة ...
كرمني المسؤول وكانت الهدية عبارة وسام ذهبي على شكل قلم صغيرة مكتوب عليه افضل كاتب مع شهادة تقدير الى يومنا هذا مازلت احتفظ بها ... كلما شعرت بخيبة امل وفقدت ثقتي في كتاباتي نظرت لها ولأسمي افضل كاتبة ... ابتسمت ومارست الكتابة من جديد ...
في المساء قررت ان اتحفل بهذا النجاح مع من احب وطبعا احب الناس الى قلبي هي همس .. اتصلت بها في تمام الساعة الرابعة عصراً... قلت لها : شرايج نطلع مع بعض نحتفل ؟.
- وين ؟.
- سوق واقف في سيرك ابي احضره .
- تعرفين ابوي مايرضا نروح سوق واقف يقول كله شباب وبعدين مايرضا نطلع بروحنا .
- هففف شلون عيل ؟.
- ممممم انزين بفكر .
- شوفي قولي له بتيين بيتي .
- اوكيه .
- خلاص عيل اشوفج حبي .
في الساعة الخامسة والنصف اتت منزلي وانطلقت انا وهي الى سوق واقف ... عندما ترجلت انا وهي من السيارة امسكت يدي بخوف وقالت : اخاف ابوي يشوفني .
- شدعوة .
- خايفة والله .
- انزين تغشي .
فوضعت الحجاب على وجهها وغطته ... سرنا في السوق معا باتجاه السيرك .. كانت هذه اول مرة ترى همس فيها سيرك .. كانت خيمته كبيرة للغاية ومبهرة كتلك التي نشاهدها في الرسوم المتحركة ...
حجزنا تذاكر حيث كان اقرب عرض في الساعة السابعة الا ربع ... قالت : وين بنروح الحين ؟.
- نتمشى .
- اخاف حد يشوفني .
- شلون بيشوفوج وانتي مغشية !.
- شدراني .. بس خايفة .
قلت لها : اقري وجعلنا من ابين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون .
- هههههههههه استغفر الله .
- شرايج نروح نشتري خبز رقاق وكرك وبيكون العرض ابتدا .
- اوكيه .
اشترينا ( خبز رقاق ) بطعم الجبن واخر بالنوتيلا ... عدنا الى السيرك .. لحسن الحظ مقاعدنا كانت في المقدمة كي نستطيع المشاهدة بوضوح .. كان السيرك ايطاليا .. الحلقة التي في المنتصف ملأوها بالماء حيث بدأت العروض المائية والموسيقى الايطالية .. بعد ذلك عرض لروميو وجولييت .. يليها عروض كويدية واخرى بهلوانية ... كانت العروض رائعة حقا استمتعت انا وهمس في ذاك اليوم ولم ننسى ان نصور بعض الصور ... بالمناسبة ياهمس .. منذ ايام قليلة شغلت ( لاب توبي ) القديم فتحت ملف صورنا حيث لدي ملف بأسمي واسمك صورنا فقط .. رأيتها من بين صورنا وتذكرت .. ابتسمت فتوردت وجنتاي ولكنها بعد ثانية تبللت بدمعة على ذكريات لا يمكن ان تعود ..
ان استمريت بالحديث عن ذكرياتنا فلن انتهي ... يجدر بي العودة للكتابة ...
خرجت انا وهي من السيرك كنا نتحدث عنه ...
اجمل مافي الصديقات ولاسيما الفتيات هي انهن يتحدثن عن شئ رأوه معا ... مثلا هل رأيتي عندما قال لها ... وهي تعلم ان صديقتها رأت لأنها كانت معها ولكنها تعيد الحوار مرة اخرى وصديقتها العزيزة لا تمل ابدا ولا تقول لها كنت معكِ وشاهدته بل تزداد حماساً وتضيف مشاهد اخرى وتضحك وتبكي معها ...
اثناء عودتنا انا وهي في السوق رأينا مدرجا للحفلات .. قالت : وااو خاطري احضر حفلة لمطرب .
- شرايج نحضر ساعة تسع بتبتدي الحفلة .
- لا بنرد بسرعة البيت .
قلت لها وانا افكر بفكرة مجنونة : تعالي معاي .
ابتسمت لأبتسامتي المجنونة وقالت : ههههههههه الله يستر .
اجمل مافيكي في الماضي انكِ كنتي تطاوعيني بجنوني رغم رزانة عقلك .. سرت انا وانتي الى ان وصلنا للبوابة التي تدخلنا على المدرجات ... كان هناك حارس يقف ليمنع دخول اي احد .. بقيت انا وهي نراقبه الى ان انشغل بالحديث مع احدهم .. تسللت انا فتبعتني هي وهي خائفة من جنوني .. استطعنا الدخول للداخل .. كانت مدرجات الجمهور والمسرح بأكمله في الهواء الطلق .. ليست قاعة .. صعدت السلم الحديدي القصير لأصل الى المدرجات .. رايت المسح امامي كان رائعا .. والاضاءة اكثر روعة ... امسكت همس بيدي وقالت : يلا نطلع بتييبين لنا مصيبة .
- شفيج محد بيسويلنا شي .
امسكت بيدها وانا اضحك وقلت : تعالي .
- بتوهقينا .
كان السور الذي يفصل مقاعد الجماهير بالمسرح منخفض المستوى .. رفعت عبائتي وقدمي وقفزت ..
همس : مينونة ههههههههههه .
- ههههههههه يلا صيري مينونة نفسي .
قفزت نفسي واعتليت المسرح وانا افتح ذراعي في الهواء واقول : وااااااااو احساس جميل .
اعتلته خلفي وقالت : خاطري اعرف احساس المطرب لما يغني جي قدام جمهوره .
ابتسمت وقلت : بخليج تجربيه .سرت بسرعة وقفزت عائدة لمقاعد الجمهور ... صعدت السلم للاعلى وجلست على احد المقاعد وقلت بصوت عالي : هووووووووووووووووو همس همس .
ضحكت : ههههههههههههههه مينونة .
ضفقت بحماس : يلا غني غني .
بدأت تغني بصوتها الرقيق : اه منك منقهر .. ولا بقا عندي صبر اااه منك منقهر .. لا تبررلي خطاك مابي اسمع عذر مابي اسمع عذر .. وروح .. وانساني خلاص .. خلاص خلاص وقول .. فرقنا القدر ..
سمعنا صوت يقول : هي انتي شتسوين !!!.
رأيت رجلا يقف من بعيد يبدو انه يعمل هنا .. سارت همس بسرعة وقفزت عائدة لمدرجات الجماهير لتهرب .. نزلت انا السلم بسرعة وجريت خلف همس كي اخرج من البوابة التفت للخوف كي انظر له يسير باتجاهي !!.. ياويلي .. جريت بسرعة ولكنني اصطدمت بعامود بجانب البوابة على جبهتي ووقعت ...
اصدر العامود صوت .. طــــــــــــــن ... سمعت صوت ضحكته ... رفعت رأسي ورأيته يقف بالقرب مني ... عبد الله !!... قلت : شتسوي هني ؟.
- رفيجي يشتغل هني مع تنظيم الحفلات ههههههههههههههه قومي .
نهضت وانا امسك رأسي ..
- اااه يعور .
- هههههههههههههههههههههههه شكلج يضحك .
- ههههههههههه .. شكنتي تسوين معاها ؟.
- كنت ابي اغني .
- ههههههههههههههه من زين صوتج ؟.
- لا والله .
- والله .
- امبيه رفيجتي شردت .
- هههههههههه الحقيها .. وكلميني لما توصلين البيت .
- اوكيه باي ولاتعلم حد .
- هههههه اوكي .
خرجت بسرعة ابحث عنها وجدتها تقف بالقرب من الباب خائفة .. قلت لها : حسبتج شردتي .
- هههههههههههههههههههههه شكلج لما طحتي .
- ههههههههههه حمارة لا تضحكين علي .
- ههههههههههههه الحمد الله العامود ماتكسر .
- مالت عليج ثور الي انصدم فيه شدعوة .
-هههههههههههههه فديتج .
كان هذا اليوم من اجمل ايام حياتي .. صدقيني ان غبتي انتي فلن تغيب هذه الذكرى عن بالي ... لأن هذا اليوم ( بعده على بالي ) ..
باجر اكمل

بعدك على باليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن