الفصــــــــــــــــل الثاني
كانت أماني قد أخذت يوسف في اليوم التالي الذي أخبرها به شفيق أن تستعد للرحيل لذلك وجدت نفسها تذهب لتطلب منها هذا المعروف و لكن هل يقدر على الحديث حقا أم ستخجل كعادتها كانت جالسة في غرفة الجلوس في منزل سهيلة التي ذهبت لتعد لها و ليوسف بعض العصير .. كان يوسف يجلس على ساقيها بصمت و هى تضمه إليها بكرب و عقلها يعمل ماذا ستفعل في هذه المصيبة التي حلت عليها.. عادت سهيلة باسمة و وضعت صينية التقديم على الطاولة و قالت باهتمام حقيقي لم تصطنعه مما طمئن أماني أنها حقاً تهتم بها.. " ماذا فعلتِ عزيزتي في الوظيفة هل وجدتِ واحدة أم لا زالتِ تبحثين "
قالت أماني بتردد خجل " لقد جئت لطلب خدمة منك سهيلة و لا أعرف إن كان بمقدورك مساعدتي أم لا "
سألت سهيلة بجدية " لما لا تسألي يا عزيزتي تفضلي "
قالت أماني بقلق من الرفض أو عدم إيجاد حل فتقع كارثة على رأسها و يوسف الصغير.. " السيد شفيق يريدني أن أترك الشقة لعدم قدرتي على دفع الايجار لوقت طويل.. ليس أمامي مكان أذهب إليه و لا أحد الجأ إليه غيركِ فلم يعد لدي مال للمكوث في فندق أو البحث عن غرفة "
صمتت سهيلة مفكرة.. فهي لديها بالفعل المكان و لكنها تعلم والديها لا يحبون استقبال أحد غريب في منزلهم و لا تظن أنهم سيوافقون على ذلك.. شعرت أماني بالخيبة فصمتها يدل على رفضها.. قالت بصوت مختنق من البكاء و هى تنهض " حسنا حبيبتي أنا لم أشأ أن أسبب لك الحرج لا تقلقي إن شاء الله لن يضيعني الله أبداً من أجل هذا اليتيم معي "
قالت سهيلة بحنق و هى تمسك بيدها تعيدها لتجلس " أهدئي يا حمقاء و أجلسي.. ما بك روحك في أنفك و لم يعد لديكِ بعض الصبر "
قالت أماني باكية غصباً و قد شعرت أنها على وشك الانهيار " لا أريد أن أسبب لك الضيق أو الحرج.. "
قالت سهيلة بنزق " لن تسببي شيئاً أجلسي فقط لنتحدث "
جلست أماني بيوسف مرة أخرى فأمسكت سهيلة بكوب العصير و أعطته ليوسف قائلة بحنان " هيا حبيبي يوسف تناول هذا و الكيك الذي تحبه لقد جلبته خصيصا لك من متجر الحلويات بالأسفل "
عادت لتجلس و قالت لأماني بجدية و يوسف ملهي بتناول العصير و الكيك " حبيبتي أنا ليس لدي مانع أن تظلي و لو على رأسي و لكن تعلمين أبي و أمي و طباعهم "
تعلم أماني بالطبع والديها هما حتى لا يرحبون بأي ضيف يأتيهم.. شعرت بالمرارة ليس في يدها شيء و المنزل منزل والديها و هى لا تضع في مصروفاته حتى تطلب شيء كهذا.. " حسنا سهيلة أنا لا ألومك بالطبع فالمنزل منزلهم "
قالت سهيلة بجدية " و لكن لدي حل رغم ذلك لا تقلقي.. أخبريني فقط ماذا ستفعلين بالأثاث للمنزل "
قالت أماني بملامح منفرجة بالأمل " لقد تحدثت مع حارس البناية التي اقطنها و أخبرني أنه سيضعه في المرأب المغلق دون أن يخبر شفيق لحين أجد مكان "
قالت سهيلة باسمة براحة " حسنا حبيبتي حلت المشكلة للأثاث و الأن سأخبرك أين ستمكثين لحين تجدي عمل "
سألت أماني بلهفة " أين سهيلة "
قالت سهيلة باسمة " تتذكرين نورين الفتاة التي ألتقيناها ذلك اليوم في الحديقة العامة عندما كانت تجلس باكية "
(نورين بطلة نوفيلا عليكِ وقع اختياري"
سألت أماني بحيرة " نعم و لكن ما شأنها أنا لم أرها بعدها مرة أخرى فماذا... "
قاطعتها سهيلة بمرح " أنا مازالت ألتقيها منذ ذلك اليوم و علمت كل شيء عنها نحن نلتقي من وقت لأخر "
سألت أماني بلهفة و أمل " ماذا ستفيدني نورين هذه إذن. لديها منزل كبير و لا تمانع استقبالي "
ضحكت سهيلة بمرح قبل أن تقول بغموض " نعم منزل كبير و به غرف كثيرة و واحدة فارغة تنتظر مجيئك لا تقلقي "
و كانت هذه العبارة كافية لتزيح ذلك الثقل النفسي عن كاهليها و قد أطمئنت على يوسف ..
أنت تقرأ
زوجة عشوائية
Humorالملخص ضاقت بها السبل و تقطعت بها الأسباب... تكابد الشقاء و ما إن يُشرع لها بابٌ تُغلق بوجهها أبواب... حتى إذا استحكمت حلقات الضيق لاح سنا أملٍ و همّ بالاقتراب.. حين أعلن ذاك الغريب عن وظيفةٍ فريدةٍ تثير الدهشة و الارتياب... أحتاج لمربيةٍ برتبة زوج...