ما بعد الختام 3
نظرت إليها أماني بتأمل هى واثقة و حازمة و ليست خبيثة و لكنها تظل زوجة والد يوسف . قالت حوراء عندما لم تتحدث أماني " تريدين الاطمئنان على يوسف لو ظل معنا أني لن اعامله بشكل سيء صحيح؟ "
ردت أماني باسمة " ربما و لكن لقائي اعطاني فكرة أنك لن تفعلي ذلك "
سألتها حوراء بسخرية " و ما هى الفكرة التي جعلتك تظنين أني لن أفعل "
قالت أماني بثقة " ترك شروق يحملها يوسف "
رفعت حوراء حاجبيها بسخرية " هذا فقط "
ردت أماني بحرارة " قد يكون سبب تافه من وجهة نظرك و لكنه من وجهة نظري يعني الكثيرة يكفي أنك تركتها معه و أتيت هنا لتجهيز الطعام "
" عصام معهم سينتبه بالتأكيد " قالت هذا مؤكدة
ردت أماني بسخرية " عصام الوغد يمكنه أن يفعل أي شيء ليظل يوسف معه هنا و لو كانت ترك الصغيرة ليوسف يلعب بها كالدمية "
ابتسمت حوراء بمرح و هى تخرج الطعام من الثلاجة لتقوم بتسخينه قائلة " صدقيني هو ليس سيء لهذا الحد و يحب كلا ولديه و أنا واثقة أنه سينتبه ليوسف و لشروق أيضاً "
استدارت تنظر لأماني بجدية و هى تضيف " و أنا أعلم أنك قلقة على ابن شقيقتك من التقرب منا فمشاعر الأطفال في هذا العمر حساسة بشكل مفرط و أنت تخشين أن نفعل شيء يجرحه و يحزنه خاصة أنه من الواضح أحب والده بشدة "
" أليس من حقي ؟! " قالت أماني بلامبالاة
ابتسمت حوراء " بلى من حقك فأنت أمه و إن لم تلديه "
عادت لتجهز الطعام " كل ما أريد أن أخبرك به أني علمت منذ بداية زواجي بوجود شقيقتك و حب عصام الشديد لها و تقبلت ذلك أني الثانية في حياته و عليه أعيش حياتي معه رغم كل شيء أنا أحب عصام بشدة. فلا تظنين أني سأفعل شيء سيء يوذيه بأن أسيء ليوسف "
صوتها صادق و لكنها لن تترك يوسف معهم وحده رغم ذلك فهو ابنها هى و لا يظن الوغد أنه سيأتي بعد هذه السنوات و يأخذه منها بكل بساطة . قالت أماني بهدوء " على العموم اليوم نحن نتعرف على عائلة يوسف و محيطة الجديد فدعينا من هذا الحديث السابق لأوانه "
قالت حوراء بمرح " لك ذلك و الأن هل ستساعدينني أم عزيمة مراكبية منك "
ضحكت أماني بمرح و هى تمد يدها لتمسك بالطبق من يدها لتساعد قائلة " بل سأساعد بالطبع "********※
كان يضمه لصدره و هو مضجع بجانبه على الفراش في غرفته التي ظل بها مع ابني شقيق زوج خالته " ما رأيك بالمكان هنا يوسف هل أحببته "
قال يوسف و هو يكاد يغفو " أحببته بابا يشبه حديقة كبيرة مثل التي تأخذنا إليها ماما أماني يوم الإجازة "
ابتسم عصام و قبل رأسه بحنان فهو مؤكد يتحدث عن الأراضي الزراعية هنا و حقول الفاكهة و الأشجار المنتشرة بكل مكان " نعم تشبه ذلك . هل تحب البقاء معنا هنا أحياناً؟! "
يريد أن يعرف رغم أنه يعلم أن أماني لن تتركه يظل على الأقل الأن و لكن يهمه أن يعرف إذا كان يوسف أحب بيته و بلده " نعم أحب المجيء هنا مرة أخرى مع أماني و الأولاد لنظل معك "
عاد لتقبيل رأسه بحرارة " إن شاء الله حبيبي سأطلب ذلك من أماني إذن "
نهض و دثره قائلاً " هيا لتنام حتى تأتي معي في الصباح لترى المهرة التي جلبتها لك "
" حقاً بابا " تحمس يوسف و تركه النعاس فضحك عصام " بالطبع و يمكنك أن تمطتيها أيضاً "
ضمه يوسف " و هل تستطيع ملاك أن تمطتيها أيضاً ؟! "
" بالطبع جميعاكم هى لك و تفعل بها ما تريد هيا لتنام لنذهب في الصباح لرؤيتها "
قال يوسف بعد أن قبل والده على وجنته " تصبح على خير بابا "
" و أنت بخير بني " أغلق المصباح و خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء. نظر لأماني الجالسة مع زوجها بالخارج " لم أكله أماني لتستريحي "
ابتسم أُسوار بهدوء و أماني تقول متكتفة " من أخبرك أني متعبة أنا مستريحة تماماً فلا أحد يستطيع أن يلمس يوسف و لو بكلمة و أنا أتنفس و أي أفكار تدور حول أخذه مني من أي أحد سيجدني أمامه أنا و غضبي يتصدون له "
رد عصام ببرود " و لا أنا سأسمح بذلك تصبحين على خير البيت بيتك "
ذهب لغرفته غاضبا رغم حديثه البارد و لكنها تعلم أنه مغتاظ منها و من حصارها حول يوسف . غريب أمره هل يظنها ستتركه له بطيب خاطر. أغلق باب غرفته بهدوء حتى لا يوقظ شروق التي كانت تغفو في سريرها الصغير . بينما حوراء تجلس على السرير تفر ورقات إحدى المجلات بملل . نظرت إليه متخصرا و يقطع الغرفة ذهابا و إيابا بضيق فلم تسأل ماذا يحدث معه فهى تعلم ما هو بالطبع . تركت المجلة لتضجع على جانبها و هى تغلق المصباح بجانبها و تغلق عيناها تحاول النوم متجاهلة وجوده بالغرفة و لكن تبا لذلك الأحمق بين جنباتها الذي يخفق بجنون من أجل رجل لا يستحق. سار ليقف أمامها و يشعل المصباح مرة أخرى قائلاً بحدة " في ماذا تحدثت مع أماني وقت أنفردتم ببعضكما في المطبخ "
عادت لتعتدل جالسة على الفراش و قالت تجيبه ببرود " لا شيء يجعلها تمنع يوسف من البقاء معك أو البقاء في منزل والده لذلك لتستريح "
رد بغضب " و من قال أني لست هكذا أو أني سأسمح لأحد بالتفريق بيني و بين ابني "
رمقته بسخرية هل يظنها ستفعل شيء كهذا و أنها ستفرق بينه و بين ابنه هل يظنها ستحرض أماني عليه لتمنعه مثلاً من السخرية أن يفكر هكذا أو أن تدافع عن نفسها أمام أتهامه الظالم " جيد لتستمر على ذلك و بالتأكيد لن يفرق أحد بينك و بين ابنك تصبح على خير "
يا لبرودها و كبريائها الغبي لم تقابل غضبه دوما بالبرود و عدم الاهتمام كأنه لا شيء أو يهمها أن تدافع عن نفسها لتنفي عن نفسها أي شك من ناحيتها في نفسه لماذا تتعامل مع الأمر بلامبالاة و كأنه لا يعني لها شيء ألم تعد تحبه لقد اعترفت له بذلك هل كانت تكذب أم أن الحمى وقتها جعلتها تتفوه بما لا تعنيه. بل تفعل ذلك و تجاوبها معه يثبت ذلك. هو متعب متعب بحق لم يعيش سعيد مع حبيبته ريهام و لم يعيش مرتاح مع زوجته حوراء كلتاهم احبتاه و كلتاهم ظلمهم الأولى بتركه لها بقسوة و الثانية بعدم مقدرته ليعطيها حقوقها كما تستحق أي زوجة. لن يتركها و تبتعد عنه شروق أيضاً يكفيه فقده ليوسف و سنواته الأولى لن يفعل ذلك مع شروق أيضاً فلم لا يعيش فقط كأي رجل لديه زوجة و عائلة ليتقبل قدره فقط حتى و أن كان الحب غير موجود بينهم و لكن يكفيه أنه يرغبها نعم هو يفعل عليه اللعنة . نزع ملابسه و ارتدي سروال مريح دون تيشيرت و توجه للفراش ليغفو بدوره يريد أن يبعد عن عقله كل هذه الأفكار ليهتم بيوسف فقط حتى لا يقصر معه قبل رحيله ..
أنت تقرأ
زوجة عشوائية
Humorالملخص ضاقت بها السبل و تقطعت بها الأسباب... تكابد الشقاء و ما إن يُشرع لها بابٌ تُغلق بوجهها أبواب... حتى إذا استحكمت حلقات الضيق لاح سنا أملٍ و همّ بالاقتراب.. حين أعلن ذاك الغريب عن وظيفةٍ فريدةٍ تثير الدهشة و الارتياب... أحتاج لمربيةٍ برتبة زوج...