البارت التاسع

4.1K 183 19
                                    

أعتذر أخطأت في تنزيل البارت التاسع مسبقا هاهو ذا البارت الأصح .... قراءة ممتعة أعزائي .

.

.


•يوري:بينما أنا ووالدته نساعده على الوقوف لكي نأخده للمشفى ..أدخلناه السيارة وقد جلست بجانبه في الخلف قائلة لوالدته : سأبقى بجانبه كي أتفحص حاله أنا طبيبة لا تقلقي .أومأت برأسها وكم كانت نظراتها مثيرة للشفقة ..لتصعد في المقعد الأمامي ثم إنطلقنا .____هاهو ذا ينقل عبر سرير الطوارىء وقد سبق ووصفت حاله للممرضات فركضن به نحو غرفة العمليات لبدأ عملية تنظيف المعدة.إنهارت والدته على مقاعد الإنتظار في الرواق تبكي بحرقة بينما العم يستمر بالمشي ذهابا و إيابا بقلق ... جلست بجانبها واضعة يدي على كتفها أحاول تهدئتها : لا عليك سيكون بخير .أجهشت بالبكاء قائلة : إنها المرة الثانية التي يفعل فيها ذلك بنفسه .قطبت حاجبي بإستياء : لماذا ؟ لما أقدم على فعل شيء كهذا ..لقد كان يبدو بأفضل حال فهو كثيرا ما يضحك و يبتسم ...لا ازال غير مستوعبة أن شخص مثله قد فعل ذلك بنفسه.نفت برأسها بيأس تخفض رأسها بضعف : إنه مريض هوس إكتئابي حاد...لقد ظننت أن حاله قد تحسن ولكن إتضح أنه ليس كذلك ... لقد مرض بسببها.طرفت بعدم فهم : بسبب من ؟أكملت تمسح دموعها : روزي حبيبته السابقة التي ماتت منتحرة ..لقد سببت له صدمة و ألما نفسيا كبيرا فقد كان مهوس بها جدا لقد أحبها كثيرا لدرجة يصعب وصفها ، كانا على وشك الزواج قريبا...ولكنها تركته بسبب تايهيونغ ذات يوم ..هكذا ببساطة قامت بخيانته وتنازلت عن حبها لسوهو وكأن شيئا لم يحدث لا أعلم إن كان طمعها قد أعماها أم أن تايهيونغ قد أوقعها في حبه حقا ..لكن لم تحدث الأمور وفقا لمشيأتها فقد قامت بالإنتحار فورا حين قام تايهيونغ بتركها .أبعدت يدي عن كتفها بصدمة وسمحت لفكي بأن يسقط معبرا عن دهشتي ...غير معقول ما أسمعه ..كيف فعل تايهيونغ شيئا كهذا ... إذا ألهذا السبب يكرهان بعضهما ؟ ألهذا السبب يستمر سوهو بإزعاجه و إستفزازه ؟ أبسبب قصة هذه الفتاة التي حدثت بينهما ؟ ولكن لما قام تايهيونغ بتركها حتى أجرمت في حق نفسها هكذا ؟ لا أصدق.إنتشلني من تفكري صوت خطوات الركض في الرواق فرفعت رأسي لأرى نايون و الجدة قادمتان نحونا بقلق . تقدمت نحوي نايون تسأل بقلق : ماذا حدث .. هل سوهو بخير ؟أومأت برأسي : سيكون بخير.وصلت الجدة مهرولة وقفت أمامنا تسأل بذعر لتخبرها نايون ..كانت على وشك أن تفقد وعيها فأسرعت لأمسك بها وجعلتها تجلس مكاني ...ركضت لأحضر ماء لأجلها ثم قدمته لها : هدئي من روعك أيتها الجدة سيكون بخير .لحظات ليخرج طبيب من غرفة العملية التي ننتظر أمامها قائلا : إنه بخير ..تم إنقاده بنجاحه جيد أنكم أسرعتم بإحضاره ...لكنه سيستغرق وقتا للإستيقاظ.قامت زوجة العم تحضنني بقوة وسعادة : حمد الله ..حمد الله ...شكرا لك أنت من قام بإنقاده.ربتت عليها مواسية : لم أفعل شيئا ..حمدا لله أننا وصلنا في الوقت المناسب._______ هاهو ذا المساء ولم يستيقظ بعد ..وقد وصلت ليسا قبل قليل وهي تجلس هناك تحدق بي طوال الوقت بنظراته المزعجة تلك ..وكأنني انا من قام بأذيت المريض.رفعت رأسي نحو نهاية الرواق لأجد شخصا قادما لم يكن بالحسبان مطلقا .. إنه جونغكوك يتجه إلينا بخطوات سريعة لاشك في أنه قد سمع خبر صديقه ، وقفت من مكاني بشكل لا إرادي .هتفت حين وصل : جونغكوك !تجاهلني ببساطة وأسرع نحو زوجة العم هاتفا بقلق : عمتي .. أخبريني هل سوهو بخير ؟!اومأت برأسها تمسك بيده : إنه بخير يا جونغكوك ...بخير.حتى انه يعرف والدة سوهو، أتسائل عن مدى قربه من هذه العائلة . ..ولكن لما لم اسمع شيئا عن سوهو من قبل فقد كنت ملتصقة بجونغكوك كثيرا أيام الطفولة .لفت نظري ليسا التي تحدق بجونغكوك الأن ولكن هذه المرة نظراته مريحة تشبه النظرات التي تحدق بها نحو تايهيونغ ...هل تعرفه هي أيضا ؟!بعد قليل ..بينما كان جونغكوك يجلس على المقعد شارد الذهن تقدمت ليسا ناحيته وجلست إلى جانبه تقدم له كوبا من القهوة .جونغكوك : كنت جالسا أنتظر إستيقاظ صديقي سوهو بينما أتحاشى النظر إلى يوري التي تستمر بالتحديق بي طوال الوقت منذ وصولي إلى المشفى ..حسنا هذا صحيح ان أتعمد تجاهلها لأنني لا أزال محرجا من رفضها لي ذلك اليوم وغاضبا من تصرفاتها مؤخرا ...إنها تتصرف و كأنني شخص غريب عنها منذ احتكاكها بذلك الأخرق تايهيونغ تغيرت تماما ...قاطع تفكيري هذه الفتاة التي جلست بجانبي اعتقد أنها أحد أقرباء سوهو و تايهيونغ .تحدثت بينما تقدم إلي كوب قهوة : تفضل .أمسكت به لتضيف : أصبحت أراك كثيرا بالأرجاء .. من تكون؟أمسكت بكوب القهوة بين كفي ثم رفعت ناظري نحوها لسؤالها : مجرد صديق لسوهو.. ماذا عنك .إرتشفت من كوبها ثم قالت : و أنا صديقة تايهيونغ ..أو يمكنك القول أنني صديقة العائلة بأكملها ..فقد ترعرعت برفقتهم حين كنت صغيرة ...إسمي هو ليسا.قدمت يدها لمصافحتي فصافحتها مبتسما : حسنا سررت بمعرفتك ليسا ...اما أنا فإسمي هو جونغكوك.أومات برأسها مبتسمة : أعرف.حسنا هذا غريب كيف لها عن تسالني من اكون بالرغم أنها تعرف إسمي ..على أية حال لايهمني فبرأسي الأسئلة الكافية التي تشغلني ولا أرغب بالمزيد .رفعت رأسي لأرى يوري فأكتشفت أنها لا تزال تنظر إلينا.فأردت تودد لتلك الفتاة أكثر آخد فرصة مراقبة يوري لنا ..فسمحت لإبتسامة عريضة بأن تظهر على شفتي ..رغم أنني لست في مزاج لهذا مطلقا.تفاجأت بهذه الفتاة المدعوة ليسا تنظر إلي بشرود بينما نتبادل أطراف الحديث ..ماخطبها فجأة هل وقعت في حبي أم ماذا .جاء خبر من الأطباء أن سوهو قد إستيقظ .فدخل الجميع لغرفته ماعداي أنا وهذه الفتاة..ننتظر خروج الجيمع حتى يتنسى لهم الحديث بأريحية...كوننا لسنا أفرادا من العائلة.يوري : وقفنا جميعنا بجانب سرير سوهو فتحدث العم الذي بدى غاضبا بشدة : لن أتحدث عن فعتلك هذه الأن ..ولكن أنت تعلم أنني لن أنسى الامر.ضحك سوهو قائلا : ماخبكم جميها تزورونني دفعة واحدة ..لم يحدث شيء ..لا أزال على قيد الحياة.غريب أنه قبل قليل أوشك على الإنتحار وهاهو ذا يضحك و يبتسم و كأن شيء لم يحدث .امسكت والدته بيده وهي على الوشك البكاء مجددا : لا تفعل هذا مرة أخرى أرجوك يا بني.خفض نظره نحو الأسفل متأثرا ..ففاجأته الجدة بضرب كتفه : أيها الصعلوك .. أنت لم تعد مراهقا لتفعل أمور كهذه .صرخ متظاهرا بالألم : جدتي .. كانت ضربة قوية ألا ترين أنني لا أزال منسدلا على سرير المشفى غارقا بين مجموعة من المعدات الطبية !ردت الجدة بنفس نبرته منزعجة : ولكنك بصحة جيدة ...أنت تستحق الضرب.هتف مخاطبا للجميع : حسنا هذا يكفي ..يمكنكم المغادرة الأن بعد أن تأكدتم من شفائي .تدخلت أمه : لقد قال الطبيب أنك ستبقى في المشفى حتى يوم غد.أومأ برأسه : سأكون بخير أمي .غادر الجميع غرفته بعد إصرار منه ثم أردف جعل مني أتوقف مكاني : يوري أيمكنك البقاء قليلا ؟نظرت إلي والدته بعدم فهم ..ثم إبتسمت مربتة على كتفي وخرجت.بعد أن خرج الجميع من الغرفة عدت لأقف أمامه أنظر إليه متعجبة ..فأشار إلي بأن أجلس على المقعد الذي بجانبه... نفدت ذلك منتظرة منه أن يتفوه بما يريد قوله.كان يحدق إلي مبتسما ليردف : هناك أمر تفوهت به جعلني أرغب بالعيش المزيد من الأيام .رمقته بحيرة ليكمل : حين قلتي ..《 سأبقى بجانبه كي أتفحصل حاله 》 《سأبقى بجانبه》 كانت كلمات جميلة جدا لأنها قد صدُرت منكِ ..رفعت حاجبي مستنكرة : هل كنت تتظاهر بفقدانك للوعي ؟نفى برأسه : كلا ..كنت لا أقدر على الحركة ولكن كنت أسمع كل شيء...أكثر ما سمعته هو صوتك ..فصوتك من كان يتردد على مسامعي ..إستطعت أن أشعر بكمية قلقك علي ..كان ذلك يجعل قلبي ينبض بقوة ...جعلني أرغب بالبقاء حيا للمزيد من الدقائق حتى أستمع للمزيد .تنحنحت مشيحة بأنظاري المحرجة ثم عدلت من جلستي لأتحدث بجدية : سوهو أخبرني ...لماذا أقدمت على فعل شيء كهذا ؟تلاشت إبتسامته مبعدا أنظاره بعيدا عني : أكره هذا سؤال كثيرا.أردفت : حسنا لنعد صياغة السؤال... ألا ترغب بالعيش بعد الأن ؟أجاب بنبرة ضعيفة : ليس لدي أي سبب للعيش يوري.سألته مجددا : ماذا لو أصبح لديك ؟هل سترغب بالعيش ؟ ألن تقدم على فعل كهذا مجددا ؟عاد ينظر إلي وكم إستشعرت جدية إجابته : أصبح لدي فعلا ...صمت لوهلة ثم أضاف : الأن وبمجرد الجلوس برفقتك ..أشعر أنني بأحسن حال ، لا أعلم أي دواء هذا وكيف لمجرد إنسان ليس مقرب لي حتى ان يشفي آلام سنين ..لا .. أنت لست مجرد إنسان سألعن لساني لقول هذه الكلمات ...أنت شخص مهم ..مهم كثيرا لدي ..وكأنك مصدر طاقة شفائية لدي ..أشعر أنني أستمد منك الشفاء بمجرد أن أجلس بجانبك ..وأسمع صوتك و أنظر لوجهك ..ثم عيناك الجميلتان ..خاصة حين تنظرين إلي بهذه الطريقة المندهشة ...كلها تبعث في قلبي الشعور بالإطمئان إنها تزيد من هرمون السعادة لدي ...يوري أعلم أنك قد تتسائلين كيف لي أن أقول لك كلام كهذا رغم أنني لم اتعرف عليك لمدة طويلة ..ولكن صدقيني لقد وقعت في حبك عند أول مرة رأيتك بها .أكاد أجزم أن الشخص الذي يتحدث عنه ليس أنا ..لم أسمع بحياتي كلاما كهذا ..لم يقل لي أحدهم كلام كهذا مطلقا ..إنه يجعلني أشعر بالفخر بنفسي رغم أنني لم أفعل شيئا ..أمسك بدي قائلا بلطف : هل تقبلين بأن تكوني دواء لي ؟ إذا بقيتِ إلى جانبي مثلما قلت بالسيارة ...سأشفى بكل تأكيد.سحبت يدي بسرعة حين سمعت طرق الباب .. ليدخل جونغكوك و ليسا مقاطعان تحدثت ليسا فور فتحها للباب : أيها الأبله هل أنت بخير ...ماذا حدث لك ؟صمت لوهلة وهو يحدق إليهما ثم تنهد مردفا: مجرد وعكة صحية.تبادلنا أنا وجونغكوك النظرات خلسة ثم أردف مخاطبا سوهو : يا فتى لما لا تعتني بنفسك دائما ؟أجاب سوهو : لا تبدأ ارجوك .. لا أريد أمّا ثانية.وقفت مقاطعة : أستميحكم عذرا سأغادر ..اتمنى لك الشفاء العاجل سوهو أراك بالمنزل قريبا.إتجهت نحو الباب وسط أنظار جونغكوك و ليسا المتعجبتين ليهتف سوهو : سأنتظر إجابتك يوري .خرجت مسرعة ثم أسدلت بظهري بوهن على الباب وكأنني شعرت بإختناق في الداخل...ما أسمعني إياه سوهو بالكاد أستطيع إستيعابه لقد تصرفت تصرفا جيدا حين خرجت .___________غادر الجميع إلى المنزل بعد إصرار من سوهو ولكن جونغكوك و ليسا لايزالان بالداخل يتحدثان إليه أما أنا فأجلس على هذا المقعد المقابل لباب الغرفة لا أعلم ماالذي يجدر بي فعله ..بعد أن سمعت كلام سوهو الذي قاله لي أشعر أن عقلي قد شل ولم أعد قادرة على التفكير بأي شيء آخر ، فقط أجلس بوهن أستمع إلى خطوات الأطباء و الممرضين بالأرجاء ...لكن مهلا ..لقد جاء الجميع ماذا عن تايهيونغ لما لم يأتي حتى الأن ، أيعقل أنه لن يزوره بالمشفى كذلك ؟ سيكون فعلا وضيعا منه... فجأة تذكرت كلام زوجة العم حين قالت ان حبيبة سوهو قد انتحرت بعد أن رفضها تايهيونغ ..هناك أمر غير مفهوم هنا ما الذي حدث بينهما بحق السماء ..ألهذا السبب يكرهان بعضهما ؟ أرغب في فهم المزيد ..ارغب في أن اعرف المزيد عن هذه القصة ...لكن من بحق السماء سيخبرني بالبقية .《ما الذي تفعلينه هنا بمفردك 》تهاوت تلك الجملة على مسامعي فجأة من العدم بينما كنت غارقة في التفكير فرفعت رأسي لأرى الكيان القابع أمامي و الذي ظهر دون أن أشعر بريحه حتى فقلت مندهشة : تايهيونغ ! متى وصلت ؟اخرج كلتا يداه من جيب بنطاله ليجلس بجانبي متنهدا : هل ذلك الأبله فعل ذلك مجددا ؟ كيف حاله الأن ؟أشرت برأسي نحو غرفة سوهو : لما لا تذهب بنفسك و تسأله عن حاله مباشرة ؟ضحك بخفوت مطأطأ الرأس : لابد و أنك تعتقدين أنني أتيت لأجله ...لقد أتيت لأعيدك للبيت .رفع رأسه لينظر إلي مضيفا : أنا لن أضيع وقتي بزيارة مراهق يحاول لفت الإنتباه بشتى الطرق.قطبت حاجبي بغضب قائلة : تايهيونغ ما الذي تقوله ! ألا تدرك أن كلامك قاس قليلا ؟ كيف لك ان تقول عنه هذا إنه مريض هوس إكتئابي .قطب حاجبيه غير مصدقا مبتسما بإستهزاء : هل تصدقين تلك الترهات التي يتفوه بها الجميع ...هذا بديهي فأنت بلهاء مثلهم ، والأن إنهضي لنعد إلي البيت .وقف هو بينما ينتظر لحاقي به فألتفت إلي حين شعر أنني لم الحق به بعد ..قلت بحزم : اعتقد انني لن أعود إلى البيت اليلة .. سأبقى معه بالمشفى في الجميع قد غادر وهو بحاجة الى شخص يسانده لاسيما أن حالته النفسية مضطربة .كنت مدركة تماما أن حديثي هذا لن يتقبله بأي شكل كان ..فقد رفع حاجبيه بعدم تصديق : ماذا تقولين ؟ لابد وأنك قد جننت.أضفت : كما ترى الجميع قد غادر ولم يبقى أحد برفقته.استرسل ممتعضا : ولما عليك أن تبقي انت من بين الجميع ؟ بإمكاني إرسال خادمة لتعتني به .نفيت برأسي : هو ليس بحاجة لشخص يعتني به ..بل شخص يبقى إلى جانبه لكي لا يشعر بالوحدة .بمجرد ان انهيت كلامي ضحك ساخرا : لقد تأثرت بطيبة قلبك حقا ..لابد و أنك إمراة لعوبة تحاول إيقاع أحدهم في شباكها ... أليس هذا صحيحا ؟ هل أنت معجبة له يا ترى ؟ أخبريني بالحقيقة ولاداعي للمراوغة بالكلام.تنهدت بنفاد صبر : أنت مجرد تافه يفسر الأمور على حسابه.فُتح باب غرفة سوهو لتخرج ليسا و خلفها جونغكوك يضحكون بشأن حديثهم الذي إنتهى بالداخل و بمجرد أن رأونا أمام الباب اندهشو ...هتفت ليسا : تاي أنت هنا !تلاشت تعابير الإنزعاج من على وجه شيئا فشيئا ليرد على ليسا مبتسما : أرى أنك لاتزالين هنا ...و أرى ضيوف جدد أيضا.اعتقد انه يقصد جونغكوك الذي انزعج بمجرد أن رآه ...أردف جونغكوك بينما يغادر : سأنتظرك بالسيارة ليسا .أجابت بحماس : حسنا !ينتظرها بالسيارة ؟ هل أصبحا بهذا القرب بمجرد أن قدمت له كوب قهوة!؟ إلى أين سيذهبان الأن بحلول الليل ؟ هل سيوصلها إلى البيت أيضا ؟؟!!بعد ان ابعتد جونغكوك قليلا اردف تايهيونغ قاطبا حاجبيه : ما الذي يقصده بأنه سينتظرك بالسيارة ؟ هل أصبحتما أصدقاء ؟أعادت بخصلات شعرها خلف أذنها وكم إستشعرت بهالة غرورها تحوم فوقنا : سيقوم بتوصيلي إلى البيت ...جونغكوك شخص جيد جدا وأعتقد أننا لن نكون مجرد أصدقاء فحسب ...والأن سألحق به اراك لاحقا تايهيونغ ...وأنت أيضا يوري .أكمت توديعها لنا بتبجح لتلحق بجونغكوك مسرعة ولم يخلو وجهها من تلك الإبتسامة اللعوبة...ولكن ما الذي تقوله ؟ لن نكون مجرد أصدقاء ؟ ما الذي تفكر به هذه الشريرة ، لن اسمح لها بالإقتراب منه أكثر من هذا .لم أكن منتبهة ان تايهيونغ يحدق بي إلى أن تحدث قائلا : لابد و أنك تشعرين بالغيرة لما سمعته ؟ ها ؟ هل تحطم قلبك الطيبة ذاك لسماع كلام ليسا ؟ أم لأنه تجاهلك بكل بساطة ؟هتفت بحزم : أصمت ! قبل قليل كنت تلفق إلى تهمتة إعجابي بسوهو و الأن تقول لي أنني أشعر بالغيرة منهما ..بحقك لست ساذجة لهذا الحد .مشيت قبله بخطوات غاضبة : أظن أنني سأذهب إلى البيت لقد تراجعت عن قرار البقاء هنا ..لست بمزاج جيد.سمعته يتحدث خلفي قائلا : ليس و كأنني كنت سأسمح بذلك أصلا .خرجنا من المشفى ثم توجهنا نحو السيارة و إذا بي ألمح جونغكوك يفتح الباب لليسا حتى تصعد سيارته مبتسما ثم يتجه لمقعده وقد لمحني لتو أنظر إليه وقد تجاهلني مجددا ... أحمق لما يفعل هذا !"هل ستستمرين بالتحديق إليهم ؟ "قالها تايهيونغ بينما يسخر مني ..فَتحت باب السيارة بغضب لأصعد متجاهلة تايهيونغ تماما .صعد بدوره ليغلق الباب خلفه ثم انطلق .بينما كنا بالطريق بإتجاه البيت كسر حاجز الصمت بيننا حين سأل سؤال مفاجئ : أيعقل أن قلبك يحترق لهذه الدرجة لأجله ؟ ألا تزالين تحبينه ؟ لماذا رفضته ذالك اليوم حين اعترف لك إذا ؟هتفت بحزم : لا شأن لك ..فقط قد واصمت!أردف : ذلك اللسان السليط كم أود أن أقطعه ..لما لا تجيبين على أسئلتي وتستمرين بالتهرب؟بإنفعال صرخت : ألا تدري أن كل هذا بسببك أم أنك تتظاهر بالأمر ؟ ألا تدري أنك أنت من أفسدت علاقتي مع أعز الأشخاص إلي أم أنك تتظاهر بالبلاهة أيضا ... تجاهله لي بتلك الطريقة كان بسببك ..فقد كنت قاسية جدا بإبعاده عن حياتي فقط كي لا تتقاطع إتجاهاتكما وتقوم بأذيته ...هو الأن يقوم بتجاهلي عمدا بسببك أنت ولا أحد غيرك.قال بحزم أكثر : نعم ..لا أريده أن يبقى إلى جانبك و أنا سعيد جدا لأن علاقتكما انتهت.أخرست بعدم تصديق ...وكم شعرت ان قلبي يحترق لبرودة أعصابه وكلماته الأكثر قساوة.. لأنفجر دون وعي مني : صحيح نجحت بذلك فأنت ماهر بتدمير العلاقات كما فعلت مع سوهو و روزي .فجرت تلك القنبلة و لم أدرك ماقلته إلا حين أوقف السيارة على بغتة وقد شعرت ان قلبي قد خلع من مكانه من شدة فزعي .كان يمسك بالمقود بقبضته بقوة يشد عليه مع كل شهيق يأخده .. ساد الصمت لوهلة إلى أن قال : أعيدي ما قلته ؟!اكتفيت بالصمت فنظرته نحوي و نبرته تلك تصيبني بالضعف ...هتف بصوت عال فانتفضت بفزع : من أخبرك بالأمر ؟ تحدثي ؟استجمعت قواي و أجبته متظاهرة بالقوة : ما الذي ستجنيه من معرفة هذا ؟ هل ستعاقبه او ستختطفه و تحطم حياته مثلما فعلت معي ؟أدار بوجهه نحو الأمام متجهالا كلامي وإنفعالتي بكل بساطة ليصب جم غضبه على معدات السيارة فينطلق بأقصى سرعة ..كنت أنظر إلى الطريق ثم إليه بقلق منذ أن إنطلقنا لم يخفف سرعته مطلقا بل هو يزيدها أكثر فأكثر ...تحدثت بصوت مذعور : خفف سرعة السيارة ما الذي تفعله ؟تشبثت بمكاني بحرص بينما أبتلع ريقي ثم نظرت إليه أنتظر إستجابة منه لكن لا جدو هو يقودها بكل أريحية ...هتفت مجددا : تايهيونغ ! لارد منه هو يتجاهلني تماما : تايهيونغ ! رجاء أبطىء من سرعة السيارة أتسعى لقتلنا ؟ حسنا إن كان ما قلته قد أزعجك ..فأنا أعتذر لذلك أوقف هذه السيارة الأن !وكماهو الحال لم ينفد ماقلته أبدا استمر بالتجاهل إلى أن توقف أمام المنزل أخيرا فتنفست الصعداء ..لحسن الحظ أن الطريق كان ليس مزدحما وإلا لتسبب في حادث قضى علينا ...ياله من بغيض تعمد ذلك ليقوم بإخافتي ..لابد أن ماقلته قد جعله غاضبا ولكنه لم يتحدث بشيء عن تلك القصة ..لم يدافع عن نفسه حتى .نزلت من السيارة أضع كفي على صدري أتنفس بعمق ثم رمقته بحنق لأجده يصفع باب سيارته و يتجه نحو المدخل دون إكتراث لحالتي الراهنة ...تبا لك و لأفعالك العدوانية.دخلت المنزل وقد اتجه تايهيونغ للأعلى مباشرة متجاهلا كل من في البيت حتى أنه لم يرد تحية الأخرين ..كانت الخادمات ينظرن إليه بقلق وعدم فهم فالغضب باديا على وجهه .جونغكوك : ركنت السيارة أمام شقة ليسا بعد أن أضطررت لسماع حديثها الذي لا أكرترث له البتة فأنا قد قررت توصليها فقط لأغيض يوري وليس لأتورط مع هذه الفتاة التي تستمر بالتودد إلي طوال الوقت ..قامت بسؤالي لتنتشلني من تفكيري : حسنا ..هل تريد أن تصعد معي إلى الشقة لتناول العشاء معا ؟ أشعر أنني بحاجة لأرد لك معروف توصلي .نفيت بسرعة : كلا شكرا لك لاداعي لرد أي معروف ..أظنني بحاجة للذهاب إلى المنزل فلدي عمل هذه الليلة .بدت لي و كأنها قد اقتنعت : حسنا لا بأس دعنا نأجلها ليوم أخر .أومأت برأسي : أجل سيكون ذلك أفضل..ساد الصمت بيننا لوهلة وقد خطرت ببالي فكرة أن أسألها عن حقيقة زواج تايهيونغ و يوري ربما هي تعلم بأمر ما أو قد تقودني إلى طرف الخيط لأعرف سرهما : حسنا هل يمكنني أن أسألك سؤالا خارج مواضيعنا ؟نظرت إلي نظرة تملؤها الفضول : أجل بكل تأكيد تفضل.قلت بتردد : هل ..تايهيونغ متزوج حقا ؟بدأت ملامح الغرابة تتسلل على وجهها لتقطب حاجبيها قائلة : تاي؟ أجل على الأرجح هو كذلك ..ولكن لما قد تسأل عنه ؟اردفت مباشرة : تقولين على الأرجح هل أفهم من كلامك أن الأمر ليس مؤكدا بعد ؟نظرت نحو الأمام تفكر : حسنا لأكون أكثر صراحة الأمر يبدو غير طبيعي بالنسبة لي ..تايهيونغ أحضر تلك الفتاة في أحد الأيام بشكل مفاجأ وقيل أنه تزوجها ..دون أن يخبر أي أحد من العائلة عن ذلك ..حتى أنني لم أرى وجه تلك الفتاة حوله سوى مرة أو إثنتان إن صح تعبير ...لذلك أشعر أنه يمتلك سرا كبيرا خلف تلك الفتاة المدعوة يوري والتي لا أطيقها أبدا .أوه ! يبدو أن تفكيري كان بمحله طبقا لما تقوله هذه الفتاة فأنا لست الوحيد الذي يشعر أن زواجهم غير عادي ... يبدو أن هذه الفتاة قد تساعدني كثيرا في الإقتراب من الحقيقة ربما علي أن أتمسك بها أو ربما علي أن أتقرب منها أكثر و أكثر حتى أغوص في قضية زواج يوري والأفضل من ذلك قد أتوصل لدلائل كثيرة عن ذلك المحتال تايهيونغ وأجره نحو السجن رويدا رويدا.إبتسمت لها كي أصرف إنتباهها عن موضوعنا ثم أخدت هاتفها من بين يدها لأسجل رقمي وأتصل بهاتفي فأحصل على رقمها أيضا : حسنا ليسا سررت بمعرفتك ..لقد تبادلنا أرقامنا لتو حتى نلتقي مرة أخرى و نتاول العشاء معا .ابتسمت بخجل وكم استشعرت سعادتها الغامرة لما سمعته مني يبدو ان هذه الفتاة معجبة بي حقا .. حسنا سيكون ذلك لصالحي بعض الشيء.فتحت باب سيارة قائلة : حسنا جونغكوك ..فلنلتقي في يوم أخر و أرجو أن لا تخلف بوعدك .. ليلة سعيدة .ابتسمت مودعا ثم انطلقت بالسيارة فور ما غادرت و كم أخد يشغل بالي كلامها الذي تفوهت به قبل قليل ... بحق السماء ما الذي اقحمت يوري نفسها به .. ما الذي تفعله تحديدا رفقة ذلك المحتال ...لاداعي للقلق سأعرف كل شيء و سأقبض على ذلك الوغد قريبا .يوري : تجمعنا على طاولة العشاء جميعا وكان الجميع صامتون و علامات الحزن بادية على وجوههم ..يبدو أن ما فعله سوهو اليوم قدر أحزنهم بشدة .تحدثت الجدة : أين تايهيونغ لما لم ينضم إلى العشاء بعد ، لقد رأيته يدخل المنزل قبل قليل ؟أجابت الخادمة التي تقف إلى جانبها : لقد ذهبت إلى غرفته وأخبرته أن العشاء جاهز فقال أنه ليس جائعا.خفضت الجدة عيناها تفكر : معقول ؟ هو لا يفوت وجبة العشاء عادة .نظرت إلي مخاطبة بنبرة متطاولة فهي لاتزال غاضبة مني على ما اظن : هل تناولتما العشاء بالخارج ؟نفيت برأسي : كلا ...لم نفعل.أردفت تعيد بأنظارها نحو طعامها : لا شك في أنه متعب من العمل ..هل ذهب إلى المشفى لزيارة سوهو ؟حسنا هو بالفعل ذهب للمشفى ولكن ليس لزيارته بل هو لم يلقي بنظرة واحدة عليه بماذا يسعني إجباتها الأن .أجبتها: أجل لقد ذهب .أضافت : لما لا تبدين أي إهتمام لزوجك ؟ أنت لم تتسائلي عن سبب رفضه لتناول العشاء حتى .إبتلعت ريقي بتوتر لأدفن أنظاري بالصحن الذي أمامي ..لما أهتم به وهو كاد أن يقتلني في طريق عودتنا الى البيت .. لاشك في انه غاضب عما قلته له في السيارة هذا المساء...لن اكترث هو ليس زوجي الحقيقي على اية حال.تدخلت نايون : صحيح أوني ...ما الذي كنت على وشك إخبارنا به عن تايهيونغ البارحة ..حين كنت ثملة ؟توسعت عيناي بدهشة لما تلفظت به هذه الغبية .. بحقك ايتها ثرثارة أهذا وقت سؤالك هذا ؟ يا إللهي ما الذي سأقوله الأن أمام أنظار الجميع..حتى الخادمات قد رفعن رؤوسهن ينتظرن سماع إجابتي .ابتسمت بتوتر أفرك يدي بحجري بينما أصمم كذبة برأسي فقلت : في الحقيقة لا أذكر ماكنت على وشك قوله فكما تعلمين كنت ثملة للغاية .زمجرت نايون بعد أن اختفت حالة حماسها : آه هذا مزعج ...كنت متشوقة للغاية لسماع ما ستقولينه ..أحب سماع أسرار أخي فهو غامض كثيرا ... لوهلة ظننت أنك ستقولين شيئا خطيرا كأن أخي متورط في مشكلة ما ..كقتل حبيبك السابق او ما شابه .لقد قالت تلك الكلمات متبعتة بإبتسامة بريئة و كأنها تعلم جيدا و على أشد الثقة بأن أخاها لم ولن يفعل أمر كهذا مطلقا لا بد و أنه يبرع في تمثيل دور البطولة و البرائة أمامهم دائما وهذا ما يجعلهم يحترمونه و يثقون به ..آه يا نايون لو تعلمين أن ما تفوهت به مزاحا أقرب للحقيقة ..فأخاك قاتل حقا .بعد أن أنهينا العشاء غادر كل من في المنزل نحو غرفته فأتجهت بدوري إلى الأعلى نحو الغرفة ..فتحت مقبض الباب أجهز نفسي لمقابلة ذلك الوحش الذي يصعب التنبأ بأفعاله ..حركت مقلتي في أرجاء الغرفة بحثا عنه لكنني لم أجده تأكدت من أنه ليس في الحمام ولا في شرفة ..غريب رأيته بأم عيني يصعد إلى الأعلى أين ذهب يا ترى .إلتفت خلفي لأرى خادمة تمر أمامي تحمل بين دراعيها بطانية خفيفة ..فسألتها وأنا على دراية أن ما أفكر به صحيحا : لمن تأخدين هذا الغطاء ؟أجابت : إنه للسيد تايهيونغ ...سينام في الغرفة الأخرى بأخر الرواق هناك .أوه ! أنظرو إليه يتصرف بطفولية ..هل كلامي أزعجه لهذا الحد مما جعله لاينام بالنفس الغرفة التي أتواجد بها ؟ حسنا في الحقيقة هذا أفضل ..سأنام بالغرفة لوحدي و سأنعم بالإنسدال على ذلك السرير أخيرا ..تلك الأريكة قد تسببت في إختلال فقرات عمودي الفقري ...سأنعم بليلة مريحة الأن ..شكرا لك تايهيونغ .دخلت الغرفة وارتميت على السرير أشعر بالسعادة الغامرة .__________في صباح اليوم التالي كنت قد إستيقظت مبكرا وقد جهزت نفسي إرتديت ملابس أنيقة و تزينت ببعض المستحضرات بينما أدندن مع نفسي ... ثم إرتديت حذائي و حملت حقيبتي و خرجت من الغرفة...فصادف أن وجدته أمامي مباشرة يبدو أنه قد إستيقظ لتو ..نظر إلي من الأعلى نحو الأسفل يتفحص كل شبر مني وعلى مايبدو هو متفاجأ مما يراه أمامه .قطب حاجبيه مستغربا : إلى أين ؟إبتلعت ريقي بتوتر أعيد بخصلات شعري نحو أذني : سأذهب للمشفى لأطمئن على سوهو .تغيرت ملامحه للإنزعاج : أرى أنك أصبحت تتصرفين بحرية وكأنني لست موجودا .صمت مشيحة بنظري بعيدا ليضيف : لابد و أنك تعمقت كثيرا في دور الزوجة الرائعة ، ربما صرت تفكرين أن هذه العائلة اللعينة هي عائلتك بالفعل فتقومين بواجبك نحوهم ..زيارة المريض و ما شابه ! لماذا تكترثين بذلك اللعين ؟ هو ليس قريبك ولا صديقك لماذا أنت مهتمة به ولم يمضي على قدومك سوى أيام معدودة ..بحقك !عدت لأنظر إليه بمجرد أن استشعرت نبرته الغاضبة التي ترتفع شيئا فشيئا .. غرس أنظاره في عيني يترقب وقع كلامته على ملامحي . حسنا ربما ما يقوله صحيحا ..لماذا أهتم كل هذا الحد ؟ لماذا أشعر بالقلق عليه كثيرا ..ولكن بعد ذلك الكلام الذي قاله سوهو في المشفى أصبحت أشعر بالمسؤولية على عاتقي رغم أنني لست مضطرة لذلك مطلقا .كان لايزال ينظر إلي محاولا التهدئة من إنفعاله فأمسك بدراعي يعيدني نحو الغرفة : أنت لن تخرجي من هذه الغرفة اليوم مطلقا ...يكفي أن جدتي و العم و زوجته سيذهبون لزيارته هو ليس بحاجة إليك .توسعت عيناي حين قال أنني سأبقى ليوم كامل بالغرفة : ماذا تقول ؟ كيف لك أن تقوم بحبسي ليوم كامل ..مهلا !رغم أنني لحقت به و حاولت أن أمنعه من إدخالي الغرفة لكنه أخد المفتاح من على تلك الطاولة و غادر ليغلقه خلفه ...غير معقوول هاهو ذا يعود لسجني مرة ثانية ...بحق الجحيم إلى متى ، إلى متى سيستمر بفعل هذا بي ... لقد سأمت من تصرفاته ..يوري أنت لست ضعيفة ليتمكن منك شخص وضيع مثله ... ماذا حدث لك لا يجب أن تبقي هكذا .سوهو : فتحت عيني وكنت لا أزال بالمشفى .. هذا مزعج أرغب بالعودة الى المنزل وأرتاح بغرفتي ..دخلت والدتي فجأة رفقة الجميع وكم كانت علامات القلق بادية على وجوههم حاولت أن أبتسم قدر المستطاع لأظهر لهم أنني بخير و أستطيع المغادرة...كنت أبحث بأنظاري عن يوري .. لاشك في أنها قد أتت لزيارتي أيضا فهي فتاة طيبة القلب و أظن أنني قد أثرت على مشاعرها الجياشة خلال حديثنا البارحة..حسنا هذه جدتي و أبي و أمي ولكن .. أين هي ؟ ألم تصل بعد ؟سألت والدتي : أمي أين هي يوري الم تأتي معكم ؟أجابت : يوري لم تأت معنا ..ربما هي لاتزال نائمة فهي لم تنزل من غرفتها هذا الصباح ...أما تايهيونغ فقد غادر للعمل .طأطأت رأسي وقد تخلل الحزن جوفي ربما هي لم تأتي هذا اليوم ..لأنها تتهرب من الإجابة عن سؤالي ...هي لاترغب بي بكل تأكيد ..لقد أحرجت نفسي بذلك الكلام لا غير.رفعت رأسي لأنني قد سمعت صوت أحدهم يدخل الغرفة لتو وكلامه ليس واضحا بسبب لهاثه 《 صباح الخير جميعا 》كان دخولها أشبه بنسمة الرياح الباردة وسط الحر الشديد ..نعم إنها هي لقد أتت وكما علمت فتاة بطيبة قلبها لن تتركني وحيدا .قالت والدتي بعد أن وقفت من مكانها متفاجأة : آه يوري لقد أتيت ..ظننت انك لاتزالين نائمة لذلك لم نشأ إيقاظك و أتينا بمفردنا .إبتسمت بلطف : لا بأس كنت ساتأخر على أية حال .دخلت نايون أيضا : مرحبا جميعا ..لقد فوت حصصي دراسية لأتي إلي زيارتك سيد سوهو ... يبدو أنك قد شفيت فالتخرج من المشفى ولتخلصنا من عناء قدومنا إلى هنا .إسترسلت متظاهرا بالغضب : أنت أيتها الشقية منذ متى و أنت تهتمنين بي أصلا.يوري : وسط جدال نايون و سوهو كنت أقف انظر إليهم و بالي منشغل بشدة ...حسنا ربما تتساؤلون كيف استطعت الخروج من الغرفة بعد أن قام بغلقها تايهيونغ بالمفتاح ...في الحقيقة الشكر كله لنايون فهي قد أتت لتقوم بإيقاضي من النوم كي أذهب برفقتها للمشفى كما تزعم فأدركت أنني مسجونة بتلك الغرفو ..لهذا قررت مساعدتي لتحظر بديلا للمفتاح من مكان ما في المنزل الذي تعلم مكانه هي ..ثم فتحت لي كان الأمر أشبه بعمل بطولي قامت به لأجلي...الشكر لها .. سأغادر المشفى قبل أن يعود تايهيونغ من عمله فيكتشف أنني قد فررت ..فتكون نهايتي.كان الطبيب قد أخبر الجميع أن سوهو سيخرج صباح هذا اليوم لذا هاهو يجهز نفسه و يستعد للمغادرة و كم كانت والدته سعيدة جدا او بالأحرى الجميع سعيدون هنا ..خرجنا من المشفى وركب الجميع سيارتهم ثم غادرنا معا متجهين نحو المنزل .حين وصلنا إلى المنزل توقف والدة سوهو أمامي تبتسم بلطف قائلة : يوري .. أرغب في أن أشكرك كثيرا لانك تقدمين لسوهو من وقتك رغم أنك لست معتادة علينا بعد ولسنا بهذا القرب من بعضنا بعد .. إلا أنك كنت دائما بجانبه ..شكرا لك أتعبناك معنا .تفاجأت للطافة كلامها فقلت : كلا إنه لأمر لايستحق الشكر أنتم عائلتي و من واجبي أن أقدم يد العون حتى لو كان شيئا بسيطا .بعد أن أنهيت جملتي تلك رمقتني الجدة بأنظار منزعجة لتمر بجانبي متجهة نحو الباب قائلة : فالندخل !يبدو أنها لا تزال غاضبة جدا مما فعلته ..أيعقل أنها لاتزال مصرة على طردي ؟دخلنا جميعا المنزل وقد كانت الخادمات يساعدن سوهو ولكنه يتجنبهم في كل مرة قائلا : أنا بخير لا داعي لكل هذا ...أمي سأكون في غرفتي لأرتاح قليلا .انتبهت لوالدته تمسك بدراعه بتوسل و قلق مسترسلة : سوهو ..أرجوك لا تفعل هذا مرة ثا...قاطعها وقد تسللت ملامح الإنزعاج على وجهه بعد ان أبعد يده عن لمساتها : أمي كفى !لما يتصرف هكذا مع والدته إنها قلقة بشأنه ..ياله من وقح حتى وهو مريض .حسنا على أية حال على أن أعود إلى غرفتي فورا قبل أن يعود تايهيونغ و يكتشف أنني ذهبت إلى المشفى فلن أستطيع إنقاد نفسي من شراسة أقواله و أفعاله .اتجهت متسللة نحو الغرفة حتى لا يستوقفني أحدهم بالحديث ..بمجرد أن وصلت لذلك الرواق حيث يجمع غرفتنا و غرفة سوهو أيضا ..تصادفت وجوهنا أنا وسوهو بشكل مفاجأ ما الذي يفعله هنا ظننته بغرفته منسدلا بوهن ..لكن يبدو أنه متجه للأسفل .قاطع تفكيري و نظراتي المبهمة التي تتفحص تعابير وجهه : كنت في إنتظارك .طرفت ببلاهة : ها ؟ إنتظاري ؟ لما ؟!أخد يسحبني بعيدا عن الأنظار قليلا ليتسنى له التحدث بأريحية و راح يهمس : إذا ماهي إجابتك ؟لم أفهم ما الذي يفعله او يقصده تحديدا ...أي إجابة ؟ أجبته بالصمت وقد بدى على وجهي عدم الفهم ليضيف متنهدا : ماهي إجابتك عما قلته لك في المشفى ؟هل تقبلين أن تكوني دواء لي ؟آه صحيح ..تذكرت كلامه حيث كان يتحدث بغرابة ظننت ان مفعول المخدر قد اثر بعقله ولكن تبين أنه يتحدث بجدية مادام يعيد التفوه بتلك الكلمات وهو يقف بكامل جسده على أحسن حال .أشحت بأنظاري بعيدا عنه بنفاد صبر و نبرة حازمة قائلة : سوهو أنا زوجة إبن عمك .صمت لوهلة وقد ظننت أنني أعدت عقله لرأسه بجملتي هذه ولكن يبدو أنه مصر على كلامه : آه لابد وأنك نسيت أنني اعلم بشأن خدعة زواجكما .هتفت بغضب : حتى لو كان ذلك خدعة ...لايحق لك أن تفعل هذا .لقد مشيت فورا بمجرد أن أنهيت جملتي ولم أرد ان ابقى لكي لا أسمع أي حرف أخر منه تركته رفقة اخر جملة قلتها لعله يحللها ويدركها جيدا برأسه .اتجهت مباشرة لأفتح باب غرفتي و أدخل وكم كان الغضب و الإنزعاج يعتريني ..دخلت لأصفع الباب بقوة أزفر بحنق ..إلى أن رفعت رأسي و كانت الصدمة .قلت بصوت مرتبك للغاية : ت..تايهيونغ ...أنت هنا !أجل لقد كان يجلس على الأريكة بيده جريدة ويحدق إليّ في صمت ..لم يصدمني بقدر ما أفزعي هيئته تلك التي توحي لي ان من يجلس عناك ربما سارق أو قاتل متسلسل هارب من العادلة ..بإرتدائه للمعطف الأسود ذاك يجعل دوره كمجرم أكثر إتقانا ...حسنا هو مجرم بالفعل وهالته لم تكذبه .اغلق الجريدة بهدوء ليضعها جانبا ..أما أنا فكنت لا ازال مستندة على الباب افكر بعذر ساذج لأخبره به ..تنحنحت بتوتر : لقد كنت بالحمام .أشار بأنظاره نحو حمام الغرفة ..لأدرك مايرغب في قوله ..يالني من غبية كيف لي أن أقول أنني كنت بالحمام ويوجد واحد هنا ...أسرعت افكر بعذر أخر : لقد كان معطلا .تحدث بحزم ونبرته لا تخلو من الجدية : لست أمزح و لست غبيا ... أعلم أنك كنت بالمشفى .إبتلعت ريقي بخوف ..تبا لجماعة الخدم او حراسه او ايا كان من أوصل إليه الخبر ..ألم يذهب إلى عمله هذا الصباح ما الذي يفعله هنا الأن بحق الجحيم .أسند ظهره على الأريكية بتعب ليمدد رقبته إلى خلف متنهدا : آآه ..يبدو أنني كنت لطيفا معك كثيرا ..الأمر الذي ادى إلى عصيانك لأوامري من دون تردد ولا حتى رشفة خوف.تدخلت أدافع عن نفسي قائلة : حسنا لقد كنت بحاجة للذهاب إلى المشفى كما تعلم فإن ..قاطع كلامي بصرخة عالية منه : أصمتي فأنا من عليه التحدث وليس أنت ...كل ما فعلته و ماتفعلينه و ماتفكرين به أعلمه و أدركه لذلك لا داعي لأي تبرير تافه .وقف من مكانه واضعا كلتا يداه بجيوب بنطاله بكل أريحية و هدوء ...كيف له أن يتحول من مزاجه الغاضب نحو الهادىء بهذه السرعة ..إنه ليس طبيعيا لاشك في أنه يشتكي من مرض نفسي ما .تقدم نحوي بخطوات متباطئة وكم كان قلبي يزداد نبضه سرعة من شدة خوفي ..فأنا أخشى تحركاته كثيرا بعد أن رأيته يقتل رجلا بانفاس منتظمة امام عيني لا يمكنني الثقة به ولا اي أحد أخر يمكنه ذلك.اخد ينظر إلي مبتسما : لقد خاطرت بحياتك لأجل ان تذهبي إلى زيارته بالمشفى ..لقد خالفت أوامري ..أوامر شخص قد يقتلك في أي لحظة كانت لأجل شخص لم يمضي على معرفتك له سوى بضع أسابيع ..حتى أنه أصبح يخبرك بأسرارنا ..أصبحت تغضبين لأجله و تصبين غضبك علي وتقولين لي بكل قوة وصرامة أنني أفسدت علاقته مع حبيبته...ما الذي يدور بينكما يا ترى .لم استطع تمالك نفسي من عدم الكلام فإسترسلت مباشرة : تايهيونغ لا تفسر الامور وفقا لطريقة تفكيرك ... ما يشغل بالك ليس...حدق إلي محذرا : لم أنهي كلامي بعد ..أكملت غير مكترثة : مايشغل بالك ليس حقيقيا ...انا لا أحبه و لست معجبة به اتصرف هكذا معه لأنها طبيعتي ..توقفت عن الكلام لأن قبضته قد مرت بجانب وجهي لتصفع الباب مرفقة بصوته العال : قلت أصمتي لا اريد سماع ترهاتك .تركزت عيناه على خاصتي تحاول إرسال شراراة غضبه نحوي صحيح أنني كنت خائفة بعض الشيء ولكن ابدا لن اظهر له ضعفي لقد كنت أنظر إليه بكل قوة لمدة ليست بقصيرة كنا على تلك الحال ... إلى أن إبتعد قليلا وقال : سينتهي كل هذا .قطبت حاجبي بعدم فهم ..فأشار بيده نحو حقيبة مصطفة أمام السرير قائلا : تلك أمتعتك ..الليلة سوف تقلع طائرتك .طرفت بجفني ألف مرة بعدم تصديق : ماذا ؟ طائرتي ؟ عن اي طائرة تتحدث.. هل يمكنك أن تتحدث بأكثر وضوح ؟عاد ليجلس على الأريكية ببرود متجاهلا علامات التعجب والتساؤلات التي فوق رأسي ..عدت لأسئله مجددا : أخبرني ..ما الذي تخطط له ..أنا لست احد خدمك تحركها حيث ما تشاء ..يحق لي أن أعرف كل شيء يخصني .رفع عيناه نحوي مردفا : الليلة سوف تغادرين إلى إنجلترا ..ولأكون أكثر وضوحا ..سوف أقوم بنفيك هناك ..فقد بتِّ مزعجة للغاية مؤخرا لا أتحمل وجودك أمامي ولا أمام عائلتي .---------------ستوب--------------هاي حابيبي هي رواية رجعت وبعتذر منكم كثير على الغيبة باتمنى تكونو ما نسيتو الأحداث واشكركم لأنكم لاتزالون تريدون تكملتها رغم تأخري خبروني رأيكم بالبارت و ماذا تتوقون في الأحداث القادمة

ورجاء رجاء خاو تعليق مشجع لا تتصورون كمية حماسي وسعادتي حين أجد متابعين للرواية .

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن