الفصل الثالث و العشرون

92 16 57
                                    

*شغل الموسيقى*

حل صباح اليوم التالي علي بثقل أنهك روحي. صحيح أن جسدي لم يعد يشكو من أي خطب، و أرجح أن هذا يعود للدواء النتن الذي أخذته البارحة، رغم ذلك وجدت نفسي أغادر سريري بصعوبة بالغة... ربما لأنني أخشى مواجهة هذا اليوم...

غادرت غرفتي و رحت أخطو في الرواق مترددا، جزء مني كان قلقا و أراد المرور على غرفة هارو للاطمئنان عليه، و الجزء الآخر كان متخوفا من ردة فعله إذا ما رآني...

بت أخشى و بشدة أن يؤثر هذا الحريق على صداقتنا...

صوت طرقات كعب حذاء تردد في الرواق مقاطعا سلسلة أفكاري، نظرت نحو مصدرها لأرى هانا قادمة اتجاهي، و كانت الضيقة واضحة على معالم وجهها...

"صباح الخير يوكي" قالت و قد وقفت مسافة بعيدة نسبيا عني.

"صباح النور..."

"كيف تشعر الآن؟"

"بخير، جسدي لم يعد يؤلمني"

"ممتاز، يسعدني سماع هذا... الآن، هلا رافقتني إلى مكتبي؟ نحتاج أن نتكلم"

"ب-بالتأكيد!"

سار كلانا في ذات الطريق الذي أتت منه، و كان واضحا أنني على موعد مع جلسة استجواب مكثفة قد تنتهي بعتاب كثير.

دلف كلانا إلى المكتب لتغلق هانا الباب خلفنا، ثم قادتني إلى أريكة وضعت في أحد أركان الغرفة أين جلسنا. هناك انتبهت إلى الطاولة الصغيرة ذات العجلات التي حملت صينية شاي و صحنا من الكعك...

"لم تتناول أي شيء بعد، أليس كذلك؟"

هززت رأسي نافيا لتقوم هي بسحب الطاولة إليها، ثم بدأت بصب الشاي في الفناجين بهدوء أخافني نوعا ما...

"أتنوين تسميمي؟"

"ما الذي يجعلك تقول هذا؟؟" سألت ضاحكة قبل أن تمد الفنجان إلي.

"لا أعلم... الطريقة التي كنت تسيرين بها نحوي و كأنك على وشك ارتكاب جريمة؟"

"أوه؟ هل بدوت هكذا؟" قربت فنجان الشاي من شفتيها لترتشف منه القليل ثم أردفت، "آعتذر! لكن لا تقلق، فأنا لم أكن أنوي فعل ذلك "

جيد، أستطيع أن أطمئن قليلا الآن...

"بالمناسبة، هانا... أعتذر لأنني غادرت المنزل دون إذنك... "

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن