مرّت الاعوام والشهور والايام
تراكمت تلك الساعات بسرعة فوق بعضها
ركض بي الوقتوجدت نفسي ذات ٢٣ عام اقف امام نافذة القطار انتظر ان يهبط الركّاب لأركب انا
ارى القليل...
ارى القطار بلونه الابيض والخط الاحمر الذي يمر به
ارى جزءاً مشوش منه ويحيطه ضباب كبحر عند الشروق حينما يتلون بألف لون...
لكن تختلط كل التفاصيل وتختفي في اللون الابيضكم كنت ارهب هذه المحطّات وهذه السكك وهذه القطارت
لقد غيّرتني الأيام...وصرت بوجه جامد كالوجوه التي حولي اقف كعمود انارة صلب انتظر قطاري ليحملني لوجهتيملابسي تضاءلت، تقتصر على قميص قطني و سروال جنزي و تلك اللفافة حول عنقي
واذا بردت يداي خبأتها تحت عظام ترقوتي لتخبيء بنحري في عالم دافيء...اه كم الدفيء هذا يمنحني شعور رائعحقيبتي بحجم طفل رضيع تحتاج كرسي لها لوحدها
كبيرة جداً....
احمل بها ملابسي الاحتياطية وفرشاة اسناني ودوائي ونعل المنزل ومظلّة وطعام للطريق
اقسم بأنها دولاب متحرك معي...اذكر حينما جئت هنا...كم كانت ملابسي كثيرة لا تؤدي مهمتها المطلوبة على الرغم من كثرتها واغراضي قليلة في حقيبتي لا تعينني على السفر
لكن تعلّمت...وتغيّرتاغلق عيناي مجرد جلوسي على مقعدي
مطمئنة اني سأستيقظ مجرد وصولنا،،كرجل آلي مبرمجوصلت للمطار اولاً...
وقفت بين الزحام، انظر للمكان واشعر اني انظر لزبدية من الحبوب والحليب...شيء منها يظهر واجزاء منها تختفي بالحليباتنفس بعمق...لا شيء يسعدني...ولا شيء يفرحني
لاشيء خاص بتاتاًاسمع صوتها، قلبي ينتفض بخفة
كلّي جامدة...لكن قلبي يهتز بهزّات صغيرة متكررةصوت عجلات حقيبتها يرتفع
وصوت ضحكتها يقترب
آخخخ كم قلبي الصخري يتألم حينما يتحرك قليلاً
مهما كنت قوية إلّا انتي اضعف قليلاً امام لطفاتهااحتضنتني
وكم نسيت الاحضان
اشمّ رائحة شعرها ويدي تتخلل خصلاتها خلف نحرهاتنظر لي داهيون باستعجاب
وانا امشي بدون تعثّر
كم كانت منبهرة لتحدثي بتلك اللغات الغريبة مع من يبيع التذاكر
تنبهر لكل شيء افعله...تظهر ابسط عواطفها بسرعة
تبالغ بحركاتها الانثوية و شعرها المهندم بطريقة كورية بحتة
تذكّرني بفتيات القوة اللاتي كنت اشاهدهن وانا صغيرة

YOU ARE READING
جلوكوما
Romanceهذه القصة كانت جزء من الهيونغ لاين لكن بمناسبة حلول شهر ميلاد قائدنا العظيم قررت تنقيحها واعادة صياغتها تحت مسمى (جلوكوما)