الفصل الخامس و العشرون

89 16 52
                                    

*شغل الموسيقى*

لا أظن هانا توقعت و لو بنسبة قليلة أن تصدر كلمات كتلك عني. بعد كل ما حدث، أي شخص سيظن أن أشد رغباتي الآن ستكون كسر ما يربطني بذلك الكيان المختل، لكنني سأظل واقفا عند كلمتي...

"يوكي... ما الذي تقصده...؟" وصلني صوتها مهتزا.

"ظننتُني كنت واضحا سابقا،" قلت و قد بدأت بلف الدفتر و وضعه بداخل جيب سترتي، "نحن لن نكسر الصلة حتى نتأكد من أنني قادر على ختم الكيان، إلى ذلك الحين سنبقى بعيدين عن أي شيء قد يساعد في كسرها-"

"هل فقدت عقلك؟!"

"بل لم أكن جادا في حياتي كما أنا الآن. لا أهتم إن بدوت أنانيا في أنظاركم، لكن أرفض أن أعيش و أنا أحمل ذنب موت شخص بريء من أجلي!"

"'بريء'... هذه هي الكلمة المفتاحية..."

نقلت أنظاري نحو المتكلم لأفاجأ بهارو واقفا أمام مدخل الغرفة، و لوحده... أين ذهبت هيكارو؟

خطا ناحيتي و قد تغيرت هالته من جديد... إنها إحدى المرات القلائل التي يصبح فيها و كأنه شخص آخر تماما...

هالته هذه... هالته هذه تشعرني بعدم الراحة...

"هل حقا تظن أن جميع من في هذا العالم أبرياء يستحقون العيش؟" وقف بعيدا عني مسافة خطوات قليلة ثم أردف، "كل ما علينا فعله هو إيجاد حثالة لن يهتم أحد بموته، ثم نكسر الصلة، و ندع الكيان-"

"أوقف هذا الهراء!! ماذا دهاك و اللعنة؟!"

بجدية، ما الذي يحصل هنا؟! يستحيل أن يصدر كلام كهذا عن هارو!

هارو طيب جدا ليتحدث عن موت أحدهم بهذه البساطة...

"ماذا؟ ألديك فكرة أفضل؟ تذكر أن الوقت يداهمنا"

اتسعت عيناي في صدمة من كلامه، و نظرت إلى هانا التي لم تشاركنا الحديث أو حتى تبدي اعتراضا على كلام هارو، عندها وجدتني غير قادر على ضبط أعصابي أكثر من ذلك...

عضضت على شفتي السفلية في حنق، و في لحظة غضب وضعت يدي على الجدار بجانبي لأستدعي إحدى الحفر السوداء و أقفز بداخلها، دون النظر إلى أي منهما حتى...

"يـ-يوكي! مهلا-"

لكن الحفرة أغلقت قبل أن تتمكن هانا من الوصول إليها...

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن