(( همس ))
اخرجت فستاني من خزانتي كي اذهب لحفل ميلاد لين ... دخلت اختي مريم غرفتي وجلست على سريري .. قلت لها : مالبستي للحين ؟.
- كنت اكلم بشاير .
- بشاير رفيجتج ؟.
- ايوة .
- شفيها .
- بقولج شي .
ركزت على محلامح وجهها التي كانت لاتبشر خيرا ابدا ... جلست بجانبها على سريري وقلت : شسالفة ؟.
- ممممم بس وعديني انج تهدين .
قلت بقلق : كلامج مايهدي قولي خوفتيني ؟.
- فارس على علاقة ببشاير .
وكأن احدا ضربني على رأسي ... قلت لها وكأنني صماء : شقلتي ؟.
- هي قالت لي تكلمه وراوتني محادثاتهم ع الفيس بوك .
نهضت من مكاني وانا مازلت مصدومة .. دخلت للحمام كعادتي عندما يصدمني شئ او احزن .. جلست على حافة حوض الاستحمام وبدأت ابكي .. يخونني !!.. كان يكذب علي !!..
للأسف ان اقول هذا ولكن طريقتي بالتعبير عن حزني هي طريقة فضيعة ... نهضت من مكاني وفتحت احد الادراج الموجود في زاوية الحمام ... اخرجت موس الحلاقة اخذت منه الشيفرة ورفعت كم قميصي ليظهر وريدي ... بدأت اجرح بمعصمي بطريقة عشوائية ... جروح في كل مكان .. رأيت الدم قد بدأ بالخروج من هذه الجروح ...
هذه هي عادتي منذ ان كنت في العاشرة من عمري ... عندما ضربني ابي لأول مرة لأنني خرجت بدون حجاب ... فعلت هذه العادة لأول مرة ... في المرة الثانية كانت عندما تشاجر معي اخي لأنني اجبت مكاملة على هاتفته فتحدث معي صديقه ...
(( لين ))
الجميع حضر للحفل ... الا همس تأخرت ولكن هذه هي عادتها تصل اخر الحضور كعروس .. كنت ممسكة بهاتفي طوال الوقت الى ان رن .. نظرت لأسم المتصل فأبتسمت عندما ظهر اسمك ..
اجبتك : الو .
- طلعيلي برا .
- شنو ؟.
- ماتبين هدية يوم ميلادج ؟.
- امبيه ههههههه .
- ههههههههه ناطرج .
استأذنت من صديقاتي وارتديت عبائتي وخرجت بسرعة الى الخارج كانت سيارتك تقف جانبا .. سرت باتجاه سيارتك المظللة فتحت الباب وركبت للداخل .. خلعت حجابي كي اريك شعري فأنا ارتدي الحجاب والعباءة لأجل التقاليد ليس لأنني محجبة حقا ...
ابتسمت لي وقلت : تيننين .
ابتسمت لك بخجل وبقيت صامتة ... التفت للخلف واحضرت منه صندوق حجمه متوسط .. قدمته لي وقلت : happy birthday.
وضعت يدي على فمي وقلت بدهشة : واااااااااااااو مشكوور .
- تستاهلين .
فتحت الصندق وانا اقول : بفتحها الحين واشوف شنو يايب لي .
كان بها عطرا ومع العطر ساعة فخمة للغاية ... ابتسمت لك وقلت : مشكووور وايد حلوين .
نظرت للامام وقلت موجها كلامك لي : تعرفين شنو معنى ان الواحد يهدي عطر ؟.
- لا .
- العطر معناه فراق .
بدأ شئ في قلبي يجعلني اخاف .. سيتركني ؟... هل هذا مايعنيه ؟..
صمتك بدا الى اجابة لكل تساؤلاتي .. ولكنني كعادتي لا احكم على احد من مجرد ظنون ... سالتك : شتقصد ؟.
قلت وانت مازلت تنظر امامك : انا عمري ماتعرفت على وحدة بهذي السرعة .. بس كان في سبب فتعارفنا السريع.
- ماني قادرة افهمك !.
- انا كنت مراهن عليج .
بدأ رأسي يدور .. بل العالم من حولي وكل شئ ...
- مراهن علي !.. شتقول ؟.
- انا لما شفتج فتايلند كنت اكلم رفيجي وتراهنت عليج .
- حلو .. وفزت فالرهان .. شاطر .
- لين انا شفت اني مب قادر اكمل اكثر اني اكذب عليج .
- ههههه حلو ضميرك توه صحى !.
- انا مرتبط ... عندي حبيبة .
صرخت : فوق هاي بعد !!.. تخونها وتتراهن وتلعب فمشاعر الناس ... رفعت صوتي اكثر : انت من اساسا ..
صمتك كان يقتل .. انتظرتك ان تقول لي ان هذه كذبة مقلب اي شئ ... اخذت زجاجة العطر وترجلت من السيارة اغلق باب السيارة بقوة ... رميت العطر على الارض بكل ما اتوتيت من طاقة لصطدم بالارض فتتناثر قطعه في كل مكان وينسكب ذاك السائل على الارض .. تحطم كليا كما تحطم قلبي ... دخلت للمنزل والنيران تشتغل بداخل صدري ... صعدت للطابق العلوي مبتعدتا عن صوت الضجيج الذي في الاسفل .. اتصلت بهمس هي الوحيدة التي يمكن ان تجعلني اهدأ .. هي الوحيدة التي ستشعر بما اشعر لأنها صديقتي ... هي الوحيدة التي عندما تحتضنني اشعر بالامان في حضنها ...
بالمناسبة وبعيدا عن احداث الرواية فقد اشتقت لحضنك ... اشتقت لرائحتك التي تعلق في ثيابي .. رائحة عطرك مميزة وكأنها صنعت خصيصا لك وحدك .. اعلم انك مررتي بلحظات عصيبة بعد ان افترقنا صدقيني انا ايضا ... احيانا كنت احتاجك .. واحيانا كنت اسمعك تواسيني ..
عذرا عن المقاطعة ... لنكمل الرواية ...
اتصلت بها مرارا وتكرارا ولكن هاتفها كان مغلق .. اتصلت بأختها مريم ...
اجابتني : هلا لين .
- وين همس ماترد ع فونها ؟.
- تعبانة شوي .
- شفيها ؟.
- مسكرة عليها غرفتها ماتبي تكلم حد .
- صاير معاها شي ؟.
- صراحة ايوة .
وبدأت باخباري بكل ماحدث ... انهيت المكالمة على الفور واستأذنت من امي بحجة ان سائق همس غير موجود ليحضرها لحفلي ..
وصلت لمنزلها كنت طوال الطريق خائفة عليها اعلم ماقد تفعله ان شعرت بالحزن ...
ملاحظة لكي ... كل مرة كنتي تتلاعبين بها في حياتك .. عندما جرحتي يديك وحاولتي الانتحار مرارا وتكرارا كنتي تقتليني مع كل محاولة .. المشكلة انك كنتي تفعلين هذا من اجله ولم تفكري لثانية واحدة بي !.. ماذا قد يحدث ان نجحت احدى محاولاتك ؟.. الم تفكري بمشاعري ؟.. بأنني سابقى وحيدة ؟... ان سامحك الله على ايذائك لنفسك فلن افعل انا على انانيتك ...
فتحت لي الخادمة الباب دخلت بسرعة فالتقيت بمريم اختها ... سارت معي باتجاه غرفتها وهي تسألني قائلة : شفيج !.
- همس ميونة وممكن تسوي بروحها شي .
طرقت باب غرفتها فلم تجبني ... رفعت صوتي : همس ... بطلي الباب ... همس!!.. بطليها ... همس.
مر اخوها حيث كان خارجا للتو من غرفته رأنا نقف عند باب غرفتها سال مريم اخته : شفيها همس .
مريم : متهاوشة مع لين وماتبي تكلمها .
قال بعدم اهتمام : اها .. واكمل طريقه ... طرقت مرة اخرى بقوة : همس .. بطليها امانة ... حبيبتي ...
سمعت صوت قفل الباب يتحرك ... فارتحت قليلا .. فتحت لي الباب حيث كانت تشعر بالدوار وتستند على الطاولة التي بجانب الباب ... اسندتها علي بسرعة وانا اقول لها : شمسوية بروحج مينونة ؟.
اجلستها على السرير واخذت معصمها لأتفحصه .. رايته ملطخ بالدماء .. انصدمت اختها ولكنني تداركت الموقف وقلت : بدون مايحس فيج حد ييبي شاش ومعقم جروح .
سارت مريم تخرج بسرعة من الغرفة .. نهضت انا خلفها لأغلق الباب .. اخذت العديد من المناديل الورقية وبدأت امسح الدم لحسن الحظ انها لم تنزف كثيرا ..
قلت لها بخوف : مينونة انتي ؟... مب صاحية .
احتضنتني بقوة وبدأت تبكي وهي في حضني .. رفعت يدي وبدأت امسح على شعرها ...
- معلية حياتي ... اشششششششش .. تبين تموتين وتهديني !.
- يخوني .
- مايستاهل .. اششششش اهدي الحين .
دخلت اختها وهي تحمل اللوازم الطبية ... عقمت لها الجروح ومن ثم وضعت له لاصق طبي عليه ...
انهضتها انا واختها وسرنا بها الى الحمام ... فتحت الصنبور واخذت الماء بيدي وبدأت اغسل وجهها .. كانت دموعها اغزر من المياة نفسه .. مع كل دمعة كنت اتألم اكثر لألمها ... خرجنا من الحمام وجلست بجانبها على السرير ... مسحت دموعها ونظرت الي قائلة : هديتي حفلتج ؟.
- ايوة .
- عشاني .
- اقول جب جب مب وقت عشاني ومادري شنو ... اهدي .
احتضنتني بقوة : اووه حبيبتي احبج .
- انتي لو مكاني تسوين اكثر بعد .
ابتعدت عني واخذت منديل من العبلة وبدأت تبكي قائلة : خاين خاين اهئ .
تذكرت ماحدث مع عبد الله واخذت منديلا وبدأت ابكي معها : كلهم جذي الريايل مايستاهلون .
مسحت انفها وقالت : شفيج انتي بعد ؟.
- عبد الله طلع متراهن علي مع رفيجه وبعد عنده حبيبي اهئ اهئ .
مسدت على ذراعي وقالت : حبيبتي مايستاهل اهدي .
مسحت دموعي وقلت لها بدهشة : الحين كنت اهدي فيج صرتي تهدين فيني .
انفجرت انا وهي ضاحكتان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.
من اجل صديق مقرب قد ننسى همومنا .. من اجل من نحب نتناسى اوجاعنا لنسعدهم .. نترك شكوانا جانبا عندما نستمع لشواكهم .. بدلا من ان نفكر في حل لمشاكلنا يصبح همنا الوحيد هو ان نحل مشاكلهم ... عن الصداقة اتحدث ..
(( همس ))
في اليوم التالي كان يوم الجمعة وكعادتنا في كل جمعة نذهب لحديقة البدع مع افراد العائلة خالاتي وصديقات والدتي .. مررنا على بيت لين لتأتي معنا فلا يوجد متعة في الذهاب لمكان دون ان تتواجد هي فيه ... ارتديت النظارات الشمسية بالرغم من ان الشمس لم تكن ساطعة .. اردت ان اخفي تورم عيني عن الجميع .. عندما وصلنا لبيت لين ركبت هي في الخلف بجانبي .. ابتسمت لي وانا اعلم ان ابتسماتها هي تعبير عن المها ليس لسعادتها كما يراها الجميع ... في اشد اوقاتها تضحك وتمزح وتحاول ان تلطف الجو ولا تجعل احدا يرى المها ... سحبت احد اطراف السماعات التي كنت ارتديها في اذني ووضعتها في اذنها اليسار ووضعت رأسها على كتفي ... امسكت بيدي اليمين يدها اليسار وبدأنا نحدق في الطريق .. ونحن نستمع لأغنية اصالة شموخ عزي .. رغم انها لا تحب اغاني اصالة ولكنها بدأت تسمعها معي ...
كم تناسينا خطاك مايهمك وشيصير .. بعت قلبي الي عطاك .. صدق ماعندك ضمير ..
كافي ما جا منك كافي .. بان لي ماكان خافي .. شموخ عزي واحساسي يسوى كوني ومداره .... يسوى كوني ومداره ..
وصلنا الى الحديقة .. بدأ الجميع بألاكل الا انا اما لين كانت تأكل لأنها عندما تحزن تأكل ... ممم ليس عندما تحزن بل عندما تفرح .. عندما تخاف .. عندما تقلق .. في جميع الاوقات تأكل ..
نهضت انا وهي نتجول في الحديقة انتهى بنا المطاف للجلوس على المدرج الكبير الدائري ... اثناء جلوسنا هنا سمعت صوته خلفي يقول بهدوء : همس .
التفت بصدمة لأراه !!.. مالذي يفعله هنا ؟... قال لي : ممكن نتكلم شوي .
نظرت للين نهضت وقالت : انا بكون قريبة عليكم عشان محد يشك .
- اوكيه .
نزلت على الدرج من المدرجات لتقف بعيدا ... جلست انت بجانبي وقلت لي معاتبا : شحقه ماتردين علي ؟.
نظرت للامام وقلت لك : لأني عرفتك ع حقيقتك .
- شتقولين !.
- انت تكلم بشاير .. تلعب فيني.
- بشاير !!.
نظرت لك وقلت بعصبية : ايوة حبيبتك .
- اي حبيبتي بس جي كلمتني كم مرة ع الفيس بوك وبس صديقة لا اكثر ولا اقل .
- ههه تحسبني بصدقك .
امسكت بيدي ونظرت لعيني قائلا: لازم تصدقيني .. لأني ماحب غيرج .. احبج انتي بس .
بقيت صامتة .. وضعت يدي على قلبك وقلت لي : قلبي مستحيل يدق لغيرج ..مع كل دقة يزيد فيها حبي لج .
نزلت دمعة من عيني وانا اراك تقول لي هذا الكلام .. كلماتك مازالت محفورة في ذاكرتي .. بل في قلبي الى الان ...
قلت لك : وانا بعد وايد احبك .
مددت يدك في جيبك واخرجت شيئا منه .. فتحت يدك كان في راحة يدك خاتم رجالي مصنوع من الفضة .. اخذته منك وقلت لك : حلو وايد .
- هاي مالي بس ابيج تلبسيه .
امسكت بيدي اليمنى وضعته في اصبعي الخنصر .. قلت لي : ياويلج لو فصختيه فيوم .
- مستحيل .
رفعت يدي لشفتاك فقبلت اصابعي برقة .. كأنني ملكت العالم كله .. لأنك انت العالم بأسره ..
(( لين ))
بعد ان رحل فارس سرت باتجاه همس كانت مازالت هائمة تنظر له وهو يغادر ..
وقفت بقربها وقلت : خلاص ياخي ذبت معاكم .
رفعت رأسها ورأتني ضحكت : ههههههه احبه احبه .
- الله يخليكم لبعض .
نهضت وخرجنا انا وهي من المدرج حيث بدأنا نسير فوق الحشائش الخضراء كانت عبارة عن مرتفعات ومنخفضات تطل على مسرح قطر الوطني حيث لا يفصل بينهما سوى شارع ... فتحت ذراعيها وهي تقول : مستــــــــــــــــــــــــانسة .
احتضنتها وقلت : دوووم .
- خاطري اغني .
- يلا .
- هههههههههه مينونة ع طول تقولين يلا .
- ايوة يلا بغني معاج .
اخرجت هاتفها من حقيبتها وقالت : بصور فيديو .
- يلا بغني .
- هههههههههههه ون تو اكشن .
بدأت اغني بطريقة غبية : كن منصفا يا سيدي القاضي ...
ضحكت هي وقالت : اقول مستانسة تغنين هالاغنية .
- انتي وحبيبج الكئيب جي جوكم .
- انزين كملي .
- ذنبي انا رجل له ماضي تيراراررا .
- هههههههههههههههه شحقه تخشنين صوتج .
- صوت ريال بعد شتبين .
- بالنسبة ليدج ؟.
- كاظم يسوي جي .
- هههههههههههههههههههههه .
- يلا دورج انتي اسماء المنور .
بدأت هي تغني بصوتها الرقيق : كن منصفا يا سيدي القاضي تخونني لغتي والفاضي .
لحنت انا : تيرارارا .
- ههههههههههه شحقه تهزين الفون جي ؟.
- اثارة ههههههههه .
قالت بحماس : تعالي تعالي بصورج فالمقطع الي يوقف كاظم فيه فنص الشارع ويرفع يده .
- اي واحد ؟.
- لما يقول كن منصفا تررارارا جي والكيمرا تييه من فوق وحركات .
- ههههههههههه اوكيه بسويلج الحين فيديو كليب .
- ههههههههههه يلا .
وقفت في المنتصف في الحديقة وفتحت ذراعي وانا اقول : كن منصفا يا سيدي القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأضي .
بدأت هي تدور حول وتصورني وانا اقول لها : يلا عاد نفسي انقطع .
- ههههههههههههههههه كملي كملي .
- ههههههههههه اكمل شنو الناس كلها تقول شهالهبلة ؟.
- ههههههههههههههههههههه ... تينين .
بالمناسبة مازال هذا المقطع موجودا في جهازي الحاسوب .. عندما اراه ابدأ بالضحك والبكاء في ذات الوقت ... اتذكر جنوننا ... كنا لا نبالي لشئ لا نحسب حساب احدا .. ولا نكترث .. كنا نحزن ولكن حزننا لا يدوم لأن روحنا الظريفة ومحاولتنا لعيش الحياة بكل لحظاتها كان اكبر من ذلك الحزن ... ربما كبرنا او رأينا الحياة جيدا ووجودنا انها لاتستحق لنعيش لحظاتها .. شئ تغير ومن المحال ان يعود .. سواء ضحكاتنا تلك او انا وانتي الان ... شئ اختلف .
مر شهران على فراقي انا وعبد الله .. كعادتي حاولت ان اقنع نفسي ان عبد الله كان وهما في حياتي وانني على مايرام ... تناسيت ولكنني لم انسى ولكما تذكرت علمت ان انني كنت اضحك على نفسي بكلمة نسيت ...
ذهب والداي الى السعودية لأداء العمرة في طريق البر كالعادة فكانت فرصة رائعة لأقناعهما في المبيت عند همس ... كانت فرحة همس لا توصف لأنني سأنام معها على ذات السرير ... طوال الليل لم ننم بقينا نتحدث الى ان سمعنا صوت المؤذن وهو يدعو الناس ليصلوا الفجر ... كانت اجمل ليلة واعلم انك لم تنسيها بعد كما لم انسها انا .. فتحت عيني في الصباح على قبلة طبعتها على وجنتي .. بأختصار قصتي انا وانتي اجمل من اي قصة لعشاق لأن صداقتنا والعلاقة التي ربطتنا كانت اقوى من الاخوة حتى ... اهتمامك بي وتعلقي بك كان خياليا ربما لأنه كان خياليا لم يستمر .. لأننا نعيش في واقع والواقع لا يقبل بمنافس غيره ... ابتسمت وفتحت عيني قلتي لي بصوتك الناعم : صباح الخير .
- صباح النور .
جلست قليلا فوجدتك تحملين صينية الفطور من على الطاولة ووضعتيها على حضني .. كانت رائعة بل مثالية اضافة الى تلك الوردة التي وضعتها ... لم يفعل احد من اجلي كل هذا ولم يهتم بي احد مثل اهتمامك ولم يحرمني احد من الاهتمام اكثر منك الان ... وان كنتي تقرأين هذه الرواية الان فيجب ان تعلمي انني اشتقت اليك كما كنتي سابقا واشتقت لأهتمامك ... ولأنني تغيرت الان فلن تسمعيني اقولها لك ابدا ربما ستجدين كل ما بداخلي في كتاباتي ... لأنك كنتي حاضرة في كل رواية كتبتها ... وليتك قرأتي ماكتبت .. وليت ليت تنفعني ...
طرقت الخادمة باب غرفتك ونحن نتناول الفطور .. دخلت وقالت : ماما في مدام تهت يقول انه خالة مال انت .
نظرت لهمس وقلت : خالتي فطوم يات تاخذني غارت لأني نمت عندج .
- هههههههههه قوليلها تتمين عندي بعد .
- اوكيه .
نزلت انا وهمس للطابق السفلي دخلنا لغرفة الضيوف كانت والدة همس تجلس مع خالتي التي لم تكن بخير ... نظرت لها وقلت : معصبة لأني نمت عند همس .
اقتربت مني واحتضنتني فجأة بدأت بالبكاء بقوة ... وهي تقول : حبيبتي اهئ اهئ .
قلت لها : فطوم شفيج ؟.
قالت والدة همس وهي تبكي : عظم الله اجرج بنتي .
نظرت لها بصدمة وقلت : شسالفة خالتي من مات ؟.
ابتعدت عني خالتي وهي تلتقط انفاسها قائلة : هالة وابوج ماتوا حادث في الطريق وهم مسافرين اهئ اهئ .
بقيت انظر لها بصدمة .. دفعتها لأبعدها عني والتفت لأرى همس المصدومة .. قلت لها : همس شتقول ؟.. شيقولون ؟.
اقتربت مني واحتضنتني ... لم استوعب ماحدث .. مهلا مالذي تقولونه ؟.. امي هل يقصدون امي ؟.. وابي ... هل هذا عقاب من خالتي لأنني رفضت ان انام عندها ؟... هل هذه مزحة ؟.. فجأة رؤيتي اصبحت سوداء .. فسقطت على الارض ...
(( همس ))
كان وجهها شاحبا لا يليق بها الحزن .. لا يليق بها المرض والتعب .. كان الاصعب من وفاة والديها هي ان يتم دفنهما وهي في المشفى حتى انها لم تحضر جنازتهما ... كالاميرة النائمة هي .. نائمة منذ عشرة ايام كلما استيقظت بدأت بالصراخ والبكاء فيعطيها الطبيب مهدئ يجعلها تعود للنوم ... يدها الصغيرة الناعمة يتخللها تلك الابرة الموصولة بانبوب بلاستيكي نهايته محلول يقطر .. انفها احمر وحتى جفنها وهي نائمة احمر ايضا ... الوم نفسي عندما طلبت مني والدتي بالبقاء معها في يوم الدفن ... ليتني ذهبت وودعتهما بالنيابة عنها .. الذنب يقتلني .. اصعب شئ يمكن للصديق ان يشعر به هو رؤية اعز اصدقائه يتألم وليس بيده ان يفعل شيئا من اجله ... ليتني استطيع استئصال حزنك ووضعه بداخلي .. ياصديقتي لا يليق بك الحزن فوجهك الجميل الطفولي هو مصدر بهجة للجميع بابتسامتك ... انهضي يا صديقتي وتحدثي معي .. اشتقت لثرثرتك ولجنونك .. اعلم ان ماحدث لن يجعلك تعودين كما كنتي في السابق ولكنك قوية انتي الهامي دائما في هذه الحياة فانهضي والهميني ... اود ان اخبرك اشياء عديدة .. فقد نسيتي معطفك عندي كالعادة .. اشياء عديدة تنسيها في منزلي وتتركيها لسنوات احيانا دون السؤال عنها ... فوضوية انتي اشتقت لفوضويتك .. نسيت ان اخبرك انني اشتريت ( الجلاتين ) الذي تحبينه هيا انهضي قبل ان تأكله ابنة خالتي الصغيرة كما تفعل بالعادة ... ايضا خلال هذه العشرة ايام طرح تامر حسني اغنية جديدة ولكنك لم تكوني اول من يسمعها ... قرأت القران كثيرا بالقرب منكي اخاف ان لا يعجبك صوتي في التلاوة ولكنني اعلم انك تحبين صوتي ... دعوت الله ان يمدك بالصبر ..
وكما يقال دوما ان كثرة الالم تجعلنا نفقد الشعور به .. بعد ان افاقت مما فيه وقد مضى اسبوعان .. ذهبت لبيت خالتها كنت معها طوال الوقت لم اتركها ... يؤسفي ان اراكي ترتدي الاسود ... فأنا اعارض احلام مستغانمي .. لأن الاسود هذه المرة لا يليق بك ...
(( لين ))
كلما قلنا ان الحياة قاسية من خلال حدث يحدث لنا تخبرنا من خلاله انها يمكن ان تكون اقسى ... لا يوجد حدود لقساوة هذه الحياة فهي مطلقة ..
احيانا يظن البعض ظنا ان حدث شئ قد يموتون قد ينهارون اشياء كثيرة يفرضونها ولكن عندما تحدث يتفاجئون انه حدث العكس ... في لحظة معينة يرانا البعض اننا منهارين ولكن نكون نحن اقوى ... هي طاقة يمدنا الله بها عندما تصيبنا مصيبة .. شئ لا يمكنني تفسيره ولكن هذا الشئ يجعلني اصبر شئ يجعلني قوية ومستمرة ... طوال حياتي كرهت هذه الصفة بي وهي انني لا احزن لفترة طويلة ... بسرعة يمكنني ان اتعايش واضحك .. كرهت هذه الصفة عندما كنت صغيرة لأنها منعتني من تمثيل دور ( الزعلانة ) عندما يرفض والداي شيئا فأعود بسرعة لطبيعتي واضحك معهما واقبلهما ... ولكن من خلال هذه التجربة اراني الله ان هذه الصفة هي نعمة منحني اياها لأنني تخطيت ماحدث ... وهذا مايجب القيام به .. من يسمع كلامي قد يقول انني مجنونة او انني عديمة الاحساس لأنني استطعت ان انهض بعد ان توفي والداي ولكنه شعور لا يعلمه احد سوى الله .. هي طاقة منه حتى انا ليس لدي تفسير لها .. ولحسن الحظ اننا مسلمون ونعلم ان الحياة لن تستمر وان في يوم من الايام سنقابل كل من فارقت روحه هذه الحياة ... فعلا استطيع القول الان الحمد الله على نعمة الاسلام .. كل شئ يجب ان يمضي .. فترات الحزن تمضي ...
وها قد مضى ثلاثة اشهر على وفاتهما ... ومضت الايام ...
(( همس ))
ان كنت سأتحدت عن اكبر عيوب مجتمعي فهو انه دائما لا يمنح المرأة الحق بالدفاع عن نفسها .. كان هناك شاب يطارد اختي مريم حاول مرارا وتكرارا للوصول اليها ولكنها لم تمنحه فرصة لأنها لا تحبه ولا يعجبها ببساطة ... كنا في احد المطاعم لأول مرة مجتمعين كعائلة انا وامي وابي ومريم واخي سلطان ... لاحظت مريم وجود ذاك الشاب فارتبكت ... ولكنه لم يفعل شئ وغادر .. نهض سلطان للذهاب للحمام وعندما ذهب لهناك صادفه ذاك الشاب فقال له : ابو الشباب ممكن خدمة ؟.
قال له سلطان : امر ؟.
- مايامر عليك ظالم .. في بنت قاعدة على طاولة من الطاولات ابيك تقولها شئ .
- ههه شلون اقول لها وبعدين ليه ماتروح انت ؟.
- هذي حبيبتي ومطقعتلي لانها تغار وايد ... اسمها مريم .
اخي صدم !.. ذاك الشاب كان يريد ذلك .. بالطبع تشاجر معه وحدثت مشكلة كبيرة في المطعم .. انتهت به وهو يجرني انا ومريم وابي والجميع للمنزل ...
وصلنا الى المنزل وانا ومريم طوال الطريق كنا ندعوالله ان يساعدنا ... وقف اخي امامها وهو يصرخ : فضحتينا .
وابي بدأ يصرخ عليها وايضا وبسبب صراخهم لم تتمكن من نطق حرف في الدفاع عن نفسها ... فنطقت انا قائلة : هي مالها شغل هو كان يروح وراها فأي مكان بس هي ماكانت تعطيه ويه .
صفعني ابي قائلا : بس ولا كلمة انتي الثانية يمكن تطلعين نفسها بعد وتكلمين واحد بعد .
جر اخي حقيبتي وحقيبتها منا واخذ هواتفنا وكرسها امامنا ... اكره مجتمعي واكره تخلفه واكره هذا العالم الظالم بأسره ...
(( لين ))
كنت في بيت خالتي بقيت فيه بعد وفاة والداي .. كنت اثرثر معها عندما دخل زوج خالتي الثانية جواهر وقال لنا : لين انزلي ولد عمج ياه .
عقدت حاجبي وقلت : ولد عمي !.
قالت خالتي جواهر : شفيج لينوه عمج محمد الله يرحمه .
- اني عمري ماشفته ولا شفت عياله .
قال زوج جواهر : هو الريال ماقصر ياه هو واخوه وكلهم في العزة بس انتي كنتي فالمستشفى .
- انزين بنزله .
قد اخبرتكم من قبل ان عمي قد تزوج بامرأة امريكية ولهذا خاصمه والدي ... ارتديت عبائتي ووضعت الحجاب كالعادة على رأسي باهمال ونزلت للطابق السفلي .. دخلت غرفة الضيوف مع زوج خالتي قلت : السلام عليكم .
نهض هو قائلا : عليكم السلام .
رفعت رأسي ونظرت له !!... عبد الله !!!!!!!!
ستوووووووووووووووووب سأدع عبد الله هو من يروي لكم قليلا اعود لكم لاحقا ... كما يقولون فاصل ونواصل ..
(( عبد الله ))
بعد اول لقاء لي بلين في بانكوك كنت بالمصادفة اتحدث مع صديقي يوسف عبر الهاتف ... قلت له : من شوي في بنت خليجية حسبتي اجنبي وقعدت تهذر بكلام فاضي عني .
- هههههههههههههه خف عليا يالاجنبي .
- عشان تعرف رفيجك مزيون .
- لا لا تلاقيها شافتك تتكلم كلمتين انجليزي انخدعت .
- ههههههه احسن منك وانت بس باليس والنو .
- اللغة شئ والجمال شئ ثاني ... يعني الحين انا ماعرف ولا لغة ومعلق البنات فيني .
- انا تكفيني حبيبتي وبس .
- اضحك على روحك بهالكلام ... اتحداك .
- ع وشو ؟.
- البنت الي تقول عنها .
- شفيها ؟.
- تخليها تحبك .
- هههههههههه مينون شحقه اسوي جي مع بنت لا بيها ولا اعرفها .
- معناها خايف .
- ماخاف انا .
- عيل نتراهن .
- مممم اوكيه .
- ع وشو ؟.
- انك تبطل خرابيطك .
- ههههههه موافقك .
- خلاص في ظرف كم شهر ... هفففف رجعتني لأيام مراهقتي .
- انت مراهق بس مسوي روحك ريال .
- ههههههههههههه انت بزر .
- ههههههههههه .
وهكذا تعرفت على لين ولكنني حقا لم اكن اعرف انها ابنة عمي ... حتى انني عندما تركتها تركتها لأنني لا اريد ان اجرحها اكثر من ذلك بالاضافة الا بدأت اشعر بالذنب تجاه سحر حبيبتي التي بسبب لين انشغلت عنها فترة ... تداركت الموضوع وابتعدت عنها قبل ان تشعربشئ ...
قبل ثلاثة اشهر وصلنا خبر وفاة عمي .. عمي الذي تخلى عن ابي لأنه تزوج امرأة اجنبية ... كانت الصدمة عندما ذهبنا لمنزل عمي رأيت العنوان كان منزل لين !!!... بدأت اتذكر عندما صورت لي شهادة التقدير عندما ربحت في مسابقة اجمل قصة قصيرة .. لم انتبه لأسم والدها ولا عائلتها !!..
الفتاة التي راهنت عليها وتلاعبت بها هي نفسها ابنة عمي !!... هل تحققت مقولة كما تدين تدان وان من يتلاعب بأعراض الناس سيتلاعب الناس بأعراضه ؟...
ونرجع من الفاصل وبكملكم انا ....
(( لين ))
وقفت مصدومة امامه !.. ولكنه لم يكن كذلك بل كان طبيعيا .. اشار الي زوج خالتي قائلا : اقعدي لين .
جلست وانا مازلت لا استوعب ماحدث ... قال هو : عظم الله اجرج .
كنت ارغب ان تعلم بما حدث كي تشعر بالذنب كي يتحرك قلبك قليلا تجاهي .. من خلال الاشهر القليلة التي عرفتك خلالها لم استطع امتلاك مكانة في قلبك ؟.. مكان صغير يجعلك تعزيني لما حدث لي وتعوضني !...
قلت بصوت منخفض : اجرنا واجرك .
قال عبد الله : بحكم انج للحين صغيرة وانا الوحيدالي بقى من العايلة ... صرت انا الواصي عليج .
نهضت من مكاني وانا مصدومة : شنوووووووو !... شلون؟.
قال زوج خالتي : اهدي لين .. المحكمة حكمت له لين تتمين 18 سنة .
قلت برفض : مستحيل مابي .
نهض من مكانه وقال لي : ابيج تجهزين روحج عشان تيين عندنا .
قلت بفضاضة : هيييي وين ايي عندكم خير ؟.
سار باتجاهي الى ان توقف امامي .. قال : الخير بويهج .. نظر لزوج خالتي وقال له : شوفها متى تجهز وانا من اليوم بجهزلها غرفتها في بيتنا .
- مستحيل اسكن معاك .
نظر لي ببرود وقال : ماتسكنين معاي .. مع هلي .
سار زوج خالتي كي يرافقه للخارج .. بقيت اقف في مكاني مصدومة .. كم اردت ان تقابل عائلتي وكم اردت ان تتعرف على عائلتي ولكنني لم ارغب بك ان تكون احد افراد عائلتي ...