الفصل الحادي عشر

185 32 107
                                    

*شغل الموسيقى *

أجبرت على البقاء و المبيت في منزل هارو، و ها أنا ذا جالس في غرفته أحمل هاتفه بيدي... كنت قد استعرته قبل نصف ساعة مضت لأتصل بوالدتي، و يمكنكم أن تحزروا أنني لم أفعل ذلك إلى الآن...

هذا الوضع... كله غريب علي... الآن فقط انتبهت أنني أحفظ رقمها عن ظهر قلب؟

زفرت الهواء من رئتي بقلة حيلة، ثم ضغطت على زر الاتصال بعد أن عددت إلى الخمسة غير تارك أي مجال للتردد أكثر... و بعدها انتظرت فقط، جزء مني كان يدعو ألا ترد علي...

لكن هيهات...

"من معي؟"

"إ-إنه أنا!"

صمت كلانا بعد ذلك، و لولا أصوات أنفاسها التي فضحتها لظننت أنها أغلقت الخط في وجهي...

فرقت شفتي بغية الكلام، لكنها سبقتني منهية ذلك الصمت المحرج...

"يوكي؟ أين أنت؟"

و لوهلة خيل لي أنني استشعرت القلق في صوتها...

"في منزل صديق... سأبيت الليلة عنده إذ يستحيل أن أعود في هذا الجو" نظرت إلى النافذة التي أغرقها المطر نهاية كلامي...

"و من هذا الصديق؟" سألتني بعد صمت قصير، و لن أنكر أن هذا السؤال ولد لدي شعورا مختلطا... أعني، أنت آخر شخص يحق له السؤال عن ماهية أصدقائي اذا نظرنا إلى أصدقائك...

"هارو... الفتى الذي ساعدته"

"و هل اعتنيت بيدك؟"

"أ-أه... أجل فعلت! ذهبت إلى المشفى قبلا..."

و مجددا لاذ كلانا بالصمت مؤقتا، و كأنها كانت تنتظر مني قول شيء... أي شيء... لكنني لم أفعل، فما كان منها إلا أن تنهي الاتصال، لكن قبل ذلك...

"تصبح على خير"

"و... و أنتِ من أهله..."

تركني ذلك الاتصال أتخبط في هذه المشاعر المضاربة ، كانت تلك أسوأ و أبطأ دقيقة مرت علي في حياتي كلها! و لكنني و لسبب ما... أحببت كل جزء فيها؟

لا أعلم لمَ، لكن راحة كبيرة غمرتني بعد هذا الاتصال، و تمنيت... تمنيت حقا أن يبقَ الحديث معها بهذه السهولة...

Our Safe Dystopiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن