الفصل الثاني عشر

173 23 68
                                    

*شغل الموسيقى *

عشت في هذه الغابة مطولا لأراها تغير حلتها من فترة لأخرى. أحيانا تكون خضراء بالكامل، و أحيانا بيضاء... باردة، لكنها المفضلة عندي...

أما الآن فهي حمراء، لسبب ما باتت الأوراق تتساقط عن الأشجار؟ الأرضية أصبحت مملوءة بها! و أجمل ما في الأمر هو أن هذه الأوراق لا تحترق عندما ألمسها!

لذلك بت أجمعها في شكل كومة، ثم أقفز فوقها ما إن تصبح سميكة كفاية...

كنت منهمكا فيما أفعل، أتنقل من كومة أوراق إلى أخرى و قد تملكني شعور عجزت عن تفسيره... لكن لم أمانعه... و ربما هذا ما دفعني إلى تكرار الأمر لفترة طويلة رغم سقوطي على وجهي عدة مرات، حتى استلقيت أرضا من التعب... و بينما كنت أرتاح، حدث أمر خارج عن المعتاد...

متأكد أنني سمعت صوتا غريبا...

تكرر الصوت مجددا، أعلى و أوضح، و هناك وقفت متسمرا في مكاني...

أحدهم... يصرخ...؟

انطلقت مسرعا أحاول تتبع مصدر الصوت، إلا أن ذلك كان مستحيلا... ربما إن تكرر مجددا؟

تخبطت في مكاني مطولا، درت في حلقات مفرغة لم توصلني إلى أي مكان...

أو هذا ما ظننته...

لمحت من بعيد شيئا يتوهج بين الأشجار، و دون انتظار تابعت ركضي نحوه متفاديا الأغصان و النباتات الشائكة التي علقت بثيابي. و ما هي إلا بضع خطوات حتى وجدت نفسي أقف وجها لوجه أمام...

فتى...؟

فتى آخر غيري هنا...؟

كان جالسا على الأرض، يمد ذراعيه أمامه محاولا منع شيء ما من الاقتراب منه...

ذئب!

انتبه الذئب لوجودي و قرر مهاجمتي أنا بدلا من الفتى! ركض نحوي ثم انقض علي، و أنا بسرعة رفعت ذراعي اليسرى أمامي فغرز أنيابه بها ليبقى عالقا لفترة سمحت لي بإستخدام يدي الحرة...

بدأ الدخان الأسود يتصاعد من راحة يدي، تلته نار سوداء قاتمة وجهتها مباشرة ناحية بطنه ليهتز جسده بالكامل.

وقع الذئب أرضا و هو يئن... ظننت أنني قتلته، لكنه فر هاربا بصعوبة حتى اختفى بين الحشائش الكثيفة.

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن