2- دعوة للغداء

73 8 37
                                    

لمحها هوسوك،
و هي تنتظر الحافلة،
فأسرع نحو محطة الانتظار،
و قد اجمع أمره علي أن يغالب خجله،
و لم يكد يصل إليها،
حتي قال:

-آنسة .. أتسمحين لي أن أوصلك الي الجهة التي تقصدينها؟

- شكراً لك .. سأنتظر الحافلة،
فهي لن تلبث أن تصل،
بعد خمس دقائق.

- و ما الداعي للانتظار؟!
أن لديّ سيارة صغيرة،
تقف الي جوار الرصيف المقابل،
و لست مشغولاً،
و يمكنني أن أوصلك الي أي مكان.

رمقته بنظرة حادة، قائلة:

- و ما الداعي لكل هذا؟
قلت لك أنني سأنتظر الحافلة.

- أرجو ألا تكوني قد اسأتِ فهمي،
فالأمر ليس إلا دعوة من مواطن لكِ،
يحاول من خلالها أن يجنبك مشقة الانتظار،
و عناء المواصلات،
و ان يحظي لعدة دقائق برفقة مواطنة من بلده،
في هذه المدينة، الي لا يعرفه فيها أحد.

لانت أساريرها، و هي تقول:

- لا عليك
فالمواصلات هنا ليست بالعناء الذي تتصوره،
و علي كل، فسألبي دعوتك،
ما دام الأمر يهمك الي هذا الحد،
و ما دمت توجهها علي هذا النحو المهذب.

خامره شعور بالرضى و الارتياح؛
لأنها وافقت علي دعوته لها،
مما شجعه في أثناء قيادته سيارته،
علي ان يدعوها لمشاطرته طعام الغداء،
فقال و هو يشير إلي الطريق المؤدي الي منزلها:

- أتعرفين مطعماً مناسباً،
يمكنني أن أتناول فيه الغداء، بأسعار معقولة؟

إجابته دون اكتراث:

- هناك مطعم صغير،
علي بعد خطوات من المقهى الذي اعمل فيه،
يدعي مطعم 'فروشيا' اظن ان أسعاره تناسبك.

غمغم،و هو يتطلع الي الطريق في ارتباك، دون ان يدير وجهه اليها:

-أتقبلين ان أدعوك الي هناك؟

أجابته في نبرات غاضبة:

-لا أعتقد أني سأقبل أية دعوات اضافية، يكفي قبولي مشاركتك سيارتك.

قال دون ان يلتفت اليها:

-لماذا؟... ألانك لا تجدينني وسيما جذابا؟...أم أنني لست جديرا بأن أحوز اهتمام فتاة مثلك؟

ظلت صامتة عدة ثوان،و قد اعترتها الدهشة لسؤاله الغريب،
و تلك المسحة من الحزن، التي ارتسمت علي ملامحه،
و امتزجت بصوته و هو يلقيه،
ثم قالت و قد اختفت تلك النبرات الغاضبة من صوتها:

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now