الفصل التاسع عشر

3.3K 119 58
                                    

خرج سوهو من القصر يشق طريقه نحو سيارته بخطوات سريعة وملامح ثابتة وقف امامه سائقه الخاص يسبقه بفتح الباب :

ـ تفضل سيدي إلى اين نتجه؟

دلف داخل السيارة جهة مقعد السائق وقال دون ان ينظر الى السائل حتى :

ـ سأقود بنفسي .

شغل المحرك وانطلق يمر عبر البوابة الرئيسية التي تكفل بفتحها الحرس ثم غلقها من بعده ، لكنه توقف حين لمح سيارة تايهيونغ قادمة بإلإتجاه المعاكس أي انه سيدلف القصر الأن ...اوقف تاي سيارته جانب سيارة سوهو منتظرا ان يتم فتح البوابة لأجله مرة اخرى ... كان يتعمد النظر الى الأمام كي لا تتلاقى أعينه مع ذاك الذي يحدق به بتمعن .

نمت ابتسامة مستفزة على شفاه سوهو ثم خفض زجاجة نافدته القريبة من نافذة تايهيونغ : المنزل حقا مملا من دونها ، متى ستحضرها إلينا تايهيونغ أم أنك فشلت هذه المرة أيضا ... كم اصبح عدد المرات التي تركت بها ؟ أهذه المرة الثالثة ؟ ام الرابعة ؟

قال اخر كلامه متظاهرا بالتفكير بجدية .

ادرك تاي انه يتحدث عن يوري فمن غيرها سيكون موضوعهما معا هما الإثنان خاصة ..قضم باطن خده كابحا غضبه بينما يستمر في التحديق بالبوابة وكأنما يتوسلها لكي تفتح قبل أن يقترف خطأ اخر يكلف حياته هذه المرة .

أضاف سوهو يستمر بسلسة إستفزازته المتعمدة : لاشك في ان مزاجك معكر بسبب ذلك فهذا واضح ، لابأس يا صديقي فأحيانا الحياة لا تعطينا كل ما نرغب به ... حتى لو حاولنا بجهد.

التفت تاي اليه اخيرا واردف بنبرة هادئة اهلكت صبره : هل تتحدث عن نفسك ؟ فأنت هو شخص الذي تنطبق عليه هذه المقولة جيدا ، الحياة لم تعطيك اي شيء مما رغبت به ، لا روزي سابقا ولا يوري الأن ...ولا حتى صحتك العقلية .

تلاشت ابتسامة سوهو ببطيء فقد ايقن لتوه ان تاي التمس جروحا حساسة لا يجدر بأحد تلمسها وخاصة هو من بين الجميع ...كل ما امكنه فعله الان هو التظاهر بأن كلامه لم يؤثر به عاد يبتسم بتكلف ففتحت البوابة اخيرا لينطلق تاي بسيارته الى الداخل .

احكم سوهو بقبضته على المقود بعنف متخيلا انه عنق تاي او ماشابه بينما يراقب عبوره المدخل عبر مرآة السيارة الجانبية فتمتم بحنق : سأجعلك تندم ،ستندم على تماديك معي بهذه الطريقة ... فأنت تصبح أسوء يوما بعد يوم .

فجأة لمح شخص يختبئ بين شجيرات الكثيفة المزروعة بطرف المقابل من الرصيف ...

تجاهله في بداية الأمر ظنا منه انه مجرد متسول او اي شخص يتصرف بغرابة ، اشاح بنظره عنه يستعد للإنطلاق لكنه سرعان ما توقف عن الحركة حين سمع صوت التقاط صورة بعدسة الكاميرا... رفع انظاره اليه مجددا فاختبأ الأخر بشكل خاطف .

ـ ما العنة الأن ؟

نبس سوهو بإستغراب بينما يترقب ذاك الغريب بحرص .

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن