الفصل السابع

209 34 41
                                    

*شغل الموسيقى*

"أعده إلي!!! دعه و شأنه!!!"

صرخت بقوة في ذاك الذي أخذ يبتعد عني، و لولا هذا الذي كان يضغط على ظهري بقوة ليثبتني على الأرض لكنت قد لحقته، و في وضعي المهزوم هذا ما كان مني إلا أن أصرخ فيه حتى أحسست بحنجرتي تحترق كأنها قطعة خشب مشتعلة...

"سيـ-سيدي الحكيم... ألا ترى أنه من الأحسن أن نعجل بالطقوس؟" قال ذلك الذي كان يشد احكامه على ذراعي و رأسي تزامنا مع اقتراب رجل منا. و من منظوري هذا لم أقدر سوا على رؤية عباءته السوداء التي احتكت بالأرض.

"إن الذعر قد بدأ يسيطر على الناس"

تابع ذات الرجل كلامه بصوت مهتز، فوافقه صاحب العباءة مهمهما قبل أن يبدأ الكلام...

"يبدو أن دماء الخائن الصغير لم تكن قربانا صالحا... ما لنا إلا أن نجرب بهذا... و الآن، دع رأسه"

رفعت بنظري نحوه ما إن أحسست بالثقل يخف عن رأسي... كان يقف بعيدا، ناظرا إلي بتعال و ازدراء و هو يبتسم... بدا مزهوا جدا بفعلته الشنيعة. و هذا ما ضاعف غضبي ألوفا...

"لماذا فعلت به ذلك؟!!" صرخت أقوى من قبل رغم أنني أحسست بكل حرف يحرقني، لكن ذلك الوحش الحقير كان أمامي أخيرا فلم أبالِ بالألم...

"أتريد أن تقنعني أنك حقا تشعر بالألم لما ألم بذاك الخائن؟" قال و هو يرفع الخنجر المدماة و يشير بها ناحيتي ثم أردف، "تريد أن تقنعني أنك أنت، وحش قذر ولد من دم محرم، قد اهتم حقا لأمر شخص كان منا؟"

"أنا. لست. وحشا!!!" صرخت بقوة و أنا أشد على كل كلمة. لكن و قبل أن يرد هو علي أظلمت الدنيا حولي إثر اصطدامي بشيء صلب، و سرعان ما انتشر الألم حول رأسي كله تلاه شعوري بشيء لزج ساخن ينزلق من جبهتي إلى ذقني...

أخذتني الدهشة فلم أعِ أن الوغد فوقي قد سحق وجهي مع الأرض...

"اهدئ الآن... لا نريد أن نهدر دمه"

"أ-أعذرني يا مولاي... لم أحتمل الطريقة التي كان يكلمك بها..."

"ارفع رأسك أيها المشؤوم، و أنظر حولك... أنظر إلى الدمار الذي سببته بمجرد أن خطوت إلى حدود قريتنا الفاضلة"

لكنني لم أفعل، رفضت أن أنفذ أوامره. و هذه المرة بقيت أنظر إلى الأرض بملء إرادتي. إلا أن ذلك لم يدم اذ أحسست بيد تمسك شعري ثم رأسي ترفع غصبا عني، ثم أجبرت على النظر حولي...

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن