الفصل الثامن

4K 167 7
                                    


يوري :
فتحت عيني بتكاسل لأدرك أنه الصباح بعد أن لمحت ضوء الشمس المنبعث من النافذة في أرجاء الغرفة ، كان المكان غريبا بعض الشيء فإسترجعت ذاكرتي أخيرا  لأدرك أنني لا أزال في الفندق رفقة تايهيونغ أثناء رحلة عمل ...تبا يوم ممل أخر  ...صحيح ! تايهيونغ ترى هل إستيقظ هو كذلك؟ ...إلتفت ناحيته لألقي بأنظاري نحو سريره حتى أراه ..لكنه ليس هنا، ترى أين ذهب منذ الصباح الباكر ...رفعت عيني نحو الساعة القابعة على الجدار أمامي فتفاجأت : ماذا ؟ العاشرة  ؟! لما نمت لكل هذا الوقت !
نهضت من فراشي متوجهة نحو الحمام فلفت نظري صينية إفطار مجهزة فوق الطاولة ..إقتربت منها قليلا لأرى ماذا يوجد بها فلمحت ورقة بجانبها ..أخدت أقرئها : جهزي نفسك سنذهب إلى الشاطىء اليوم ..سأتي بحلول العاشرة .
شعرت بسعادة غامرة لأنني لن أبقى محبوسة في الفندق و سأخرج أخيرا من وأستنشق بعض الهواء العليل ..سنذهب إلى شاطىء بوسان الذي أحبه كثيرا.
سرعان ماتلاشت تلك الإبتسامة فورا حين تذكرت أنها العاشرة بالفعل وأنا لم أجهز نفسي بعد ...اللعنة يجب أن أسرع قبل أن يغير رأيه.
فور ما إنتهيت من إرتداء ملابسي .. دخل الغرفة بغتة قائلا : ألم تتجهزي بعد ؟
كنت أعدل من خصلات شعري بحركة سريعة بينما أنظر إليه قائلة : كلا أنا جاهزة .
رفع حاجبه بحيرة : غريب أمرك ..سعيدة كالأطفال بذهابك للشاطىء.
أمسكت حقيبتي و إرتديت حذائي بينما أحدثه : سبق و أخبرتك في الطائرة أنني أحب بوسان كثيرا ..لذلك أنا سعيدة أخيرا لأنني سأخرج و أرى شوارعها.
أخد يعكر صفو جوي بينما يسبقني بالخروج : لا تتحمسي كثيرا ، فنحن لن نتأخر.
لحقت به ثم صعدنا إلى السيارة لحضات حتى ركن سيارته بجانب الشاطىء ...خرجت متلهفة أبتسم بسعادة بينما أمد دراعي بعفوية أستنشق الهواء بشغف : آه كم إشتقت لهذه الأجواء .
إرتدى نظارته الشمسية ثم سبقني ببضع خطوات يتمشى نحو البحر .
طوال الوقت كنا نتمشى بجانب البحر منفصلين فهو يسبقني ببعض الخطوات بينما أنا أستمر باللحاق به كفتاة صغيرة  ...ماخطبه يتجاهلني بهذه الطريقة لما أتى معي أصلا كان عليه أن يبقى بالفندق إن كان سيتمشى بمفرده.
طرقت برأسي فكرة شيطانية فأخدت أرشه ببعض مياه البحر قصد إزعاجه .
إلتفت نحوي منزعجا بعد أن شعر بها تلامس بجسده فأردف بغضب : هل أنت مجنونة ؟ أنت تبللين ملابسي .
هتفت بسخرية : أوه أسفة سيدة تايهيونغ أفسدت جاذبتيك و ملابسك الأنيقة ...أنت في الشاطىء كيف لك أن لا تتبلل بالمياه ..هل أتيت لعرض أزيائك أم ماذا ؟
أمال برأسه مستنكرا : لسانك أصبح طويل جدا ،يبدو أنك تريدين بعض المزاح الثقيل أيضا..
بمجرد أن أنهى جملته تلك خطى نحوي مقتربا فبدأت بالركض فورا خوفا من أن يفعل أي شيئا كنت أضحك على شكله و أصرخ هربا كالمجنونة بينما هو يستمر بالركض خلفي وقد عرقلته تلك الرمال من الوصول إليّ قائلا : توقفي ..إلى أين ستذهبين بركضك هذا ؟ ليس وكأنني لا أستطيع إمساكك ...تعالي إلى هنا يا ذات اللسان الطويل لما تهربين كالجبانة .
هتفت من بعيد بينما ألتفت نحوه : لست غبية لكي أتوقف ...إلحق بي إن إستطعت .
زاد من سرعته أكثر بعد أن سمع كلامي فلحق بي أخيرا وقد أسمك بدراعي يوقفني بينما أنا أستمر بالضحك على حاله .
كان ممسكا بدراعي يلهث بتعب ثم سرعان ما تلاشت ضحكتي تلك حين تقابلت أعيننا بشكل مفاجأ ... ساد الصمت بشكل غريب بإستثناء صوت تلك الأمواج الهادئة و قربنا من بعضنا بهذه الطريقة  ترك المجال لأعيننا بأن تتواصل ...أستمر بالتحديق به دون إدراك مني حتى أنني أفقد السيطرة عن نفسي لا أقدر على إشاحة وجهي ...هو ينظر إلي بنفس الطريقة أيضا يستمر بتحريك حدقتيه بين خاصتي ..إنه شعور غريب ...جميل وغريب ، عيناه رغم أنها دائما ما تتطاير منها شرارة الغضب و الكره الحقد و الخبث ولكن لمعانها و جوفها يخبرني أن من يقف أمامي شخص ذو مشاعر جياشة و قلب صافي...
أشاح بنظره و أبعد يده الممسكة بي قائلا : توقفي عن التصرف كالأطفال ولنجلس قليلا.
تربع على تلك الرمال بعشوائية ..فجلست بجانبه بعد أن إستطعت إيقاظ نفسي من الشرود أخيرا.
مرت بذاكرتي ليلة البارحة حين غفى بين أحضاني بعد أن تفوه ببعض الكلام الغريب فسألته بينما أحدق بالمد و الجزر : ألا تتذكر ليلة البارحة ؟
نظر إلي مستغربا : ماذا فعلنا ليلة البارحة ؟ لقد كنت ثملا و ....أيعقل أنه حدث شيء ما بيننا ؟؟
نظرت إليه بإمتعاض : بحقك ! هل هذا كل ما خطر ببالك ؟ ليس وكأنني سأسمح بحدوث هذا أصلا .
إقترب من وجهي بشكل مفاجأ وبنبرة لعوبة أردف : لماذا قد لا تسمحين بحدوث ذلك ؟ ألست جذابا بالنسبة لك ؟ لدي وجه وسيم و جسم مثالي كما أنني شخص غني جدا ...ألا تعلمين أنني حلم كل فتاة بكوريا ؟
أبعدت وجهي بإرتباك ثم أجبته بسخرية : غرورك يفيض عن كأسه ...توقف عن مجاملة نفسك ودعني أرجع إلى الموضوع....ألا تتذكر تفاصيل تلك الليلة ؟
ضحك ساخرا : تتحدثين و كأن شيء قد حدث حقا ...ماذا حدث البارحة أنا لا أتذكر ، تكلمي !
استرسلت مباشرة : لقد تفوهت ببعض الكلام الغريب ...قلت أن إدوارد قتل عائلتك ...هل هذا صحيح ؟ ان كان صحيحا لما فعل ذلك؟
تلاشت ابتسامته دريجيا ليشيح بنظره بعيدا عني وقد طغى الإنزعاج على تقاسيم وجهه : متى تحدثت بهاذا الهراء.
قلت مشيحة ببعض الخصلات عن وجهي بسبب الرياح التي هبت فجأة : أجل ..لقد تحدثت بشأن أمر كهذا وقلت أنه يريد قتلك أيضا ...لماذا ؟
إنتفضت بفزع حين صرخ في وجهي بغضب : لما تسألين ؟ لا شأن لك ...من تظنين نفسك لتسألينني سؤال كهذا ؟ هل تظنين أنك شخص قريب مني لتتدخلي فيما لا يعنيك ؟
صمت قليلا ليضيف : عليك أن تنسي كل ما سمعته ...إمسحي ذاكرتك إن إستطعت لا تتفوهي بمثل هذا الكلام أمامي مرة ثانية .
أنهى كلامه ذلك بعد أن أفرغ كل غضبه بوجهي ..فرن هاتفه مقاطعا تلك الهالة الغير مريحة التي تكونت فوقنا ..
تحدث على الهاتف بينما أسمعه : مرحبا ليسا ما الأمر؟
صمت لوهلة وقد تغيرت ملامحه للدهشة قاطبا حاجبيه : هدئي من روعك وتحدثي ببطيء ... ما الذي تقصدينه بأنك قد أفسدت صداقتنا ؟ ماذا حدث بينك وبين جيمين تحديدا ؟
صمت لوهلة منصتا لحديثها ثم أردف : حسنا حسنا..توقفي عن البكاء ..سأعود لسيول و سنتحدث وجها لوجه.
أغلق الخط ليفرك صدغه بشرود ...كنت أريد سؤاله عن الأمر و لكنني تذكرت إنفعاله قبل قليل حين تدخلت بشأؤونه و سألته بشأن ادوارد ..لن أسأله مجددا.
وقف من مكانه وكم بدى الغضب واضحا على وجهه ليقول : حسنا أعتقد أنه علينا العودة الأن إلى سيول ...ليسا وجيمين قد حدث أمر ما بينهما ، أعتقد أنها قد اخبرته بأنها تحبني وجيمين يشعر بالخيانة الأن كثيرا وهاهي ذا تتصل بي وتبكي بحرقة قائلة أنها أفسدت صداقتنا ...علي أن أصلح الأمر.
أردفت قائلة ببرود: حسنا  أعتقد أنه من الأفضل أن نذهب .
مشيت بخطوات سريعة أسبقه فسمعته يسألني : هل أنت غاضبة لأننا سنغادر الشاطىء بهذه السرعة ؟إن كنت تريدين البقاء أكثر سأتصل بهونغجو (أحد رجاله) ليبقى برفقتك لمدة أطول بعدها تعودان إلى سيول معا .
نفيت برأسي قائلة : كلا لا أريد ذلك .
__________
جونغكوك :
كنت رفقة صديقي سوهو بمنزله وقد وقفت للتو قصدا لأغادر المنزل : حسنا سوهو أعتقد أنني سأغادر لدي مناوبة مسائية .
ودعته ثم خرجت عبر الباب و إذا بي أتسمر مكاني مندهشا حين رأيتها ...إنها يوري نفسها تترجل من سيارة قد ركنت للتو أمام البيت ..غير معقول ما الذي تفعله هذه الفتاة هنا.
خطوت خطوة للأمام قصد الذهاب إليها ولكنني تسمرت مكاني مجددا حين رأيت ذلك المحتال برفقتاها ينزل من نفس السيارة ، ذلك الشخص الذي كنت أخشى وبشدة أن تكون يوري على رابطة معه .. تايهيونغ بحق الجحيم ما الذي تفعله يوري برفقتك .
لاحظت أنها لمحت وجودي للتو وهاهي ذا تبدو منصدمة للغاية فقد توقفت عن الحركة بل عن رمش حتى ...تقدمت نحوها بخطوات سريعة فبدأت تشعر بالتوتر أكثر وقفت أمامها قاطبا حاجبي بحيرة : يوري ! ما الذي تفعلينه هنا بالحق الجحيم .
تمعنت بوجهي بحدقتيها المندهشتين ثم إختلست بعض النظرات نحو تايهيونغ الذي يقف بعيدا عنا ينظر إلينا بعدم فهم ...إبتلعت ريقها بإرتباك قائلة : جونغكوك ، يالها من مفاجأة أن أراك هنا.
صمت لوهلة أحاول ربط الأحداث وكأن شرارة كهربائية قد صعقت دماغي تنبهني بما يجري حولي  ..علاجها لتايهيونغ بعيادتها ، ذاهبها لحفل عيد ميلاده و الأن أجدها برفقته أمام منزله ؟ ...أيعقل أن ما أفكر به صحيحا ؟ هل هو زوجها ؟!
ساد الصمت بيننا لوهلة لأسأل بإستنكار : هل ما أفكر به صحيحا ؟ أيعقل أن تايهيونغ هو زوجك الذي تحدثت عنه سابقا ؟ ولهذا السبب تنزلين من سيارته و أمام بيته ؟ أرجوك أخبريني أنني أتفوه بالهراء يوري .
خفضت عيناها هروبا من حديثي الذي أشعر أنه أقرب للحقيقة فعلا فتدخل صوت تايهيونغ القادم نحونا بخطوات واثقة بيننا يضع كلتا يدي بجيب بنطاله : أجل أنا هو زوجها أيها الضابط جونغكوك ... يالها من مفاجأة أن أراك بمنزلي ..ترى ما سبب زيارتك هذا أتمنى أنك لست هنا من أجل التحقيق بقضية إختفاء يوري مجددا..فالأمر قد إنتهى على ما أعتقد.
إلتفت نحوه وقد إستشعرت هالة تبجحه تلك التي تصيبني بالإشمئزاز .. أردفت بنبرة حازمة : أتذكر أنك قد قلت لي يومها حين قمت بإستجوابك ...أنك لم ترى يوري أبدا ..وها هي ذا تنزل من سيارتك و أين ؟ أمام بيتك بالضبط بداخل ملكيتك ..كيف لك أن تفسر لي هذا الأن ؟
إبتسم هازئا ليجيب : صحيح ...لقد كذبت في ذلك اليوم وكانت لدي أسباب خاصة لفعل ذلك ..لست مضطرا للتفسير حضرة الضابط ..الأن بعد ان أصبحت زوجتي وانتهت قضية اختفائها ..لست مجبرا بإخبارك بأي شيء .. أليس هذا صحيحا ؟
قطبت حاجبي متشككا : هذا يجعلني أشك بعلاقتكما بشدة ..خاصة أنت سيد تايهيونغ ، أنت شخص لا يُثق به .
تحدثت يوري مهدئة للجدال الذي على وشك البدأ بيننا : جونغكوك ...فالنتحدث بمفردنا.
هتف تاي بصوت حازم وكأنه يأمر طفلة صغيرة : لا وجود لحديث بينكما يوري فالندخل إلى المنزل الأن !
رمقته بغضب لتسرع يوري بالتدخل : تايهيونغ إنه صديقي ..لن يتخطى الأمر أكثر من عشر دقائق أرجوك كن متفهما و دعنا نتحدث بمفردنا سأعود قبل أن تنقضي العشر دقائق ..أعدك .
غريب ما يحدث بينهما لما يعاملها بهذه الطريقة ولما هي تبدو خائفة منهزبهذا الكل...بدى لي أنه إقتنع بكلامها أخير ليردف مخاطب لها بتحذير : خمس دقائق لا أكثر .
دخل المنزل بعد جملته تلك ليتركنا أنا ويوري القلقة بمفردنا في الحديقة أخيرا .
أمسكت بدراعي تجرني بعيدا عن المدخل و الخدم اللذين يستمرون بالتجول في المكان ..وقفنا تحت ظل أحد الأشجار في الحديقة ...فتنهدت قائلة : حسنا الأن يمككنا التحدث بأريحية ..
قاطعتها قائلة : أخبريني بحق الأرض لما تزوجت به هو من دون الجميع  ؟  ما الذي حدث لعقلك يوري ...ألا تعرفين من يكون ؟
يوري :
ها هو ذا جونغكوك يأخد جولة أخرى بتوبيخي مرة ثانية ما الذي علي قوله له ليس و كأنني تزوجته فعلا ..ليس و كأنه إختياري يا جونغكوك.
أجبته بعد أن عضتت على شفتي السفلية بنفاد صبر : جونغكوك ..كم مرة علي إخبارك أننا قد أحببنا بعضنا فتزوجنا وانتهى الأمر .
نفى برأسه ساخرا : بعد أن رأيت طريقة معاملته لك تريدين مني تصديق هذا ؟ هل تعتقدين أنني رجل غبي لأصدق أنك أحببت شخصا بين ليلة وضحاها ثم تزوجته من  دون اخبارنا حتى ؟! أنا لن أصدق أمرا كهذا يوري لن أصدق .
تفاجأت به يمسك بيدي وبنبرة مترجية قال : يوري ..أنت شخص عزيز علي أخبريني بما حدث معك... أخبريني بالحقيقة ، حقيقة زواجك ..ما الذي دفعك للزواج به فجأة..سأساعدك ..أعدك أنني سوف أقف إلى جانبك لأخر لحظة.
نظراته إلى وطريقة تمعّنه بعيني مترجيا هكذا تجعلني أشعر بأن جونغكوك ...ربما يكن لي المشاعر ، ألهذا يتصرف بهذه الطريقة و يرفض هذا الزواج بشدة
..سألته بينما أبادله نظراته المترجية تلك : لماذا ؟ لماذا أنت مهتم بي بهذا الشكل المبالغ ؟ 
هتف من دون سابق إنذار بنبرة عالية قد تجعل من كل الخدم يلتفتون إلينا : لأنني أحبك يوري .
تجمدت بمكاني وقد تجمدت ملامحي أيضا ..حتى أن جفون عيني قد شلت وأبت أن تطرف من شدة الصدمة ..كنت لا أزال أحدق به أنتظر إنكاره للأمر ولكنه أردف بنفس النبرة مجددا : أنا أحبك منذ وقت طويل ..وقد كنت على وشك الإعتراف لو لا ذلك الزواج التافه الذي أفسد كل شيء ... لو لا ذلك المحتال الذي ظهر بطريقي فجأة ...لا أستطيع تقبل الأمر مطلقا .
لا أصدق ما أسمعه ..تفكيري كان بمحله ..جونغكوك يحمل مشاعرا اتجاهي و منذ وقت طويل ؟ ولكنني أتذكر بقوة  حين رفض إعترافي له بالثانوية و كذلك كثيرا ما يكرر كلامه كونه يعتبرني مجرد صديقة مقربة ...هل تغير كل شيء الأن؟ هل تغيرت مشاعره فجأة ؟ ولكن بعد أن فات الآوان ..أنا لم أعد أشعر بالحب إتجاهه... إنه شخص عزيز على قلبي و مقرب لي كثيرا كما أنه سند لي وكثيرا ما كان يساعدني و يقف إلى جانبي بأصعب الأوقات ...ولكن مشاعري قد تغيرت أيضا ..أعتقد أننا قد تعاكسنا ...أصبحت مشاعرنا عكس بعضها ...للأسف.
كنت على وشك التحدث لولا ذلك الصوت الذي قد ظهر بيننا قائلا : أعتقد أنك قد تأخرت كثيرا  سيد جونغكوك ...إعترافك هذا لن يجدي نفعا ...فصديقتك العزيزة زوجتي الأن لم يعد هناك مجال للترحيب بمشاعرك.
أمسكتُ بدراع جونغكوك مستوقفة فقد لاحظت أنه على وشك الإنفجار ليقول بحنق: لا تتدخل بيننا .
أردف تايهيونغ بنبرة باردة : كيف لي أن لا أتدخل و أحدهم يعترف لزوجتي أمام منزلي ؟
هتف جونغكوك محاولا التحكم برباطة جأشه : أعلم أنك قد فعلت شيئا ما لتجعلها تتزوجك منك ...لهذا أعدك أنني سأكتشف هذا الأمر عاجلا أم آجلا و سوف أعمل جاهدا لأجمع الأدلة بخصوص جرائم الإحتيال التي إرتكبتها وكل الأعمال الغير قانوية ..سأحرص على إدخالك السجن بيدي هاتين سيد تايهيونغ ...لا يزال إسمك مسجلا بخط عريض على قائمتي.
أردف تاي ساخرا : هدئ من روعك أيا الضابط هل تريد فعل كل هذا من أجلها ؟ لقد بدأت أصدق بأن حبك ومشاعرك حقيقة و صادقة ..هذا مؤثر .
تدخلت قائلة بنبرة إستياء : هذا يكفي .. أرجوكما ..جونغكوك إذهب أرجوك ..لا أريدك أن تتدخل بشؤوني بعد الان ..إمضي قدما ولا تهتم بي سأكون بخير .
قلت هذا وكم كان قلبي يتمزق إلى أشلاء .. أردت ردعه و التحدث بقسوة فقط أمام تايهيونغ حتى لا يتصرف بتهور ويقوم بأذيته .
كان جونغكوك ينظر إلي منصدما مما قلته وقد ظهرت تعابير الإستياء و الصدمة على وجهه .
إبتسم وكم استشعرت ان ابتسامته استنزفت كل طاقته ليعدل من وقفته مجابها  لي قائلا : حسنا يوري ..كما تريدين .. أعتقد أنني قد خسرتك وعلي الإنسحاب فقط تذكري أنني دائما و أبدا إلى جانبك ..ولأن سأذهب إعتني بنفسك جيدا ...فقط لا تنخدعي بتصرفات هذا المحتال واتصلي بي متى كنت بحاجة للمساعدة.
غادر جونغكوك بعد أن ألقى علي تلك الكلمات التي أصابت أوتار حساسة بقلبي وكم أصابني الحزن بسبب تعابير وجهه و ما قلته له .
كنت أقف دون حراك بينما تايهيونغ ينظر إلي : ألن تدخلي إلي البيت ؟ أم أنك لا تزالين حزينة لأنك رفضت مشاعره ؟
جلست على الأرض بوهن غير مصدقة ما حدث معي للتو .. لا أصدق أن جونغكوك قد اعترف لي و رفضته قائلة ان لا يتدخل بشؤوني ..كان هذا قاسيا جدا ..إنه لا يستحق هذا مطلقا.
غادر تايهيونغ بعد أن رآني أجلس على الأرض دون أن يقول كلمة أخرا ، يبدو انه استشعر حزني الشديد فرفض إزعاجي ...لحظات حتى جاءت خادمة لتقف بجانبي قائلة : لقد تم إرسالي من طرف السيد تايهيونغ قائلا أن أساعدك في أي شيء تريدنه.
سألتها : إلى أين ذهب ؟
أجابت فورا  : لقد صعد لغرفته وغير ملابس ثم  قال أنه سيذهب لمنزل الأنسة ليسا  لزيارتها نظرا أنها ليست بحال جيدة  .
______
صعدت إلى غرفتي أخدت حماما دافئا وكم كان التفكير يشغل بالي بشأن جونغكوك ، أشعر بالحزن شديد و أكبح دموعي بشدة لا أريد أن تسيطر علي تلك الهالة البائسة ..أشعر وكأنني قد حطمت قلبه وتركته يغادر ببساطة دون مواساته ..
انتشلي من تفكيري صوت طرق الباب فتحدثت : تفضل .
فتح الباب لتظهر نايون تطل برأسها بحِرص قائلة : أخي ليس هنا أليس كذلك ؟
اومأت برأسي قائلة : نعم تفضلي بدخول نايون .
دخلت لتغلق الباب خلفها ثم تقدمت لتجلس بجانبي على حافة السرير وقد تلاشت إبتسامتها بعد أن تمعنت بتقاسيم وجهي : مابك ...لما تبدين حزينة ؟
نفيت برأسي مبتسمة : لا شيء ...فقط مزاجي سيء هذا اليوم .
قوست شفتيها مواسية : حقا ؟ لما لم تخبريني أنا خبيرة في إسعاد الأخريين و تغيير مزاجهم ..
سألت بفضول : همم حسنا كيف تفعلين ذلك ؟
إبتسمت بخبث وقد ضاقت عيناها وكأنها تفكر بفكرة شيطانية : حسنا لدي فكرة عظيمة قد تغير من مزاجك العكر هذا و بنفس الوقت تساعدينني في تحقيق أحد الأمنيات لدي .
أردفت بفضول : حسنا تفضلي ماذا يدور برأسك ؟
تحدثت بنبرة خافتة متحمسة : لنذهب إلى الملهى الليلة ما رأيك ؟
رفعت حاجبيه بدهشة : ماذا الملهى ؟
أومأت برأسها تمسك بيدي تحفزني : نعم الملهى ، صدقيني سنستمتع كثيرا ..و سيتحسن مزاجك أيضا ..سنرقص بكثرة إلى أن تتألم أقدامنا ...هيا يوري أرجوك لا ترفضي .
قلت بقلق : ولكن نايون تعرفين أخاك .. لن يقبل بهذا مطلقا.
رفعت حاجبها الأيسر ساخرة : من قال أننا سنخبره أصلا ...سنهرب لن نخبر أي أحد سوف نتسلسل خلسة ونحرص على أن يرانا أحد من أفراد العائلة ولا حتى الخدم .
تحدثت بنبرة حزينة : ولكن تايهيونغ سوف يغضب بشدة حين يعود إلى المنزل ولا يجدني.
هتفت ساخرة : يوري بحقك ألم تخبرك جدتي ؟ لقد إتصل قبل قليل وقال أنه سيبيت عند ليسا لأنها مريضة ..لقد سمعت أنها أصيبت بالزكام بالإضافة إلى أنها في حال سيئة بسبب مشاجرتها مع جيمين.
ماذا ؟ سيبيت عند ليسا ؟! يال الوقاحة ..  كيف له أن يبقى بمنزل فتاة أخرى رغم أنه شخص متزوج .
حدقت إلي نايون في صمت ثم قالت : أه أسفة ربما هو تعمد عدم إخبارك كي لا تغضبي ..ولكن لا تقلقي أعلم أن تايهيونغ لا يمتلك أي مشاعر تجاه ليسا فهو يعتبرها مجرد صديقة أو بمثابة أخت له ..لأنها كثيرا ما كانت تأتي إلى منزلنا في الصغر و تمرح برفقته ...أهلها قد توفيا فتكفلت جدتي بتربيتها و الإعتناء بها لأنهما أقربائها .. وعندما كبرت اشترت لها جدتي شقة خاصة فليسا أرادت أن تعيش بمفردها ...ثم توظفت بشركة أخي ...بالرغم من أن تايهيونغ كثيرا ما ينزعج منها ولكنه يشعر بالمسؤولية اتجاهها دوما فعندما تمرض يذهب إليها حتى و إن كانت بمزاج سيء يذهب إليها و يبقى برفقتها إلى أن تتحسن ..هو يعتني بها دوما حتى لا تشعر أنها وحيدة... أليس أخي رائعا ؟!
تشه ..هو يفعل كل هذا إتجاه تلك المدعوة ليسا فقط ..أنا لم أرى هذا الجانب منه قط ، على أية حال بما أنه قد ذهب إليها لن ابقى هنا أيضا ، فأنا أشعر بالحزن أيضا ..أشعر ببعض الإكتئاب و أرغب بالترفيه عن نفسي قليلا ...سأذهب رفقة نايون ولن أكترث به مثلما يفعل هو ...فهو الأن برفقتها وسيبقى برفقتها طوال الليل ...سأذهب إلى الملهى إذا.
إلتفت نحو نايون بعد أن سرحت بالتفكير : حسنا نايون ..هل يسمح لك بالدخول إلى الملهى ؟
أومأت برأسها : لا تقلقي ..سأصبح في العشرين من عمري قريبا ... كما أن صاحب ذلك الملهى هو والد حبيبي  ..سيسمح لي بالدخول فور رؤيتي .
رفعت حاجبي بدهشة : لا أصدق ..أنت خطيرة فعلا ..نسخة أنثوية من تايهيونغ.
ضحكت مستلطفة : حسنا يمكنك القول أنني اتعلم منه ..فدائما ما أسمع عما يفعله من جدتي ...على أية حال يبدو أنك قد وافقتي على الذهاب ...أراك إذا عند ساعة التاسعة ..إرتدي أفضل ماعندك و والنذهب لقضاء وقت ممتع.
غادرت الغرفة متحمسة بعد أن تركت تلك الإبتسامة على شفتي فهي طريفة جدا حتى طريقة تحدثها تجعلني أشعر بالإيجابية ..حسنا لقد وافقت على ذهاب إلى الملهى و أرجو أن يمر ذلك على ما يرام ...من يكترث أصلا ، هو بمنزل فتاة أخرى يستمتع بوقته لست مجبرة على تقييد نفسي مادام ليس موجودا بالبيت
_____
وصلت الساعة التاسعة وقد تناولنا العشاء رفقة الجميع ثم صعدت انا و نايون متظاهرين بأننا نشعر بالنعاس وسوف ننام ...دخلت غرفتي ثم إرتديت فستان اسود و رفعت شعري للأعلى بإستثناء بعض الخصلات التي تركتها منسدلة ...فتح باب غرفتي قصد الخروج لأجد نايون تقف عن عند الباب تهمس بحماس : بسرعة ..هيا بنا .
بمجرد أن انتبت لمظهري فتحت فمها : ياللروعة ..زوجة أخي أنت تبدين في غاية الجمال أخشى أن يخطفك احدهم فأتسبب في إنفصالكم انت و اخي .
أضافت بينما تراقب الرواق : حسنا أظن أن جدتي بغرفتها تغط في النوم ..أما عمي و زوجته فقد خرجا معا قبل قليل ...ولكن سوهو لا أعرف اين هو ..فقط لنسرع بالخروج قبل أن يرانا أحد
أردفت : ولكن مهلا ..كيف سنصل إلى هناك ؟ألديك رخصة سياقة ؟
إبتمسمت بفخر : لا تقلقي لقد طلبت سيارة أجرة وهو هي تنتظرنا بالخارج .
____
بالفعل نجحت خطة هروبنا من المنزل..صعدنا لسيارة الأجرى فتوقفت بعد دقائق أمام الملهى وكم كان الحشد كبيرا .
إسترسلت محدقة بالمكان : لما كل هذا الكم الهائل من الحضور؟!
أجابت : إنه ملهى مشهور بالمدينة ..ألا تعرفينه ؟
نفيت برأسي قائلة : لم أذهب لملهى ليلي من قبل ...إنها أول مرة .
امسكت بيدي تجرني نحو المدخل : إذا هي المرة الأولى لكلينا فالنستمتع بوقتنا معا .
____
نايون :
اخيرا حققت أمنيتي ودخلت إلى الملهى ..أتمنى أن أجد حبيبي لوكاس هنا  فتكتمل تلك الأمنية على أكمل وجه ..
لقد ذهبت يوري للجلوس بأحد المقاعد أما أنا فأستمر بالرقص وكثيرا ما دعوتها لكنها ترفض بشدة ...لقد شربت حوالي اربع كؤؤس منذ وصولنا .. و أنا قلقة كثيرا بشأنها يبدو أن هناك أمر ما يشغل بالها ..تبدو منزعجة و حزينة ...أتمنى ان لا يكون الأمر بسبب مبيت تايهيونغ عند ليسا ...
إلتفت لأكمل الرقص وفجأة ظهر أمامي لوكاس قائلا : أنت هنا ؟!
إحتضنته بلهفة ثم هتفت بسعادة : أجل ..لا أصدق أنك قد أتيت أيضا  ..الشكر لوالدك لأنه سمح لي بالدخول ..حسنا بما أننا هنا معا فالنستمتع .
أخد يرقص برفقتي قائلا : لا تقولي لي أنك هربت من المنزل فأنا أعلم أن أخاك لن يسمح لك بدخول ملهى .
أومأت بإنزعاج لكن سرعان ما تحولت إلى إبتسامة : ولكن ألا تعرف من تكون نايون ؟ لقد خططت لذلك عزيزتي.
همس بأذني مقتربا : أعلم أن حبيبتي خطيرة وذكية والأن إستمتعي بوقتك ..فالمكان لك ...إنتظري هنا سأعود بعد لحظات.
واصلت الرقص قائلة : حسنا ...لا تتأخر . غادر لوكاس ثم
إلتفت نحو يوري لكي ادعوها للرقص مجددا ولكنني توقفت فجأة حين لم أرها تجلس بمكانها : أين هي ؟ ترى إلى أين ذهبت ؟
إتجهت نحو ذلك المكان ..حقيبتها لا تزال بمكانها ولكن هي ليست هنا ولا بالأرجاء ...
إلتفة يمينا و يسارى ..اتجهت نحو الحمام ولكن إنها مختفية ...بحقك يوري أين ذهبت ؟!
أخيرا لمحتها .. لقد كانت تترنح بثمالة ركضت نحوها كي أوقفها ولكن قبل أن أصل رأيت أحدهم يمسك بمعصمها يجرها نحو الأعلى.. الأعلى ..حيث يوجد ...الغرف ...يا إللهي إنها بورطة.
ركضت مسرعة نحوها فأمسكت بدراعها أوقفها : يوري إلى أين تذهبين أفيقي .
إلتفت إلي تتحدث بثمالة : آه نايون أنت هنا ..كنت أبحث عنك.
صرخت بوجه ذلك الرجل الذي يجرها نحو الأعلى : أتركها إلى أين تأخدها .
توقف وقد هتف بإنزعاج : ماشأنك أنت ..أغربي عن وجهي !
عاد يجرها بينما ألحق بهم أحاول إيقافهم : قلت لك توقف .. إنها زوجة أخي ما الذي تفعله .
إستفاقت يوري أخيرا لتتوقف مكانها تحاول إفلات يدها : أتركني أين تأخذني أيها الأحمق ..أنا لا أعرفك حتى .
أردف مخاطبا لها : ألست أنت من أراد هذا ؟ لقد نمتِ على كتفي ..لنذهب و نستمتع قليلا.
شعرت بالقلق كثيرا مما قد يفعله هذا الرجل المنحرف الثمل أيضا ..إنه يصر على أخد يوري معه .. ما الذي علي فعله الأن ..تبا
..عدت أتبع يوري و ذلك الرجل ..وقد أدخلها أحد الغرف لأسرع وأمنعه عن إقفالها قائلة بغضب : توقف ! أيها السافل قلت لك دعها تذهب قبل أن أتصل بالشرطة.
أخدت يوري تدفعه بعيدا لتركض خارج الغرفة لكنه أمسك بها مجددا وعاد بها نحو الغرفة رأيت امامي قارورة زجاجية أخدتها وحطمتها على رأسه ليسقط متألما ..امسكت بيد يوري وخرجنا مسرعين نفر هربا ...لكن إثنان من رفقائه قد وقفا بطريقنا يمنعاننا من الهروب . .. أمسكو بنا يقومون بإعادتنا نحو الغرفة حيث يجلس ذلك الرجل متألما ..
قام بإغلاق الباب عنا ليقف ذلك الرجل قائلا : لقد تجرأتما وقمتما بضربي ..سألقنكما درسا إذا.
بدأ يقترب من يوري شيئا فشيئا بينما هي تعود للوراء خوفا فأمسك بها وهي تحاول إبعاده بقوة ..وفجأة فتح الباب على مصرعيه كاد يسقط متحطما ...ليظهر شخص لم أكن أتوقعه أبدا ... إنه أخي يقف هناك يحدق إلينا بغضب و قد ركض بإتجاه ذلك الرجل المنحرف ليلكمه على وجهه بقوة فأسقطه أرضا ...إعتلاه وبدأ بلكمه وضربه بشراسة حتى نزف الأخر وقد تورم وجهه بالكامل ..واصل ضربه إلى أن تدخلت قائلة بقلق : تايهيونغ أرجوك توقف .. ستقتله .
واصل لكمه بينما لأخر لايتحرك مطلقا : كيف تتجرأ على الإقتراب منهما أيها السافل اللعين .
توقف أخيرا ليقف بوهن ينفض بيده التي صارت تألمه ..ثم ضرب تلك الطاولة أمامه بقدمه بعنف قائلا : تبا !!

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن