الفصل الثاني

30 9 2
                                    

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

أشعل السعادة في قلبي بنقر النجمة أسفلاََ 💫
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

إنتهى اليوم الدراسي لهيوري مع محاولتها لتجاهل
تحديقات جونغ وو الغريبة ، كان الجميع يعلم بكونه ذلك الفتى اللعوب الذي يُصادق في اليوم بالخمس فتيات مع نسيان أسمائهن في نهايته و بكونه ذلك الفتى الغامض لأن لا أحد يعلم شيئاََ عن ماضيه أو حتى عمل والده فلطالما قال أنه يعمل في قسم إدارة الأعمال ولكن عن أي أعمال يتحدث؟!!

تجاهلت بطلتنا كل تلك الأمور و بدأت بالتمدد في فراشها بعد جلوسها لساعاتٍ طويلة لإنهاء فروضها كما تأكدت من وضع تقريرها في الحقيبة للمرة المئة، نظرت بجانبها إلى صورة والدتها ثم بدأت تتحدث معها و كأنها شخص حيّ

" مرحباً مجدداً أمي، لقد كان اليوم طويلاً و متعباََ حقاََ خصوصاََ بسبب الأستاذ اللعين تشونج مين" بدأت بالقهقهة ثم أكملت

" إن كنتِ هنا الآن لأفتعلتي شجاراََ لأني لعنت أستاذي"
أطالت النظر في الصورة كانت تجمعها مع والدتها يوم انتهاء فترتها الإعدادية كان عاماََ مُتعباََ لشدة مرضها فيه وكان عليها الدراسة مطولاََ و لكن وجود والدتها بجوارها كان كفيلا لجعلها تبتسم رغماً عنها.

تركت الصورة ثم ذهبت لتتفحص والدها و للأسف وجدته جالساََ علي الأريكة في غرفة المعيشة و حوله زجاجات الكحول التي أودت بصحته، آخذ يرتشف بعضاً من هذا السائل الذي اختلط بدموعه ليحرق حلقه، عيناه وحتى قلبه الذي اشتاق لمحبوبته الراحلة، دائماََ ما  يُمثل القوة امام ابنته و يساعدها على التقدم و بمجرد التفاتها تأخذ دموعه مسارها في وجهه و يصنع عقله فيلمََا قصيرََا بعنوان

' ذكريات منتهية '

تنهدت هيوري و قررت تركه بمفرده
فجميعنا نحتاج إلى تلك اللحظة التي نخلو بها مع انفسنا لنطلق سراح دموعنا

" تصبح على خير أبي"
همست بهذه الكلمات قاصدة سريرها

" أنتِ محظوظة لكونك تزوجت رجلاََ مثل أبي
إنه يُحبكِ بحق"
تتحدث مع الصورة للمرة الأخيرة قبل أن تبدأ بالتثاؤب

" والآن تصبحين على خير لدىّ يوم طويل غداً"
أطفأت اضاءة غرفتها لتذهب لعالم خيالها المريح الذي تستطيع البقاء فيه مع ملاكها_والدتها_ كما أسميتها.
__________________________

المتحدث : سيدي لقد وصلت الشحنة الجديدة
ماذا تريديني ان أفعل بها؟

أجاب سيده ذو النظرة الثاقبة و البذلة القاتمة ،كان  يحمل كأس النبيذ الأحمر ليجيب بتلك البحة المخيفة و الهالة الباردة

"أرسلها الي منزلها السري ، أنا قادم للإطمئنان عليها بنفسي. "

ليضحك بعد أن أغلق الخط في وجه خادمه تلك الضحكة التي تدب الرعب في قلوب ساميعها.
__________________________ 

مرحباً بك في عيادة الطبيب "كيونغ سوك"
كيف يمكنني مساعدتك؟

سألت موظفة الإستقبال ذلك الفتى القابع أمامها ليجيب

" ك.. كان لدي موعد مع الطبيب كيونغ باسم سيوجون.. بارك سيوجون"
اخذت تبحث في دفتر الأسماء و المواعيد حتى وجدت اسمه.

" أوه سيد بارك سيوجون حسناً تفضل من هذا الطريق، إن الطبيب كيونغ في انتظارك "
انهت حديثها بابتسامة خفيفة ثم شكرها سيوجون بعد ان انحنى لها باحترام، طرق علي الباب حتى دخل الغرفة ليبتسم في وجهه الطبيب كيونغ ذلك المعالج النفسي الذي لجأ له مؤخراََ، بدأ الطبيب الحديث

" مرحباً سيوجون أنا معالجك كيونغ سوك تشرفت بمعرفتك "
فرد سيوجون بنفس الطريقة اللبقة و الابتسامة النقية ثم اختفت الإبتسامة تدريجياً ليكمل

" طبيب كيونغ ارجوك ساعدني"
بنبرة متوسلة و ملامح قلقة قالها

"بالتأكيد بنيّ سأبذل قصارى جهدي لمساعدتك و لكن ما هي مشكلتك؟ "
بنبرة باردة يملؤها الحزن

" الماضي... لا أستطيع أن أتخطى الماضي"
يتحدث و هو شارد في ركن من الغرفة و معالجه يستمع بحذر و يدون الملاحظات المهمة ليسأل

" ماذا حدث في ماضييك تريد أن تتخطاه؟ "

_ لقد قتلتهم.... قتلتهم جميعاً.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

جميعنا نحاول تخطي ماضينا تخطي تلك الذكريات الجميلة، المُضحكة و حتى المُؤلمة و لكنها تظل كالطيف تُحاوطنا في كل مكان و زمان مهما كانت رغبتنا في نسيانها قوية يظل عقلنا يُذكرنا بها دوماََ، كلما آخذت خطوة للأمام تجد نفسك عُدت لتلك الفترة الزمنية مجدداََ تلك المحادثات، الشجارات، النِكات، الإبتسامات الصادقة و حتى الدموع المؤلمة، الشهقات المحبوسة و الأسرار الدفينة.

لا تحاول نسيان ماضيك إنه طيفك سيبقى معك أينما ذهبت و لكن حاول تخطيه لا تقف عند تلك الفترة الزمنية و تقع لا تعد لنقطة الصفر مرة آخرى

و تذكر أننا بين ماضٍ آليم و مستقبل غامض و حاضر مجهول قد وُلدنا في هذا العالم الواقعي المرير.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

بارت جديد أتمني ينال إعجباكم، قد تكون أحداثها مُبهمة و لكنها ستبدأ بالوضوح  في كل فصل

زينوا بعباراتكم المعسولة بين سطور كلماتي 🖤

✨دمتم سالمين و ليلة سعيدة ✨

𝙲𝙾𝙲𝙰𝙸𝙽𝙴حيث تعيش القصص. اكتشف الآن