البارت الخامس عشر

5.3K 192 100
                                    

نتاليا :
ما كنت افكر به بات صحيحا ، تايهيونغ يحب تلك الفتاة ، لقد كذبت تلك النظرات التي كانت تحملق بها في كل مرة تمر أمامه ، في كل مرة تحرك شفتيها لكي تتحدث كان هو يغرق في النظر إلى تفاصيل وجهها و يبحر في جو كلماتها .
أما هي فلا تختلف عنه في شيء هي مولعة به بشدة .
لقد كان يتظاهر طوال الوقت بأنه على وشك الزواج بي فقط لكي يغيظها و يحرك مشاعر الغيرة والغضب بداخلها ، أو بالأحرى لكي يختبر إن كانت تكن له مشاعرا هي الأخرة أيضا ، وقد نجح بالأمر ...فقد رأيته لتو يخرج من غرفتها مهرولا بينما يحاول ارتداء معطفه بسرعة للحاق بها ... لاشك في أنها قد غادرت بسبب تصديقها لهذه التمثيلية التي قمنا بها ، لا أفهم لما قبلت المشاركة بها إن كنت سأتألم هكذا . على أية حال يبدو أنني انا من عليها أن تغادر الأن و ليس يوري .. شكرا تايهيونغ على استغلالي و شكرا لك يا يوري على إفساد خطتي بالحصول على تايهيونغ ، يالها من فتاة محظوظة . .

يوري :
استيقظت صباح اليوم التالي ، فتحت جفناي المتورمتان بسبب كثرة البكاء بصعوبة .. نظرت نحو النافذة فبدت لي مختلفة عن نافذة غرفتي .هل لازلت في شقة تايهيونغ ؟ لا أعلم لما لا أستطيع تذكر أي شيء مما حدث أمس .. ولكن فجأة مرّ شريط سريع لأحداث البارحة على ذاكرتي ، فتوسعت عيناي لأتفوه بصدمة : إذا لم أكن أحلم !
هل ما حدث البارحة حقيقي ؟ تايهيونغ أعترف لي أنا ؟ لا يمكنني تصديق هذا . .
ولكن كيف انتهى بي الأمر هنا لما لا أتذكر ماذا حدث بعد ذلك الاعتراف .
" لا تغادري فأنا أختنق حين لا تكونين بالمكان الذي أتواجد به "
لوهلة تذكرت هذه الجملة فتسللت ابتسامة خجولة ثغري ..خبأت وجنتي بين كفي التي لاشك في أنهما محمرتان للغاية ... لا اصدق ان تايهيونغ قال لي ذلك الكلام ، لم اتوقع يوما ان بارد المشاعر ذاك سيقول شيئا رومانسيا كهذا ... ااااه انا سعيدة حقا ، قلبي يخفق بشدة أخشى أن يخرج من مكانه ، أشعر بفراشات تحلق فوقي ، إنه لشعور غريب ولكنه جميل . .

نهضت من فراشي وهالة السعادة تحلق حولي ، كنت أدندن ببهجة بينما أتحرك هنا وهناك بالغرفة أواجه صعوبة في كبح هذه الإبتسامة الغبية على وجهي ، نظرت نحو إنعكاسي على المرآة .. ان كنا قد اعترفنا لبعضنا الأن فماذا سيحدث لاحقا ؟ هل نحن نتواعد ؟ .
فجأة فتح الباب لأقفز فزعا و أسرع في إخفاء سعادتي وكأن شيئا لم يحدث ... نعم علي أن أخفيها كي لا يراها هذا المغرور أمامي الذي ينظر إلى الأن باستغراب . .
تحدث متعجبا : ما الذي تفعلينه عندك ؟ لما لم تخرجي من غرفتك ؟ تعالي لنتناول طعام الإفطار معا .
ترك الباب مفتوحا ليستدير مغادرا فوجدتها فرصة كي أسترجع سعادتي و حماسي مجددا : هذا الشخص الذي كان يقف هنا للتو.. قال أنه يحبني ، وهو الأن يطلب مني ان اتناول طعام الإفطار معه ... آه اشعر بالخجل .
ارتديت زوج النعال واتجهت مباشرة نحو الحمام .. قمت بغسل وجهي و أسناني .. خرجت من الحمام بعد ان انتهيت فلمحته يجهز طعام الإفطار بوضعه للصحون على الطاولة ... اختبئت خلفت الجدار احدق إليه خلسة ... استمر في تحليل سلوكاته و تعابير وجهه ... هل هو حقا تايهيونغ الذي أعرفه ؟ ام انه شخص اخر ؟ انه يبدو مختلفا بعض شيء ...هل تغير بعد ذلك الإعتراف ؟
" ما الذي تفعلينه عندك ! "
كانت جملته هذه هي ما أفاقتني من شرودي حين لمحني استرق النظر.. فأسرعت ألحق به لأجلس على الكرسي مواجهة له أحاول بجهد إخفاء توتري و إضطرابي .
تحدث بينما يوجه الملعقة نحو فمه : وجه منتفخ ، عينان متورمتان .. من يراك قد يظن انك أتيت من جنازة أحدهم .
بتعابير منزعجة أردفت : كل هذا بسببك ... لا تنسى أنك أنت من كان السبب في هذه الدموع .
نبس بينما يطأطأ رأسه نحو صحنه" أنا آسف "
طرفت عدة مرات بعدم تصديق ... لقد تأسف للتو غير معقول .
كان يتظاهر بانشغاله بالطعام حين قال : آسف لأنني تسببت في نزول كل دمعة من عينيك .
فغرت فاه دون ادراك مني أحدق اليه في دهشة ... اظن انه فعلا بدأ يتغير ، اصبح يعبر عن مشاعره بشكل مفاجأ غير المعتاد ... هذا رائع ولكنه مركب في نفس الوقت فقد اعتدت على لاذعة كلامه

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن