الفصل السادس و العشرون

102 19 50
                                    

*شغل الموسيقى*

انتشلني صراخ هانا الفزع من حالة الشلل التي علقت بها، و قد كررت هي أمرها بأن أحضر هارو إلى هنا، لكن نظرة واحدة إلى شو أكدت لي أن الوقت غير كافٍ لذلك...

"ساعديني!" صرخت بهانا بعد أن انحنيت أرضا إلى مستوى شو و حاولت رفعه عن الأرض قليلا، " سأحمله إلى هارو!!"

ألقيت بذراعي شو على كتفي، ثم أحسست بهانا تدفعه نحوي حتى تموضع رأسه في الفراغ بين عنقي و كتفي، هنا وصلتني أنفاسه المختنقة و أدركت كم أنه يعاني ليتنفس...

استقمت من مكاني بعد ذلك بصعوبة بالغة، ركبتاي أخذتا تهتزان بعنف، أحسست أنني سأسقط في أية لحظة، لكنني تحاملت على نفسي و انطلقت مسرعا إلى المكان الذي ركنت فيه السيارة سابقا.

"شو... اصمد أرجوك..." رجوته و أنا لا أعلم إن كان قادرا على سماعي حتى...

كنت أركض و أنا أصارع عثراتي و الألم الحارق بصدري، و لم تزد غزارة المطر الوضع إلا صعوبة... أحسست أنني أختنق بالفعل، ليس بسبب ركضي، بل لأن كل صوت متألم كان يصدره شو كان يوهمني بأن الآخر قد لفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل...

و أنا لن أسامح نفسي أبدا إن فارق شو الحياة بسببي...

لذلك سأوصله إلى هارو و لو كلفني ذلك حياتي!

لاحت السيارة لنا من بعيد فزدت من سرعتي رغم أن الألم بساقي و صدري قد زاد، و سرعان ما لمحت الباب الخلفي للسيارة يفتح لينزل هارو مسرعا و متجها إلينا... جيد أنه لمحنا من بعيد...

"شو؟! ماذا حصل له؟!!" سألني هارو بصوت قد تشبع رعبا...

"لا وقت للشرح! ساعده أرجوك!"

استسلمت ركبتاي أخيرا لأجدني قد وقعت أرضا، لكن تحاملت على نفسي مرة ثانية و رفعت جسدي من جديد. في الناحية الأخرى بدا هارو شديد الضياع و الخوف، و كأنه لا يعلم ما يفعل...

أحسست فجأة بشو يحكم قبضته حول ثيابي و قد صار التنفس شبه مستحيل عليه الآن، و لم أحس بنفسي أصرخ في هارو معيدا إياه إلى حواسه إلا عندما نظر إلي بعينين اتسعتا...

"هارو! ركز و اللعنة! ما يحصل مع شو أشبه بما حصل مع الفتى في المشفى!! استعمل قدرتك تلك عليه!!"

أومأ هارو مرارا قبل أن يساعدني على إنزال شو من على ظهري و وضعه أرضا، ثم ابتعدت ساحبا هانا التي شلت الصدمة حواسها أجمع... لم أعلم حتى ما إن كان ذلك الذي يجري على وجهها مياه المطر أم دموعها...

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن