3- خواطر متضاربة

63 8 15
                                    

تألقت ملامحها بابتسامة،
و هي تأكل البيتزا في سرعة و نهم،
ثم لم تلبث ابتسامتها أن اكتست بالخجل،
و توقفت عن التهام البيتزا،
حينما لاحظت أن هوسوك يراقبها في اهتمام،
فقد أضاءت تلك الابتسامة الحقيقية،
الخالية من التكليف، وجهها،
و أضفت عليه إشراقا و حيوية و جمالا، و هي تسأله:

-لم لا تأكل؟

- البيتزا ساخنة جدا!

- إنها لا تؤكل إلا هكذا.

-و لكنني لم أعتد أن أتناول الأطعمة ساخنة الي هذا الحد.

و قضم قطعة صغيرة من البيتزا، ثم عاد يسألها:

-أيضايقك أن أسألك عن سبب وجودك في روما،
و عملك في تلك الكفيتيريا؟

صمتت قليلا،
و عادت تلك النظرة الحزينة الي عينيها،
قبل أن تجيبه:

-إنني هنا منذ ثلاثة أعوام،
و لا تسألني عن السبب،
فهو سبب شخصيّ،
لست أرغب بذكره،
أما عن عملي في الكافيتريا،
فهذا العمل الوحيد الذي كان متاحا.

و حدّقت في عينيه،
محاولة في طرد نظرة الحزن من عينيها،
و هي تستطرد:

- و ماذا عنك؟ لماذا جئت لإيطاليا؟

لاح الي جلال ألا يخبرها بالحقيقة،
ربما لأنه ودّ أن يختبر مشاعرها الحقيقية،
في غيبة تلك الهالة المادية،
التي تغري الأخريات بتمثيل العواطف و المشاعر معه،
دون أساس من الصحة، فقال:

- أنني مهندس ميكانيكي،
جئت للعمل في أحدي المصانع،
بعد أن عاونني صديق- عن طريق احدي معارفه الإيطاليين- في العثور علي عمل.

- هل تسلمت العمل في المصنع؟

-إنني هنا منذ أربعة أيام فقط،
و لقد حصلت علي وعد بتسلمه بعد أسبوع.

- أرجو أن يكون صاحب العمل صادقا معك.

ثم عادت تستدرك، كأنما تذكرت أمرا هاما:

- و لكنك ترتدي حلة أنيقة،
و تمتلك سيارة فاخرة،
فما حاجتك للبحث عن عمل هنا،
مادامت أحوالك رائجة في كوريا؟

- لا تجعلي حلة أنيقة تخدعك،
فلقد دفعت في هذه الملابس مرتب شهرين كاملين،
من عملي في كوريا،
أما عن السيارة، فهي تخص صديقي،
و أنا أتعهدها لحين عودته من فرنسا،
فهو هناك لقضاء بعض الأعمال.

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now