الفصـــــــــــــــل الرابعكان الجميع يجلس على العشاء و ملاك تتحدث بحماسة عن ما فعلوه اليوم كانت أماني تنظر إليها باسمة و قلبها يتألم لهذه الصغيرة التي فقدت والدتها في هذا الوقت المبكر و من وقتها لم تجد من يعوضها عن ذلك كانت فرحة بقبولها لمساعدتهم في صنع الكيك و ظنت أنها ستخجل من فعل شيء و لكنها و يوسف لم يكفا عن التحدث و إحداث الجلبة في المطبخ و أم حليم كانت تنظر إليهم باسمة و قد تأكدت أن هذه المرأة ربما تفعل شيء لتساعد هؤلاء النزقين الثائرين على الدوام .. قلب أُسوار عيناه بملل و قال مقاطعا ملاك قائلاً ببرود " ملاك لقد عرفنا أنكم صنعتم الكيك اليوم و أنك أعددت الشكولاتة بنفسك لا داعي للجلبة هذه هل نتناول الطعام بهدوء فلدي عمل كثير و رأسي بدأ يؤلمني منذ الأن "
كانت أماني تود لو تلكمه على وجهه فهى علمت الأن لم الأولاد يكرهونه " ماذا تعمل سيــــ أُسوار "
رمقها بضيق " لماذا "
لماذا تريد أن تعلم عن عمله هل تظن أنها زوجته حقاً .. قالت أماني بلامبالاة " ربما كوني تزوجتك اليوم و ربما أتعرض للسؤال من أي أحد عن هوية عمل زوجي أنت لا تظن أني سأعرف عن نفسي أني مربية للأولاد صحيح "
كان يود لو يخبرها أن لا تعرف عن نفسها من الأساس و أنه ليس لديه أحد يمكن أن يسألها عنهم فهو ليس على علاقة بأحد هنا فله سنوات طويلة يعيش في الخارج .. " حسنا أنا أعمل في مجال الهندسة النووية " كان يعلم أنها لن تفهم شيء منها و لكنه تفاجأ بسؤالها " هل تعمل في مجال البحث عن الطاقة أم في المحطات النووية أم بناء المفاعلات النووية أي منهم تخصصك "
صمت لثواني قبل أن يجب بهدوء " تخصصي هو تصميم و بناء المحطات النووية "
أومأت أماني برأسها و سألته " هل وجدت وظيفة هنا أم ستعود لوظيفتك في الخارج "
قال بسخرية " يبدو أنك ثرثرت كثيراً مع أم حليم "
احتقنت وجنتيها و قالت بضيق " هذه ليست ثرثرة أنها البقاء على إطلاع بما يدور حولي و التعرف على محيطي الجديد "
زم أُسوار شفتيه بضيق قائلاً بهدوء" أتمنى أن لا تنسي ما أتفقنا عليه.. تفهميني طبعاً "
مطت شفتيها ببرود " بالطبع أفهمك سيــــــــــد أُسوار.. حسنا من الغد سأذهب لمدرسة الأولاد إذا لم يكن لديك مانع للتعرف على المعلمين هناك أعتقد هذا من ضمن ما تزوجنا لأجله فأنا أرى أنك لست متفرغ لهكذا تفاهات تخص الأولاد "
نهض أُسوار من على المائدة قائلاً ببرود " بالضبط سيدتي جيد أنك تعلمين ما جئت لهنا من أجله "
تركهم و أنصرف ليدخل لغرفة مكتبه فتمتمت أماني بضيق " علمت الأن لم لا تطيقون عمكم هذا فأنا نفسي لا أطيقه "
وجدت وليد ينفجر ضاحكا بمرح و قال بمكر " أنضمي للصف زوجة عمي "
ردت ساخرة " أماني أرجوك.. هل لنا أن نكمل طعامنا و نتحدث في شيء أفضل كجدول يومكم مثلاً "
قال وليد بلامبالاة " لم لا تخبرينا لم تزوجت عمنا و نحن نخبرك عن جدولنا " فطريقتهم معا ليست كوالديهم لذلك يظن أن زواجهم ليس كزواج أبيه و أمه
ردت أماني ببرود " أنا لا أعقد الصفقات يا ولد و أنت و أخوتك من مصلحتكم أن تطلعوني على جدولكم لا تفضل أن أرتب يومكم على مزاجي صحيح "
تعكرت ملامح وليد بضيق فنهضت أماني قائلة ببرود " بعد أن تنتهوا من الطعام أخبروني لنتساعد في تنظيف الطاولة قبل أن تخبروني عن ماذا تفعلون قبل النوم فأنا لدي فكرة عن ذلك الوقت فيما سنقضيه "
تركتهم و ذهبت لأم حليم التي كانت تستعد لتعود لمنزلها قالت أماني باسمة " لا تتأخري في الغد خالتي "
سألت أم حليم بتردد " سيدتي إذا لم تريدي عودتي للعمل هنا أخبريني فقط و أنا مؤكد سأجد عمل أخر فأنا رحلت و عدت من قبل لا تخشي شيئاً سأجد أخر "
قالت أماني رافضة " أولاً أنا أحتاجك معي هنا لتساعديني مع الأولاد.. ثانياً العمل سيكون كثير بالفعل و أنتِ تعلمين ذلك و جربته لذلك من الجيد أن نقتسمه معا.. ثالثاً أنا أماني و ليس سيدتي خالتي اتفقنا "
ابتسمت أم حليم براحة " اتفقنا و لكن ربما سيد سنمار يرفض بقائي هنا و قد تزوجتم "
ضحكت أماني بمرح " أُسوار لن يتدخل في ما يخص المنزل لا تقلقي.. و الأن هيا لنرى ماذا فعلوا من فوضى فالخارج "
أنت تقرأ
زوجة عشوائية
Humorالملخص ضاقت بها السبل و تقطعت بها الأسباب... تكابد الشقاء و ما إن يُشرع لها بابٌ تُغلق بوجهها أبواب... حتى إذا استحكمت حلقات الضيق لاح سنا أملٍ و همّ بالاقتراب.. حين أعلن ذاك الغريب عن وظيفةٍ فريدةٍ تثير الدهشة و الارتياب... أحتاج لمربيةٍ برتبة زوج...