Love's Meeting || JHS

10-سر من الماضي

سارا متجاورين،
بين أشجار و ازهار الحديقة،
التي شهدت خفقات قلبيهما الاولى

و هي تقص عليه سرها..
سرها التي حرصت علي إخفاء
لوعته و شجونه بين ضلوعها،
طيلة السنوات الماضية..

و قالت:

- لم أكن أنوي أبداً أن أصارحك،
و لكن ذلك أصبح حتمياً،
و حتي لو بدل مشاعرك نحوي.

كان صوتها مضطرباً،
و كلماتها متعثرة،
و هي تسبح بوجهها عنه، مستطردة:

- هوسوك..
انني امرأة مطلقة.

علي الرغم من وقع
المفاجأة في نفسه،
إلا أنه بدأ بارداً متبلداً

و قد أجاب هذا سؤاله السابق لها،
عن وجود آخر في حياتها،
و انتظرت هي طويلاً أن ينطق بشيء ما،
فلما طال صمته،
تابعت في شحوب:

- كان زميلاً لي في الجامعة..
تعارفنا
و انغمسنا في حب جارف
و أردنا أن نتحدى به العالم

و رفضت أسرته و اسرتي زواجنا،
و نحن بعد علي أعتاب الحياة،
و نفتقر الي المال،
و الموارد المالية،
و لقد تحديّنا الجميع

و عرض علي تشين أن نتزوج،
و نسافر الي ايطاليا،
حيث وعده صديق له
هنا بمعاونته علي الحصول
علي عمل هنا في روما

و كنت حينذاك صغيرة السن،
تداعبني احلام الحب الوردية،
و كان هو أول انسان يقتحم حياتي و قلبي،
فانسقت وراء وعوده

و ظننت أن الحب سيعوضني عن كل شيء..
عن الأهل و الأصدقاء و المستقبل المجهول..
عن كل ما لا يعجبني فيه..
و أُصر علي تجاهله، و التغاضي عنه..

و تزوجنا
و سافرنا الي ايطاليا،
علي الرغم من إرادة الجميع،
و بعد صراع و شقاء في الغربة،
نجح في العثور علي عمل بسيط،
في محل بسيط لبيع الزهور..

كنا نأكل وجبة واحدة يومياً،
كي يكفينا راتبه الضئيل،
و حاولت بدوري العثور علي عمل،
و لكنني لم أفلح..

و لست أنكر أنني
قد عشت معه الثلاثة
الشهور الاولى من زواجنا،
في سعادة و وئام،
هان أمامهما كل ما نلاقيه
من متاعب و صعاب و هموم

إلي أن بدأ يتحول الي مخلوق آخر،
غير ذلك الذي عرفته و تزوجته..
مخلوق لاهٍ عابث،
يطارد الفتيات،
و ينغمس في حياة الرذيلة و المجون..