8- الهروب من النفس

44 6 9
                                    

أخذ هوسوك يذرع حجرته جيئةً و ذهاباً،
و هو يشعر بضيق بالغ،
و تصور أنه لو بقى
في هذه الحجرة بضع دقائق،
فإنه سيختنق

فهبط إلي ردهة الفندق،
و هو يتأمل الوجوه
من حوله في شرود حزين..

كان يعلم سر حزنه و شروده
إنه يريد أن يراها،
يتمني أن يلتقي بها،
و لو لبعض لحظات..

نسى كل ما يتعلق بعمله و نجاحه،
و العقد الذي حضر
لإبرامه مع الشركة الإيطالية،
و عمه الذي ينتظر
أن يتصل عليه في سيؤول،
و يعلمه بتطورات الموقف..

نسى كل شئ،
إلا صورة وجهها بابتسامة مشرقة،
و ضحكاتها الدافئة،
التي أيقظت مشاعره من سباتها،
و بعثت الحرارة في جليد حياته الرتيبة..

و لكنه وعدها،
و سيلتزم بوعده..

إنها لا تريد أن يلتقيا
بعد اليوم لسبب يجهله،
و أيّاً ما كان هذا السبب،
فما يحق لها أن يحرم لقياها،
و لا إن تعذبه علي هذا النحو...

و أيّاً ما كان السبب،
فهو لن فهو لن يطأ
كرامته من أجل معرفته،
و لا من أجل أن يسعي إليها..

سيكون أقوى من ذلك.
لن يتخلى عن وعده،
و سيطأ من أجله عواطفه و مشاعره..

عليه أن يتذكر
أن رجل الأعمال لا يخضع للعواطف،
و لكنه هذه المرة
علي عكس المرة السابقة
لم يشعر بالارتياح لهذا القرار

و إنما شعر و كأن الفندق كله،
بجدرانه و ردهاته الفسيحة،
و حدائقه الجميلة،
يضيق به

و بأن تلك الجدران
تكاد تطبق علي أنفاسه،
فأسرع يغادره،
و يقطع الطرق بغير هدى،
املاَ في الفرار من صراعه النفسي،
و راح يتساءل: أليس ما حدث هو الأفضل؟

إنه لا ينكر تعلقه الشديد بها،
و اندفاعه خلف عاطفة متأججة،
لا يملك حيالها دفعاً و لا مقاومة،
إلا أنه يتعين عليه
أن يتوقف ليسأل نفسه:
إلي أين تقوده هذه العاطفة الهوجاء؟

إن مصيره لا يمكن
أن يرتبط بمصير هذه الفتاة أو غيرها،
فمستقبله الحقيقي هناك في سيؤول،
حيث ينتظره هناك
مستقبل حُددت خطواته،
و رسمها عمه في عناية،
و هناك يدير تلك المؤسسة،
التي ستصبح له فيما بعد،
و مصيره يرتبط
بزواجه من ابنة عمه،
بعد أسابيع قليلة.

هل يقبل أن يتخلى عن كل ذلك،
مقابل عاطفته لمون يونج؟

أيتخلي عن المؤسسة،
و عن التزامه تجاه عمه،
و عن ابنة عمه مين ها؟
يتخلي عن طموحه؟
عن ثرائه لمجرد نزوة عاطفية اجتاحته؟

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now