الفصل الثالث

5.4K 219 10
                                    


♡قراءة ممتعة♡
جونغكوك :
عدم استجابة يوري على الهاتف يجعلني أقلق بعض الشيء فليس من عادتها ان لا تجيب على إتصالاتي ، لقد إتصلت بها ليلة البارحة وكذلك هذا الصباح ..هل حدث أمر ما معها ، حسنا ساذهب إلى العيادة و أتأكد عن سلامتها بنفسي ..فحضورها لحفل ذلك الرئيس الفاسد لا يبشر بالخير أبدا ..فهو مشتبه به في قضية المتاجرة بالمخدرات مؤخرا .
بعد أن وصلت إلى عيادتها تفاجأت لوجودها مغلقة ، عادة يوري تفتح في الصباح الباكر وكل يوم..ما الذي يحدث معها تحديدا ..بقي مكان واحد يجدر بها أن تكون فيه و إلا فسأكون على يقين تام ان هناك مشكلة ما قد حدثت معها .
يوري :
فتحت عيني ببطىء بسبب أشعة الشمس المتسلطة عليّ مباشرة ..نظرت إلى النافذة وقد كانت مختلفة تماما عن نافذة غرفتي ..حتى الجدران غريبة جدا  ، مهلا أين أنا ؟ نهضت من الفراش بحركة خاطفة فزعة وحين تمعنت بأرجاء الغرفة ..مر بذاكرتي شريط أحداث ليلة البارحة فنقبض صدري و تملكني الحزن الشديد ..أنا لست في شقتي ، لا أزال مخطوفة بسبب ذلك المجرم المختل العقلي .
إلتفت نحو الباب لسماعي بعض الطرقات ، فتح بعدها فيقابلني ذلك الوجه اللعين مجددا أكثر وجه لا أرغب برؤيته أبدا . كان يحمل بيده صينية الإفطار ينظر إلي بملامح باردة : جيد أنك إستيقظتي في الوقت المناسب ..تناولي فطورك ، سأذهب للعمل ثم سأعود بعد ساعتين من الأن حينها سنرى ما الذي سأفعله بك .
قبل أن يلتفت ليغلق الباب ويغادر استوقفته قائلة : غريب أمرك ..تقدم لي وجبات الطعام بالغرم من أن سوف تقتلني على أية حال .
تسللت ابتسامة خبيثة إلى شفتيه ليقول بعدها :أحب معاملة الضحايا بلطف قبل أن أقتلهم .
أغلق الباب بعد أن أنهى جملته تلك المليئة بمشاعر الغرور و الثقة و الفظاعة ، إنه ليس بشخص عادي مطلقا ..كم هو شرير و لئيم .لن أسمح له ان يقوم بقتلي لا يجب أن أموت على يد شخص مختل مثله ، علي أن أفعل شيئا و أخلص نفسي ..يجب أن أنقذ نفسي بأي طريقة كانت ..لا أريد اريد ان تكون نهايتي كذلك الرجل من ليلة البارحة.
صدر صوت محرك سيارة في الخارج ، أسرعت نحو النافذة لأقلي نظرة فوجدته يغادر بسيارته السوداء تلك ..راقبته إلى أن إبتعد تماما عن رؤياي . إنها لفرصة عظيمة لعدم تواجده بالمنزل ، لدي ساعتان كوقت محدد حتى أتمكن من إيجاد خطة للهروب . ..ولكن كيف سأهرب وأنا سجينة خلف هذا الباب الموصد بالمفتاح .
بدأت أتجول في الغرفة ذهابا و إيابا أفكر بشيء ما أقضم أظافري بتوتر ، ثم وقعت نظراتي على النافذة ..فتحتها وألقيت نظرة نحو الأسفل لقد كان علوها مرتفع جدا لن تفي بالغرض سينتهي بي الأمر مكسورة في الأسفل من دون شك، ولكن ماذا لو تسلقت هذا الجدار ..سيكون الوضع أسهل من أن أقفز مباشرة ..إحتمال أن أتذى سيكون واردا بنسبة سبعون بالمائة ولكن هذا أفضل من أن أجلس مكتوفة الأيدي أنتظر ذلك المجنون حتى يقوم بإنهاء حياتي بنفسه . هذا الثوب اللعين سيكون معيقا للحركة ليتني كنت أرتدي بنطالا لكانت المهمة أسهل و أأمن . تحديت نفسي وقد أخدت نفسا عميقا و
خرجت عبر النافذة وهاقد اصبح جسدي معقلا في الهواء ..حرصت على أن تكون خطواتي ثابة ، تمسكت بصخور الجدار هذه بقوة وبدأت بالنزول نحو الأسفل رويدا رويدا ، في كل مرة أنظر فيها نحو الأسفل كانت المسافة لا تزال بعيدة ..وكم كان ذلك مرعبا ، أخشى السقوط فتتحطم جمجمتي فأموت دون أن يعرف عني أحد شيئا في هذا المكان ..تشجعي يوري ستصلين نحو الأرض لقد قاربتي على الوصول ..وحين بقيت مسافة حوالي مترين تقريبا زلقت قدمي لأفقد توازني وأصبح على الأرض متآوهة ..كان ذلك مؤلما جدا ، نظرت إلى ركبتي وكم كانت تلك الجروح بليغة وتنزف بشدة ، لكن لايمهم كل مايهمني أن أهرب من هنا بأي طريقة ، وقفت وبدأت أركض ولكن بسبب الألم أصبحت أعرج و أمشي بصعوبة ، كنت ألتفت في كل مرة نحو باب المنزل لكي أتأكد أن لا أحد قد رآني او بالأحرى اطمئن نفسي ان عملية هروبي ناجحة ، أعتقد أن تلك السيدة مشغولة بأعمالها في المطبخ الأن لن تشعر بمغادرتي ...عبرت هذه الحديقة الكبيرة وها أنا على وشك أن أعبر البوابة الرئيسية ..ولكن قبل أن أقوم بذلك سمعت صوت خلفي إنه صوت رجل يهتف : أنت توقفي !
إلتفت وقد بدأت نبضات قلبي بالتسارع فلمحت رجلا عجوزا يمسك بمجرف بيده على مايبدو أنه البستاني لهذا المنزل كان يحاول اللحاق بي ولكن بسبب كبر سنه لم يقطع نصف المسافة بعد ..حينها بدأت بالركض كا المجنونة متناسية ألم  الجروح التي في ركبتي، قبل أن يصل إلي أو يتصل بتايهيونغ فيلحق بي ..اتخدت طريق الغابة المليء بالأشجارثم واصلت الركض دون توقف : لا تتصل به أيها العجوز أرجوك لا تفعل .
بعد أن ابتعدت كثيرا عن ذاك البيت توقفت لأسند بجسدي على إحدى الأشجار حتى ألتقط أنفاسي ..رفعت رأسي لكي أرى الطريق أمامي ولكن يا اللهول أين أنا بحق السماء ..أي طريق سأسلك الأن ..كان أمامي فقط الأشجار لا غير . قررت أن أبدأ بالسير للأمام أفضل من أن أبقى واقفة هنا دون حراك ..لا أعلم ما قد سيظهر لي من قلب هذه الغابة ...
جونغكوك :
كنت داخل سيارتي التي أصفها بجانب البناية حيث تتواجد شقة يوري ..لقد قمت بقرع الجرس عدة مرات ولكن لا أحد يجيب هي ليست في البيت فهذا واضح ، وكذلك ليست في عملها ..إذا أين أنت بحق الإله أيتها الشقية فأنت تجعلينني أقلق بشدة ...حسنا أظن أنه يتوجب علي للعودة إلى الفندق حيث أقيمت حفلة عيد ميلاد تايهيونغ البارحة وأبحث عنها هناك، إن تحتم الأمر سأطلب من العمال مشاهدة أشرطة كميرات المراقبة .
بعد لحظات وصلت إلى ذلك الفندق الذي اقيم فيه الحفل ، توجهت نحو عاملة الاستقبال وسألتها عن يوري ثم أريتها صورتها فنفت وقالت أنها لم ترها مطلقا وليست متواجدة بالفندق الأن ...بعدها توجهت نحو غرفة كمرات المراقبة وطلبت منهم عرض أشرطة الفديو الخاصة  بليلة البارحة بصفتي شرطي يبحث عن مفقودة .
جلست على ذلك الكرسي بجانب العامل الذي يقوم ببث أشرطة الفيديو ، تمعنت جيدا بها وفجأة لمحت يوري عبر الشاشة وهي تصعد للطابق الثاني هتفت بينما اشير نحوها : توقف لحظة ..إنها هي ، أظن أنها ستصعد للطابق الثاني ، هلا أريتني تسجيلات الكمرات في الطابق الثاني ؟
أومأ برأسه مجيبا : نعم .
بعد أن نفذ ما أمرته ظهرت يوري على الشاشة وهي تدخل إلى الحمام بعد عشر دقائق خرجت ثم توجهت نحو إحدى الغرف ..حين دخلت فجأة أصبحت الشاشات سوداء تماما ، هتفت قائلا : ماذا هناك ؟ لما توقفت عن العمل ؟
بدأ ذاك العامل يقوم بالضغط على لوحة الأزرار التي أمامه يحاول إصلاح الوضع حتى رفع راسه نحوي ليردف : لقد تعطلت الكمرات ولم تسجل شيئا بعد هذه اللقطة ...أعتقد أن أحدهم قد عبث بها فهي كانت تعمل جيدا .
كلامه هذا جعل حاسة الخطر بداخلي تستغيث ، لما قد يعبث أحدهم بالكمرات هل تم تسجيل شيئا غير مناسبا ؟ ولما دخلت يوري إلى تلك الغرفة ؟ ركضت مسرعا نحو الغرفة التي دخلت إليها يوري في الطابق الثاني حتى أفتش بها لعلي أجد شيئا يجيب على هذه التساؤلات التي برأسي .
دخلت تلك الغرفة وبدأت التفتيش في كل زاوية منها ، أحذق في كل شبر عسى أن يقودني إلى شيء ما ..فتحت الخزانة كذلك ولكنني توقفت لوهلة حين رأيت هاتفا مرميا بداخلها وحقيبة ، أخدت الهاتف ويال الصدمة حين علمت أنه هاتف يوري ، فتحته وأول شيء قابلني هي رسالة أظن أنها كانت على وشك كتابتها والتي تقول " تعال بسرعة إلى الطابق الثاني إلى الغرفة رقم 109" مهلا لحظة هذه الرسالة كانت سترسل إلى رقمي ، ولكن ما الذي حدث لما لم تقم بإرسالها ؟ فأنا لم أستلم شيئا ؟!
أعتقد أن شيئا سيئا قد حدث هنا و إلا فما كانت لتطلب مني القدوم ..ولكن ما تفسير بقاء هاتفها وحقيبتها هنا وداخل الخزانة بالضبط..؟انتشلني من تفكيري صوت الخادمة التي دخلت إلى الغرفة قائلة : عذرا سيدي ، سأنظف الغرفة .
خبأت الهاتف بجيب سترتي و أخذت حقيبتها ثم غادرت فورا ، الأن أصبحت قلقا أكثر فأكثر ، اختفائها الغريب هذا ودخولها تلك الغرفة ثم تركها لأشيائها هناك لأمر محير و غامض فعلا ...أين ذهبت ؟ ولماذا ذهبت لحفل رئيس الشركة ذاك أصلا ، حديثها عن أن صديقتها من قامت بدعوتها لم أصدقه مطلقا ، أعتقد أن هناك سبب أخر لذهابها إلى ذلك الحفل ..لذلك يجب أن أعرف السبب أولا .
يوري :
كنت أسير بخطوات سريعة التفت خلفي من حين لأخر حتى أتأكد أنني الوحيدة التي تسير في هذه الغابة و أن ذلك البستاني لم يلحق بي ..حتى سمعت صوت سيارة يقترب من الجانب الأخر للطريق ، شعرت بسعادة غامرة ، سأتبع الصوت حتى أصل إليه وأطلب المساعدة ..هذا رائع اعتقد أن الحظ السيئ بدأ يخفف من مفعوله قليلا لابد أنني سوف أنجو ..اخيرا  ..تبعت ذلك الصوت الى حيث يقودني فأدركت أنني خرجت إلى الطريق مستقيمة خاوية من الأشجار توقفت هناك وإذا بتلك السيارة تقترب ...كانت سوداء وأنيقة
ومألوفة أيضا ..مهلا لحظة أنا لم أرى أي منازل قريبة في هذه المنطقة عدا ذلك المنزل الذي أخذني إليه تايهيونغ ، أي أنه لا يوجد اشخاص يعيشون في هذه المنطقة ، زيادة على ذلك أن هذه السيارة ..مألوفة....فجأة لمحت الشخص الذي يجلس خلف المقود ، تمعنت جيدا فتوسعت عيناي بدهشة ...إنه تايهيونغ !
بعد أن تأكدت أنه هو لم أفكر بأي شيء مطلقا . التفت مباشرة وشرعت بالركض بأقصى سرعة امتلكها ..أما هو فقد واصل اللحاق بي بسيارته ، في كل مرة يقترب فيها كنت أشعر أنها نهايتي بلا شك ..كنت أركض دون توقف وقد كاد نفسي ينقطع ...إلى أن قام بلف سيارتها ناحيتي فتتوقف لتسد طريقي لكنني لم أتوقف فقد غيرت اتجاهي نحو الأشجار الكثيفة لكي أواصل الركض هناك ..لكنه خرج من سيارته وأصبح يركض خلفي...لقد كان مشهدا مريعا ، انه اشبه بأفلام الرعب حين يركض القاتل خلف ضحيته ..لا شيء مختلف فأنا أعيش تلك الأفلام الأن .حينها بدأت بالبكاء بذعر شديد وقد أصبح جسدي يبطئ شيئا فشيئا بسبب التعب والارهاق..وفجأة شعرت بيده التي أمسكت بدراعي تديرني نحوه بقوة لأتفت ناحيته وتتقابل وجوهنا معا . نظر إلي بعينيه الحادتين و المخيفتين قائلا : إنه ليس الطريق صحيح للذهاب إلى المنزل عزيزتي .
بدأت اقوم بضربه بيدي الأخرى محاولة الإفلات منه وصراخ  : دعني ..دعني أيها المجرم الوغد دعني !
أمسك بدراعي الأخرى حتى اتوقف عن ضربه قائلا : اعتقد انك قمت باختيار مكان مناسب لتموتين فيه ، شكرا لك لأنك أحضرتني إلى هنا .
توقفت عن ضربه و محاولة الإفلات من قبضته لأنهار باستسلام على الأرض أطلق العنان لحرقة بكائي وأردد من بين شهقاتي : لماذا تفعل هذا بي ؟ ما ذنبي أنا إن رأيت ما حدث ؟ دعني أرحل وأعدك أنك لن تراني مجددا...اشاح ينظره بعيدا بملل متجاهلا حديثي يمسك دراعي يجبرني على الوقوف ، ثم أخد
دفعني بعيدا عنه لأرجع خطوتين نحو الوراء  فيخرج مسدسه ويوجهه نحو منتصف جبيني مجددا ليردف بعدها : يا لك من مزعجة بحق ....علي أن أتخلص منك الأن ثرثرتك تسبب لي الصداع.
بين أشجار تلك الغابة كنا نقف مواجهين لبعضنا البعض ولا أحد غيرنا ...بينما هو قائم بثبات يصوب نحوي وكأنه يصوب نحو فريسته خلال جولة الصيد لا أكثر كنت أنا أغمض عيني بقوة و الدموع تسيل بغزارة على وجنتي أعجز عن كبحها ...لكنه فاجأني بسؤاله حين قال : لماذا قمت بإنقاذي تلك الليلة ؟ لما لم تغادري فحسب؟ حتى أنك ضحيتي بوظيفتك من أجل شخص لا تعرفينه حتى ، كان عليك ان ترحلي فحسب و تتظاهرين بأن شيئا لم يحدث ..لما فعلت ذلك ؟
فتحت عيناي ومسحت الدموع عنهما نظرت إليه بعدم فهم ليضيف بصوت أعلى : أجيبي !
صمت لوهلة ثم تلفظت بنبرة ضعيفة : لا يوجد أي سبب .
أمال برأسه مستنكرا فشعرت أنه يريد توضيحا أكثر فقلت : لا يوجد أي سبب حين يتعلق الأمر بإنقاذ حياة الأخيرين ، لهذا حين قمت بذلك فالإنسانية التي بداخلي هي المسئولة لا غير ..أخشى أنك لن تفهم ما أتحدث عنه فأنت لا تمتلك أيا منها .
ضحك بخفوت مشيحا بنظراته بعيدا ليضيف ساخرا عما أقوله : يدهشني تفكيرك أيتها الطبيبة ، فأنت تتحدثين عن الإنسانية مجددا و كأنني أأمن بها أصلا ..لا يمكنني تصديق ما تفوهت به لذلك لازلت في انتظار الإجابة الحقيقية ..لماذا ..قمت ..بإنقاذي تلك الليلة؟ ..أعدك إن أعطيتني إجابة مقنعة سأتركك تعيشين...فقط قولي الحقيقة ولا داعي لكل هذه الدراما.
وبنبرة حازمة تلفظت: بالطبع أنت لن تصدق هذا فأنت مجرد قاتل ، لقد أخبرتك الحقيقة لا يوجد سبب أخر.
أبتسم ابتسامة جانبية مستفزة ليقول بعدها : حسنا إذا يا ذات الحس الإنساني و القلب الطيب هل تريدين تقديم رسالة وداع أخيرة قبل أن أقوم بضغط الزناد ؟
حسنا بما أنني وصلت إلى هذه النقطة بالذات أظن أنها النهاية ، فلا أحد قد يستنجدني من وسط هذه الغابة ومن قبضة هذا القاتل الوحش..نظرت إليه ثم قلت : يا لك من وغد قاتل ستبقى طوال حياتك مجرد سفاح عديم القلب.
بعد أن أنهيت جملتي تلك أغمضت عيني بقوة منتظرة اللحظة التي سيضغط فيها على زناد المسدس ، وكل ما افكر به هو ..الخوف الخوف فحسب ، انا لا استطيع ان افكر بشيء اخر...انتظرت مطولا اتصارع مع أنفاسي المتقطعة ، لقد أستغرق الأمر أكثر مما توقعت ، فتحت عيني ببطيء حتى أرى سبب تأخره لأجده لا يزال مصوبا مسدسه نحوي ثم أخفضه نحو الأسفل وتنهد بعمق قائلا : اللعنة لا أعلم لما أجد ذلك صعبا .
رفعت حاجبي بعدم تصديق .. ما الذي يقصده ! ، أقترب نحوي بضع خطوات ثم أردف : لا أعلم لما يصيب إصبعي الشلل في كل مرة أصوب فيها نحوك .
أكاد لا أصدق ما الذي أسمعه للتو.. لا أعلم إن كان علي أن أفكر بتلك الجملة أولا أو أخلص نفسي من حرب النظرات التي تحدث بيننا الأن ..لقد كان يحدق بعيني بكل عمق وكأنه يبحث عن إجابة تساؤلاته في جوفهما ، أضاف على كلامه الغير المتوقع ذاك جملة أخرى أكثر غرابة : أنت أول شخص في حياتي بأكملها أقف عاجزا عن قتله .
حاولت ذلك البارحة ولم أستطع فأجلته إلى اليوم ..و الأن ها أنا أشعر بنفس الطريقة مجددا ...لماذا ؟
كيف لي أن أعرف إجابة سؤاله وهو أكثر شخص غريب عرفته في حياتي ، ألم يكن قبل قليل على وشك قتلي ببرودة ؟ لما اصبح بقول كلاما مبهما فجأة ؟ أمره غريب حقا .
خبأ ذلك المسدس بحوزته ثم أمسك بمعصمي بجرني نحو السيارة ..هتفت محاولة إيقافه : إلى أين ؟
أجاب بينما يواصل سحبي نحو سيارته : أعتقد أنني لن أفعل ذلك اليوم ..سأأجل ذلك إلى حين أخر.
ــــــــــــــ
جونغكوك :
ذهبت للقاء ويندي وجها لوجه فأنا أعلم جيدا أنها تدرك السبب الحقيقي لذهاب يوري إلى ذلك الحفل .
جلست على الكرسي في مطعم قريب من منزلها أنتظر حضورها ، بعد دقائق أتت أخيرا لأبدأ باستجوابها.
ـ ويندي أريدك أن تخبريني بكل شيء يخص ذلك الحفل الذي ذهبت إليه يوري .
قلبت عيناها بملل وتضايق : جونغكوك بحقك ..لما أنت مهتم بها إلى هذه الدرجة ، حتى أنك دعوتني إلى هنا فقط لتسألني بشأن يوري ؟
اخرجت هاتف و حقيبة يوري ووضعتهما أمامها على الطاولة قائلا : هذه الأشياء تخص يوري أليس كذلك ؟
رفعت حاجبيها بإندهاش و اندفعت لتمسك بالهاتف تتفحصه قائلة : صحيح ، إنه هاتف يوري لما هو بحوزتك ؟
أسندت ظهري على الكرسي ثم قلت بحزم : وجدتهما في غرفة الفندق حيث أقيم ذلك الحفل ...لكن يوري أنا لم أجدها بعد .
هتفت بفزع : ماذا ؟
عدت للأمام لأرتكز على ساعدي مخاطبا إياها بوقار: ويندي أريد منك إخباري الحقيقة ..ما سبب ذهاب يوري لذلك الحفل ..اختفائها بهذه الطريقة وتركها لأشيائها داخل ذلك الفندق لأمر مثير للريبة ، لهذا إن كانت قد وقعت في ورطة فأنت من ستقومين بإنقاذها إذ أخبرتني بالحقيقة .
شعرت انها تخفي شيئا بسبب نظراتها المرتبكة و صمتها المريب لكنها لم تلبث إلى أن تلفظت أخيرها بعد ان تنهدت بنفاذ صبر : حسنا سأخبرك بكل شيء ..وعليك ان تبحث عن يوري و ان تجدها  في أقرب وقت ممكن .
أومأت برأسي لتبدأ بقص ما جرى مع يوري وكم كنت مندهشا و غاضبا مما سمعته ، وقفت مباشرة من مكاني بعد أن سمعت اسم تايهيونغ قائلا : شكرا لك لإخباري ..والآن علي أن أتأكد من أمر أخر .
خرجت من المطعم مباشرة لأركب سيارتي وحددت الوجهة وهي شركة الرئيس تايهيونغ.. إذا فيوري قامت بمعالجته داخل عيادتها ولكي يرد الجميل لها قام بدعوتها لحفلته حتى يقوم بمكافئتها ..هذا يعني أنها قامت بمقابلته وجها لوجه بكل تأكيد ..إذا فهو أحد المشتبهين بهم عن سر اختفاء يوري .
يوري :
بعد أن قام بإرغامي بالركوب إلى السيارة أجد نفسي أعود إلى ذلك البيت مجددا ... فتحت لنا السيدة يوجين الباب متفاجأة : سيد تايهيونغ !
يبدو أنها مندهشة كيف أستطاع إعادتي بهذه السرعة ، دخل إلى البيت يجرني من معصمي بينما يخاطب يوجين : ألم أخبرك أن تراقبيها جيدا ؟
بدت السيدة تشعر بالارتباك لتجيبه بتوتر : أنا أسفة سيد تايهيونغ لقد خرجت عبر النافذة ولم أدرك ان الآنسة قد تقدم على فعل شيئا كهذا لولا ذلك البستاني الذي رآها فجأة بينما يقوم بعمله في الحديقة لما كنا سنعلم أنها هربت .
نظر إلي تايهيونغ رافعا حاجبه الأيسر متفاجأ : يا لك من فتاة جريئة ...كنت مخطأ حين وضعتك في تلك الغرفة ، كان علي حبسك بقفص أفضل .
قلبت عيني بانزعاج مشيحة بنظري بعيدا عن وجهه لواصل جري نحو الأعلى ...هذه المرة قام باختيار غرفة أخرى توجد بها نافذة صغيرة حتى الطفل الصغير لا يمكنه العبور من خلالها ، لقد كانت غرفة غير مريحة ابدا يوجد بها سرير  فقط ولا شيء غيره ، من قد يمتلك غرفة كهذه في بيته أصلا إنها أشبه بالسجن تجعلني أشعر بالاختناق ..هذا الوغد إنه يصبح أسوء يوما بعد يوم . بعد أن دفعني داخلة الغرفة تلفظ مخاطبا السيدة يوجين: إن استطاعت الفرار مرة أخرى فستتحملين مسؤولية ذلك هل هذا مفهوم ؟
أومأت يوجين برأسها ليتابع أوامره : لا تقومي بفتح الباب لها مطلقا حتى إلى حين عودتي . والآن أنا سأغادر إلى الشركة في الجميع بالإنتظاري لنبدأ الإجتماع ، لقد تأخرت كثيرا بسبب هذه الشقية .
أكمل جملته بينما يرمقني بنظرات استياء ليغادر بعدها تقوم يوجين بغلق الباب وعلى وجهها ملامح شفقة وكأن عينيها تخبرني أنها أسفة بشأن أفعال تايهيونغ الغليظة.
جلست على حافة السرير وقد تنهدت بتجشم وضعت رأسي بين كفي أحاول تمالك نفسي أحاول تنظيم أفكاري حتى يسعني تفكير بوقار ووعي ...آه يا يوري ما الذي يحدث معك .
جونغكوك :
كنت قد وصلت إلى الشركة وقد تم إخباري أن تايهيونغ لم يأتي بعد ، لذلك ها أنا أجلس الأن في غرفة الانتظار أنتظر ظهوره ..يجب أن أتحدث إليه بأية طريقه كانت ، لاشك في أنه يعلم شيئا بشأن يوري ..لابد و أنه التقى بها في ذلك الحفل ...ما يجعلني أشك بأمره أكثر أنه متورط بقضية اختلاس مؤخرا وكذلك تورطه مع تجار المخدرات في سنوات سابقة إن سيرته سوداء تماما وقد سمعت أن لديه سمعة سيئة وكثيرا ما يتعامل مع الأخريين بشكل غير قانوني . إذا ماذا لو كانت يوري قد تورطت معه بشكل من الأشكال ثم قام بتهديدها لاسيما أنها قد قامت بعملية جراحية له في عيادتها بشكل غير قانوني أيضا و الأردأ من ذلك أنه كان مصابا بطلق عيار ناري ..لو كان بحوزتي دليلا لاعتقلته فورا ، ولكن يوري هي من ستحل كل هذا ..ولكن أين هي ؟ أين هي بحق السماء .
سمعت أحد الموظفين يتحدث بشأن وصول تايهيونغ فأسرعت لأخرج و أبحث عنه ..و ها قد ظهر أخيرا ، بينما هو يسير متجها إلى مكان ما رفقة بعض موظفيه وقفت بطريقه بشكل مفاجأ ، توقف هو الأخر مندهشا لأسرع و أبدأ الحديث فورا : سيد تايهيونغ هل يمكنني أن أستعير من وقتك قليلا ؟
أجابني بعد أن دقق في ملامحي جيدا وكأنه يحاول التعرف علي : لا أعرف من تكون ... ولكن لدي اجتماع مهم الأن وقد تأخرت كثيرا هل يمكنك أن تأجل ذلك فيما بعد ؟
ابتسمت مستلطفا : حسنا بما أنك لا تعرف من أكون يسرني أن أخبرك بشكل شديد الاختصار .
رفعت بطاقة العمل خاصتي نحو ناظريه لأقول بحزم : أنا ضابط شرطة و أنا هنا لأحقق في قضية اختفاء .
نظرت إليه جيدا أراقب وقع كلماتي على ملامحه ، فرفع حاجبيه متفاجأ ليقول : ضابط شرطة ؟!! من الغريب ان يأتي ضابط شرطة إلى شركتي، هذا يجعلني أرغب بسماع ما لديك بشدة ...هل يمكننا تأجيل ذلك إلى بعد الاجتماع ..إنه اجتماع مهم كثيرا بالنسبة لي سأكون ممتنا إن قبلت الانتظار حضرة الضابط .
هدوء نبرته ، طريقة كلامه اللبقة ، لغة جسده كلها لا توحي لي أبدا أن هذا الشخص قد يكون متورط في قضايا غير قانونية ...لابد و أنه محترف ، محترف في ارتداء الأقنعة و التمثيل أمام الآخرين وهذا ما يجعله شخصا ناجحا و مشهورا ...حسنا سيد تايهيونغ إن كانت طريقة تعاملك مع الأخريين هي السر في ذلك فأقول لك أنها لن تنطلي علي أبدا ..لننتظر إلى حين انتهاء هذا الاجتماع إذا .
بعد مرور ساعة ونص من الانتظار ..دخلت غرفة مكتبه لأجده يجلس على كرسه ويبدو مشغولا بقراءة بعض الأوراق بيده ..طرقت الباب قصد لفت انتباهه ثم استرسلت بعد ذلك : حسنا هل يمكننا التحدث الأن سيد تايهيونغ ؟
رفع عيناه وقد انتبه للتو بدخولي فابتسم مشيرا نحو الكرسي قائلا : تفضل بالجلوس حضرة الضابط .
مد يده ليصافحني ثم جلسنا ليقول بعدها : إذا ...لنستمع إليك أولا.
من دوم أي مقدمات ولا تطاول في الحديث أخدت صورة يوري من جيب معطفي لأضعها على سطح مكتبه قائلا بحزم : هل تعرف هذه الفتاة ؟
خفض ناظريه نحو الصورة يمعن النظر وقد استغرق بعض الثواني ليرفع عينيه نحوي مجددا مجيبا دون أن يحرك ساكنا: كلا.
بينغو ! أول كذبة ...لقد كذب بشأن أنه لا يعرفها بالرغم من أنه سبق و كان مستلقيا بوهن في عيادتها...سبب إنكاره أنه على معرفة معها إما أن يكون قد نسى ملامح وجهها نظرا لكونه مريضا حين التقى بها آن ذاك أو...هو فعلا يخفي شيئا ما ...أردت تفسير تعابير وجهه و تصرفاته ولكنه كان كالصنم تماما لاشيء يمكن تحليله أبدا وكأنني أنظر إلى معادلة رياضيات صعبة أجهل حلها . قلت مباشرة : لقد كانت احد الحضور في حفل عيد ميلادك ليلة البارحة .
هز كتفيه بعدم اكتراث: كيف لي أن أتذكر وجوه جميع الحضور...غير ممكن.
سألته محدقا بعينيه بثقة: هل أنت متأكد ؟
بادلني تلك النظرات مرفقتا بابتسامة جانبية : طريقتك بالتحدث تجعلني أشعر وكأنني متورط بأمر ما لا أعرفه...خيرا كان ؟ أرجو أن تتحدث بوضوح أكثر ..أو بالأحرى فقط أفصح عما يجول في خاطرك ...ما خطب هذه الفتاة هنا ؟
بدى لي أنه أستشعر خطبا ما فأجبته بسرعة : تلك الفتاة بارك يوري مختفية منذ حضورها لذلك الحفل الأمر الذي جعلني أقلق وأنا بصدد البحث عنها ...وبينما أنا أفعل ذلك توصلت إلى شيء ما وهو ما جعلني أتي إلى هنا.
رفع حاجبه الأيسر مسترسلا: أفهم من كلامك حضرة الضابط أنك تشك بي في قضية اختفائها ...
مددت يدي نحو صورة يوري لكي أسترجعها نحو جيب معطفي ثم رفعت ناظري نحوه لأقول : جميع من كانوا بالحفل مشتبه بهم سيد تايهيونغ ... والآن أستميحك عذرا علي المغادرة لدي عمل مهم ..شكرا لك لأنك سمحت لي باستجوابك.
وقف مزامنا لوقفتي بعد أن أبتسم بهدوء ما جعلني أشعر بالغرابة وكأنه يخفي شيئا حقا ليردف : معك حق الكل مشتبه بهم لابد وأنك ستقوم باستجواب جميع الحضور وفقا لكلامك هذا .
تمعن النظر نحو عيني بثقة ليضيف : هل هي شخص مهم بالنسبة إليك ؟ أجده غريبا أن تبحث عن شخص بالغ لم يمر وقت طويل على اختفائه حتى ..هي ليست طفلة صغيرة أليس كذلك ؟
بينما كنت على وشك الإجابة على أسئلته التي تزيد من مدى شكوك به ، دخلت فتاة شابة بعد أن دقت الباب قليلا لتقف مكانها ترمقنا بنظرات حيرة بالأحرى ترمقني أنا تحديدا بنظرات استغراب لابد أنها معتادة إلى القدوم هنا فتفاجأة بوجودي أنا الذي لم يسبق لي القدوم إلى هذه الشركة..كسر تايهيونغ حاجز الصمت المربك قائلا : تفضلي ليسا ؟
حين اقتربت أكثر نحونا وتمعنت بملامحها شعرت أنني رأيتها بمكان ما ولاكنني لا أتذكره ..على أية حال لا يهم تلفظت قبل أن أغادر مكتبه : سأغادر الأن سيد تايهيونغ  سررت بإلقائك.
قام بتوديعي ثم رافقني نحو الباب بتلك الابتسامة اللطيفة التي تجعلني أشعر بالريبة أكثر ، لأغادر أنا بعد ذلك تلك الشركة ...توجهت نحو سيارتي التي ركنتها بعيدا قليلا عن المدخل وقررت أن أنتظر خروجه من الشركة حتى أتبعه إلى حيث ما ذهب ...نعم سأتبعه لأنني أشك في أمره كثيرا ..خاصة أنه نفى كونه يعرف يوري..لذلك على أن أراقبه لبعض الوقت حتى أزيح تلك الشكوك عن رأسي .
ليسا :
ذهبت لزيارة تايهيونغ في مكتبه و لكنني حين دخلت وجدت رجلا غريبا لم أره من قبل ..الغريب أن تاي لا يسمح لأحد دخول مكتبه عدى المقربين منه ..بدى لي أن هناك حديث مهم يجري بينهما حين نظرت إليهما ..خاصة ذاك الرجل بدى جادا للغاية  تعابير وجهه مخيفة بعض الشيء ، بعد أن خرج ذلك الرجل ، جلست على المقعد أنظر إلى تايهيونغ في صمت أنتظر منه أن يقول شيئا ..لكنه كان مطأطأ رأسه نحو أوراقه تلك و لا يعيرني أي اهتمام .. عدلت من جلستي قليلا ثم استرسلت : من ذاك الرجل الذي كان هنا؟
أجاب دون أن يرفع رأسه : مجرد شخص أتى ليطلب مني الاستثمار في مشروعه ...كان يدور بيننا حديث عمل.
قطبت حاجبي مستغربة : ولكنك عادة لا تستقبل أحدا حين تكون في مكتبك عداي أنا و جيمين و جدتك.
رفع رأسه وبدى لي منزعجا من كلامي ليتحدث مغيرا الموضوع : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
تحدث بسرعة منفعلة : أتيت لأتأكد أنك لازلت على قيد الحياة ..كيف لك أن تختفي ليومين كاملين حتى أنك لم تأتي إلى البيت العائلي ايضا ..ما الذي يحدث معك هل تشاجرت مع ابن عمك مجددا؟ ...هل تعلم أن جدتك قلقة جدا عليك ؟
وقف من مكانه حاملا هاتفه ومفاتيح سيارته وحقيبة عمله قائلا بتجاهل متجها نحو الباب : أخبري جدتي أنني سأعود قريبا ..فأنا مشغول كثيرا بالعمل .
وقفت برفقته لألحق به قبل ان يخطو خارج المكتب : مهلا إلى أين أنت ذاهب ..سأذهب معك .
توقف مكانه ثم استدار نحوي قائلا بحزم : سأذهب للمبيت في بيت صديقي حتى يسعنا الوقت لنتحدث بشأن مشروعنا ... هل تأتين ؟
جونغكوك :
بعد لحظات خرج تايهيونغ أخيرا واتجه نحو سيارته وقد بدى أنه مسرعا قليلا ..انطلق بسيارته فانطلقت خلفه أتبعه..حسنا لنرى إلى أين تذهب عادة سيد تاي ..أو دعنا نرى أين يقع منزلك على الأقل.. يجب أن أعرف كل شيء يخصك  حتى أتخلص من شكوكي .
-----------------
تفاعل باليز 💃

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن