الثالث& زوجة عشوائية&صابرين شعبان

6.2K 245 9
                                    

الفصــــــــــــل الثالث

سألتها سهيلة بحنق " ماذا أفهم من ذلك عزيزتي ستكذبين بهذا الشأن كيف ستفعلينها "
قالت أماني بائسة " سأتصرف وقتها ليوافق فقط أريد التقدم للوظيفة هذه سهيلة حقاً أنا يائسة لذلك "
قالت سهيلة بصدمة " تتقدمين لوظيفة زوجة و كأنها وظيفة عادية كسكرتيرة مثلاً هل جننتِ أماني كيف ذلك عقلي لم يستوعب الأمر أنه شيء خطير "
قالت أماني بهدوء " ليس لدي حل أخر سهيلة أشياء يوسف ستلقى على الطريق إذا لم أجد منزل جديد "
"و من أخبرك أن هذه الوظيفة ستوفر مكان لأشياء يوسف لم لا تنتظرين و توافقي فقط على أول خاطب لكِ"
قالت أماني بمرارة " حبيبتي من يأتي بالفعل لخطبتي يريد مربية أو محظية بالسر و هذا لوجود يوسف معي ليس لدي من الفرص الكثير لأتدلل ثم الرجل واضح وصريح يريد مربية بإطار شرعي ربما عانى من المربيات الذين يراودونه عن نفسه و يريد واحدة تعمل بشكل قانوني و شرعي و تبتعد عن طريقه فقط و يريد أن يضمن أنها لن تستقيل و ترحل من الوظيفة "
سألتها سهيلة بشك " أفهم من هذا أنك ستراودينه عن نفسه شرعا صحيح "
ضحكت أماني بمرح لتقول بسخرية " أراود من يا حمقاء لو قرأت الإعلان جيداً ستعرفين أن الرجل ربما لديه مشكلة مع النساء بالفعل لا أظن أنه يفكر بهذه الطريقة و إلا لن يتزوج واحدة غريبة هو يريد موظفة و لكن بشكل قانوني "
قالت سهيلة بصبر " حسنا أفهميني فقط ما المشكلة لتقبلي مثل هذا الأمر لديك منزل مؤقت و قريباً ستجدين وظيفة و بعدها يكون لكِ منزل أنت و يوسف لم تلقي نفسك في التهلكة لعدم صبرك "
ردت أماني بمرارة " لعدم صبري عزيزتي لنا قت طويل مشردين أنا و يوسف و لا أريده أن يشب في هكذا ظروف "
قالت سهيلة بتخوف " أنا لست مستريحة لهذا الأمر.. و لكن سأتي معك لن تذهبي وحدك لأعلم هذا الرجل من أي صنف لينشر إعلان كهذا "
قالت أماني ممتنة لاهتمامها " بالطبع سنذهب معا إذا كان يحتاج لمربية لن أمانع بالعمل أي كان و لا تخافي لو وافق علي سأخبره أن كل ما سيحصل عليه هو مربية و ليس شيء أخر "
قالت سهيلة باستسلام " حسنا لنرى هذا المختل ناشر الإعلان سأتي غدا في الواحدة لنذهب معا أتفقنا "
و هذا ما حدث جهزت يوسف استعدادا للذهاب لذلك الموعد مع سهيلة داعية الله أن يكون مثلما كان يظهر في الإعلان و لا شيء أخر

*************※
"سيد أسرار هناك فتاتين تريدان مقابلتك معهم طفل صغير "
قال أُسوار ببؤس " حسنا ضيفيهم لحين أتي "
هذه المرأة تناديه بكل الكلمات الشاملة لحرف السين إلا اسمه لا يفهم ما مشكلتهم مع اسمه هل هو من خارج الكوكب .. حسنا مؤكد القادمة مثل التي قبلها و قبلها لقد شعر بالملل من هذه المقابلات و قرر إلغاء الإعلان بالفعل و لن يعيد نشره من العدد القادم في الجريدة.. نهض من خلف مكتبه و توجه للنافذة ليفتحها و هو يستنشق بعض الهواء استعدادا لمقابلة تلك القادمة.. منزل أخيه به كل وسائل المرح للأولاد حديقة شاسعة بها عدة ألعاب من البلاستيك المقوى حصان هزاز حمام سباحة صغير على شكل طبق كبير ترام بولين و أرجوحة و مع هذا كله لا يهتمون سوى باللعب في أشيائه و أوراق عمله.. سمع صوت الجلبة في الخارج ليعلم أن القادمة قد قابلت الأولاد بالفعل من صراخ ملاك الصغيرة و بكائها و هذا يعني أنها ربما قبيحة مثل الفتاة الماضية.. ليته قبل بها لكانت قامت بتربيتهم.. خرج ليجد الخادمة تحمل ملاك متجهة بها لغرفتها و فتاة جالسة تحمل طفل صغير على ساقيها و أخرى تمسك بيد وليد قائلة و هى تشير للمنزل حولها و هى تقول بتوبيخ كمعلمة في الصف " أنظر لهذه الفوضى حولك هل هذا ما يفعل صاحب المنزل بمنزله.. ماذا سيفعل الغريب إذن .. يجب أن تفهم أن هذه نعمة كثير من الأطفال لا يستطيعون الحصول عليها انظر لقد افسدت الوسائد و أتسخ غطاء المقعد بقدمك الموحلة هل هذا يفرحك أن ترهق تلك العجوز بالتنظيف و والدك بالإنفاق على هكذا إصلاحات.. هيا قم بتنظيف المكان من يفسد شيء عليه إصلاحه " دفع وليد يدها الممسكة به و هتف بغضب " هذا ليس منزلي و ليس لي والد بعد الأن "
قالها غاضب و رحل لتعتدل أماني واقفة و هى تدفع بشعرها البني للخلف قائلة بهدوء " يحتاج بعض التوجيه فقط ربما هو غاضب من والده "
قالت سهيلة بسخرية " إذا كان بعقل من نشر ذلك الإعلان فمؤكد يجب و حتما و لابد أن يغضب منه الرجل مختل يا عزيزتي "
قال أُسوار بغضب " و طالما أنت تعلمين أني مختل لم أتيتِ لتتقدمي للوظيفة أيتها العاقلة " ردت سهيلة بسخط " لن أتقدم لشيء أيها السيد لقد جئت فقط لأعلم من أي نوع أنت حتى لا تلقي صديقتي نفسها و يوسف في قضبة مختل "
نظرت أماني للرجل القادم طويل القامة بشعر أسود و عيون لا تعلم لونها الحقيقي للنظارة الطبية التي يضعها بينما يضع يديه في جيب سرواله " أنت المتقدمة للوظيفة " سأل أماني ببرود .. تمالكت نفسها بصبر يبدو أنه عديم الذوق حتى أنه لم يسأل عن أسمائهم أو ماذا يتناولون .. قالت تجيبه بهدوء " أنا هى سيدي هل لنا أن نتحدث بعيداً عن يوسف "
نظر ليوسف الجالس على ساقي سهيلة " هل هذا ابنك "
ردت أماني بتردد كأنها لا تريد أن تخبره عن هويته " أجل أنه ابني يوسف "
قال الرجل بهدوء " أُسوار رشاد محمود "
ردت أماني بهدوء " ريهام أحمد هشام "
أشار إليها لباب غرفة يبدو أنها مكتبه و قال بهدوء " تفضلي معي لنتحدث قليلاً "
قالت سهيلة بضيق " لمَ لا يظل يوسف مع الخادمة لديك و أتي مع أماني"
سأل الرجل بشك " من أماني ألم تقل ريهام "
شحب وجه أماني و قالت مسرعة " أنه اسم التدليل فلا أحد يقول ريهام بل أماني حتى يوسف لا يقل ماما بل أماني "
أومأ الرجل بلامبالاة " حسنا تفضلي معي "
قالت سهيلة " و أنا "
قال أُسوار ببرود " و هل تريدين التقدم للوظيفة لتأتي معنا إذا كنت أنتظرى دورك "
زمت سهيلة شفتيها بغضب الحقير كأنه شهريار عصره و ينتظر أن تعرض جواريه ليختار منهم "
ردت سهلية " لا أريد أن أحظى بهذا الشرف " قالتها بقرف
سارت أماني معه قائلة بتوتر " حسنا سيدي تفضل لنتحدث سهيلة قلقة على فقط و تريد الاطمئنان "
رد أُسوار ببرود " لا تقلقي لن أكلك فقد تناولت طعامي "
أومأت أماني لسهيلة مطمئنة و توجهت معه للغرفة التي كما توقعت مكتبه و أغلق الباب خلفه و هو يشير إليها بالجلوس جلس خلف مكتبه بهدوء و نظر إليها بتمعن " لماذا تريدين الوظيفة سيدتي "
قالت أماني بهدوء " من أجل يوسف ليس لدي منزل أو وظيفة و أريد مكان لأضع فيه أثاث يوسف و أشيائه هذا كل ما تبقى له من والـدت والده "
صمت أُسوار مفكرا أنها صريحة و هذا جيد لتستمع إليه إذن " أنا لا أريد زوجة أنا أريد مربية بعقد زواج هل تنتظرين عيش حياة زوجية طبيعية بجانب المنزل و الوظيفة "
ردت أماني نافية و تنفست براحة فظنها كما هو و الرجل بالفعل يبحث عن مربية لا زوجة " لا . أعلم أنها وظيفة للاعتناء بالأطفال ليس أكثر من ذلك "
سألها بجدية " أرملة أم مطلقة فهذا يفرق الأن و لديك طفل ربما جاء والده ليأخذه و تجدين نفسك مقيمة في محكمة الأسرة و ليس لديك وقت للاعتناء بالأولاد "
ردت بصبر " أنا مطلقة سيدي و تستطيع أن تقول أرملة فـ زوجي لا أعلم إن كان حي أم ميت فهو طلقني و لم يعلم عن يوسف و قبل أن يولد يوسف بحثت عنه لأخبره عن وجوده و لم أصل لشيء فقط أختفى و لذلك أظن أنه توفي و لو كان حي لن يبحث عني من جديد فهو لا يعلم عن يوسف "
قال أُسوار بهدوء " هذا جيد "
رمقته بضيق فقال بحدة و صدق " أقصد أن ما يهمني هو الأولاد فلا أريد مزيدا من التعقيدات في حياتهم و حياتي "
ردت أماني ببرود " لا تقلق لن يكون هناك شيء منها.. و لكن هل لديك مكان للأشياء الخاصة بنا فهذا شيء هام لي إذا لم يكن لديك فأنا "
قاطعها ببرود " لدي لا تقلقي فلتأتي غدا في الثامنة و تجلبين حقيبة ملابسك مؤقتا سنتزوج في الغد "
و هذا يعني أن المقابلة انتهت و حصلت على الوظيفة "
سألت بشك " حصلت على الوظيفة هكذا دون اختبار في شيء ما كهل أعرف الطهو أو القراءة لأدرس الأولاد و هكذا "
رد أُسوار بسخرية " حصلتِ على زوج لا يهتم بسوى الاعتناء بهم و بسلوكهم و الدراسة هناك مدرسة تعلمهم و الطهو لدينا خادمة بالفعل تطهو أراكِ غداً "
معلنا بذلك انتهاء الحديث....

زوجة عشوائية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن