الفصل الثالث و الثلاثون

72 12 44
                                    

*شغل الموسيقى*

قادتني قدماي إلى حديقة المنزل الواسعة فالبقاء بالداخل بات يخنقني، حتى البرد الذي لطالما كرهته كان أرحم بالنسبة لي. أخذت أخطو دون وجهة محددة، أمر بنفس الأماكن مرارا وتكرارا، عيناي تتعلقان بمحيطي لكن ذهني مغيب كليا. لم يكن هناك غيري، و ما كنت أسمع إلا أصوات الرياح و أوراق الأشجار اليابسة تسحق تحت حذائي... و أيضا، صوت أفكاري...

كنت أدور في حلقات مفرغة فقط، لا يهم كم فكرت و حاولت الإتيان بحلول، جميعها كانت تهدم لنفس السبب، المجلس الأعلى و قراره الظالم.

لا يمكنني إقحام شخص آخر و طلب المساعدة منه، لا يمكنني أن أثق بأحد، و لا يمكن أن أطلب من الآنسة هانا استعمال قدراتها عليهم، هذا سيعرضها للخطر إذ سنتطرق لموضوع تعلمها تقنية محظورة لوحدها.

علي أن أفعل كل شيء لوحدي، لكن ضعف جسدي يقف عالة أمامي... ما العمل؟

عنصري يمكنني من كسر الصلة تماما كما كسرت الختم الذي وضع على المتنمر بالمشفى، كما أنه يسمح لي بطرد الأرواح الشريرة تماما كتلك التي تسللت بداخل شو محاولة الاستيلاء عليه...

إذن نظريا، أستطيع القيام بالأمرين! المشكلة هنا أن الكيان أقوى من كل ما تعاملت معه إلى الآن...

إذا فكرت بالأمر مرة ثانية، أستطيع استعمال التعاويذ و المحيط الخاص بي لجعلي أقوى و إضعاف الكيان، لكن هل سأكون حقا قادرا على التخلص منه في تلك الحالة؟

إن وجدت طريقة تجعل جسدي أقوى و لو مؤقتا... إن وجدت طريقة تمكنني من إلغاء الآثار الجانبية للسحر... شيء كهذا، أهو موجود حقا؟

توقفت عن السير ونظرت خلفي مركزا على المنزل، على حسب ما أذكر فهناك مكتبة بالداخل، كان عمي والد الآنسة هانا يسمح لي بالقراءة هناك في الماضي، ربما بكون هناك ركن مخصص لكتب السحر؟

أسرعت بخطاي إلى الداخل من جديد ثم أخذت أسير نحو الغرفة التي يفترض بها أن تكون المكتبة، و لم أتمكن من تجاهل الطريقة التي كان ينظر بها الخدم إلي طول الوقت... كأنهم يراقبونني؟

بمجرد أن أنظر في أعينهم يشيحون بأبصارهم بعيدا... غريب...

وصلت إلى الغرفة المنشودة، أمام بابها وقفت خادمة ارتبكت ما إن رأتني أقترب منها. ابتسمت نحوها محاولا تهدئة كلينا، و هي ردت الابتسامة بارتباك أكبر حتى!

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن