6- نافورة الامنيات

57 6 56
                                    

تطلع إليها في سعادة،
و هو يري ابتسامتها المشرقة،
:فالتفتت نحوه، و هي تقول

-أيضايقك صمتي؟

-حسبي تلك الابتسامة التي تضئ وجهك،
إنها تنقل إلي إحساسا جميلا رائعا،
و أي كلمات تقال،
مهما بلغت رقتها،
لن تساوي جمال و رقة تلك الابتسامة الخلابة.

خفق قلبها طربا،
لذلك الأطراء الصادق،
الذي أرضي أونثتها


و تعجبت من نفسها، فهي التي كانت تزمجر تثور،
إذا ما أطري احدهم جمالها،
أوغازلها بكلمة واحدة،
و تعدّ ذلك نوعا من الخداع،
علي المرأة أن تحذره،
و ألا تضع الإطراء و المديح ضمن اللممنوعات و المحظورات،
التي أطاحت بها نفسها،
إذا بها تستحيل فجأة إالي مخلوقة أخري،
يرقص قلبها طربا،
أمام غزل رجل لم تعرفه إلا أمس فقط،
و تذوب أمام إطرائه لابتسامتها..

لقد سمعت المئات من عبارات الغزل،
طوال العامين الماضيين،
و كانت تستقبلها بالغضب أو السخرية،
أو بلا اكتراث

أما هي هذه المرة فهي تسمعها و كأنها لم تسمع مثلها من قبل
و كأنها قد استردت فجاة إحساسها بأونثتها و جمالها،
أمام كلمات بسيطة تعبر عن جمال ابتسامتها..

و جاهدت حتي لا تنفجر تلك السعادة المفاجئة في ملامحها،
و حتي لا تسيل مع صوتها و كلماتها،
و هي تقول:

- و تدّعي أنك لا تجيد التعبير و العبارات المنمّقة؟

باغته سؤالها،
و ادهشه ان نبرة السخرية الواضحة فيه لم تغضبه،
بل علي النقيض ملأته زهوا و سعادة


فقد أرضت كبرياءه كرجل،
بعد أن عبرت عن دهشتها لكلماته،
و لقد دهش هو الاخر من نفسه؛
لأنه استطاع أن يصف إحساسه بابتسامتها الجميلة في سلاسة و بلاغة،
دون تلعثم أو تردد


كما كان يحدث في أيام الكلية،
عندما كان يرتبك و يتلعثم،
كلما أراد أن يثني علي إحدي زميلاته..

كان إحساسه بدمامته،
و نقص شخصيته، يسلبه التعبير،
و كانت محاولاته الفاشلة للتغلب علي نقصه تزيده نقصا،
حتي باتت عقدة تلازم حياته..

و من العجيب أنه كان يداري نقصه
بالحديث عن الدراسة و العمل،
و ما أن يفعل حتي ينطلق لسانه فس سلاسة و فصاحة،
لا يباريه فيهما أحد


إلا أنه لا يلبث أن يكتشف أن حديثه ممل،
لا يجد من تجالسه،
و كان يلمح ذلك من شفتيها المقلوبتين،
و تلفتها حولها في عصبية،
و كأنما تبحث عمن ينقذها منه،
و من حديثه الممل الثقيل،
فكان يسارع بالانسحاب،
و يفسح لها مجالا له..

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now