الفصل الثالث عشر

131 21 61
                                    

*ملاحظة: يحتوي الفصل على لقطات قد تكون مزعجة للبعض*

*شغل الموسيقى *

ظننتني كنتُ متأكدا من القرار الذي اتخذته... ظننتني سأتابع الركض في طريقي المستقيم و ألتف عند أول منعطف لأتجه إلى مكتبة هانا.

لكن قدمي تسمرتا ما إن وصلت إليه، و وجدتني غير قادر على التحرك إنشا واحدا...

كان علي أن أهدأ! كان علي أن أفكر من جديد!

كيف لمكتبة هانا أن تحترق؟!

و إن حدث و أن احترقت، ألن يشد هذا انتباه الناس حولها؟!

الأهم... و حتى إن وصلت... ما الذي بمقدوري فعله؟!

سأرمي بنفسي وسط النيران بلا شك... و قد ينتهي بي الأمر ميتا هناك... لكن ذلك الفتى قال شيئا مهما...

قال أنه يحتاجني حيا... لذلك، يستحيل أن يريني مكتبة هانا إن كانت تحترق بالفعل...

دون تضييع ثانية أخرى تابعت الركض إلى الأمام، متجها نحو منزلي و أنا أدعو ألا أكون قد تأخرت...

بدا و كأن والدتي قد نزفت كثيرا... هل سيغير وصولي شيئا حتى؟!

اللعنة! فقط لو... لو كنت أستطيع فعل ما فعله هارو بالأمس...

لو كنت أستطيع أن أنتقل آنيًّا!

فجأة انشقت الأرض أمامي كاشفة عن بقعة شديدة السواد شبيهة بالتي تنبثق منها تلك الأذرع عادة! لم أمتلك الوقت الكافي للتوقف أو تفاديها... فما كان مني إلا أن وقعت بداخلها!

أحاط الظلام ببصري سريعا، و لم أعد قادرا على التنفس إذ أحسست بثقل هائل يضغط على صدري... ثم رأسي... بت أشعر و كأنها ستنفجر من الألم، و ذلك الطنين المزعج الذي ثقب طبلتي أذني زاد الأمر عذابا!!

دام الأمر ثوانٍ معدودة فقط إذ سرعان ما ظهر منبع ضوء مددت يدي نحوه، و ما إن لمسته أطراف أصابعي حتى وجدتني عدت إلى الشارع مجددا...

لكنني كنت واقفا أمام باب بيتي الآن...

كثير من التساؤلات غزت عقلي حينها، لكنني لم أملك الوقت لأي منها. تحاملت على نفسي و أجبرت ساقي على التحرك مجددا لأهرع داخل البيت بعد أن فتحت الباب بصعوبة... يداي لم تتوقفا عن الاهتزاز و لو للحظة...

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن