عدنا لكوريا وانا عمري ستة اعوام فقط
وكم بدوت غريبة هناك...لطالما اخبرتني تلك الارض انني لا انتمي لها
حينها...
كنت افهم مايُقال لكنني لا اتحدث الا الانجليزية فقطواجهت اول صعوباتي مع امي بذلك السن
فلطالما كان ابي المترجم الخاص بي وفي تلك الايام
ابي كان بعيد وكنت اعاني مع اميوالدها اشترى لها منزلاً ظناً منه ان والدي خاسر جداً ولا يمكنه توفير حياة جيدة لنا
ولا طالما لاحقت والدي نظرات الازدراء من عائلتها
بقينا بذلك المنزل الذي لم يكن في يوم بيتاً دافئاً لي...عمري ستة اعوام فقط
واسمع تلك المرأة التي انجبتني تتحدث عن ابي بالسوء
كم اشتكت وتذمرت وبكت امام عائلتها لتستجلب تعاطفهم
وكان ابي ضحية احاديثهاكنت نائمة بغرفتي
وسمعت صوت والدة ابي بمنزلنا
وكانت أمي تشتكي بحرقة لها...مما امرضها وتسبب بتدهور صحتها سريعاًلا افهم هذه السيدة التي ادعوها بأمّي
ألم تستوعب كم كانت داهيون تخاف من هذه الضوضاء التي تسببها؟
ألم تكن تدرك كم هزّت الأمان بحياتنا؟
كم عكّرت صفو حياتنا بذلك البكاء والانزعاج
فقط كنت اغلق الباب واحتضن اختي لننام على امل ان يعود ابي
وننعم ببعض الهدوء والسكينةعدة اشهر وعاد ابي لحياتنا
كنت قد كبرت قليلاً وصرت افهم احاديثهم بشكل افضل
وصار بداخل صدري غضب من اختفاء ابي
لم اعره اهتمامي حينما عاد لشدة استيائي منهاذكر رائحة الوسادة وصوت مبرّد الهواء ذاك
ورائحة شعر داهيون التي تنام بجانبي لا زالت عالقة بانفاسي لليوم
لمّا عاد ونحن نيام ولطالما كان يدخل المنزل كاللص بالليلجاء ابي لسريري وطبع قبله الوحيدة لاشهر على جبين داهيون وعلى وجنتي
تحركت بانزعاج وهمس لي بالانجليزية:
-هل مازلت مستيقظة حلوتي؟تجاهلته لكنه حملني لحضنه
وهمس بأذني:
-اشتقت لك حبيبتي...مررت بحضانتك وكانت صديقتك تبحث عنك...
-...
-لقد احضرت لك تلك الشكولاه التي تحبينها ساوونا!فتحت عيني بغضب ودموعي كانت تتساقط:
-أبي لماذا تكرهنا؟
-أنا؟ ولِم عساي ان اكرهكم؟
-الجميع هنا يتحدثون...يقولون بأنك مستهتر...ولا تهتم بحياتنا...
-هل تفهمين ما معنى هذا الذي يقولونه، سايوون؟ هل تفهمين معنى مستهتر؟
-نعم! مستهتر يعني انك تختفي دائماً وتتركنا لوحدنا كل مرة
YOU ARE READING
جلوكوما
Romanceهذه القصة كانت جزء من الهيونغ لاين لكن بمناسبة حلول شهر ميلاد قائدنا العظيم قررت تنقيحها واعادة صياغتها تحت مسمى (جلوكوما)