السابع عشر

3.7K 423 107
                                    

الفصل السابع عشر
بقلم سماح سمير شبل عطاالله

حاله من الحزن خيمت على الجميع ، كل توسلاتهم لماريا لم تجدى نفعاً ونرجس تحتضر بين أيديهم وكل محاولاتهم بائت بالفشل ، وما ذاد التوتر بكاء الصغير سليم المتواصل وكأنه يبكى رحيل نرجس ، لم ينجح ادم أو شهاب أو مالك فى اسكاته بعد أن انهارت الفتيات بجوار نرجس التى لم يتبقى لها الكثير ، لقد اعترفت بقتل سيدها وإصابتها لعنه الساحر المقتول ، صرخ مالك بقهر صرخه مكتومه وهو يحمل سليم ويضعه بجوار نرجس ليودعها ، وعلى الرغم من البكاء الهستيرى للصغير على يد مالك صمت فجأه عندما وضعه مالك بجوار نرجس ليعتدل الصغير حتى يستند بكفيه الصغيرتين على صدر نرجس ويبدأ جسده الصغير بالانتفاض والرعشه ليتحول إلى شبل صغير تحت أعين مصدومه وشهقات خافته جعلت الجميع يتراجع الى الخلف عده خطوات، مما جعل الزعر يتملك من الجميع ويمنع القاضى مؤنس شهاب الذى حاول الاقتراب من نرجس والصغير الذى يخرج من جسده وميض ازرق اللون تحول لهاله تغطى جسد نرجس الذى بدأ يخرج منه دخان اسود شبيه بظل حشرات صغيرة في سرب جعل القاضى مؤنس يأمر الجميع بالهبوط أرضا حتى لا يصاب احدهم بأذى ، كادت توبه أن تصرخ ولكن شهاب وضع كفه على فمها فما يحدث داخل هذا الجناح لا يصح أن يخرج من أبوابه خوفا على الصغير وعلى نرجس، غزل وهى تجلس القرفصاء أرضا قالت بهمس ..
أنه يُخرج اللعنه من جسد الفتاه .
الاميره تينا وهى تهمس بجوارها ...
هل سيستغرق الكثير من الوقت ؟
غزل ...
لا اعلم ، ولكن هذا سيجعل جسده ضعيف للغايه ، مازال صغير جدا على ما يفعله .
القاضى مؤنس بذهول.
أنه المختار ، لقد تحكم فى سحره وكأنه يمارسه منذ سنوات.
چيدا بعدم فهم وهى تهمس بصوت مكتوم..
يعنى ايه مختار وايه اللى ممكن يحصل لسولى؟
أنهت حديثها وانفجرت مره اخرى فى البكاء مما جعل شهاب يقترب منها ويعانقها بقوه وهو يقول بثقه ..
ما تخافيش ياچيدا ربنا هينجيه هو ونرجس.
رفعت رأسها تستشف الثقه من حديثه فأكمل..
ربنا هيحميهم انا واثق من كده .
انفجرت توبه ونبيله فى البكاء مره اخرى وانضمت لهم الاميره تينا وتأسرت غزل ولكن بدون أن تسقط من عيناها دمعه واحده فهى حارثه بوابه الشر ومن العار أن تبكى ، طال انتظار الجميع وهم يجلسون أرضا والهاله المضيئه تغطى جسد نرجس والصغير المتحول لشبل ، وبدأ الدخان الذى يشبه أسراب الحشرات فى الاختفاء من حولهم وانتفض الجميع واقفا عندما سمعو صوت الصغير سليم وهو يقول بطفوله وهو سعيد ..
نونا ((نرجس)) ،ليرو نرجس تحتضن الصغير وهى تبكى وهو يضحك بسعاده ، صدمه اللجمت الجميع لثوانى قبل أن تقفز نبيله على الفراش وهى تحتضن نرجس والصغير سليم واتبعتها توبه وچيدا والتف حولهم شهاب وادم ومالك ، مما جعل القاضى مؤنس الكهل يجلس على المقعد وهو ينظر لهم بشفقه وكذالك غزل اما الاميره تينا فسقطت دموعها مره اخرى ولكن هذه المره وهى تضحك وتقفز عليهم ليتذمر شهاب وهو يبعدها عن ظهره ويقذفها نحو الفتيات ، ولكن تينا لم تبالي واستمرت بالضحك ، والكلمات الصادقه بسعادتها لاستعاده نرجس مره اخرى كما فعل الجميع ، لم تمر دقيقه واحده وفقد الصغير سليم وعيه لتصرخ نرجس برعب وهى تحمل جسد الصغير بزعر جعل الجميع يهرع إلى الصغير ، ليقوم القاضى مؤنس ويأخذ الصغير من أيديهم ويقول بنفاذ صبر..
جسد الصغير يحتاج الراحه ، لقد قام بعمل شاق على عمره.
ثم وضع الصغير على الفراش أمام أعين الجميع ليكمل..
تباً لغبائكم جميعاً.
مالك..
ايه ياعم الحج ما براحه علينا ، يعنى شايف أن اللى بيحصل معانا طبيعى .
جلس الجميع لتقول غزل بأدب...
هل من الممكن أن نتحدث الان؟
أومأ لها ادم بنعم لتكمل..
انا حارثه بوابه الشر ومن واجبى مساعدتكم لحمايه البوابه ،لأكمال الاسطوره عليكم الذهاب الى سهل التنين على حدود مدينه السحره، وهناك ستجدون من سيكون عونا لكم ومن سيكون لكم درع ومن سيكون لكم سكنا ومنهم من سيكون فى انتظاركم.
لم يفهم الأحفاد السته ومعهم نرجس وتينا أما القاضى مؤنس فقال..
هل ستتركين باب الشر وتذهبى معهم؟
غزل...
لا ، انت الذى ستترك ذى الكهل وتخرج معهم
توتر القاضى مؤنس وتلعثم ولم يستطيع الرد على حديث غزل ، مما جعل الاميره تينا تنظر له بشك كباقى من فى الغرفه ، جلى شهاب حنجرته وقال..
هو فيه ايه ؟انا زهقت من الألغاز دى .
مالك بمرح ..
والله الواحد فرهد من كتر الالغاز ده انا مفرهدتش كده فى لعبه من سيربح المليون.
ادم بنفاذ صبر..
ما حد يفهمنا فيه ايه .
كان يوجه حديثه للقاضى وعندما لم يجد سوى الارتباك التفت إلى غزل وقال..
غزل ، حالا تفسرى كلامك.
غزل بعمليه..
لقد توفى القاضى مؤنس منذ عام تقريبا وهذا ((قالتها وهى تشير إلى القاضى مؤنس)) يكون حفيده والذى يبحث عنه جميع ساده المدينه حتى يقتلونه.
التفت الجميع إلى الرجل الكهل الذى يقف أمامهم ولا يصدقون ما قالته غزل ، رمت الاميره تينا القاضى مؤنس بنظرات ناريه قبل أن ترميه بتعويزه لم تؤثر به مثقال ذره ، تحولت نظراتها إلى غزل التى تعلم جيدا أن هذه التعويزه تظهر الساحر على حقيقته ،دار فى رأسها سؤال واحد وهو ، هل فقدت قدرتها على تحديد هويه من أمامها؟
الاميره تينا بغضب..
هل تجرؤين على خداعنا ياغزل؟ هل تعلمين ما عقوبه ما تفوهتى به؟
احمر وجه غزل وهى تقول...
اقسم لكِ أن هذا الكهل شاب فى ريعان شبابه، لقد كشفت أمره منذ أول يوم تخفى فى جسد جده ولكن لا أعلم اى سحر هذا الذى لا تعمل لتعويزه الكشف معه.
كانت نبيله تجلس بجوار الصغير وتتابع مثل البقيه ، ولاحظت توتر الرجل الذى يسمى القاضى مؤنس وحركات أصابعه العشوائيه ، هى حقا لا تجتهد فى دراسه القانون ولكن لديها حاسه سادسه تخبرها أن شكوكها فى محلها ،فهى الأخرى راودتها الشكوك عندما كان يتحرك بسرعه ولياقه بدنيه عندما احترق قصرهم ، وغير ذالك هذه الندبه فى كف يده لم تراها من قبل أو تلفت نظرها ، اما البقيه فهاجمو غزل لرمى الرجل الكهل بلباطل ، كل هذا ولم يتفوه القاضى بكلمه واحده وفضل الصمت ، فسرو صمته بكظم الغضب من هذه الفتاه المختله، تحدثت نبيله اخيرا وقالت..
خلاص ياجماعه ، ايه كلتو البنت ، يمكن اتلخبطت عادى يعنى.
احتقن وجه غزل وهى تقول..
لم أخطأ يوما.
ثم التفت الى مؤنس وهى تكمل بأنفعال..
لم تكن لى نيه فى كشف حقيقتك ، وهذا حتى لا يُفتك بك السحره التى تعلم أن جدك اخبرك بما يجعلهم مثلهم مثل العبيد كلاً سواسيه ، وهذا ليس لشخصك إنما لأكمال دائره اسطوره التغيير.
صمت الجميع ينتظرون رد من القاضى على غزل ولكن تفاجأو به يضحك وهو يقول..
هل مازلتِ مُصره على حديثك هذا بعد أن قامت الاميره برميى بتعويزه الكشف،حمقاء.
كادت غزل أن تنقض على مؤنس ولكن منعها شهاب وادم من التعدى عليه وظلت الاميره تينا تحاول كمح غضب غزل التى أن فقدت السيطره على غضبها ستتحول لوحش يدمر كل شئ حوله ، اما مؤنس عندما استوعب ما يحدث حاول الخروج من الجناح بأكمله حتى تهدأ قليلا ، فهو يعلم جيدا أن غضب غزل ليس فى صالح الجميع وعندما يخرج الوحش الساكن ضلوعها ستدمر المدينه بأكملها، كاد أن يفتح باب الجناح ولكن يد قويه جذبته للخلف ليلتفت ويحدها نبيله والتى ما أن التفت لها بوجهه وكانت تغرقه بدورق ماء ليشهق ويحاول الابتعاد عنها ترك مالك غزل وحاول تخليص الرجل من يد نبيله ولكن الأخرى طرحت مؤنس أرضا وهى تمسح وجهه بكم قميصها وتقول بتصميم..
ابعد يامالك غزل مش كدابه .
ما أن سمعتها غزل وهدأت وبدأت الحراشيف التى بدأت بالظهور على جسدها بالاختفاء وابتعدت عنها تينا وشهاب وادم وتنفست نرجس براحه بعد أن حبست أنفاسها وهى تحتضن الصغير برعب ، اما چيدا وتوبه فكانوا يرتعدون خوفا من غزل فهى ما أن كذبها الجميع وبدأت تخرج من جسدها حراشيف تشبه التى توجد على جسد التنانين وبدأت قرونها تخرج من بين شعرها وتتعملق مما جعل وجهها الجميل يتحول لوجه بشع بهذه الحراشيف ، ولكن ما أبطأ تحولها بالكامل التعاويذ التى تلقيها الاميره تينا فهى تعلم أن تحولت غزل لوحش ستفتك بمؤنس اولا ثم بها وبجميع من فى الجناح بعده ، ولكن نبيله هى من أنقذت الموقف والتف حولها الجميع وهى تزيل مستحضرات التجميل الذى استعملها هذا الحفيد ليأخذ مظهر جده ولهذا لم يفلح السحر معه لأن السحره لا تستعين بأى شئ من العالم الاخر عالم العامه ولهذا تخيلت غزل أن حفيد القاضى يستعمل السحر ولكنه استعمل ما سيحميه أكثر فهو يعلم أن السحره شكاكين بطبعهم واستعمال مستحضرات التجميل سيكون أمن أكثر من السحر.

مدينه السحره ❤️ بقلم.. سماح سمير شبل ❤️ فانتازيا كوميدي مغامره ((مكتمله))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن