ما بعد الختام 1
دخل عصام للغرفة و هو يفرك راحتيه بتوتر. كانت حوراء تبدل للصغيرة ملابسها و على شفتيها ابتسامة حنونة ينظر لزوجته بضيق منذ ذلك اليوم لم يقربها و كأنه يعاقبها و يعاقب نفسه على ضعفه ذلك اليوم الذي أدي لمجيء ابنتهم شروق لتربط بينهم أكثر . أخبرها عن يوسف و ما حدث لوالدته و قاطع عمته لكذبها عليه و لم يسمح لها بالمجيء لمنزله هذا بعد أن ترك منزل والده الذي كانت تجلس معه به فتركها به و أشترى هذا المنزل لحوراء . رفعت عيناها تنظر إليه بهدوء
" هل هناك شيء يضايقك عصام . " كانت تحاول أن تخفي حزنها و خيبتها من علاقتها العقيمة بزوجها طوال هذه الأشهر و لكنها تقدر مشاعره حقاً فقد تعرض للخداع على يد من يحبهم . و فقد بسببهم المرأة التي يحب و كم يحرق هذا قلبها و لكن القلب و من يريد
" هذا الأسبوع لا أريد أحد من عائلتك يأتي هنا لا شقيقتك و لا والدتك "
هى رغم فظاظته و رغم قسوته معها و رغم ابتعاده إلا أنها لا توافقه إلا إذا كانت مقتنعة بما يطلب هى ليست عديمة الشخصية مجردة من العقل " هل يمكن أن تخبرني بالسبب " سألت بأدب شديد . وجدته يفرك وجهه و يشعث شعره براحتيه بتوتر بالغ دليل على قلقه و خطورة الموقف .. " أنه يوسف سيأتي ليري شقيقته لقد طلبت ذلك من خالته "
رفعت حاجبها بتفهم " هل تخشى أن تعامله أمي أو شقيقتي بسوء"
رد بحزن " ربما "
ابتسمت بحزن " لقد أفهمتهم حقيقة زواجنا لا تظن أن أي منهم ستخاطر بفعل شيء كهذا و افساد زيجتي "
قال ببؤس " لقد أفسدت عمتي حياتي بكذبها علي فلم لا تفعل والدتك من أجلك و تظن أن وجود يوسف عائق بيننا "
تغضن وجهها بألم " أخبرتك عصام أنك لست مجبر للبقاء معي بعد ما حدث بيننا و ليس شرطا وجود الوالدين معا ليربى أولادهم جيدا يكفي أن يكون هناك احترام متبادل "
قال ساخرا " و ماذا تقترحين أنتِ أيضاً أطلقك و أبحث عن زوجة جديدة أم أطلقك لتتزوجي أنتِ زوج يريدك و ليربي الغرباء أولادي هل هذا ما تريدينه أنجب و أفرق على الغرباء أولادي "
ألمها قلبها لحديثه هذا يعني أنه لا يحبها و لا يريدهاو لا يهتم بغير أولاده . قالت بفتور
" بل لتتزوج أنت زوجة تختارها بإرادتك و لا تقلق على أولادك لن يربيهم أحد غيرك "
" من اخترتها فقدتها بالكذب و الخداع و لا أبحث عن أخرى و لا أجازف بفقد ابنتي كما فقدت ابني من قبل "
تجمدت ملامحها و قبضة اعتصرت قلبها هل يلومها هى هل يحملها ذنب ليس لها يد بحدوثه. " عوضك الله عنها يا ابن العم و جمعك بولدك "
قالت هذا بنبرة جامدة لا مشاعر بها كل ما تريده الأن أن يتركها لتصرخ و تبكي غضبا.. قال بحدة " هل ستبلغينهم أنتِ دون تسبب لهم بالحرج أم أتصرف أنا "
ردت بحزن " بل سأخبرهم أنا عصام لا تقلق من شيء "
عاد ليخرج من الغرفة فجلست على طرف الفراش ببؤس و هى تتمتم بحزن " سامحك الله عمتي أنتِ من أدخلنا في هذه الدوامة "************※
رمقتها والدتها بضيق " هذا الأمر زاد عن الحد يا ابنتي و لم أعد أصبر على اهانتك بهذا الشكل أبداً "
قالت حوراء تطيب خاطر والدتها و تلتمس لزوجها العذر نفس الوقت " لا تغضبي منه يا أمي فهو حزين كونه لا يستطيع جلب ابنه هنا و يقوم على تربيته رجل غريب عنه حتى لو كان زوج خالته و لكنه بالنسبة ليوسف غريب ليس كوالده غير ابتعاده عنه و رؤيته بموعد كل هذه الأشياء تحزن و فقده زوجته بهذه الطريقة يؤلم و يشعره بالذنب تجاهها "
ردت المرأة بضيق " أنا أقدر ذلك حوراء و لكن أنتِ أيضاً زوجته و لكِ عليه حقوق "
ردت ابنتها ببؤس " زوجة غصب عليها لم يختارها بإرادته لذلك أقدر مشاعره و ألتمس له العذر و لا يهمني غير ابنتي الأن لا أريدها أن تربى بعيدا عن والدها بدورها فهذا سيكون ظلم لها و له "
ردت والدتها بضيق فهى تشعر بالظلم يقع على ابنتها من زوجها و لكن ما باليد حيلة..
" حسنا يا ابنتي المهم راحتك و ابنتك و لا تشغلي عقلك بنا "
قبلت حوراء وجنة والدتها و قالت باسمة " أدامك الله لنا يا أمي "
ابتسمت المرأة بحنان و ربتت على وجنتها برقة كيف لذلك الجاحد أن لا يرى روح ابنتها الطيبة.. قالت حوراء بحرارة
" أنظري لشروق ماذا تفعل عندما أداعبها بجانب أذنها تتذكرين عصام و هو صغير كان مثلها "
أولت كلتاهما الاهتمام للصغيرة غير منتبهتين لذلك المغادر بصمت
أنت تقرأ
زوجة عشوائية
Humorالملخص ضاقت بها السبل و تقطعت بها الأسباب... تكابد الشقاء و ما إن يُشرع لها بابٌ تُغلق بوجهها أبواب... حتى إذا استحكمت حلقات الضيق لاح سنا أملٍ و همّ بالاقتراب.. حين أعلن ذاك الغريب عن وظيفةٍ فريدةٍ تثير الدهشة و الارتياب... أحتاج لمربيةٍ برتبة زوج...