5- لحظات من الزمن

60 6 30
                                    

فوجئت به مون يونج
جالساً الي أحدي موائد الكافيتيريا،
فتطلعت إليه في حيرة و قلق و ارتباك،
و لم تر مفراً من المضي إليه،
و هي تحمل مفكرتها و قلمها؛
لتسأله عما يطلبه

و لكنه اندفع يقول لها في كلمات سريعة متلاحقة،
و كأنه خشي أن تخذله مشاعره،
فيعجز عن نطقها:

- مون يونج .. سأنتظرك أمام الكافيتيريا،
بعد انتهاء عملك،
من الضروري أن ألقاكِ،
و أرجو ألا ترفضي طلبي.

ثم نهض و انصرف علي عجل،
دون أن يلتفت خلفه،
و كأنما يخشي إن فعل،
أن يقرأ الرفض في عينيها،
أو يسمع منها كلمة اعتذار

و مضي الي فندقه و قلبه ينبض في عنف،
و عاد بسيارته الي الكافيتريا،
في الموعد المحدد لانتهاء نوبة عملها،
حيث ترك سيارته،
و راح يقطع الرصيف جيئة و ذهابا،
و هو يشعر بقلق و اضطراب شديدين..

ماذا ألِم به؟
ألم يتخذ قرارا حاسما بشأنها امس؟
ما الذي جعله يعدل عن قراره؟

ماذا دفعه للحضور الي تلك الكافيتيريا،
و دعوتها الي لقائه؟
أية قوة خفية هذه التي تجذبه إليها، برغم إرادته؟

قطع عليه حيرته رؤيته لها،
و هي تغادر المكان،
و هي ترنو إليه بنظرة طويلة حائرة، قبل أن تتقدم بخطواته نحوه،
و هي تتفرس في وجهه، و هي تقول:

- لقد كنت أشعر انك ستأتي،
و تمنيت الا تفعل.

- لماذا؟

- لانني لا أصلح للعب دور الرفيقة المسلية،
في أيام وحدتك قبل أن تتسلم عملك،
فلست من ذلك الطراز
الذي يمكنك قضاء معه وقتا من اللهو و العبث،
فعلي الرغم من إقامتي في روما لثلاث سنوات،
الا انني مازلت شرقية، و ابتعد بنفسي عن العلاقات الاجتماعية العادية.

- انا ايضا قررت ألا يكون بيننا لقاء ثان،
و تصورت لقاءنا السابق مجرد علاقة عابرة،
و ساعات انتهت بمضي عقاربها،
و لكن صدقيني، هناك شئ أقوي مني،
دفعني لرؤيتك، و الإصرار علي لقاءك.

قالت، و عيناها تحملان نظرة ساخرة:

- إنك لا تبدو لي
من ذلك الطراز الرومانسي الحـالم.

انتفض قائلا في حدة و عصيبة:

- بل قولي انني لا ابدو لك وسيماً جذاباً
قولي انني لم أرق لك،
و انني لو كنت طرازاً اخر من الرجال،
لرحبت بلقائه.

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now