4- لقاء عمل

62 7 29
                                    

استيقظ هوسوك من نومه متأخرا،
علي غير عادته،
فقد كان موعده
مع سينيور فيترويو في الثانية عشرة ظهراً،
و طلب إفطارا سريعا،
و هو يرتدي ملابسه

و تطلع الي المرآة،
و قد أنتابه اعجاب شديد بذاته،
و لم يكن هذا الإعجاب راجعا الي أناقته،
أو وسامة يفتقدها،
و إنما لأنه استطاع أن يكون حاسماً حازماً مع نفسه أمس، و أن يجبر عقله علي نفض تلك النزوة العاطفية،
التي أوقعته في دوامة من الأفكار المضطربة

فهو كرجل أعمال،
حياته كلها مزيج من العمل و النجاح،
لا وقت لديه للحب،
أو مغازلات المراهقين،
ثم إن لديه إلتزاما تجاه عمه،
و ابنة عمه مين ها..

تناول إفطاره علي عجل،
ثم مضي الي مؤسسة إنريكو للصناعات الميكانيكية،
و صعد الي الطابق التاسع،
حيث أفضي به المصعد الي ردهة استقبال فاخرة، استقبلته فيها سكرتيرة حسناء بابتسامة جذابة،
و هي تقول:

- هل من خدمة سيدي؟

- لدي موعد مع سينيور فيترويو، و هذه بطاقتي.

تناولت السكرتيرة البطاقة،
و قرأت الاسم المدون عليها في سرعة،
ثم قالت في احترام:

- سينيور فيترويو في انتظارك .. تفضل.

تبعها هوسوك الي غرفة داخلية،
حتي استقبله رجل بدين،
متوسط القامة،
ذو شارب قصير،
صافحه في حرارة،
و ألقي في لحظات عشرات عبارات الترحيب،
شأن كل الإيطاليين،
ثم عاد يستوي علي مقعده في النهاية،
و يميل نحو هوسوك، قائلاً:

- يؤسفني اني تركتك تنتظر بضع أيام في روما،
و لكنك تدرك مسئوليات العمل،
فأنا أدير كل صغيرة و كبيرة
في هذه المؤسسة الضخمة،
و هذا يحتاج الي السفر لجهات عديدة،
و هذا ما منعني من استقبالك في الأيام الماضية.

- لا عليك سينيور فيترويو،
المهم أن نتوصل الي اتفاق،
فلقد جئت بنفسي،
بناء علي طلبكم،
للتفاوض بشأن الآلات الجديدة،
و حضوري بنفسي في الواقع
ليس إلا نوعا من التقدير الادبي لمؤسستكم،
التي نعتز بالتعامل معها منذ سنوات طويلة،
و لكنني لست مخولا باتخاذ أي قرارات جديدة،
بخصوص عرضنا السابق،
و لست املك سوي سلطة التوقيع علي العقد،
في حالة موافقتكم علي عرضنا.

كان هوسوك يمارس،
مع مدير المؤسسة الإيطالية،
ذكاءه كرجل أعمال

فهو في الحقيقة
يحمل تفويضا كاملا بمناقشة كل الامور،
و التعاقد باسم الشركة،
و إتمام الصفقة،
علي النحو الذي يراه مناسبا

Love's Meeting || JHSWhere stories live. Discover now