البارت الحادي عشر

4K 160 17
                                    

لا تنسو التفاعل 

قراءة ممتعة :

بعد ربع ساعة من مغادرته سمعت صوت محرك سيارة قد توقف امام المنزل وقفت لألقي نظرة عبر النافذة لأرى ان كان جونغكوك صاحب الضجيج ام لا ... ولكن .أجفلت ، لقد أجفلت حين رأيت تلك السيارة .. اجل اعرفها جيدا ، سوداء ذات طراز أجنبي ...انها سيارة تايهيونغ بحد ذاتها ، لم اكن أتوقع أنه سيأتي إلى هنا أيضا ... بل كيف علم مكان منزل جونغكوك ؟...أيعقل أنه يعلم بوجودي هنا ؟ أم أنه قد جاء ليسأل جونغكوك عني . صحيح تذكرت ... ليسا ...لقد كانت هنا قبل قليل ربما هي من أخبرته بوجودي هنا ..اللعنة.. يا إللهي ما العمل الأن ، هل أتى لكي يجبرني على الذهاب إلى الإنجلترا مرة أخرى ؟ هو بالتأكيد لن يتركني و شأني بهذه السهولة . أخشى ان يلتقي بجونغكوك عند عودته .خرج من سيارته ببطىء وانتزع نظاراته بملامح باردة حازمة كان يحدق بالمنزل بكل تركيز ...اختبئت فورا خلف الستارة خوفا من ان يلمحني ... فأنا بتأكيد لن أفتح له الباب ولكن ما العمل ؟ ماذا لو بقي هنا حتى وصول جونغكوك ... قد يحدث أمرا أسوء.رن الجرس لأنتفض من مكاني بذعر ، اللعنة انه مصِّر ..هل علي ان فتح الباب و اطرده ام اتظاهر بأن لا احد موجود بالمنزل ولكن ماذا لو عاد جونغكوك وقام بتهديده او شيء من هذا القبيل ...جونغكوك اكثر رجل عنيد رايته في حياتي و تايهيونغ لا يختلف عنه .اصبحت أسيرُ ذهابا و ايابا اقضم اطراف اصابعي بتوتر .. ولكنني قررت أخيرا ان اخرج و اتحدث اليه واطرده قبل وصول جونغكوك انه الحل الأمثل...اتجهت نحو الباب وقد مددت يدي المرتجفة نحو المقبض ببطئ بينما أحاول تهدئة نفسي ... فتحت الباب وقد رفعت عيني نحو الكيان القابع أمامي مبتسما .قلبي بدأ بالنبض بشدة حين رأيته هل لأنني أشعر بالخوف ...أم شيء أخر ؟نظر الي مبتسا ابتسامة جانبية ليردف : مرحبا زوجتي العزيزة .ابتلعت ريقي أحاول تفادي النظر نحو وجهه واتخدت وقتا لأنبس : ما الذي تفعله هنا ؟لم يجب على سؤالي لأضيف بحزم : عليك ان تغادر فورا قبل عودة جونغكوك .طرف بجفنه متظاهرا بالبلاهة : و ماذا إن عاد ؟ هل تخشين علي منه ام العكس ؟تحدثت بجدية رغم بنبرته الهازئة تلك : تاي ارجوك إذهب .. لا داعي لكل هذا .هز كتفيه قائلا : غريب هل تطردين زوجك بهذه السهولة الن تستقبلينني لنتحدث قليلا ؟بمجرد ان انهى كلامه خطى خطوة للداخل دافعا بجسدي الذي كان يقف كالحاجز بحرص .كنت على وشك أن امنعه لكنه نجح بالدخول.اتجه نحو غرفة المعيشة بخطوات متطاولة وكأنه يعرف المنزل جيدا ليرتمي على الأريكة بتبجح بينما يقلب عينيه في الارجاء ...لحقت به أحاول إيقافه : تايهيونغ ما الذي تفعله ... اخرج فورا .قال متجاهلا : اذا اهذا هو المنزل الذي تقضين فيه طوال وقتك مع ذلك الشرطي ...جميل .امسكت بدراعه أحاول ان اجعله يقف من على الاريكة : غادر فورا !تفاجأت به يمسك بدراعي ويجرني نحو حضنه لأصبح بين أحضانه قابعة أحدق في عينيه بشرود...تبادلنا النظرات مطولا لم يشأ أي أحد منا ان يغمض جفنا او يشيح بنظره بعيدا ...شعرت بشيء بداخلي يصرخ بشدة ..يصرخ ويقول انني سعيدة لرؤيته ولكنني على علم ان ما أفعله خاطأ .. لايجدر بي ان اكون سعيدة لرؤيته لا يجدر بقلبي الغبي هذا ان ينبض بهذه السرعة لأنني فقط انظر اليه ...لايمكن .اردف قائلا : ارغب في معرفة ما الذي تفكرين به ..و ما الذي تشعرين به تماما في هذه اللحظة .استعدت وعيي وحاولت الإبتعاد عنه قائلة : هذا يكفي تايهيونغ غادر سيعود جونغكوك ...لنتحدث في وقت لاحق ليس بمنزله .عاد يلصقني بجسده مجددا قائلا : لا تقلقي هو لن يعود الأن .قطبت حاجبي بعدم فهم : ما الذي تقصده ... و ما ادراك انه لن يعود الان ؟ هل فعلت له شيئا سيئا ؟نفى برأسه مسترسلا : كلا ليس شيء سيئا ...لكنه سيصبح سيئا اذا لم تطيعي أوامري .أردفت بحزم وقد بدأ الغضب يتسلسل نحو ملامحي: ما الذي فعلته ؟ اين هو الأن ؟اجاب بلامبالاة : فقط تركته رفقة رجالي يتبادلون اطراف الحديث قليلا .هتفت بذعر : اتمزح معي ؟ ماذا لو قام رجالك بأذيته ؟قال : أخبرتك سيتأذى فقط ان رفضت ما أطلبه منك.وقفت مبتعدة عنه بشكل سريع مزمجرة ليضيف : أخبريني انها المرة الألف التي اسئلك ...لماذا تقلقين عليه لهذا الحد ... هل تحبينه ؟نظرت اليه وكم شعرت رغبته المحلة في معرفة الإجابة ..لما يريد ان يعرف ذلك بشدة؟ ..تنهدت بإنزعاج : لماذا تريد ان تعرف ؟ أجاب بنبرة تخلو من السخرية : لأنني أشعر بالغيرة .طرفت بجفني وقد اعدت جملته براسي مليون مرة لعلي اخطأت فهمها .كنت لا ازال صامتة غير مستوعبة لينبس بنبرة حزينة : اشعر بالغيرة لأنه يحصل على كل هذا الإهتمام منك ...انه محظوظ ان يحضى بشخص يقلق عليه لهذه الدرجة ..أغبظه .قليل من الشعور بالشفقة قد تسلل نحو قلبي .. ايقصد بكلامه هذا انه يشعر بالغيرة منه بسبب الإهتمام الذي اقدمه له ؟ تشه لم اكن أعلم انه بحاجة للإهتمام .اردفت انظر بعيدا : لست احبه .. انه صديق طفولة هو شخص عزيز علي هذا كل ما في الامر .. اكره ان اعرضه للخطر بسببي .ابتسم ابتسامة جانبية ساخرا مما سمعه يستمر في تحديق نحوي مما جعلني أشعر بالإرتباك .استرسلت أحاول تحطيم حاجز الصمت الذي حل فجأة تحت نظراته المربكة : حسنا يجب عليك أن تغادر الأن .نفى برأسه قائلا : أنا لن أغادر من دونك ، سنخرج معا من هذا البيت معا و سويا...ماذا ؟ أتظنين أنك أصبحت حرة الأن لأنك في منزل شرطي ؟ تؤ تؤ الأمر ليس بهذه السهولة عزيزتي ...أنت تنتمين إلي الأن وانتهى الأمر.أملت برأسي مستنكرة : عفوا ؟ أنتمي إليك ؟ دعني أذكرك فربما تكون قد نسيت ...أنا لست زوجتك الحقيقية يا هذا ...أنت مجرد خاطف و قاتل يستمر بتهديدي كل يوم بل كل لحظة أمر بها ، لست مضطرة للإخضاع لأوامرك ..لما قد أفعل هذا بحق السماء ما هو الذنب الذي اقترفته لكي أعيش بهذه الطريقة ؟! أنا لن أذهب معك أهذا مفهوم ...حسنا إن كنت خائفا من أن أقوم بالوشاية بما فعلته مسبقا ...لقد كانت لدي فرصة عظيمة اليوم لكي ..كان باستطاعتي أن أذهب إلى مركز الشرطة و أنهي كل شيء ،ولكن أتعلم ماذا ؟ أنا لم أفعل ..أنا لم أذهب لقد فضلت السكوت وكتم أسرارك المقرفة رغم أنني على دراية أن ما أفعله خطأ ... أليس هذا كافيا في أن تتركني وشأني ؟ لاحظت أنه متفاجأ بعض الشيء مما سمعه ...صمت لوهلة ثم وقف من مكانه متجها نحوي خطى مقتربا ليمحو تلك المسافة الفاصلة بين وجوهنا .. تعمد التحديق بعيني لكي يربكني بنظراته الساحرة تلك فهو ماهر بذلك...تحدث بنبرة هادئة أضعفتني : لما لم تفعلي ذلك ؟ رمقته بعدم فهم ليسأل مجددا : لما لم تذهبي إلى مركز الشرطة مثلما تقولين ؟ أريد معرفة ذلك .آه اللعنة، ليتني لم اتحدث عن ذلك ... سيقفز بإستنتاجته المزعجة مجددا .رمقني بنظرة لعوبة تختصر كل ما يرغب في قوله : هل يمكنني أن أخمن ؟ قلت قبل أن ابتعد عنه مغادرة أو بالأحرى هروبا مما سيقوله : كلا لا شيء مما تفكر فيه صحيح ...رفضت الذهاب لأنني لا أرغب في الخوض بمشاكل أكبر معك...فقط أريد أن أتخلص منك .التفت مغادرة لكنه أمسك بذراعي يعيدني حيث أقف قائلا : هل أنت متأكدة ؟ أحقا ترغبين في التخلص مني ؟أبكمت تماما أنتظر الإجابة مثله ...عجزت عن قول نعم وعن قول لا كذلك.انتفضت مكاني حين دخل جونغكوك لبغتة مصدرا ضجة كبيرة بالمنزل " يوري أين أنت ؟! "إلتفت لأجده يركض مهرولا في أرجاء البيت بحثا عني ...ولكن المصيبة أنه ليس بمفرده ..كان أحد رجال تايهيونغ خلفه تماما يحمل بيده مسدسا ربما كان يهدده به .تلفظ ذلك الرجل فور ما رأى تايهيونغ : أنا أسف سيدي ...لقد رفض الانتظار خارجا . صرخ جونغكوك بغضب بينما يركض نحو تايهيونغ : أيها الوغد !لم يلبث إلى ان لكمه على وجهه بقوة أسقطه أرضا ...شهقت واضعتا كفي على ثغري بذعر .رأيت ذلك الرجل يرفع مسدسه ناحية جونغكوك فصرخت ألوح بيدي : كلا أرجوك لا تفعل ذلك !تحدث تايهيونغ الملقى على الأرض بعد صرختي تلك مخاطبا حارسه ذاك : تمهل لا تفعل .اعتلى جونغكوك جسد تايهيونغ ليمسكه من ياقة قميصه بقبضتيه وكم كان منفعلا : أيها السافل كيف تجرأ على دخول الى منزلي بقدميك القذرتين ..أكمل جملته بلكمه مجددا إلى أن نزفت شفاه تايهيونغ ...شرع تاي بدوره يدفعه بقوة ويلكمه هو الأخر قائلا : لما قد أتي لبيتك ها ؟ هل أتيت لرؤيتك ؟؟ لقد أتيت لأخذها معي فأنا لن أتركها لك ...لقد قامت برفضك لكنك لا تزال تركض خلفها كالمغفل .. لما لا تفهم أنها لا تريدك .إستمر تايهيونغ بلكمه لكمة تلو الأخرى وقد تفاجأت لمدى غضبه هو الأخر ...لما يضربه بهذه القسوة ..هتفت بصوت عال : توقف إبتعد عنه تايهيونغ !إنه لا سمع كلامي البتة : تايهيونغ قلت لك توقف !تحدث جونغكوك الذي أصبح وجهه متورما : أيها المجرم النذل هل تعتقد أنها ستحبك أنت ؟ أنت مجرد حثالة ، تلك الجريمة الشنعاء التي اقترفتها أمام عينيها هي لن تمحى من ذاكرتها مطلقا ... لذلك مهما حاولت لن تحبك .ما الذي يقوله جونغكوك بحق الجحيم عن أي حب يتحدث ..أجفلت حين رأيت تايهيونغ يأخذ بمزهرية كانت بجانبه يرفعها عاليا وكأنه يرغب في تحطيمها على رأسه ...لم أدرك نفسي إلا أنني قد صرخت وركضت إليه لقد أحطت ظهره بذراعي أغمض عيني بقوة : كلا تايهيونغ !لقد توقف ..تسّمر مكانه ظلت دراعه عالقة بالهواء ...لا أعلم إن كان عناقي له قد فاجأه أم أنه استعاد بصيرته أخيرا أم الاثنين معا .كنت اشعر بجسده يعلو و ينخفض بسبب تسارع أنفاسه ..فلم أبتعد عنه مطلقا إلى أن أتأكد من هدوئه .فتحت عيني لسماعي جونغكوك يتحدث : دعيه يفعل ذلك ... دعيه يتسبب في قتلي فيدخل السجن و تتخلصين منه ...لا تمنعيه .أردف تاي مبتسما بسخرية : سيظل حلما بالنسبة لك يصعب تحقيقه .أنزل دراعه واضعا تلك المزهرية على الطاولة ثم أبعدني عنه بخشونة متجها نحو الباب ليتحدث الى حارسه قائلا : أحضرها !تراجعت نحو الخلف مبتعدة عن حارسه القادم إليّ ليقول جونغكوك بينما يحاول الوقوف بصعوبة : إياك أن تقوم بلمسها .صوب سلاحه نحو رأس جونغكوك الجالس على الأرض بوهن فتوسعت حدقتي لأسرع القول : حسنا ..حسنا أعد سلاحك سوف أذهب معك لكن لا تؤذه .هتف جونغكوك متأوها : لا تذهبي ...مهلا !جلست جلسة القرفصاء مقتربة من جونغكوك لأقول محاولة ان ابتسم بصعوبة : لا تقلق جونغكوك سوف أكون بخير ...سأذهب معه كي أحرص على كلينا من عدم التعرض للأذى ...تايهيونغ لا يمكن هزمه بهذه طريقة هو يحاول إثبات قوته أكثر حين يكون خصمه أكثر عنادا... لكنني أعلم ...أعرف طريقة الفوز و التحرر منه ، أعدك أنني سوف أصبح حرة منه عاجلا أم أجلا لا تقلق و لا تتصرف بتهور ...اذهب إلى المشفى كي لا يتورم وجهك الوسيم أكثر .ضحك بخفوت : حسنا ...لكن لا تفكري أبدا أنني قد استسلمت ...معركتي ستبدأ الأن .وقفت مغادرة خرجت من البيت وقد تركت جونغكوك بالداخل يشعر بالقلق لأجلي .. أو ربما هو يلعن نفسه لأنه لم يستطع حمايتي منه ..ولكن لا بأس صدقني أنا لن أستسلم أمامه أبدا سأحرص على أن أكون بخير علي أن أواجهه ،أفضل طريقة لهزيمة هذا الوحش هي مواجهته سأسير معه إلى نهاية الطريق ، سوف أجاري أفعاله و كل ما يرغب به ...ولكنني أبدا لن استسلم سأحصل على حريتي منه سأهزمه في نهاية المطاف ...فأنا يوري لست بفتاة ضعيفة .صعدت السيارة لأغلق بابها بقوة ...لم يتحدث بشيء بل ظل صامتا ..أنطلق بها فأردفت : إذا هل أنت مصّر على أخدي إلى انجلترا أم انك غيرت خططك ..فأنت معتاد على تحريك الأخريين كالدمى مثلما تشاء ...تغير رأيك في أي لحظة تريدها .أدار مقود السيارة عند المنعطف قائلا : أنت محقة ...لقد غيرت رأيي أنا لن أقوم بإرسالك إلى بلد أخر ...فأنا بحاجة إليك لمرافقتي إلى حفل الشركة الذي سيقام في نهاية هذا الأسبوع .. أصبح الجميع يثرثرون بشأن حقيقة زواجي و قد بات الوضع مزعجا ، لذلك أرغب بإظهارك لهم حتى يكفوا عن مضايقتي بأسئلتهم المبتذلة. أحب تحريك الأخريين مثلما أشاء ...خاصة أنت ...هل يزعجك الأمر يا ترى ؟أكمل كلامه ملتفتا إلي يتعمد إغاضتي ..ازعجني ؟ هه ! أرغب بفقع مقلتيه لكي اريه ثمن غروره ...أه أكاد اجن ...انه يستفزني عمدا لذلك عليّ أن لا أمتثل له .تحدثت بهدوء : حسنا إذا ...لنرى ان كان باستطاعتك فعل ذلك بعد الأن .ـــــــــــــــــــــــنعم هكذا سار الأمر ها أنا ذا أعود إلى نقطة البداية ، توقفت السيارة أمام بيته فترجلت منها أنظر إلى المنزل و أتنهد بعمق لا ارغب بالعودة إلى هنا حقا ...لم ألبث إلى أن سمعت صوت خادمة تهرع نحو تايهيونغ و يبدو أنها ترغب في إخباره بشيء مهم نظرا لشكلها المضطرب...نظرت إليها قصد الأستماع لما ستقوله " سيد تايهيونغ الجدة ليست بخير مطلقا ...إن حالها سيئة لأن نايون مختفية .قطب تاي حاجبيه بعدم فهم : ماذا ؟ نايون !؟أومأت برأسها تبتلع ريقها بإرتباك : أجل الأنسة الصغيرة نايون مختفية منذ الصباح ...لقد ذهبت إلى الثانوية في الصباح الباكر لكنها لم تعد بعد و هاتفها مغلق .أردف تاي بحزم : ألم ترسلوا أحد للبحث عنها في المدرسة ؟أجابت : بلى لقد بحثنا عنها بالمدرسة و سألنا زملائها لكن جميعهم يجيبون بجملة واحدة " نايون لم تأتي إلى المدرسة اليوم ".همّ تاي بالدخول إلى المنزل بخطوات سريعة بينما يمسك بهاتفه لعله سيتصل بشخص ما ... أما أنا فقد لحقت به فورا ، حين دخلت صدمت لحال الجدة المزري ...انها تعانق تاي و تبكي بحرقة " تايهيونغ صغيرتي نايون قد اختفت ، اعثر عليها رجاء أخشى أن مكروها قد أصابها "تدخلت زوجة عمه : أرجوكي هدئي من روعك لا داعي لكل هذا القلق نايون فتاة ذكية لن يحدث معها شيء سيء ...ثم إن زوجي و كذلك سوهو في الخارج يبحثون عنها ...سنجدها بكل تأكيد .ساعد تايهيونغ الجدة على الجلوس مهدئا : جدتي أخبرت رجالي أن يبدلوا كل جهودهم في البحث عنها سأعثر عليها لا داعي لكل هذا القلق ..ثم أضاف مخاطبا زوجة عمه : أرجوك اعتني بها جيدا سوف أذهب للبحث كذلك .إلتفت نحو الباب مغادرا فلحقت به قائلة : سأذهب معك .تحدث بينما يستمر بالسير نحو السيارة : لا داعي لذلك أنت عليك البقاء هنا .أردفت مسرعة نحوه : سأبحث معك ... قد استطيع المساعدة ربما هي بحاجة لفتاة تفهمها أكثر من حاجتها لرجل.فتح باب السيارة بينما يخاطبني : أتقصدين أنها قد تعمدت الاختفاء ؟هززت كتفي بقلة حيلة : ربما ...ربما هي بحاجة لبعض الوقت بمفردها أو هي ترغب ببعض الاهتمام من عائلتها ..و خاصة أخاها الغير مكترث لها بتاتا.أردف منزعجا: لو كانت تفعل هذا قصد جعلنا نشعر بالقلق سوف ألقنها درسا حين أعثر عليها .استرسلت ممتعضة : أيمكنك ان لا تكون بهذه القسوة مع أختك الوحيدة ...أنت لم تتأكد أنها بخير بعد .انطلق بالسيارة متجاهلا أخر كلام قلته وقد اتجهنا نحو منزل صديقتها لنسأل عنها لكنها أخبرتنا أنها لم ترها اليوم مطلقا .تحدث تاي بنفاد صبر : إلى أين يمكن أن تكون قد ذهبت هذه الشقية بحق السماء...لقد أوشك الظلام بالحلول.سألته بعد أن فكرت قليلا : حسنا ، هل يوجد مكان تحب نايون الذهاب اليه ؟ او مكان تقصده دوما حين تكون في مزاج سيء ؟ خفض عيناه ارضا يفكر ...لكنه سرعان ما نفى برأسه : لا أعلم .قطبت حاجبي بحيرة : بحقك ..إنها أختك الا تعرف مكانها المفضل ؟ مهلا لحظة هل تعرف حتى نوع طعامها المفضل أو لونها المفضل ؟أجاب دون ان ينظر نحو عيني : لا أعلم هي لا تخبرني بمثل هذه الأشياء .تنهدت بنفاد صبر : أكاد لا أصدق أنك اخاها فعلا ... لما عليها ان تخبرك بمثل هذه الأشياء بل انت من يجب عليه سؤالها ... تحدث بحزم : حسنا هل يمكنك الكف عن الثرثرة ولتصعدي إلى السيارة ..يجب علي مواصلة البحث وليس الإنصات لمعاتبتك من دون فائدة .نبست مستنكرة : وهل تدرك الوجهة التالية ؟ انت لا تعلم أين يتوجب عليك البحث حتى .قال : آه اللعنة ، فلنذهب الى المركز التجاري لعلها تكون هناك .بنبرة ثقة تحدثت : لعلي أعلم أين هي الأن .نظر إلي منتظرا ان أواصل حديثي ـ النادي .هتف متفاجأ : ماذا ؟ لما قد تذهب الى النادي فهي ليست معتادة على ... توقف لأنه قد تذكر شيء ليواصل بينما يرمقني بنظرة حادة : مهلا لحظة ...لقد سبق و ذهبتما معا ...أومأت برأسي قائلة : أجل فلنذهب إلى ذلك النادي الذي سبق وذهبنا إليه ...من المرجح ان تكون هناك .سأل مستنكرا : كيف لك أن تكوني بهذه الثقة من كلامك ، تتصرفي وكأنك تعرفينها حق المعرفة ؟أجبته قصد إغاظته : أجل ، ربما لأنني أقرب إليها أكثر منك .أردف : لنرى إن كان كلامك صحيحا .بعد قليل وصلنا حيث ذلك النادي الذي سبق و اخبرتني انه ملك لوالد حبيبها فكرت أنها قد تلجأ اليه ولست متأكدة تماما سيكون من المحرج أمام تايهيونغ أن لا أجدها هنا ...ولكن التأكد من ذلك أفضل من لا شيء .دخلت انا و تايهيونغ الى ذلك الملهى وكم كان صاخبا و مليئا بالضجة ..تحدثت بصوت عال حتى يتمكن تاي من سماعي : لنفترق و نبحث عنها .لكنني تفاجأت به يحيط كتفي بدراعه و يقربني اليه : لا داعي لذلك لنبحث معا .نظرت إلى يده القابعة على كتفي ثم إليه مندهشة من فعلتهغريب .. ما خطبه ؟ لما يتمسك بي بهذه الطريقة ؟ هل هو خائف من ان اهرب منه ؟ في كل مرة كنا نمر بجانب أي رجل كان يحرص على أبعادي عنهم ... مهلا مهلا ! هل ما أفكر به صحيحا ؟! هل يحرص على عدم تلامس جسدي بيني وبين هؤلاء الرجال ...لا أصدق ذلك .رفعت رأسي أنظر إليه في شرود بينما أفكر في ماهية أفعاله الغريبة هذه من حين لأخر ، انه ..أنه منفصم الشخصية فعلا . قاطع شرودي حين تحدث : انها هناك ..وجدتها .نظرت حيث يشير بعينيه لأرى أنها تجلس على أحد المقاعد بمفردها وتبدو انها تغرق بالتفكير ...أخيرا.أوقفته حين أوشك على الذهاب اليها : مهلا ...دعني أتحدث اليها اولا إبقى هنا ...أعلم أنك ستصب غضبك عليها .تقدمت نحوها وتركته واقفا ينتظر بعيدا عنا ، جلست بالمقعد بجانبها : نايون أخيرا وجدتك .توسعت عيناها لرؤيتي : أوني !ابتسمتُ بلطف قائلة : الجميع يشعرون بالقلق عليك ...لم اختفيت كل هذا الوقت ؟اشاحت بنظراتها بعيدا عني لتقرب الكأس من شفتيها فأوقفتها لأنتزعه منها : كفى شربا ..سيغضب اخاك بشدة حين يراك ثملة .فجأة تغيرت ملامحها كثيرا أعجز عن تفسيرها فسألتها بحيرة : ما الخطب ! فضلت الصمت على الإجابة ، ربتت على كتفها بلطف : نايون هل حدث أمر ما ؟هتفت بغضب أذهلني : لا تتحدثي عنه ...أنا أكرهه بشدة أوني ...أنا لا أتحمل رؤيته حتى بعد الأن .قطبت حاجبي بصدمة : ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟ لما أصبحت تتحدثين عنه هكذا ؟ هل حدث بينكما شيء ما في غيابي؟!أردفت بنبرة حزينة لا تقل عن حزن عينيها : حسنا سأخبرك بكل شيء أوني .. ولكن عديني أنك لن تخبري أي أحد أخر بما سأقوله...لا يهمني إن قمت بإخبار أخي ولكن لا تخبري جدتي حسنا ؟ ستحزن كثيرا لسماع هذا ، بل ربما ستصيبها جلطة دماغية لشدة الصدمة .أومأت برأسي : تحدثي عزيزتي.صمتت لوهلة و يبدو انها تواجه صعوبة في قول ذلك : في صباح هذا اليوم قبل أن أصل إلى المدرسة قابلت رجلا غريب ..لا اذكر أسمه تحديدا فقد كان اسما أجنبيا ...اخبرني ذلك الرجل انه كان صديق والدي ...سررت كثيرا بسماع ذلك ، وافقت حين طلب مني الذهاب لنتحدث في مكان ما حتى يتسنى لنا التحدث بأريحية ، لذلك ذهبنا إلى المقهى ...تحدث بشأن أشياء كثيرة تخص ابي و امي فقد كان صديقهم المقرب مثلما يزعم...كان كل شيء يسير على ما يرام إلى أن ذكر أخي ...شعرت بالخذلان و الخيانة كثيرا ...أومأت أحثها على مواصلة الحديث : حسنا ما الذي أخبرك به عن تايهيونغ ؟نظرت إلى عيني بحزن تكبح دموعها بصعوبة لتردف :أخبرني أن تايهيونغ ...قاتل.أجفلت لسماع ذلك فغرت فاه بدهشة لم أتوقع أنها ستعلم بذلك يوما ما ...من الرجل الذي تجرأ على إخبار فتاة مثلها بأمر كهذا عن أخيها. لا أدرك ما الذي علي قوله الأن فنظراتها المليئة بالخذلان تلك تشعرني بالضعف لا أعرف ما الذي علي قوله ، هل علي أن أنكر ذلك ..أم أن أواصل التظاهر بأنني لا أعرف شيئا . تلعثمت قبل ان أقول : كـ...كيف لك ان تصدقي ذلك ؟ صعقت أكثر حين قالت : لقد أراني فديو مصور لتايهيونغ و هو يتبادل اطلاق النار مع احدهم في مكان أشبه بالمستودع..وانتهى به الأمر ملقى على الأرض يغرق بدمائه ...اما اخي فقد اصيب في بطنه نعم أنا متأكدة أنه أصيب في بطنه ..رأيت ذلك بأم عيني اوني لا داعي للإنكار ...اه مهلا ...كان علي ألا اخبرك بهذا ، اسفة يوري ماكان علي أن اخبرك فهو زوجك بالنهاية ، اه يا اللهي ما الذي علي فعلته ،ماكان علي إخبارك .. ارجوك لا تتركيه بسببي.قاطع حديثنا حين وقف أمامنا تايهيونغ فجأة : انتما الإثنان الن تخرجا من هنا ؟رفعت نايون رأسها نحوه وكم كانت نظراتها كافية على إثبات غضبها عليه ...بمجرد ان رأته وقفت فورا وخرجت بخطوات سريعة ... ظل تايهيونغ يحدق بظهرها يجهل ما يحدث.عاد ينظر إلي منتظرا تفسيرا مني فرمقته بنفاد صبر : ألا يمكنك الإنتظار قليلا ؟قال منفعلا : كيف لي أن أنتظر دون ان اعرف ما الذي حدث ... لما تبدو غاضبة بهذا الشكل ما الذي جرى معها اخبريني ؟وقفت متجهة نحوه لأتحدث بنبرة جدية : تايهيونغ أختك قد قابلت رجلا غريبا اليوم اخبرها بكل شيء عنك.قوس حاجبيه حائرا : ما الذي تقصدينه بكل شيء ؟ من يكون هذا الرجل تحدثي بوضوح أكثر؟ نفيت برأسي : لا أعلم من يكون قالت ان له اسما أجنبيا لا تذكره ...ولكن ما أخبرها به قد يجعلك تفقد صوابك ، هو لم يخبرها فحسب بل أراها شريط فديو مسجلا بينما أنت تطلق النار على أحدهم ، لقد رأت ذلك بأم عينيها ...حقا أشعر بالشفقة عليها .ارتخت حواجبه لتتحول نظراته نحو الصدمة نبس مترددا : مـ..ماذا تقولين ؟ رفع أنامله يمسك بجبينه بتوتر يحاول قدر المستطاع استيعاب ما قلته بينما يتمتم بين شفتيه : إدوارد ...إدوارد ذلك اللعين أعلم جيدا أنه هو ...سألقنه درسا سأجعل حياته جحيما .خرج ركضا خلفها بمجرد أن أدرك نفسه مكررا إسم إدوارد ...مهلا لحظة ادوارد ؟ أظنني سمعت بهذا الاسم من قبل ...مر بذاكرتي ذلك اليوم حيث كنا في الفندق بمدينة بوسان ، لقد تحدث عن رجل قد قتل والديه...نعم كان اسمه ادوارد أذكر ذلك جيد ...ولكن ألم تقل نايون قبل قليل أنه صديق والدها بينما تايهيونغ قد سبق و تحدث عنه قائلا أنه قاتل لوالديه ...لا أفهم شيئا مما يحدث هنا ، ما سر هذه العائلة الغريبة أسرعت في اللحاق بهم مؤجلتا تساؤلاتي لحين أخر...خرجت من الملهى التفت يمينا و يسارا بحثا عنهم ... لمحته يمسك بدراعها محاولا إيقافها بينما هي تبدو رافضة لذلك بشدة .نايون :لقد خرجت هروبا منه ..لا أرغب في رؤيته ، لا أتحمل وجوده امامي ..لاتزال تلك صورته وهو يقتل شخصا أخر عالقة بين عينيني ، لا أتحمل النظر اليه حتى ...شعرت بيد تمسك بي ، التفت وقد وجدته هو ...أخي ..أخي و الذي لم أعد اشعر انه يقربني حتى ...أبعدت يده عني مزمجرة.هتفت بغضب : ابتعد عني !افلت يده منصدما لصراخي بوجهه : نايون ؟!هتفت مجددا : اغرب عن وجهي أنت لم تعد أخي بعد الأن .عاد يمسك بيدي يمنعني عن الذهاب : ما خطبك ؟ ما الذي أخبرك به ادوارد تحديدا ؟ كيف لك ان تتحدثي مع ذلك الوغد وفوق ذلك تصدقين كلامه ؟ نايون استعيدي رشدك و توقفي عن التصرف بطفولية ..لما لا تستمعين إلى ما سأقوله أولا.رمقته باستنكار : وغد؟ أنعت صديق والدي بالوغد ؟ ثم كيف لي أن لا أصدقه لقد رأيت كل شيء بعيني هاتين .توسعت عيناه منصدما لإنفعالي الغير معتاد ...ليتحدث بنبرة هادئة متأملا أن ينجح في تهدئتي : نايون اسمعيني ...لنذهب الى البيت أولا و سأشرح لك كل شيء حسنا ؟؟ لا يمكنك تصديق ذلك الحقير مهما قال ...لا يمكنك تصديقه فما فعله أسوء بكثير .وصلت يوري حيث نقف تقلب نظراتها القلقة بين وجوهنا ...عدت لأنظر نحو أخي بينما أشد على أسناني بغضب : ماذا ؟ أسوء ؟هو ليس قاتلا مثلك على الأقل .أغمض عينيه بقوة محاولا تمالك أعصابه لينبس مسنكرا : ما الذي تعرفينه نايون ..أنت لا تدركين شيئا.أواصل رفع نبرتي مسترسلة : أجل انت محق ..انا لم أكن أعرف شيئا ، لم أكن على علم بحقيقة أخي...كنت أظن أنك الشخص الوحيد المتبقي من عائلتي و الذي يجدر بي الثقة به و الإستناد عليه بعد رحيل والداي ...ولكن كل ذلك كان محض ترهات سخيفة أخدع نفسي بها طوال الوقت ..كيف لأخي أن يكون قاتلا ..كيف لك ان تقتل شخصا بدم بارد بتلك الطريقة ...ثم بحق الجحيم لما تمتلك مسدسا بالمقام الأول هل أنت رجل عصابات ...أيوجد المزيد من الأسرار التي تخفيها عني ؟ أخبرني ...ها ؟ أهناك المزيد ؟ من تكون تحديدا فبالكاد أعرفك تايهيونغ !نبس بصوت هادئ : انا اقوم بكل هذا لأجل عائلتي ...أقوم بحماية الجميع من ذلك النذل. حدقت بوجهه بنظرات كالسهام تحثه على الإجابة وهتفت بصوت يملؤه الغضب : ما الذي فعله لكي تقوم بحمايتنا منه ؟ كانت إجابته كافية بإسقاطي أرضا لقد تحدث بنبرة أعلى من خاصتي جعلت من جميع المارة ينظرون إلينا : لقد قتل والدينا ! حسنا ؟ لمَ ترغمينني على إخبارك بهذا بحق الجحيم و اللعنة !يوري :أكمل كلامه المنفعل ذاك بمغادرته نحو سيارته صعد إليها بعد أن ركل العجلة الأمامية بقوة تثبت حجم غضبه . لا أصدق لما يخبرها بأمر كهذا ؟ هي لم تتخطى الصدمة الأولى بعد و هاهي ذا تسمع شيئا لا يجدر بها سماعه أبدا ، هي متسمرة مكانها وبتأكيد تعجز عن التفوه بأي حرف ، بل ربما لم تستوعب ما قاله بعد .كيف له ان يكون بهذه القساوة ...اقتربت من نايون أحضنها بين دراعي فبإمكاني سماع صراخها الداخلي ..هي بحاجة إلى كتف تذرف عليه الدموع أكثر مما تحتاجه من كلمات لا فائدة منها ... انفجرت باكية بمجرد أن فعلت ذلك ...تتحدث من بين شهقاتها التي تجعل قلبي يتقطع إلى أشلاء : هل هذا صحيح ؟ هل ما يقوله أخي صحيحا ؟ أرجوك أوني أخبريني أن هذا غير صحيحا ؟ لا يمكنني تصديق ذلك ....عانقتها بقوة أكثر لتطلق سراح شهقتها ...لقد بكت بشدة بكت فوق كتفي تتشبث بقميصي بهون ...اشعر بالحزن لأجلها ..من المؤسف ان تحصل فتاة بريئة مثلها على أخ مثله ، انه قاس حتى مع عائلته ..كيف له ان يخبرها امر كهذا و يذهب و كأن شيء لم يحدث .لكنني حقا ارغب في معرفة كيف توفي والديهما ...كيف و لما و متى قتلهما المدعو ادوارد .ـــــــــــــــوصلنا الى البيت ...وقد سبق و أخبرت نايون بأن لا تتحدث بشأن ما حدث اليوم مع العائلة و خاصة الجدة حتى لا نتسبب في مشاهد درامية أخرى ...صعدت نايون إلى غرفتها مباشرة دون ان تتحدث بحرف واحد مع أي الشخص ...أمَا انا فقد اضطررت لاختلاق بعض القصص بشأن اختفائها لكي أقصها على الجميع القلقون هنا .كنت أجلس في غرفة المعيشة رفقة الجدة و زوجة العم البرت ...لكن تايهيونغ ليس هنا فبمجرد وصولنا إختفى تماما عن أنظارنا...أتسائل الى اين ذهب.لمحت سوهو الجالس على المقعد بالقرب مني حاملا بيده كتابا ينظر الي بينما أقلب عيني في الأرجاء و التوتر ظاهرا جدا علي . فتقدم يهمس في أذني : هل تبحثين عنه ؟قلت متظاهرة بالبلاهة : ها ؟! من تقصد؟أردف متجاهلا تمثيلي : انه في الأعلى يتحدث مع والدي منذ مدة طويلة...يبدو ان هناك أمر مهم قد حدث مع نايون أليس كذلك ؟نظرت إليه وكم استشعرت انه يخفي شيئا ما : ما الذي تقصده ؟ هل سمعت حديثهما يا ترى ؟أجاب يهز كتفيه بغرور : لنقل أنني سمعت حديثهم صدفة .وقفت من مكاني بعد ان همست : لنتحدث في الخارج .سبقته مغادرة الغرفة بعيدا عن أعين و مسامع الأخرين وفور خروجه هتفت بقلق :دعنا نبقي الأمر سرا بيننا حسنا ؟ لا تخبر الجدة بأي شيء مما سمعته .لمحت ملامح ساخرة و نظرات استحقار قد توجهت نحوي فور سماعه لكلامي ليقول بعد ان صمت للحظات :هل تعتقدين انك الوحيدة هنا التي تعرف بشأن حقيقة تايهيونغ و عائلته ؟حدقت إليه بعدم فهم لعله يفسر أقواله أكثر : ماذا تقصد ؟ نظر إلي بخزي : يا لك من ساذجة ... لقد كانت فقط أخته الشخص الوحيد في العائلة من لا يعرف شيئا عن تايهيونغ...ولكن بعد هذا اليوم يبدو ان الجميع يعرفون، جميع من في هذا المنزل دون إستثناء ...كلنا نعرف ان تايهيونغ قاتل...كلنا نعلم ان ادوار عدوه اللدود الذي قتل والديه ...حتى الجدة ، نعم تلك العجوز القابعة هناك التي تتظاهر أن حفيدها ملاك منزّل من السماء .اخدت نفسا عميقا بقدر الصدمة التي تلقيتها للتو ...لا أكاد أصدق، يبدو انني كنت غبية فعلا...جميعهم مختلون وليس تايهيونغ فحسب.جميعهم يعلمون بأفعاله لكنهم يتسترون عنها و كأن شيئا لم يحدث ما هذا بحق الجحيم ...كنت حمقاء حين فكرت بالجدة ...لقد شعرت بالقلق من أن تعرف بشأن كل هذا لكن تبين أنها تعرف حفيدها جيدا ...غير معقول أبدا .فرقع بإصبعه أمام ناظري قصد لفت إنتباهي : مابك ...لم انت شاردة فجأة ؟ هل حطمت سقف توقعاتك لهذه العائلة ؟ انا اسف ولكنها حقيقة الجميع هنا .كلهم لا يختلفون عن تايهيونغ في شيء.مشيت بخطوات بطيئة نحو السلالم متجاهلة حديث سوهو معي أغرق بالتفكير فهذا يكفي ، لم أعد قادرة على سماع أي شيء أخر ...صعدت السلالم قصد الذهاب الى الغرفة لكي اريح رأسي على الوسادة فيختفي هذا اليوم اللعين .صادفت العم ألبرت و الذي بصدد النزول للأسفل أردف فور ما رآني : أه يوري ...هل يمكنني التحدث اليك قليلا ؟خرجنا الى الحديقة كي يتسنى لنا الحديث بأريحية بعيدا عن انظار الجميع و خاصة تايهيونغ كما يقول هو ...نعم لقد وافقت على الإستماع لما سيقوله فلم يسبق له أن طلب التحدث إلي لابد أنه يرغب في قول شيء مهم .جلس على كرسيه متنهدا ثم قال بعد أن اعتدل بجلسته محدقا إلي مبتسما : لا بد و انك منصدمة مما سمعته اليوم ؟لابد أنه يقصد عما سمعته من نايوننفيت برأسي : كلا .. كنت أعلم بكل شيء .تنحنح مردفا : حسنا إذا ...بما أنك تعلمين بحقيقة تايهيونغ ورغم ذلك لازلت إلى جانبه فلابد أن حبك له حقيقي .لقد سرت قشعريرة بجسدي لكلامه ، لم أكن أتوقع أنه سيقول كلام كهذا ...حبي لتايهيونغ ؟ هل يعتقد أنني أحبه ؟ صحيح نحن متظاهران بأننا زوجين أمامهم كدت أنسى ذلك ، ربما الجميع يعلمون بحقيقة أنه مجرم ولكنهم لا يعلمون أنني أسيرته ...ولكن لما لم يخبرهم بذلك ؟ فهم لن يتفاجأو او يقفو ضده على أية حال .لم استطع قول شيء بعد ذلك أو بالأحرى لا املك أي شيء اقوله ...ابتسم بلطف لتتغير ملامحه إلى الجدية : حسنا دعينا ندخل في صلب الموضوع إذا ، في الحقيقة أردت التحدث إليك لأنك الترياق الوحيد لتايهيونغ .الترياق الوحيد ؟ لا أفهم ذلك ...أضاف : أريد منك أن تقفي إلى جانبه ...ساعديه ، كوني الترياق لحاله المستعصية تلك ...تايهيونغ شخص يصعب إخضاعه ...يصعب التعامل معه و اقناعه ، حين رأيت فتاة تدخل لحياته فجأة كنت سعيدا بذلك ...كنت متأملا على أن يتغير ، أن يصبح انسانا فدائما ما كنت اخبر زوجتي أن الحب هو الدواء الوحيد للرجل ، بمجرد ان يحب سيشفى عقله و سينضج قلبه ...وأن يخرج من دائرة الظلام التي تحيط به من كل زاوية ...ساعديه في أن يخرج منها .صحيح أنني قد تأثرت بكلامه قليلا و الذي بدى صادرا من قلبه ...ولكن لازلت لا أفهم ما الذي يريد قوله .أضاف ينظر نحو السماء : أترين ظلمة السماء ؟ أليست موحشة من غير نجوم. ؟ قد تبدو أعمق و أكثر غموضا وأكثر رعبا من دون تلك النجوم ...تلك النجوم تجعلها أكثر جمالا وتخفي وحشيتها ...لهذا كوني أنت النجم المضيء في حياته ...أرجوك إبقي إلى جانبه ...تحدثت إليه قبل قليلا وبدى لي غاضبا جدا أخشى انه سيأخد مسدسه و يركض الى ادوارد في أية لحظة ...لا أريده ان يرتكب خطأ شنيعا كهذا ...أمسك بيدي ليكمل : يوري ...راقبيه وامنعيه من ان يرتكب جريمة أخرى ...أريد من ابن اخي ان يحي حياة طبيعية كا الأخرين لا أريده ان يقضي حياته في السجن .حسنا الوضع مختلفا هنا ، يبدو أن هذا العم مختلف عنهم، أخيرا أرى شخصا طبيعيا في هذا المنزل .بللت شفتي ثم رفعت ناظري نحوه قائلة : أيمكنني أن أسال سؤال مهما ؟أومأ برأسه : بالطبع .ـ من يكون ادوارد ؟ ولما قتل والديه ؟ لماذا يركض خلف عائلتكم هكذا ؟ضحك بخفوت : لقد كان هذا أكثر من سؤال ... ولكن لا بأس ..في الحقيقة ادوارد كان صديق للعائلة بأكملها و قد اصبح عدو للعائلة بأكملها أيضا ...انه يسعى لتدمير حياة تايهيونغ فوق قتل والديه .تنهد يسند بظهره على الكرسي : ولكنني أسف يا يوري فلا أستطيع أخبارك بالقصة بأكملها ...تايهيونغ لايحب أن نثرثر بشأنها وقد يغضب كثيرا إذا اخبرتك لاسيما انه لم يفعل ذلك بنفسه بعد ...لا تقلقي سيأتي ذلك اليوم حين تعرفين كل شيء .أرخيت جسدي بإحباط ...لا أظن انه سيفعل ذلك مطلقا ..انه مختل لايثق بأحد.وقف من مكانه قائلا : حسنا يوري فكري بما قلته جيدا ...راقبي زوجك ولا تسمحي له بأن يقترف أخطاء أخرى ...والأن سأتركك ربما أنت بحاجة لبعض راحة فقد تأخر الوقت .أومأت برأسي : حسنا طابت ليلتك سيد ألبرت ...سأبدل ما بوسعي .غادر ألبرت وقد بقيت بمفردي أفكر فما قاله لي ...هو يطلب مني أن أساعده ولكن تايهيونغ لن يقدم لي أي فرصة في مساعدته فهو لئيم معي ...يستمر بمعاملتي كغريبة ...حسنا بالفعل نحن غرباء ولكن ...أه رأسي يكاد ينفجر .لا اريد التفكير اكثر سأخلد للنوم ... دخلت المنزل وتوجهت نحو غرفتي بخطوات سريعة ...فتحت الباب فرأيت تايهيونغ منسدلا على سرير ، هل هو نائم يا ترى ؟اقتربت منه ببطىء لكي أتأكد من ذلك وبالفعل انه يغط في نوم عميق ...لابد وانه متعب ليس معتاد على نوم في هذا الوقت .نظرت اليه فتذكرت كلام البرت ...انه محق هو كالسماء المظلمة فعلا ، مخيف ، غامض ...هل سأستطيع أن أكون نجمه المضيء ؟ هل بإمكاني إزالة وحشيته ؟ لست متأكدة من ذلك ...اتجهت نحو الأريكة أسدلت بجسدي أستعد للنوم...تقلبت مرارا و تكرار لكنني لا أشعر بالنعاس مطلقا..استمر بالتفكير ...اه هذا مزعج.ربما قد مر على استلقائي اكثر من ساعة الأن ...اخ احسد تايهيونغ على انه نائما بعمق الأن .....فتحت عيني لأنني قد سمعت صوتا ...نعم انه صوت احدهم ينهض من على السرير ويسير بخطى هادئة...إلتفت نحو الصوت لأجده تايهيونغ .أوه انه مستيقظ ..راقبته خلسة لكي أكتشف ما الذي سيفعله لأجده يرتدي ملابسه ...لما هو يقوم بإرتداء ملابسه هل يشعر بالبرد ؟ لكنها ليست ملابس للنوم ...هل سيخرج ؟ الأن؟ في هذا الوقت ؟لقد اتجه نحو الخزانة يخرج معطفه ...مددت رقبتي كي يتسنى لي رؤية أكثر ... شهقت وتوسعت عيناي...لقد أخرج مسدسا كذلك و هاهو ذا يخبئه خلف ظهره ....يا إللهي هل سيذهب الى ذلك المدعو ادوارد الأن مثلما قال ألبرت ؟ في هذا الوقت ؟إلتفت فجأة نحوي لابد وانه سيتأكد من أنني نائمة فأسرعت بإغلاق عيناي وكأنني لم أرى شيئا متظاهرة بالنوم .خرج من الغرفة و حرص على إغلاق الباب دون اصدار أي صوت.رفعت جسدي بسرعة ، يا إلهي هو ذاهب إليه ما الذي علي فعله ...سيقتله بكل تأكيد سيقتله ...هل علي إخبار العم ألبرت ؟ ولكن كيف لي ان اوقظه في هذه الساعة بينما هو ينام رفقة زوجته ...ما العمل ؟أخدت السترة الصوفية التي كانت بجانبي اردتيها بسرعة و اسرعت بالنزول ألحق به...بينما كنت انزل سلالم كنت اسمع صوت محرك السيارة .. علي ان اسرع قبل ان يغادر.فتحت الباب وبالفعل لمحت مصابيح السيارة مضائة وهو بداخلها يستعد للانطلاق ..ركضت بإتجهاها لأقف بطريقه من العدم ...ضغط على مكابح السيارة بقوة لتتوقف فقد فزع لظهوري أمامه فجأة .. نظر إلي مندهشا ، ليخرج من سيارته يصفع بابها بغضب : بحق الجحيم هل انت شبح ام ماذا ما الذي أتى بك إلى هنا ؟!كنت اشد السترة على جسدي بسبب البرد الذي بدأت أشعر به يلسع جلدي فقلت : إلى اين انت ذاهب في هذه الساعة ؟هتف قائلا : ارغب في استنشاق بعض الهواء ما الذي يهمك ؟اطرفت مستنكرة : ولما قد تأخد معك مسدسا ؟ تنهد منزعجا : اكنت تتظاهرين بأنك نائمة ؟ أصبحت تراقبينني ؟ هل اتفقتم بشأني انت و العم البرت ؟تقدمت نحوه بضع خطوات : أخبرني إلى اين انت ذاهب في هذا الوقت ؟ ستذهب إليه أليس كذلك ؟ نفى مستكرا : لا أفهم ما الذي تقصدينه ...أذهب إلى أين ؟إذا هو يتظاهر انه لا يعرف شيئا؟ حتى سأتظاهر بالغباء أيضا ...ابتسمت متجهة نحو المقعد الجانبي للسيارة قائلة : حسنا اذا كنت ستذهب لإستنشاق بعض الهواء سأذهب برفقتك ايضا...لقد بات هواء المنزل خانق بعض الشيء .اسند يديه على خاصرته يتحدث بإنزعاج : انت لعنة قد حلت علي .صعد الى السيارة وقد انطلق رغم انني كنت اعتقد انه سيقوم باجباري على النزول ...غريب !_______________ ستوب ___________رأيكم بالأحداث لحد الأن ؟رأيكم بعلاقة تايهيونغ و يوري ؟


الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن