قاطعهم رنين الجرس ليعلن نهاية وقت الفسحة, نهض ييبو وجان جان وتبعهم دانيال يتأفأف قائلا"لا ازال لم ارتح, رأسي يؤلمني" ضحك ييبو وجان جان عليه, فقال غاضبا "لا تضحكا ان كنتما دودتا كتب ومعتادون على الامر فلا يعني هذا اننا جميعنا كذلك" عبس, "لو انك تدرس كل دروسك سوف تشعر بانها سهلة" وصلوا للصف وجلسوا على مقاعدهم, تبعهم الاستاذ ليتمركز في وسط اللوح ويكتب عنوان الدرس, ثم بدا بالنقر على اللوح الخشبي بطبشورته البيضاء, ليكتب فيها ما حضر له الليلة الماضية, كان شكلهم بينما يرمون بانتباههم على شرح المعلم, يقطع الانفس, وسامتهم لا متناهية, ربما ثلث الصف او اكثر يرمون بانتباههم عليهم, ييبو, بجسده الرشيق الرياضي, يكاد يشعل النار في اجساد الاخرين, وجهه الذي اكتسى الجلد الناعم كالحليب, فكه الحاد,عينيه البنيتين كانهما خشب دامس لونه,انفه الطويل,خديه السمينين رغم رشاقته التي تكاد تنافس رشاقة عارضات الازياء, شفتيه الصغيرتين, كانها حبة كرز, ما ان تنظر اليه لن تستطيع رفع عينيك عنه, لكنهم يحولون عيونهم عنه الى الجالس قربه طوال الوقت, كيف لا وشكله يناديك لتذهب وتعانقه, لطيف جدا, كانه ارنب خصوصا باسنانه الامامية, ارنب ابيض, بشرته جد بيضاء, كانه جمع بياض الكوكب كله, رغم سواد شعره الدامس, اسود كانه اخذ لونه من سماء الليل الصافية, وتلك اللمعات الدائمة على شعره بسبب الزيوت التي يضعها عند استحمامه التي تسرق الاضواء من جمال نجوم الليل على الجبل.اما عن شفتيه فربما هي نقطة الشبه الوحيدة بينه واخيه, بخلاف رسمة العين, كحبيبات كرز, حلوة للغاية, الملابس المدرسية عليهما, تبدو وكانها ملابس من عرض ازياء لاحدث موضة, هل اللباس المدرسي بالعادة بهذا الجمال؟ ام انهما وسيمين لدرجة تحول القبح الى جمال لا متناهي معهما؟ سأل الاستاذ سؤالا لاحد الطلبة كان سؤالا يبدوا سخيفا للغاية لكن ليس كل شيء كما يبدو عليه :"اخبروني ما هو لون الحليب؟" ضحك الفص عند سماعه, فهو ابيض, اي شخص سيراه ابيض, لكن كان لييبو جواب مختلف :"انه ازرق" نظروا اليه جميعا باستغراب, هل يملك عمى الوان من نوع ما؟ ما جعلهم يشعرون بغرابة اكبر ان الاستاذ قال له "احسنت, هذا صحيح" ثم بدا بشرح الموضوع =مالي خلق اكتب الدرس😓=.
مرت الساعات الدراسية بسرعة, ذهبوا جميعا سيرا على الاقدام, بينما يتافاف دانيال بسبب ذلك قائلا:"الا تملكون سيارة او دراجة او شيء ما؟", فاجاب ييبو "نملك سيارة لكن المنزل قريب, كما لا يمكن لجان جان ركوب الدراجة", صمت دانيال قليلا ثم قال "لما لا يمكنه, اولا هو اعمى, ثانيا جسده هش للغاية" اومأ دانيال بتفهم, ثم وقعت عينه على رجل يشرب الكحول بقهر على قارعة الطريق, امسك بهاتفه والتقط له صورة ارسلها لعصابته وكتب ــــــــــــــلنخلصه من بؤسه الليلةـــــــــــــــــــ.
جلس ييبو وجان جان ودانيال حول طاولة الطعام وبداوا بالاكل حيث قال ييبو "يجب ان نحصل عل الطاقة قبل البدء بالدراسة" واوما الاثنين باتفاق.بعد انتهائهم من تناول الطعام, بدأوا بالدراسة دون تضييع الوقت, لكن دانيال كان يستمر بالتافؤف قائلا "اعلينا انن ننهي كل هذا.." او "لا استطيع راسي سينفجر" وحتى "اكره المدرسة لماذا لا يموتون فحسب" وكان التوام يحاولون كتم ضحكتهم لكنهم وفي كل مرة يفشلون ويبدا دانيال بالنحيب "اجل اضحكوا سوف اقتلكم وسوف ترون". ماكان يساعده على الصبر, انه يتذكر وجود مكافئة لاجله الليلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي مكان اخرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ايووو يالك من ضعيف انها فقط الف ضربة بالسوط لماذا اغمي عليك
قال صاحب الجسد الضخم والراس الشبيه بالبيضة الحمراء, عيونه القاسية تنظر بشر نحو ذلك الفتى النحيل..يو بيين.. تحمل كل يوم الف ضربة بالسوط, بدون طعام, بدون شراب,يدون عناية طبية.. او هذا ما كان يعتقدونه, لحسن حظه, فتاة صغيرة, اخت دانيال الصغيرة, كانت تهتم به كل يوم, كان ظريفة, بشعرها الاسود الطويل, عينيها الخشبيتين, من يرى عينيها يحسبها ميتة لا حياة فيها..ليس ذنبها..ليس ذنبها ان اخوها كان يفرغ فيها مشاكلها النفسية منذ طفولتها, رغم ذلك, حافظت على برائتها وحلاوتها, رغم اثر الضربة الباقي على ظهرها, والحرق في يدها الناتج عن رمي الاسيد عليها من قبل اخيها, لا تزال حلوة, من الخارج الى الداخل, رقيقة, ناعمة,بريئة.كل يوم بعد خروج الجميع من الغرفة, تحمل علبة الاسعافات الاولية, وتضع المراهم على الجسد الهزيل والضعيف ليو بين تشربه بعض الماء, وتطعمه قطعة حلوى صغيرة. ليس الاول ولا الاخير, دائما تفعل هذا, على الاقل للذين بقوا على قيد الحياة.
كيفني وانا احدث قبل النوم وبكرا عندي امتحان
اتمنى اعجبكم
مالي خلق اكمل بس ان شاء الله ما اطول اكثر من اسبوع
اذا ما صار شي